الخرطوم : سراج النعيم
كلما مرت أربعة سنوات يبدأ هوس مباريات كأس العالم في السودان بصورة خاصة
والعالم بصورة عامة وبما أنه هوس غير طبيعي دعونا نقف عند الظاهرة في المحيط
السوداني وذلك من واقع أننا بلداً متطوراً في المتابعة والتشجيع للفرق والمنتخبات
الأجنبية فيما أننا متخلفين في لعبة كرة القدم من الناحية الفنية للفرق والمنتخبات
السودانية التي لم ولن تستفيد من التطور الذي يشهده العالم في معظم الرياضات والتي
تأتي علي رأسها كرة القدم اللعبة الشعبية الجماهيرية التي لا تعرف حدود أو انتماء
بدليل أن حمي كأس العالم تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام الذي يدخل بعض الأسر في
فواتير جديدة وهي الفواتير التي تضاعف لنا في السودان أعباء إضافية تستفيد منها
قناة (الجزيرة) القطرية باعتبار أنها تحتكر حقوق البث بالتشفير لكسب الإعلانات
والمشاهدة العالية.
وتبقي الظاهرة متمددة في المجتمعات التي يتسابق فيها عدد من الفنانين
لتأليف أغاني تمجد المنتخبات المتنافسة وبعض اللاعبين بالإضافة إلي ظواهر آخري
تتمثل في تلوين الوجوه بألوان أعلام الدول التي صعدت منتخباتها للتصفيات النهائية
بالبرازيل كما أنهم يعمدون إلي تنظيم المسيرات التشجيعية المثيرة للاستغراب
والدهشة من حيث الابتعاد عن التقليدية المتبعة عادة في التشجيع علي كافة مستويات
الدوريات الرياضية ولكن يظل هوس كأس العالم هوساً مختلفاً من حيث التحضيرات
والإعداد للتنافس والمتابعة والتشجيع ما يقودني إلي طرح بعض الأسئلة لمن هم يسلكون
هذا المسلك هل حل كل منا مشاكله المتراكمة علي مدي السنوات الماضية خاصة في ظل
الظروف الاقتصادية القاهرة خاصة وأن هذا الهوس العالمي يتزامن مع بداية الدراسة
وشراء مستلزماتها وشهر رمضان المعظم الذي يبدأ التحضير له من الآن..وهل وجدنا
الحلول الناجزة للأزمات التي تعتري عوالمنا المستحكمة والمستوطنة والتي تطرأ ما
بين الفينة والأخرى وهل استطعنا أن نطور كرة القدم في بلادنا التي لم تحظي بشرف
المشاركة في منافسات نهائيات كأس العالم وهل استفدنا من هذه التظاهرة في إيصال
رسالتنا للعالم حتى نتفرغ تفرغاً كاملاً لمشاهدة مباريات كأس العالم ونشجع منتخب
هذه الدولة أو تلك بإنفاق الأموال وبذل الجهد واستقطاع الوقت وهل في ذلك فائدة ؟
الإجابة بكل بساطة لا وبرغم اللا هذه كان يفترض فينا توجيه الأموال والجهود
المبذولة في هذا الإطار للقضايا الإنسانية والوطنية حتى نصبح أقوياء نشارك لا
نتابع ونراقب.
وهاهي بطولة كأس العالم تنطلق رغماً عن احتجاجات بعضاً من مواطني البرازيل
علي أساس أن الصرف الذي تم لبناء الاستادات هم الاحوج إليه لظروفهم الاقتصادية
السيئة التي عبروا عنها صراحة في تظاهرات تشير إلي أن أحداثا فوضوية خلاقة قد
يحدثها من أشرت لهم خاصة أولئك الذين يقيمون بالقرب من إستاد (ﻣﺎﺭﺍﻛﺎﻧﺎ) الإستاد
المقرر أن يشهد نهائيات بطولة كأس العالم في الثالث من يوليو 2014م وتسأل عدداً من
البرازيليين الفقراء عن نصيب دولتهم
من الاحتكار لقناتي ( الجزيرة) القطرية وقناة (بي أن سبوت) وبالتالي يصبح
حق البث حصرياً خصصت علي أثره طبقاً فضائياً خوفاً من تغول بعض التلفازات علي هذا
الحق خاصة وأن هنالك دولاً لا تقر بالاحتكار الذي يجعل من التظاهرة العالمية
تظاهرة صفوية نسبة إلي أنها منافسة يجب الاستفادة منها من حيث التطور فنياً في
جانب التكتيك والتخطيط إلي جانب التحكيم الذي يظهر آخر القوانين الحاكمة للعبة كرة
القدم ولكن بكل أسف لا نستفيد من منافسة بطولة كأس العالم.
فيما نجد أن قناة ( الجزيرة ) القطرية عرضت في السوق السودانية بطاقات
بمبلغ (1980) جنيها بالإضافة إلي طرح جهاز استقبال ﺑـ(1200) جنيهاً وهي شاملة
لمباريات البطولة العالمية وتفعيل الخدمة لمدة عام من تاريخه بينما توقع خبراء أن
تحقق قناة الجزيرة مشاهدة عالية جدا قدروا نسبتهم بنصف مليون مشاهد هذا العام.
أما في جانب الهوس الفني نجد أن الفنان الفلسطيني (ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺴﺎﻑ) قدم ﺃﻭﻝ ﺃﻏﻨﻴﺔ
ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻔﻴﻔﺎ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺯﻳﻞ وﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ ﻛﻮﻧﻐﺮﺱ
ﺍﻟﻔﻴﻔﺎ 64 ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ (ﺳﺎﻭ ﺑﺎﻭﻟﻮ) ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻳﻠﻴﺔ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻳﻞ ﺩﻳﻠﻤﺎ ﺭﻭﺳﻴﻒ، ﻭﺭﺋﻴﺲ
الفيفا ﺟﻮﺯﻳﻒ ﺑﻼﺗﺮ ﻭﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪﻭ .
وﻗﺪﻡ عساف ﺃﻏﻨﻴﺘﻪ (ﻳﻼ ﻳﻼ) التي ﺗﻢ ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﻭﺇﻃﻼﻗﻬﺎ ﺧﺼﻴﺼﺎً ﻟﻠﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻟﻴﻜﻮﻥ
ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻭﻝ ﻣﻄﺮﺏ ﻋﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﺣﻔﻞ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﺗﺎﺑﻊ للفيفا ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺗﻨﻈﻴﻢ
ﻛﺄﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ 2014 ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻳﻞ.
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺴّﺎﻑ ﺧﻼﻝ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻋﺎﺻﻔﺔً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻧﺨﺒﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺎﺯﻓﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯﻳﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺿﻔﺎﺀ ﻃﺎﺑﻊ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻔﻴﻮﺟﻦ ﻣﺎﻧﺤﻴﻦ
ﺍﻷﻏﻨﻴﺔ ﻟﻤﺴﺎﺕ ﺑﺮﺍﺯﻳﻠﻴﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺗﻠﻘﺖ CNN ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ.
ﻭﺃﺛﺎﺭ ﻋﺴﺎﻑ ﺍﺑﺘﻬﺎﺝ ﻭﺣﻤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻓﺎﻕ ﻋﺪﺩﻫﻢ 2000 ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺪﻋﻮﺓ، ﻭﻟﺪﻯ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻪ
ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻭﺻﻠﺘﻪ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻮﺟّﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺴّﺎﻑ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ
الفيفا ﺟﻮﺯﻳﻒ ﺑﻼﺗﺮ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﺭﺟﻮﺏ ﻭﺧﺘﻢ ب Viva Palestine ﺃﻏﻨﻴﺔ (ﻳﻼّ ﻳﻼّ)"ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺒﺚ الإﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺘﺮﻧﺖ Live Streaming ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺭﻭﺩﻧﻲ
ﺟﻴﺮﻛﻴﻨﺰ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺃﻟﺤﺎﻧﻬﺎ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻟّﻒ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﻓﺎﺿﻞ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﻧﺰﺍﺭ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق