الخرطوم : سراج النعيم
اعتبر
الإعلامي مصعب الصاوي أن برنامج ( أغنيات من البرامج ) بقناة النيل الأزرق من
ثوابت الخارطة البرامجية للقناة وبدأ مبكراً وتعاقب عليه عدد من المذيعين أمثال
سلمي سيد، سعد الدين حسن، حامد النظار، عبدالرحمن شيبة الحمد وبعد الأخير تلقيت
اتصالاً من الأستاذ حسن فضل المولي والشفيع عبدالعزيز وطلبا مني تقديم البرنامج
وهو عبارة عن محاولة لإعادة بث وتقديم أرشيف مكتبة النيل الأزرق وبعد موافقتي جلست
معهما في اجتماع قصير أكدت فيه أنني سوف أضيف بعض الخلفيات التوثيقية وجرعات من
التحليل الفني والموسيقي للأعمال المطروحة مع حفظ الحقوق الأدبية للشعراء
والملحنين وكان أن وافقت إدارة البرامج علي رؤيتي.
وأردف : البرنامج ظل ينتجه الشفيع عبدالعزيز منذ
تأسيسه ودوري فيه كما يقولون : ( اجر المناولة ) وبحمدالله النسخة الجديدة من
البرنامج حققت نجاحاً كبيراً وانعكس ذلك النجاح في جذبه للمعلنين الذين لديهم قياس
في وضع المال بغرض الترويج.
ما هي
كيفية اختيار الأغاني؟ قال : أن تكون الأغنية لم يسبق بثها علي الأقل خلال ذلك
الشهر مع مراعاة الأجيال أي نبث أغنيات للرواد والوسط والشباب من أجل الأمزجة
وأحياناً تحكمنا موضوعات كإحياء ذكري الفنانين الذين رحلوا مثلاً وردي، زيدان
إبراهيم، محمود عبدالعزيز، نادر خضر، برعي احمد دفع الله وغيرهم ومرات نحتفي
بتجربة محددة كالأصوات النسائية وهي دائماً ما يكون موضوعها موحداً.
واسترسل : في
أحايين آخري تكون الأغنية موجودة بأكثر من صوت مثلاً أغنية للراحل سيد خليفة تجدها
بصوت نانسي عجاج، عمار السنوسي، سميرة دنيا لذلك
لكل مشاهد
خيارات في الاستماع للأغنية بصوت هذا الفنان أو ذاك ، ضف الي ذلك أننا في التحليل للأغنية
نتحدث عن شاعرها ونعمل للأغنية التي تليها تحليل موسيقي.
وحول هجرة العقول الإعلامية؟ قال : هي مسألة
فيها شيقين شق يتعلق بخيارات الإنسان نفسه في إطار بحثه عن وضع أفضل وهنا أعني
الوضع المادي فلا خيار أفضل للمبدع إلا وضعه المادي الشق الثاني يتعلق بإدارات
القنوات الفضائية وكيفية المحافظة علي الكوادر المميزة والناجحة صحيح لا تستطيع إعطاءهم
نفس الأجور التي توفرها لهم جهات في الخليج والسعودية ولكن علي الأقل يكون لديه
الحد الأدنى الذي يجعله يستقر فأنت مثلاً عندما تقارن أجر الطبيب في السعودية ستجد
الفرق بالسوداني أربعة أضعاف فإذا منحت الطبيب ( 50% ) من الأربعة أضعاف فإنه
سيبقي في السودان فالغربة لها حسابات تخصم من خبراتك وجمهورك وتفصلك من بيئتك
وتحرمك من فرص كثيرة تواصلية فإذا عدت إلي البلاد بعد الاغتراب لن تتمكن من استعادة
أراضيك ويبقي الأمر صعباً جداً وقد لمسنا ذلك بالتجربة لدي بعض الفنانين الذين هاجروا
ثم عادوا فوجدوا أن هنالك مياه كثيرة جرت تحت الجسر فالمعادلة هي أن المبدع
السوداني ليس جشعاً في النواحي المادية. ما الذي استفدته من هذا البرنامج؟ قال :
فهمت كيفية تعامل السودانيين مع الغناء حيث لاحظت أن جمهور الفنان محمود عبدالعزيز
جمهور متعصب جداً مثلاً أبث أغنية للحوت في الأسبوع السابق يصرون علي أن أبث له
أغنية في كل حلقة من حلقات البرنامج وأتذكر أنني التقيت سائق ركشة فقال : الحوت
قلت : الحوت بثينا له أغنية الأسبوع الماضي قال : ما تجيبوا الأسبوع دا مالو يعني
فقلت : عشان ندي فرص لي فنانين آخرين قال : هو في فنان تاني غير الحوت.. وعلقت
زوجتي قائلة : كيف يقول ما في فنان غير الحوت؟ فقلت لها : الحواتة ديل عندهم شعار أسمو
( ما بطيق لغيرو اسمع ).
وفي احدي المرات
بثينا أغنية من حفل يغني فيه وردي ويحضره مجموعة من موظفي البنوك واحد هؤلاء
الموظفين كان جالساً مع احدي زميلاته منسجماً ويضحك وصادف أن زوجته تتابع البرنامج
فرأت ذلك المشهد فقال لي: عليك الله تاني ما تبث أغنية وردي فقلت لماذا؟ فقال :
كلما تبث هذه الأغنية زوجتي بتشاكلني وتقول : أنت قاعد مع زميلتك مبسوط وبتصفق
وأنا قاعدة هنا في البيت.. وهكذا كلما تبث الأغنية تتكرر المشكلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق