لماذا رفض محمود عبدالعزيز لعب الكرة بالترينسوت وفضل عليه الشورت ؟
الخرطوم : سراج النعيم
وضع الفنان شكرالله عزالدين تفاصيل علاقته بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز
مؤكداً أنه ربطته علاقة قوية به في حياته حيث أنه اختاره للغناء معه في حفل
جماهيري بنادي التنس وكان متخوفاً منه في بادئ الأمر باعتبار أن جمهور الحوت لا يحتمل
فناناً يغني إلي جانبه في أي حفل يحييه علي أساس أنهم يأتون من منازلهم مهيئين
أنفسهم للاستمتاع بما يصدح به الفنان الراحل مشيراً إلي أنه عندما بدأ يغني لجمهور
الحواتة كان قلقاً ومتوتراً جداً للاعتبارات التي أشار إليها مسبقاً.
وقال : أول مرة أتعرف فيها علي الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بطلب منه
لمشاركتي له حفلاً بالحلة الجديد عيد ميلاد خاص بأحد أصدقائه.
وأضاف : اللقاء الأول مع الحوت كان في بداياتي الفنية حيث التقيت به في
خيمة تاج الملوك الرمضانية في العام 2003م وبعد أن انتهيت من فاصلي جاء إلي شخص
يدعي خضر النجم وقال : يا شكرالله الفنان محمود عبدالعزيز يريدك أن تذهب إليه في
الحلة الجديدة الآن فلم أتواني ولو لكسر من الثانية في الاستجابة لرغبته وعندما
وصلت المكان وجدت أن هنالك حفلاً غنيت فيه دويتو مع الحوت أغنية ( الشوق والريد )
وعدد من الأغاني بما فيها أغنياته الخاصة ومازلت احتفظ بذلك الحفل في اسطوانة ( CD).. بعدها ذهبت إليه في منزله بالمزاد بالخرطوم بحري فأستقبالني
هاشاً باشاً كالعهد به رغماً عن أنني كنت متوجساً من الحفل الذي غنيته معه بالحلة
الجديدة بحكم الشائعات التي كانت تطلق حوله آنذاك.. إلا أنني اكتشفت أنه أبسط مما
كنت أتصور إنساناً لطيفاً ودوداً ومن هذا الانطباع الذي خرجت به أصبحت أتواصل معه
باعتبار أنه فنان كبير وأنا مازلت أتلمس الخطي في مشواري الفني.. الذي اهدي لي في
إطاره عدد من الأغنيات التي دفع له بها شعرائها وملحنيها أي أنه تنازل عنها لشخصي
منهما الأغنيتين ( بسأل عنك ).. و ( أنت زولة ) اللذين أنتجتهما في ألبومي الذي حمل عنوان ( الدمعة )..
واستمرت علاقتي به منذ ذلك الزمن من خلال التواصل بالذهاب إليه أو عبر الاتصالات
الهاتفية.. وكنت كثيراً ما أساهر معه في منزله وإلي أن توفاه الله سبحانه وتعالي
كان يحتويني بكل الحب والود ولم يحسسني في يوم من الأيام أنني أقل منه شأنا في
الحركة الفنية.
هل غنيت معه في حفلات جماهيرية؟ قال : شاركته في ثلاث حفلات جماهيرية أولها
رفضت أن أرتبط بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز علي أساس أن جمهوره.. جمهور متعصب
منحازاً إلي الحوت ولا يحب أن يسمع أي فنان غيره مهما كانت مكانته في الساحة
الفنية.. إلا أنه أزال عني تلك الرهبة باتصاله عليّ هاتفيا وقال : يا شكرالله لازم
تشاركني الحفل الجماهيري بنادي التنس الذي نظمه متعهد الحفلات محمود مضيفاً :
المشاركة معي أبسط مما تتصور ولا تخاف فأنا سأحضر في الزمان والمكان المحددين
الأمر الذي بث في قلبي الطمأنينة فاستجبت له وتوجهت إلي نادي التنس الذي كان مليئاً
بجمهوره وغنيت لهم أغنيتين كنت عائشاً فيهما علي أعصابي لأنه لم يأت وما أن فرغت
من أداء الأغنية إلا ولمحت الفنان الراحل محمود عبدالعزيز يأتي ويجلس في الصفوف الأمامية..
وعندما قررت أن انزل من المسرح.. فطلب مني مواصلة الغناء لجمهوره
وحينما شاهد الجمهور الحوت يسمح لي بمواصلة الفاصل الذي تفاعل معي وفقاً
لرغبة فنانهم خاصة بعد أن صعد إلي خشبة المسرح ووقف إلي جانبي.. إلي أن غنيت ستة
أغنيات وقلت للحواتة : هذا اليوم سيظل خالداً في ذاكرتي كون أنني غنيت مع الفنان
الراحل محمود عبدالعزيز وبعد ذلك الحفل شاركت معه حفلين آخرين في نادي التنس
ومنتزه امبدة العائلي.
ماذا عن مشاركاتك له في افتتاح استادات الناشئين؟ قال : تواصلت معه في
الكثير من المناسبات.. ولكن أبرزها حفلات افتتاحات استادات الناشئين التي كان لنا
فيها أخا أكبراً حيث أنه كان يزجي لنا النصح والإرشاد.. وخلال تلك الفترة كنا نلعب
كرة القدم بنادي الأسرة بالخرطوم فهو كان من ضمن اللاعبين في تيمي الذي كان كابتنه
الحوت ولو ما كابتن لازم يكن كابتن.. وأتذكر أنه رفض اللعب بالترينسوت مفضلاً
اللعب بالشورت وكان تيمي يضم بالإضافة إلي محمود عبدالعزيز الفنانين الصادق شلقامي
وحسين الصادق وعصام محمد نور ووليد زاكي الدين ومرتضي.. أما التيم الند فكان يتألف
من احمد الصادق وكزوم وآخرين.
هل التقيت به خارج السودان؟ قال : نعم في شقته بالعاصمة المصرية القاهرة
واندهشت جدا من أن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز يحفظ عددية كبيرة من الأغاني
المسموعة التي غناها لي وآخرين.
ما الأغاني التي غنيتها من أغاني الحوت؟ قال : أحب أن أغني للراحل أغانيه
بعيداً عن الحفلات العامة فأنا كل أغانيه أحفظها عن ظهر قلب مثلا ( لهيب الشوق،
منو القاليك، وعد اللقيا، شايل جراح، أكتبي لي، مانع رسايلك، سمحة الصدف، عاش من
شافك ) وغيرها.
هل إعجابك بالراحل جعلك تنفذ أعمالك موسيقياً بشكل مشابه لتنفيذ الحوت؟ قال
: بكل تأكيد فأنا كفنان شاب محمود عبدالعزيز بالنسبة لي قامة فنية كبيرة نستفيد
منها في التحاقنا بالحركة الفنية.. واتجاهي علي هذا النحو نابع من أن الراحل
سوداني حتى النخاع في اختيار النصوص والألحان والأداء.. عليه حاولت أن أكون ولو قطرة
في محيط الفن السوداني ولم أقل الفنان الراحل محمود عبدالعزيز لأنه فنان لوحده لن
يتكرر ورغماً عن ذلك أحب أن تكون أغنياتي فيها طابع الفنان حقا محمود عبدالعزيز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق