قيادي باتحاد فناني تشاد يكشف المستور حول حفلات الصوالين بانجمينا
وتواصل
الدار فتح ملف سفر الفنانين والفنانات إلي تشاد التي أصبحت فيها سمعة الفن
السوداني تحتاج إلي بعض الضوابط الحافظة لمكانة الفنانين السودانيين في العاصمة
التشادية ( أنجمينا ).. في هذا السياق التقيت بالفنان السوداني عزيز آدم مريود
الذي تطرق للقضية من واقع منصبه في اتحاد الفنانين التشاديين.
قال : بدأت
رحلتي الفنية من مدينة ( النهود ) إلي الخرطوم سلاح النقل النهري ومن هناك شددت
الرحال إلي مصر ومنها إلي ليبيا ثم أخيرا تشاد التي جئت إليها في فرقة ( النجوم
الموسيقية) التي تأسست في العام 1992م.
رأيك في حفلات
الفنانين السودانيين في تشاد؟ قال : أولاً لابد من التأمين علي أن المتلقي التشادي
يحب الغناء السوداني رغماً عن وجود ثقافتين الثقافة الفرنسية والثقافة العربية
وربما تجد هنالك تشاديين يعرفون عن الغناء السوداني أكثر منا فالسودان وتشاد من
أكثر الدول الأفريقية تشابها.
من خلال
مراقبتي للمشهد الفني بالعاصمة التشادية ( أنجمينا ) لاحظت أن بعض الفنانين
والفنانات السودانيين يسيئون للفن السوداني بما يعرف بحفلات (الجكيت ) أو ما يعرف
عندنا في السودان حفلات جلسات الصوالين لنثر الأموال علي المغني أو المغنية وهنالك
من تجاوز ذلك بإحضار الفنانات من الخرطوم إلي أنجمينا وفق عقود اتفاقية تبرم بين
الفنان الكبير الذي يسمسر في تلك الحفلات التي لا يتجاوز حضورها أكثر من سبعة
أشخاص ويشترط في الفنانة مواصفات محددة حتى تحظي بمثل هذا الاتفاق فما هو دوركم
كاتحاد لمكافحة مثل هذه الظاهرة التي انتقلت من نيجيريا إلي تشاد؟ قال : لكل مجتمع
ثقافة خاصة به ومسألة ( النقطة) موجودة في أغلب الدول الأفريقية.. ولكن مع ذلك كله
فالفنان الذي ينجرف وراء هذا التيار فأن خلفيته الموسيقية قد تكون بعيدة كل البعد
عن رفض الظاهرة التي أشرت لها في سؤالك.. وبالتالي مسألة ما يعرف بالجلسات الفنية
المصغرة بـ(حفلات الصوالين) في تشاد أتحفظ حولها بسبب بعض الأمور..وأن كانت
(النقطة) ليست عيباً في الثقافة التشادية.
من الملاحظ
أيضا أن الفنانين السودانيين يطلب منهم أن يجثوا علي الركبتين حتى تنثر علي رأسه
الأموال؟ قال : مثل هذه السلوكيات دخيلة علي المجتمع السوداني.. في رأي لابد
للفنانين الذين ذهبت إليهم أن لا يأطروا لفهم من هذا القبيل خاصة وأنهم لايسيئون
للفن وحده بل يسيئون للسودانيين جميعاً فكلمة فنان تحتاج من الذين يسلكون طريقه أن
لا ينحرفوا به عن جادة الرسالة الفنية التي ظل الفنانين السودانيين يأطرون لها في
دول افريقية بصورة مشرفة كثيراً ورفعت رأسنا عاليا في تجوالنا في بعض الدول
الأفريقية.. لذلك كون أن الفنان يغني جالساً علي ركبتيه من أجل ( النقطة ) فليراجع
حساباته.. لأن الفن يرتقي بالذوق المجتمعي.. ليس المجتمع الذي يفرض علي الفنان
كيفية الامتثال إليه بدافع المال فهنا يصبح الأمر ليس فناناً بقدر ما هو شيء آخر
فلا يمكن أن يحرك الفنان من يحمل في يده بعض المبالغ المالية البسيطة.. فهي في
النهاية لا تمت للفن بصلة.
ما رأيك في
استقطاب فنان كبير لبعض الفنانات من الخرطوم إلي ( أنجمينا ) للغناء في جلسات لا
يتجاوز حضورها السبعة؟ قال : كنت رئيس إتحاد الفنانين التشاديين سابقاً والآن
سكرتير عام للاتحاد.. وعليه نحن دائماً ما تربطنا المسائل الاجتماعية ببعضنا البعض
ولكن مسألة إحضار الفنانات إلي تشاد للغناء في جلسات مختصرة لا ألوم فيها سوي
المسئولين في الخرطوم.. لأنه لا يمكن أن أمنح مثل هؤلاء الفنانات تأشيرات إلي تشاد
فالمواطن العادي حينما يحظي بتأشيرة دخول فهنالك شروط يجب أن تتوافر فيه فما بالك
ومن نتحدث عنهن فنانات.
أنت كمسئول
باتحاد الفنانين التشاديين ما هو الدور المنوط بكم للقضاء علي ظاهرة فناني الجلسات
والنقطة بانجمينا؟ قال : نحن كاتحاد نعمل علي تفعيل القوانين التي تندرج في هذا
الإطار مع وزارة الثقافة التشادية التي قدمت شكوى لنا في الاتحاد وبدورنا تحدثنا
مع السفارة السودانية بالعاصمة التشادية أنجمينا لوضع حد للظاهرة التي بدأت تأخذ حيزاً
كبيراً في تشاد.. فهنالك ممارسات لا تشبه الإنسانية أصلاً.. ونحن نتحدث في هذه
الظاهرة لأنه من صمت عن قول كلمة الحق فهو شيطان أخرس.. ولكن لا نجد الأذن
الصاغية.. ووقفنا متفرجين لما يجري في هذه البقعة.. فأصبحنا بموجب ذلك نخجل من
أنفسنا.
هل تم حصر
عدد الفنانات السودانيات في تشاد؟ قال : في آخر إحصائية وجدنا عددهن حوالي الـ( 37
) فنانة خلاف اللواتي يحضرن من السودان ما بين الفينة والآخري.. وهن جميعاً يغنين
في حفلات جلسات الصوالين.. وبالتالي الفنانة تغني لعدد لا يتجاوز السبعة
أشخاص..فهن لديهن هدف أو غاية محددة ينفذنها فإذا الأمر أصبح سالكاً تستمر في هذا
الطريق المحفوف بالمخاطر فهل هؤلاء يمكن أن نطلق عليهن لقب فنانات.
ما الكيفية
التي تتم بها الارتباطات بين أهل المناسبة بالفنان أو الفنانة؟ قال : الأخوة
التشاديين يحبون البهجة والغناء السوداني وزيارتكم لنا الآن في تشاد تصادف الموسم
بالنسبة للحراك الفني حيث تجد فيها الأعراس وغيرها من المناسبات الاخري..
والارتباط يتم بين أهل المناسبة والفنان أو الفنانة بالتراضي بين الطرفين.
بكل تأكيد
لاتحاد فناني تشاد دستور وقانون يحكم حركة الفنان أو الفنانة هل هذا الدستور..وهذا
القانون غير مفعل؟ قال : الاتحاد يلزم الفنانين المنضوين تحت لوائه بالدستور
والقانون الذي تتحدث عنه.. ولكن الحكم في النهاية قائم علي العلاقات الاجتماعية
ومن أجل مكافحة الظاهرة لابد من تضافر الجهود الرسمية والشعبية علي مستوي البلدين.
ما هو
الإحساس الذي يتخالجكم كفنانين سودانيين مقيمين في تشاد؟ قال : هؤلاء الذين يغنون
في حفلات الصوالين لا ينتسبون لنا من قريب أو بعيد.. ولكن المشكلة في النهاية أنهم
يطلق عليهم لقب فنان أو فنانة.. وعليه نحن متضررين منهم من الناحية الاجتماعية
لأنهم يسيئون لسمعتنا بغض النظر عن التخصيص أو التعميم.. علما بأنك لا تجد لهم أثراً
في الحفلات العامة والأعراس وغيرها من المناسبات المشهودة.. فهم جاءوا من السودان
لفهم غنائي محدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق