الخرطوم : سراج النعيم
روي صبري أبشر حمزة خشم الموس قصة إستشهاد والده بتأثر شديد رغماً عن أنه مر
عليها سنوات منذ العام 1985م.
وقال : بدأت قصة إستشهاد والدي عندما كنت في السادسة من عمري إذ أننا كنا نقيم
في قرية (السلمي) ريفي بربر حيث انها مسقط رأسنا الذي انتقلنا منه للإقامة بحي
كوبر (العزبة) بالخرطوم بحري ولم يمر يوم واحد علي ذلك حتي زارنا في المنزل زوار
الليل.
وتابع : المهم أن والدي كان يعمل في مصنع النسيج السوداني بالإضافة إلي أنه
كان يمتلك ورشة مكانيكا في المنطقة الصناعية ببحري وله في نفس الوقت زوجة ثانية
تقيم في حلة خوجلي بالخرطوم بحري.
وأردف : في يوم الحادث المشئوم رافق خالتي إلي المستشفي للعلاج وفي طريق
عودتهما إلي المنزل أشر له احدهم فظن والدي أنه تقطعت به السبل التي يمكن أن تقله
إلي مكانه فيما كانت عقارب الساعة تشير إلي العاشرة مساء فأوقف العربة بالقرب من
الشخص المعني إلا أنه وبسرعة فائقة سحب مفتاح العربة من الخزنة وقال لوالدي : (
جيب العندك ) إلا أن والدي رفض الاستجابة لطلبه فتركه واتجه إلي خالتي وخطف منها
الشنطة ثم أخرج منها الذهب الذي كان بداخلها وأثناء ذلك ظهر في المشهد شخصين قاما
بالتشاجر مع والدي الذي كان يضع خالتي خلف ظهره حتي لا يصيبها مكروه ثم طلب منها
أن تجري في حين كان يواصل مقاومته لهم إلي أن غدره احدهم بضربه بـ( سيخه ) في
الرقبة ما نتج عن ذلك سقوطه علي الأرض..بينما كنا نحن نغط في نوم عميق أيقظنا منه صوت
خالتي وهي تصرخ بصوت عال ( الحقوا أبشر قتلوه ) إي أننا صحونا مخلوعين نهرول ناحية
الشارع الذي اكتظ بالناس والعربات وذهبنا إلي مسرح الحادث ورفعنا والدي الذي كان
يسبح في بركة من الدماء في عربة توجهت به إلي مستشفي الخرطوم بحري التي لفظ فيها
انفاسه الأخيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق