الخرطوم : سراج النعيم
هل ماضي الزوجين له أثر في تفشي (العنوسة)؟.. السؤال الذي
يؤرق مضاجع البعض من الفتيات ما حدا بي الوقوف عند الظاهرة كثيراً حتى أصل للأسباب
والحلول حول العنوسة أو بمعني أدق المقبلات علي الدخول للقفص الذهبي..ولا يستمرن
فيه طويلاً نسبة إلي أن الماضي يقف لهن عائقاً.. ما يجعل ذلك الفهم يسهم في حالات
الطلاق التي نشهدها بشكل متزايد في المجتمع ولأسباب بسيطة جداً.. ظل في إطارها
المهتمين بالشأن الأسري ينبهون إلي مغبة العودة للماضي مطالبين الشريكين بالاحتفاظ
به دون الكشف عنه خاصة السيدات باعتبار أنهن بدأن مرحلة جديدة تتطلب فيهن طي
الصفحات القديمة بكل ما تحمله من ذكريات حلوها ومرها.. طالما أنهن اقتنعن بالارتباط
شرعاً.. فمن الضروري أن لا يكترث الزوجين المقدمين علي الزواج للماضي.. فالأدبيات
والأبجديات العربية تدعو إلي طي صفحاته.. لأنه ليس من المفيد أن تعرف الزوجة أسرار
زوجها أو العكس مع التأكيد بأن الزوجة أكثر حرصاً علي الاحتفاظ بماضيها وعدم
الإفشاء به خاصة بعد انتقالها للمرحلة الجديدة مبتعدة بها عن شبح (ﺍﻟﻌﻨﻮﺳﺔ) الذي يتم تداوله في المجتمعات بصورة عامة أما شعبياً
فلديه أسما آخراً هو الفتاة البائرة إلي جانب المصطلحات الشائعة وهي التي يقصد بها
الفتاة التي تأخرت في سن الزواج.
وعرف في العامية الشعبية أن العنوسة تطلق علي الفتاة
التي فاتها قطار الزواج.. ما يشير بشكل واضح إلي أن بعض الفتيات اللواتي لم يتزوجن
في السن المحدد اجتماعياً أنهن لم يعد لديهن القدرة علي الإنجاب.. ضف إلي ذلك أن
الشباب لا يتزوجون من الفتيات اللواتي كبرن في السن إلا نادراً.
فيما وجدت كلمة ( بائرة ) استهجاناً من المثقفين
والمهتمين بالزواج والشأن الأسري علي أساس أن الكلمة خادشة وجارحة لكل فتاة لم
تتزوج وطالبوا الإعلام بتوعية المجتمع بعدم وصف الفتاة غير المتزوجة بالكلمات التي
أشرت لها.. خاصة وأن الزواج قسمة ونصيب.. وليس المجتمع السوداني وحده الذي يعاني
منها بل كل المجتمعات العربية والأفريقية والآسيوية والأوروبية.. أما الدول
الغربية فقد عانت منها معاناة شديدة منذ الحرب العالمية الأولي إذ أن آثارها
مازالت ضاربة الجذور ما أعطي الظاهرة بعداً آخراً.. لأنها مع مرور الزمن ستصبح جزء
من ثقافتنا وعليه ستؤرق الفتيات غير المتزوجات.. وربما أن العنوسة تفشت في الآونة
الأخيرة لعدة أسباب أبرزها عزوف الشباب عن الزواج لغلاء المهور والتباهي في شراء
(الشيلة) وإتمام مراسم الزفاف بأحدي الصالات الفخيمة إلي جانب هجرة الشباب إلي دول
المهجر لتحسين الأوضاع المعيشية في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة.
وهنالك مجتمعات تحدد سن (العنوسة) للفتاة في بعض القرى
والمدن التي تتفاوت فيها الأعمار من سن إلي آخري.
وبما أن غلاء المهور له دور أساسي في الظاهرة
فأننا ندعو الناس للعودة للدين الإسلامي الذي حث المسلمين إلي تيسير نفقات الزواج
وما أدل علي ذلك إلا الحديث الشريف : (إﺫﺍ جا ﺀﻛﻢ ﻣﻦ ترضون دينه ﺰﻭﺟﻮﻩ وألا تفعلوا تكن فتنة وفساد في ﺍﻷﺭﺽ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق