الخرطوم : سراج النعيم
كشف التاجر محمد النور حامد البالغ من العمر ( 70 ) عاما تفاصيل مثيرة
ومؤثرة حول مصادرة ممتلكاته التجارية من طرف قوات الحركة الشعبية بدولة جنوب
السودان التي قضي فيها جل عمره متنقلاً بين عدة مدن تكبد علي أثرها خسائر فادحة
بلغت في مجملها ( 300 ) ألف جنية سوداني.
وقال : بعد أن تم حرق محلاتي التجارية تم التنكيل بي وضربي ضرباً مبرحاً
فلم يكن أمامي بدا سوي أن أعود من هناك خالي الوفاض في سن متقدمة ما حدا بي أن
الجأ إليكم بعد أن فاض بي ولم اعد املك مالاً أعول به
أسرتي المكونة من ثلاثة أبناء وخمسة من أبناء شقيقي المتوفى.
وتابع : في العام 1970م بدأت العمل تاجراً في مدينة ملكال حوالي الخمسة
أعوام ثم انتقلت في العام 1975م للعمل في مدينة ( فنجاك) بولاية جونقلي التي
اشتريت فيها منزلاً ومحلاً تجارياً زاولت فيه تجارتي الخاصة ببيع الأقمشة والسكر
والزيت والبلح وبعد مضي فترة من الزمن ازدهرت تجارتي ما استدعي احد قيادات الحركة
الشعبية أن يطلب مني فتح محل تجاري بمدينة ( أدوك ) نسبة إلي افتقار المدينة
لمحلات تجارية وكان أن استجبت لطلبه بفتح محل تجاري أوكلت إدارته لابن عمي ورغماً
عن ذلك شددت الرحال إلي هناك وقمت بشراء قطعة أرض شيدت فيها منزلاً ومحلاً تجارياً
وزريبة للمواشي.
وأضاف : عندما وصلت إلي مدينة ( أدوك ) تفاجأت بأحد قيادات ( الانانيا )
يتهمني بالتجسس لصالح حكومة السودان ثم هددني بالتصفية الجسدية عقب الاتصال بقائده
الاعلي منه رتبة وعند وصول القائد للمكان اتضح أنه يعرفني قبلاً وذلك حينما كنت
اعمل في مدينة ( ملكال) فأوصي بأن لا يتعرض لي احد وكان أن واصلت عملي بأن سافرت
إلي شمال السودان لاستجلاب بضائع وهكذا ازدهرت تجارتي وافتتحت عدداً من المحلات
التجارية.
وأردف : المهم أنني استمريت في تجارتي إلي أن حدث الانفصال بين الشمال
والجنوب واستلمت قوات الحركة الشعبية مدينة ( أدوك ) بقيادة ( بيتر ) وكانت الأمور
تمضي في ظل ذلك بشكل طبيعي إلا أنني بعد مرور فترة من الزمن تفاجأت بحضور ضابط
كبير طلب من ابن عمي مغادرة مدينة ( فنجاك ) فوراً إلي شمال السودان ثم صادر منه
البضائع خاصتي بالإضافة إلي قطيع من الأبقار كما أنه جاء إلي ضابط ومعه قوة مسلحة
وصادروا مني كل البضائع في محلاتي التجارية ثم حرقوها إلي جانب أنهم أخذوا مني (
12 ) بقرة ثم تناوبوا في ضربي ضرباً مبرحاً بسير مروحة في أجزاء متفرقة من جسدي
وقالوا : ( هذا ليس بلدك ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق