الخرطوم : سراج النعيم
تناقلت الصحافة والفضائيات العالمية قضية السودانية المرتدة مريم يحي بكثير
من الجهل بتشريعات الدين الإسلامي وظهر ذلك جلياً من خلال برنامج ( حدث ولأحرج)
المبثوث من علي شاشة القناة الفرنسية
التي عمدت إلي أن تتطرق إلي الحكم القاضي بإعدام السيدة السودانية أبرار أو
مريم بعد ارتدادها عن الدين الإسلامي واعتناقها الديانة المسيحية وأشارت إلي أن
الرأي العام الدولي غضب من ذلك الحكم باعتبار أنه مخالف للعهود والمواثيق
والاتفاقيات الدولية.. التي ركزت عليها الوسائط الإعلامية الغربية بغرض الإساءة
للسودان بالتناول السالب لقضية السيدة السودانية المرتدة وكأن الحكم الصادر حكماً
نهائياً لا يتدرج في مراحله القضائية المختلفة إلي أن يصل إلي المحكمة الدستورية.
وأكثر ما أحزنني في التناول الإعلامي المعلومات المغلوطة التي تم تمليكها
للرأي العام العالمي.. وهذا أن دل علي شيء إنما يدل علي أن الاستهداف الغربي قائم
علي عكس صورة غير صحيحة.
فيما نجد أن المرتدة أبرار أو مريم قد دحضت الإدعاءات الزائفة من خلف قضبان
سجن النساء ام درمان ولكن بعض وسائل
الإعلام الغربية مازالت تخوض في القضية بنشر المعلومات الخاطئة التي جعلت القضية
تأخذ حيزاً دولياً يقودني إلي طرح سؤال حول القضية لماذا أضحت تحظي باهتمام كبير؟ في
رأيي أن الغرض من ذلك الاهتمام الغربي هو استهداف الأمة الإسلامية في عقيدتها..وما
تدويلها إلا من أجل الأجندة الخفية والظاهرة الرامية إلي أن ينشغل السودان في قضية
لا تحتمل الآراء المبنية علي ﺇﻥ يتصرف الإنسان علي هواه دون أن يقيد بالقوانين
والتشريعات الإسلامية و لعمري ما ذهبت إليه وسائل الإعلام الغربي فهم خاطئ في
تطبيق القوانين السودانية المستمدة من الشريعة الإسلامية لذلك يجب عدم ربط
القوانين السودانية بالاتفاقيات والمواثيق والعهود الدولية التي تضع تطبيق القانون
الجنائي السوداني في وضع شائك ومتشابك نسبة إلي أن القانون الجنائي السوداني ﻳﻨﺺ
علي تجريم الارتداد عن الدين الإسلامي..ولا سبيل للدول الغربية مخالفته بالمواثيق
والعهود والاتفاقيات الدولية التي لا تهدف إلي معرفة مستوي تفكير المجتمعات
العربية والإسلامية في قضايا تمس المعتقدات التي لا تقبل الآراء التي تفقدنا
الهوية ببث الأفكار المغايرة في ظل الانفتاح علي المجتمعات وتداخل الثقافات مع
بعضها البعض الشيء الذي أدي إلي التشويش بالتواصل مع الثقافات الغربية التي تبيح
كل ما يحرمه الدين الإسلامي لذلك لابد من الترسيخ للعادات والتقاليد السودانية
السمحة التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي حتى نغلق الباب أمام الحملات الغربية
الهادفة إلي أن تصيب الأمتين العربية والإسلامية في عاداتها وتقاليدها وقيمها وأخلاقها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق