أصبحت معظم الأسر أشبه بالإلكترونية في ظل انشغال أفرادها
بالتواصل عبر المواقع التواصلية الحديثة المنتجة في ظل (العولمة) ..ما جعل بعض (الأسر
الكترونية) غير تلك الأسر المدمنة للفيس بوك والتويتر والتانقو والياهو والي آخره..
مما تتنافس في إطاره الشركات التكنولوجية تنافساً كبيراً لجذب الجمهور المستهدف في
أخلاقه وقيمه وسلوكه.. ما حدا ببعض الأسر أن تكون من أولوياتها مواكبة التطور
التقني حتى أن هنالك عروساً طلبت من زوج المستقبل أن يضع هاتفاً ( جلكسي) ضمن (
الشيلة).. ضف إليها ظواهر آخري كظاهرة فيديو الواتساب الشهير.. وبالرغم من الظواهر
السالبة تقنياً إلا أن التطور التقني مطلوب للإنسان من أجل مواكبة العصر للارتقاء
إلي سلم الحضارة بصورة إيجابية تساهم في بناء المستقبل بشكل واضح حتى نوصل صوتنا
ثقافياً وحضارياً ولا تؤثر فينا الثقافات والحضارات المغايرة.
لذا يجب أن تكون هنالك حملات توعوية تندرج في الأطر
المعرفية، العقلية، التعليمية، المهارية، النفسية، الثقافية، الاجتماعية ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ مما يشمل حياة الإنسان التقني غصباً عن إرادته خاصة
وأن المجتمع يحتاج للمواكبة والتطور إيجاباً حتى لا يكون معزولاً عن المجتمعات
الآخري حيث نجد أن المجتمعات البعيدة عن الإرشاد والتوعية التكنولوجية تنحرف بشكل
سافر نحو استخدام التقنية الحديثة بصورة غاية في السلبية.. وذلك يعود إلي عدم
تنمية المهارات التكنولوجية إيجاباً ودفعها بعيداً عن السلوكيات السالبة التي لها
الأثر الكبير في توجيه طاقات الإنسان نحو الاستفادة مما تنتجه ( العولمة ).
فلا يشعر الإنسان بالانتماء إلي الحياة البشرية إلا في
حال أنه أستطاع أن يواكب ما يجري في محيط مجتمعه بكل تأثيراته وتفاعلاته السالبة
منها والموجبة مستفيداً من المعرفة الأساسية.
وعندما أشرق فجر الإسلام ازدادت أهمية الأسرة حتى تخرج
للمجتمع إنساناً سوياً متماسكاً سلوكياً..يساهم في بناء المجتمع بكل ما يشهده من
تطور يحتاج من خلاله الإنسان إلي أن يعمل إيجاباً حتى يثاب ولا يأثم ﺇﺫﺍ كان هنالك تقصيراً طالما أنه عمل في الاتجاه الصحيح.
ومن هنا لأبد من أن تبدأ التربية السليمة من الأسرة فهي
بلا شك تكشف مدي أهمية ذلك في بناء مجتمع يحافظ علي العادات والتقاليد السودانية
السمحة التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي .. حتى تصبح لدينا أجيالاً تحمل الرسالة ولكن
الرسالة المعنية لا توجد في عصرنا الحالي.. العصر الذي تخلفنا فيه رغماً عن التطور
الذي يشهده العالم من حولنا نسبة إلي الاستخدام السالب الذي أفرز الكثير من
الظواهر خاصة منها نشر الصور علي مواقع التواصل انتقاماً من الطرف المتضرر .
فيما نجد النشء والشباب من الجنسين بعيدين عن صناعة
مستقبل خالي من الظواهر السالبة التي تلعب فيها الأسر دوراً كبيراً بإغفال الجانب
الرقابي في التربية خاصة في المجال التقني بوسائطه المنتشرة بثقافتها الاستهلاكية
التي انعكست علي واقعنا فأصبح واقعاً متفككاً في الأخلاق والسلوك لذلك علي الأسر
أن تراقب النشء والشباب من الجنسين في ظل عصر العولمة الذي جعل الإنسان تتحكم فيه
الالكترونيات التي أرتبط بها ارتباطاً عاطفياً قاده إلي عدم الإحساس بالآخرين ما فأقم
من التفكك الأسري.. كما انه ساعد الشركات المتنافسة في هذا سوق المنتجات الالكترونية
الحديثة علي تشجع للتواصل مع البرامج التواصلية الاجتماعية التي تسببت في الكثير
من المضار التي نشأت وترعرعت فيها الظواهر السالبة ما جعل الأسر تصبح أسراً
إلكترونية اللهم إلا من رحم ربي وبالتالي أصبحت الأسرة الإلكترونية تحل محل الأسرة
المتعارف عليها قبل ظهور (العولمة) ووسائطها المختلفة التي أصبح يدمنها معظم أفراد
الأسرة..ما قاد الأسر الي أن تكون حاضنة للوسائل التواصلية الاجتماعية الفيس بوك
والوتساب والتويتر.. وغيرها.. ومن خلالها يبدأ حياته في التعرف علي ثقافات وحضارات
مغايرة للتي نشأ وتربي في ظلها.
والإحصائيات العشوائية تشير إلي أن السودانيون يتفوقون حتى
علي الأمريكان في تحميل مقاطع الفيديو ومشاهدتها من موقع ( يوتيوب ) فالإحصائية
تؤكد أن أمريكي واحد يفعل ذلك نظير أكثر من عشرين سودانياً، كما أنهم يتفوقون علي
دول آخري في التواصل عبر الفيس بوك والواتساب ما يعني أن الأمر يحتاج إلي دراسة
شاملة تكشف أين يكمن الخلل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق