عائشة : خرجت من ليبيا بسبب الحرب بين الثوار وكتائب القذافي
الخرطوم : سراج النعيم
في
تجوال الدار في سوق تشاد التقت بالدكتورة عائشة ليبية الجنسية التي هربت من نيران
جحيم نظام الرئيس الراحل معمر القذافي إلي الاحتماء بشارع الرئيس السوداني الراحل
محمد جعفر نميري لتهجر ما درسته أكاديمياً بجامعة بنغازي وتلجأ للعمل في معرض لبيع
البدل الجاهزة المستوردة من مصر.
وقالت
: بدأت قصتي منذ اللحظة التي انطلقت فيها الشرارة الأولي من مدينة بنغازي ثم
انتشرت كالنار في الهشيم في بقية مدن ومناطق الجماهيرية الليبية العربية
الاشتراكية ما جعل الحرب الدائرة بين الثوار وكتائب العقيد القتيل معمر القذافي
تؤدي إلي مقتل الكثير من أبناء الشعب الليبي .. ومع بداية الأحداث شددت الرحال من
هناك إلي تشاد التي مر عليّ فيها ثلاث سنوات لم أجد فيها فرصة عمل في مجال التمريض
الذي درسته في مسقط رأسي فاضطررت إلي أن أعمل في متجر متخصص في بيع البدل (الفل
سوت) المستوردة من مصر.
وأردفت
: لحظة الأحداث كنت في مدينة بنغازي فبدأ الضرب بصورة لم نألفها قبلاً فصوت الرصاص
والمدافع أدخل في النفوس الخوف الشديد ومنظر الجثامين في الطرقات العامة يحكي عن
المعاناة التي عانيناها في تلك اللحظات.. فالمشكلة كانت كلها في مدينة بنغازي وفي
البداية كنا في حالة خوف شديد من صوت الرصاص والقتل الذي كان يحدث بالقرب منا وبعد
مرور شهر علي الإنتفاضة بدأنا نتعود تدريجياً علي ذلك الواقع رغماً عن قساوته ومن
ثم قررنا الهجرة إلي تشاد لفترة قصيرة من الزمن ونعود بعدها إلي مدينة بنغازي ولكن
الظروف وحدها التي جعلتنا نبقي في تشاد ثلاث سنوات.
هل
كان أقرب لك أن تهاجري للسودان.. أم تشاد؟ قال : جغرافيا اﻷقرب لي تشاد فأنا ليست لدي خلفية عن السودان كما أن معظم
أهلنا جاءوا إلي تشاد التي تعرفنا فيها علي الناس هنا
وطبعهم
والفرق بين ليبيا وتشاد يكمن في نوعية
المأكل والمشرب وارتداء الأزياء وغيرها من العادات والتقاليد.
كيف
هي علاقاتكم مع السودانيين بالجماهيرية الليبية؟ قالت : السودانيون بليبيا في
حالهم ويؤدون أعمالهم التي جاءوا من أجلها أي أنهم ذوي أخلاق عالية لذلك يجدون
هناك التقدير والاحترام الكبير من الأهل في ليبيا.
ماذا
عن الجماهيرية بعد الثورة الليبية؟ قالت : ليست تمام فهي تشهد أحداثاً متصاعدة
بشكل مطرد أبرزها اختطاف رئيس الوزراء الليبي والتفجيرات في بعض المدن والمناطق ما
أدي إلي أن تحدث بعض الوفيات.
ماذا
تقولي لأهلك في ليبيا؟ قالت : علي الليبيين الذين غير مرتاحين في ليبيا أن يهاجروا
إلي دول الجوار السودان وتشاد إلي أن يستقر الوضع في البلاد ونحن في تشاد مرتاحين.
ماذا
درستي بليبيا؟ قالت : درست بكلية الطب بجامعة بنغازي ولكن الإشكالية تكمن في أنني
تركت شهادتي في ظل الثورة بالجماهيرية الليبية العربية كما أنه تواجهني مشكلة أن
تشاد لغتها الرسمية اللغة الفرنسية وأنا درست الطب باللغتين العربية والانجليزية
وفي ليبيا بدأت العمل إلا أن الثورة وحدها التي جعلتني اتركه هناك واهرب من جحيم
النيران بليبيا لذلك تجدني اعمل في هذا المتجر الخاص بالملبوسات الرجالية.
ماذا
عن مدينتك بنغازي؟ قالت : هي مدينة جميلة والأجواء فيها ممتازة جداً وأنا لا
أبدلها بأي مدينة في العالم فهي مسقط الرأس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق