من آفات
المجتمع التي بدأت في الانتشار مؤخراً ظاهرة الشائعات التكنولوجية المغرضة التي
يطلقها بعض ضعاف النفوس ما بين الفينة والآخري باستقلال الشبكة العنكبوتية لسرعة
وصولها للعامة.. ولا يربأ من الاتجاه علي هذا النحو.. اللهم إلا من يخاف الله
سبحانه وتعالي.. لذلك أصبحت الشائعات
متفشية بصورة مخيفة ومرعبة في المجتمعات من خلال دخولها دائرة التقنيات الحديثة مواكبه
بهذا النهج الجديد التطور التقني الذي يشهده العالم تكنولوجياً.. وبالتالي تسري الشائعات
سريعاً في كل الأوساط بنشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك، الواتساب،
التويتر، الياهو ) المنتجة في ظل (العولمة) ومن ثم تصبح الشائعة متداولة في مجالس
المدينة وكأنها حقيقة مسلم بها.. والشائعة تنتشر بسرعة فائقة مما يجعلها تحدث شرخاً عميقاً يقوض المجتمع ويخلق فوضي ضاربة
الجذور.
ومن هنا لابد من طرح سؤال في غاية الأهمية ما
الذي ينشده هؤلاء أو أولئك من وراء إطلاق الشائعات الواحدة تلو الآخري؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ
لها تأثيرها البليغ ليس علي الأشخاص لوحدهم إنما تتجاوز ذلك بانتهاك أستقرار
النسيج الإجتماعي.. وعليه تفرز الشائعة نتائج سالبة يفقد علي أثرها الإنسان الثقة التي يجب أن يتجنب في إطارها بث الشائعة في الأوساط المجتمعية مهما كانت الدوافع القائدة
إلي ذلك الطريق المحفوف بالمخاطر.. فهو طريق شائك متشابك يؤثر بشكل كبير علي كافة
النواحي ويمتد تأثير الشائعة في إطار الفكر والثقافة وبالتالي يربك حسابات الناس
الذين يطالعون الشائعة نشراً أو شفاهةً ما يحدث خللاً في التركيبة الإنسانية في
محيط الأسرة والمجتمع الذي علي خلفيتها يفتقد لاهم عناصر الحياة ألا وهي التكاتف
والتعاضد والترابط وهي السمات التي اتسم بها المجتمع السوداني في الأفراح
والاتراح.. ولعل آخر تلك الشائعات شائعة وفاة الفنان الكبير ابوعركي البخيت عبر
بعض المواقع الإسفيرية وهي لم تكن الشائعة الأولي أو الاخيرة.. فقد سبقتها شائعات
تندرج في ذات الإطار رحل بعض أصحابها وبقي من هم علي قيد الحياة.. وخطورة الشائعة
في أنها أصبحت تصل إلي الرأي العام ما بين طرفة وانتباهة.. والغريب أنهم يؤلفونها
ويطلقونها ومن ثم يصدقونها قبل الآخرين بلا حياء أو خجل.. أي أنهم لا يرتجفون.. لا
يتخبطون إنما يعملون علي تداولها في مجالس المدينة وكأنها حقيقة ماثلة أمام أعيننا
دون خوف من أن يكتشف أمرهم.
من هنا
نجدهم يمضون في نهجهم وكأن بينهم ومن يطلقون في حقهم تلك الشائعات عداء يرغبون في ظله
أن يصفوا معهم حسابات.. مع العلم أن المسلم من سلم الناس من يده ولسانه.. هكذا
يكون المجتمع المسلم الذي نحن موصوفون به.
إن
الشائعات تلعب دوراً كبيراً في بعض الفواجع التي تطل برأسها علي المجتمع..
فالشائعة دائماً ما يتناولها لسان دنيء لا يمكن أن يكون معطراً بذكر الله سبحانه
وتعالي فتنعدم فيه الإنسانية والأخلاق وحكمة العقل الراجح، ويفتقد للأحاسيس
والمشاعر الإنسانية الصادقة بعيداً عن تلفيق الكذب والافتراء علي الآخرين دون وجه
حق فالشائعة تنطلق بسرعة البرق فمن الصعوبة بمكان تداركها أو حصرها في نطاق ضيق
لأنها تبدر من أشخاص لا وازع ديني لهم أو ضمائر وأكثر المستفيدين من الشائعات
الدجالون الذين يعتمدون اعتماداً كلياً عليها في جذب الناس إليهم لممارسة الدجل
والشعوذة التي أصبح لهم فيها حسابات تواصلية بالمواقع الالكترونية بغرض مواكبة آخر
التطورات في عالم النشء والشباب من الجنسين فالشائعة كالنار في الهشيم يصعب إطفائها
ﻓﻲ لحظتها و تترك آثارها السالبة علي المدى القريب والبعيد معاً.. فهي تنجح في إيقاع
الناس في الفتنة.
ومن هنا
أنصح من تطلق في حقه شائعة أن لا يحزن.. فهي قد تكون بلاء وابتلاء لم يسلم منه حتى
الأنبياء ﻓﻘﺪ ﺍﺑﺘُﻠﻲ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ الذين صبروا حتى ظفروا.
أما لمن
يألفون ويطلقون الشائعات فليتذكروا قول الله سبحانه وتعالي : (والفتنة أشد من
القتلُ) .. وما الشائعة إلا فتنة.. وما بين الفتنة والقتل فارق كبير يتمثل ّفي أن
قتل الروح يقع ضرره علي نفس واحدة فيما نجد أن الفتنة تهدم بنيان المجتمع المتماسك..
ويقول المولي عز وجل في محكم تنزيله : (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).. كما
أنه قال :( إن السمع والبصير والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق