من المؤكد أن إنشاء صناديق خيرية وحث
الناس علي تفعيل دور الأوقاف والزكاة يساهم في حل الضائقة المالية للكثير من شرائح
المجتمع الضعيفة فالدولة وحدها لا يمكنها توفير المال لتلك الشرائح خاصة في ظل
التدهور الاقتصادي المريع الذي يشهده العالم بصورة عامة والسودان بصورة خاصة بعد
أن رفعت الحكومة الدعم عن المحروقات الأمر الذي أضاف فواتير جديدة علي المواطن
المغلوب علي أمره لذلك علينا جميعاً رسميين وشعبيين أن نعمل في تجاه تخفيف أعباء
المعيشة عن الطبقات الضعيفة وكما أسلفت فالدولة مهما أمتلكت من أموال وموارد اقتصادية
لن تستطيع أن تكفل وترعي كل المحتاجين ولاسيما شرائح المجتمع غير القادرة علي
الإنفاق علي نفسها في ظل تزايد الفواتير التي هي في حاجة ماسة للمساعدة.. وهذه
المساعدة تؤرق المهتمين بشأن الأسرة والشرائح الضعيفة لذا لابد من السعي إلي إعادة
التكافل المجتمعي إلي جانب ما تطلع به بعض مؤسسات الدولة في هذا الإطار.
يجب التركيز علي إنشاء صندوق التكافل
المجتمعي الذي قطعاً سيساهم ولو بجزء بسيط في رفع المعاناة عن كاهل ( الفقراء
والمساكين ) حتى نضمن أن الحاجة والعوز لا يدفعان البعض من الناس إلي مد أيديهم أو
ارتكاب جرائم تخل بالأمن العام.. يجب أن نفكر علي هذا النحو حتى لا يصل الناس إلي
مراحل متأخرة في الحاجة للدعم المالي الذي ربما أضطر البعض منهم إلي التسول في
الطرقات العامة.. ما يؤكد بشكل جازم أنهم وصلوا لمرحله حد الكفاف وهي مرحلة جديرة
بإعادة النظم الإدارية والمالية في الجهات المعنية بتخفيف أعباء المعيشة عن
الشرائح الضعيفة في المجتمع خاصة السيدات المطلقات والأرامل اللواتي يكافحن وينافحن
من أجل تربية أبنائهن ضف إليهن من أمتنع أزواجهن عن الصرف عليهن وعلي أبنائهن لأي
سبب من الأسباب.. الأمر الذي أفرز مشكلات في جوانب عدة من الحياة وعلي رأسها
الجوانب الاقتصادية.
وبما أن الوضع الاقتصادي أصبح مذرياً
بالنسبة للبعض من العامة فأنني أجد نفسي طارحاً بعض التساؤلات المندرجة في هذا
الإطار لماذا لم يعد هنالك تكافل في المجتمع.. وأين ديوان الزكاة من الفقراء
والمساكين الذين أضطر البعض منهم إلي مد يده للناس أعطوه أو منعوه.. وأين ثقافة الأوقاف
مما يجري في المجتمع خاصة وأن ثقافة الوقف لها الأثر الأكبر في معالجة البعض من
القضايا التي تعتري من نتحدث عنهم في مجالات الصحة والتعليم والاستثمار الذي يكفي
الناس شر العوز.. ومثل هذه الثقافة نفتقدها في عصرنا الحالي.. العصر الذي أصبح لا يعرف
طريقاً لها إلا فيما ندر.. وربما أن معظم الأوقاف أصبحت منحصرة في تشييد بعض
الجوامع والمدارس دون النظر إلي إنشاء الصناديق التكافلية في المجتمع.
ويبقي أمر الأوقاف أمراً جديراً بالنظر
فيه نسبة إلي أنه يدور في نطاق محدد لا يلبي حاجة الفقراء والمساكين الذين نأسف
للواضع الذي يركنون له آنيا لذلك كله يجب توظيف الأوقاف توظيفاً يساعد فيما يحتاجه
الناس الضعفاء خاصة وأن الأوقاف إلي عهد قريب كانت تلعب دوراً كبيراً في احتياجات
المجتمع عملاً بما كانت تلعبه من دور في التاريخ الإسلامي التاريخ الحافل بالشواهد
الإنسانية العظيمة في شتي مناحي الحياة الصحة.. التعليم والي آخره .. وكان
المسلمين آنذاك يهتمون بالمدارس وأماكن الإقامة للطلاب والأﺳﺎﺗﺬﺓ وصرف رواتبهم من
أموال الأوقاف كما أنهم اهتموا بصحة الإنسان بإنشاء المستشفيات والصرف عليها وعلي
الأطباء والمرضي والعاملين فيها.
لذلك من المهم جداً التفكير في إنشاء
صناديق التكافل الاجتماعي لكي يلجأ لها أصحاب الحاجة من الرجال والسيدات اللواتي
يقعن في خلافات مع أزواجهن.. لذلك ادعموا فكرة الصناديق التكافلية المجتمعية فهي
الأمثل للحد من الفقر المقدع الذي نلتمسه بوضوح في شرائح المجتمع الضعيفة.
ومن وراء ذلك كله علينا الاعتراف بأن
هنالك مشكلة اقتصادية تحتاج منا لإنشاء صناديق التكافل الاجتماعي وحث الأثرياء علي
المساهمة ببعض العقارات الفائضة عن الحاجة للأوقاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق