الخرطوم : سراج النعيم
واصل المدعو ود الحافظ سقوطه في فخ الاستخدام السالب للعولمة ووسائطها
بالتمادي في نشر المزيد من التسجيلات الصوتية (البذيئة) التي بدأت تأخذ هذا الحيز
من خلال (ندي راستا) و(سهي الدابي) اللتين رسمتا صورة مسيئة للسودانيين في الداخل
والخارج خاصة وأن مسلسل التسجيلات الصوتية البذيئة جاء مباشرة بعد أن رفع الراعي
الأمين رأس السودانيين عالياً في المملكة العربية السعودية علي وجه التحديد
والخليج عامة المهم أنه لوحظ انتشار مثل هذه الظواهر السالبة المندرجة في إطار جرائم
السودانيين في الخارج الجرائم التي ترتكب دون حياء أو خجل وأكبر دليل علي ذلك أن
المدعو (ود الحافظ ) نسب إليه تسجيل صوتي يسيء فيه إلي نفسه وللسودانيين بعبارات
تنم عن جهل ناسياً أو متناسياً أن السودانيين في الداخل والخارج تحكمهم عادات
وتقاليد لا تنفصل عن الدين الإسلامي وكلما طرقت أذانهم عبارات مثل العبارات التي
يجيدها هو تجدهم وتجدني غير مندهش أو مستغرب لما ذهب إليه ودالحافظ الذي ضرب مثلاً
عامياً في تسجيله الصوتي البذئي : ( ما في شجرة ما بهبها الريح ) ولم يتوقف عند
هذا الحد بل تمادي في إيصال رسالته بصورة يشمئز منها الإنسان معترفاً بأنه ينتمي
إلي تلك الفئة المغضوب عليها من الله سبحانه وتعالي لذلك لا نملك إلا أن نقول له :
( أعوذ بالله منك ومن كل الذين يجاهرون بالسوء ) الأمر الذي يقودني إلي أن ألفت انتباه
من يتداولون تلك التسجيلات الصوتية (البذيئة) بالكف عن ممارسة ذلك حتى لا نخلق من أمثال
ندي راستا وسهي الدابي وودالحافظ أبطالاً ونجوماً يشار لهم بالبنان في المجتمع فهم
لا يستحقون منا الالتفات إليهم بل يجب أن نتجاهلهم ونبحث عن الكيفية التي تتم بها
معاقبتهم معاقبة رادعة رغماً عن أن ( ندي راستا ) ينسب لها تسجيل صوتي تعتذر من
خلاله لشباب وشابات السودان عما بدر منها من خطأ في حقهم فهل نقبل الاعتذار أم نقول
لها كما كتب الشاعر الراحل إسماعيل حسن ( اعتذارك ما فيدك ودموعك ما بتعيدك والعملتو
كان بأيدك ).
عندما أعود إلي التسجيلات الصوتية المتبادلة بين ندي راستا وسهي الدابي وو(دالحافظ)
أقف حائراً أمام التناقضات الظاهرة فيما أقدموا عليه من مجاهرة بالسوء الذي نشروه
عبر ( الواتساب) المندرج في إطار برامج التقنية الحديثة التي استخدموها استخداماً
سالباً لا يحقق إلا جزء من أغراض ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ القائمة علي بث الأفكار السيئة في
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وذلك استهدافاً للنشء والشباب في ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ بتشجيعهم
علي التواصل السلبي المخالف للعادات والتقاليد السودانية السمحة التي لا تنفصل عن
الدين الإسلامي ومن هذا الاستخدام السالب ظهرت في المشهد التسجيلات الصوتية (
البذيئة) إلي جانب ظواهر آخري ﻣﻦ ﺑﻌﺾ الإناث والذكور بغض النظر عن أعمارهم فهم
تجاوزوا كل الخطوط الحمراء بدواعي أنهم مقيمين في بعض الدول العربية والغربية ظناً
منهم بأن القانون لا يمكن أن يطالهم وهذا لعمري جهل منهم وعدم علم بأن السودان وقع
علي اتفاقيات دولية يمكنها أن تساهم في القبض عليهم وإعادتهم إلي الوطن وإنزال أشد
العقوبات بهم عبر الشرطة الدولية ( الانتربول ) وبدلاً من أن يتجهوا علي هذا النحو
كان حري بهم احترام ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ بأن يرسموا عنها صورة جمالية
بالاستفادة من التطور التقني الذي يشهده العالم بصورة عامة وأحدث تغييراً كبيراً ﻓﻲ
ﻣﺠﻤﻞ المفاهيم السائدة في ﺍلحياة من الناحية السلبية وكان في أمكان ندي راستا وسهي
الدابي وود الحافظ الاستفادة من التقانة الحديثة إيجاباً إلا أن ثلاثتهم ﺭﻛﺰوا ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ بنشر أفكار سيئة حظيت بالانتشار السريع عبر ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ وﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻼﺏ ﺗﻮﺏ
ﻭﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮﺍﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
من المؤسف أن البعض من الشباب والشابات أصبحوا يستقلون وسائل التواصل
الاجتماعي ( الواتساب ) و( الفيس بوك ) دون ضابط أو رقيب في حين أنهم كان يمكن أن
يستفيدوا منها ببث الأفكار الايجابية وإرسال المعلومات المصححة للمفاهيم السائدة
في أذهان البعض بدلاً عن تبادل ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ( ﺍﻟﺒﺬﻳﺌﺔ ).
وكنت قبلاً قد أشرت إلي أن بعض الدراسات والأبحاث أﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻮﺍﺗﻒ
ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺼﺪﺍﻉ ﺩﺍﺋﻢ
ﻧﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ( ﺍﻟﻮﺍﺗﺴﺎﺏ ) ﺃﻭ ﺃﻱ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻮﺍﺻﻠﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺁﺧﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ
ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻃﻮﺍﻝ ﺗﺆﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝ
ﺍﻟﺴﺎﻟﺐ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﻘﻠﻘﺔ ﺟﺪﺍ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ
ﺭﺑﻤﺎ ﺃﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺰ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻤﺘﺪ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻼﺕ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ( ﺍﻟﺒﺬﻳﺌﺔ ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻣﺪﻱ ﺍﻻﻧﺤﻄﺎﻁ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺤﺪﺭﺕ ﺑﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ خاصة
و ﺃﻥ ﺑﻄﻠﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻞ ﺍﺧﺘﻠﻔﺘﺎ ﺣﻮﻝ ﻗﺮﻭﺏ ﺃﻧﺸﻲ
ﻓﻲ ( ﺍﻟﻮﺍﺗﺴﺎﺏ ) ﺛﻢ ﺑﺪﺃﻥ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﻏﺴﻴﻠﻬﻦ ﺍﻟﻘﺬﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻸ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻲ ﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺧﺠﻞ
ﻭﺑﻤﺎ ﺇﻧﻬﻦ ﺍﻧﺠﺮﻓﻦ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق