الخرطوم : سراج النعيم
أشهرت السيدة الجنوبية نفيسة جون مجاك البالغة من العمر ( 52 عاماً)
المنتمية لدولة الجنوب أما وأبا وهي وشقيقة زوجة البروف موسس مشار نائب رئيس
الجمهورية قبل أن يتقلد المنصب الدكتور الراحل جون قرنق دي مبيور بموجب اتفاقية
نيفاشا الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية في العام 2005م.
وقالت : اعتنقت الديانة الإسلامية علي يد زوجي الشمالي فأنا منذ أن جئت
للخرطوم قبل ( 30 عاماً ) تزوجت من الشهيد عمر علي محمد نصر الذي كان مديراً
بوزارة الطاقة.
وأستطردت : والدي عليه الرحمة كان نائبا في البرلمان السوداني في العام
1956م وبعد وفاته ظللنا نحن نقيم في الخرطوم أكثر من ( 30 عاماً ) متصلة لم نسافر
فيها إلي مسقط رأسنا منذ ذلك التاريخ سالف الذكر.
وكان أن التقيت بزوجي عمر احمد علي نصر الذي طلب يدي إلي الزواج الذي تم
بعد أن اعتنقت الديانة الإسلامية بواسطته عبر السلطات العدلية بالخرطوم آنذاك
الوقت وكان زوجي وقتئذ المدير المالي لوزارة الطاقة وما أن تزوجني إلا وعشت في ظله
حياة زوجية سعيدة اعتبرها من أجمل الأيام ورغماً عن أنني لم أنجب منه إلا أنني لم
أفكر إطلاقا في أن أتزوج بعده لما تركه من أثر في دواخلي علي مدي السنوات التي أمضيتها
معه ولكن بعدها حدث استنفار للمجاهدين في العام 2005م فما كان منه إلا وشد الرحال
إلي الجنوب مقاتلا في الحرب التي كانت دائرة هناك والتي توقفت بعد توقيع اتفاقية
نيفاشا حيث وصلت لنا برقية تؤكد إستشهاده في مناطق العمليات فدخلت الحبس أربعة
أشهر وعشرة أيام ثم خرجت منه مباشرة إلي التدرب ضمن قوات الدفاع الشعبي التي وصلت
فيها إلي قائد كتيبة بعدها عدت إلي مكان عملي كسستر بمركز الهيثم بالخرطوم وعندما
يكون هنالك عمل في الدفاع الشعبي افرغ نفسي وبعدها قمت بطلب المنزل من الإسكان
الشعبي ووقتها ذهبت إلي الدكتور غازي صلاح الدين فطلب مني أوراق زوجي الشهيد لكي أضعها
علي منضدة منظمة الشهيد وبالفعل قمت بالإجراء اللازم الذي ظهرت علي ضوئه بعد
أسبوعين نتيجة إيجابية فاتصلوا علي أساس أن شيخ علي عثمان محمد طه النائب الأول
لرئيس الجمهورية قد وفر منازل لأسر الشهداء وقالوا لنا بعد أسبوع يجب أن تدفعوا
الرسوم حيث دفعت لكل واحدة منا السيدة فاطمة الأمين حرم النائب الأول لرئيس
الجمهورية مليون ونصف وعبدالحليم المتعافي والي الخرطوم وقتئذ مليون ونصف أيضا
فيما أكملت أنا ( 50 ) جنيه وكان ذلك أول قسط في المنزل وعليه أصبحت أدفع وعندما
تم الانفصال بين الجنوب والشمال وأعطاني الدكتور الذي كنت اعمل معه ( 18) مليون
خصمت منها ( 16 ) مليون و( 200 ) جنيه دفعتها إلي الإسكان لصالح المنزل حتي أنهي الإقساط
وعندما وضعت الورق بين يدي المسئول قال : هذه أسرة شهيد لذلك عليك التفاهم مع أبناء
زوجك الشهيد من أجل أن يتنازلوا لك عن حقهم وكان أن ذهبت إليهم فرفضوا التنازل علما بأنني
تنازلت لهم عن ممتلكات أرث فيها قبلاً باعتبار أن الدنيا ليست مسكننا المهم أنني
سعيت للوصول إلي السيد وزير الطاقة ولكن تلك المساعي باءت بالفشل وبعد الانفصال
ظللت في الشمال الذي نشأت وترعرعت فيه وتربطني فيه علائق طيبة بأهله الذين يعملون
وفق الدين الإسلامي لذلك لم أجد أية مضايقات منهم بل أجدهم أمامي كلما حل بي مكروه
فأنا تقدم بي العمر ومصابة مع ذلك بمرض السكري الذي وقف حائلاً أمام إجرائي لعملية
بواسير.
وأضافت : أنا في الشمال مرتاحة وزوجي وصي أن يصتوصوا بي خيراً بعد أن أسلمت
وأحسنت إسلامي لذلك قال لهم أرجو من يعرفها أن يتعامل معها معاملة حسنة وعندما
تنازلت عن حقوقي في الميراث فعلت لأن أسرة زوجي الشهيد كبيرة ولم أشاء التمسك
بحاجات الدنيا طالما أن صاحب الحق استشهد.
ومتي كان زواجك من الشهيد؟ قالت : تزوجته في العام 1991م حيث أنه كان صديق
شقيقي وكانا يدرسان سويا في جامعة القاهرة الفرع في العام 1973م وهو الآن يقيم
بالولايات المتحدة الامريكية وكان أن عرفته برسالة بعثها معه شقيقي وحينما شاهدني
قال إنه يرغب في الزواج مني ودعاني لاعتناق الدين الإسلامي فقلت له دعني أفكر وأشاور
عمي فما كان منه إلا وقال : يا أبنتي إذا كنتي علي قناعة بالإسلام فاعتنقيه فهو
دين الحق حيث أنه يعطيك حقك إذا كان الزوج حياً أو ميتاً فالمسلمون يحكمون بالدين
الإسلامي أي أنهم لا يحكمون بكلام من رأسهم وعلي خلفية ذلك ذهبت إلي مولانا عمار
جيلاني قاضي محكمة الأحوال الشخصية بالخرطوم الذي وقفت أمامه في 14/3/1993 م وقلت
: يا مولانا ارغب في إعتناق الدين الإسلامي فسألني بدوره لماذا تودين دخول
الإسلام؟ فقلت : لأنني أريد أن ارتاح بالإنتماء للدين الإسلامي ثم نطقت الشهادة
التي بعدها منحني مكتوبا من المحكمة يؤكد إعتناقي الإسلام وكنت في غاية السعادة
والراحة النفسية.
أين أهلك الآن؟ قالت : كلهم في دولة جنوب السودان بما فيهم موسس مشار نائب
رئيس الجمهورية السابق وزوجته وأنا أتواصل معهم عبر الاتصالات الهاتفية.
وأين تقيمين في الخرطوم؟ قالت : في منطقة جبرة التي لا يوجد بها جنوبياً غيري وعندما أكون في المنزل اسمع القرآن بصوت
الشيخ الزين وعندما يؤذن الأذن اتوجه إلي المسجد القريب من منزلي لاداء كل أوقات
الصلاة به.
وماذا بعد ذلك؟ قالت : اعمل أيه اتكويت بالنار زي ما قال الفنان عصام محمد
نور.
هل عصام فنانك المفضل؟ قالت : لا بل فناني هو الفنان الراحل محمود
عبدالعزيز الذي عندما يغني ابكي بكاء شديداً ومن أكثر الأغاني التي استمع لها
أغنية ( ما تشيلي هم ) وعندما توفي بكيت عليه أكثر من والدته الحاجة فائزة محمد
الطاهر وقطعت الحوار ودخلت في نوبة بكاء هستيرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق