الخرطوم : سراج النعيم
وقفت بتأمل فيما سطره قلم احد الشخصيات عبر بعض المواقع ( الإسفيرية )
مهاجماً فيه الإعلامية المميزة الراحلة نادية عثمان مختار مغالطاً الحقائق
التاريخية لسيرة إنسانة كافحت ونافحت حتى خلقت لنفسها أرضية قوية خارج حدود الوطن
الذي حينما استقرت به كانت قد حققت النجومية والشهرة من خلال صحيفة ( أخبار اليوم
) التي ظلت وفية لأستاذنا احمد البلال الطيب الذي قدمها للرأي العام في ثوب زاهي
أهلها لأن تحوز علي جائزة مجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية كأفضل مراسله.
وكان يبدو أن ذلك المدعي راق له أن يهاجم الصحفية والشاعرة نادية عثمان
مختار من باب خالف تذكر وها هو يذكر بسيرته التي تنم عما يضمره لكل وطني غيور علي
وطنه لذلك قوبل بنقد لاذع جداً من الأخوة بالمواقع الإلكترونية الذين ردوا علي ما سطره
مدعي معارضة النظام الحاكم ظناً منه أن كلماته (السطحية) ستمضي دون أن يرد عليها ردوداً
أثلجت صدورنا وكشفت عن التاريخ الأسود الذي نظر به للإعلامية الراحلة نادية عثمان
مختار بحقد وحسد وهي نظرة تفصح عن مقولة ( كل إناء بما فيه ينضح) وعلي هذا النسق
سقط السقوط الذي استدعي الجميع التصدي له بحسم شديد لم أشهد له مثيلاً خاصة وأنهم
في نهاية المطاف كشفوا لنا عن سيرة ذلك الجاهل الباحث عن الشهرة بالإساءة لمن هي
الآن بين يدي الله سبحانه وتعالي.
ظلت نادية عثمان مختار سيرة ناصعة البياض.. ودائمة الابتسامة التي تميزت
بها في أحلك الأوقات فهي ابتسامة عفوية.. أحبها الناس فبادلتهم الحب بقلب مفتوح
دون رياء فاجمعوا علي مكانتها في دواخلهم كإعلامية وشاعرة تمتلك أدواتها المصقولة
بالموهبة والعلم ما جعلها تجيد كل ضروب الكتابة التي ترجمت بها أفكارها علي الورق.
ومن هنا لابد أن يعي ذلك المدعي أنه ارتكب جرماً لن يقتفره له التاريخ..
جرماً لم يسبقه عليه أحد.. ناسياً أو متناسياً أن من سبقونا علمونا أن نذكر محاسن
موتانا لذلك كان من الاجدي له أن يذكرها بالخير أو يصمت.. فنادية كانت إنسانة محل احترام
وتقدير الجميع منذ أن خرجت للحياة إعلامية وشاعرة تمتلك أدواتها فبقيت ذكراها
وتاريخها في السفر الإعلامي والشاعري في بلادي. ألم يقرأ ذلك المدعي قول الله
سبحانه وتعالي :
( ﻛُﻞُّ ﻣَﻦْ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻓَﺎﻥٍ، ﻭَﻳَﺒْﻘَﻰ ﻭَﺟْﻪُ ﺭَﺑِّﻚَ ﺫُﻭ ﺍﻟْﺠَﻠَﺎﻝِ ﻭَﺍﻟْﺈِﻛْﺮَﺍﻡ)ِ
أليس في هذه الآية الكريمة عظة وﻋﺒﺮﺓ ﻟﻤﻦ لا يتعظ وﻳﻌﺘﺒﺮ ، فإذا كنت فاشلاً في
حياتك فلا تسقط ذلك الفشل علي من نجحوا في حياتهم فأنك ستزول وتقهر بما تكتب من
ساقط القول تتسم فيه بالحقد والحسد بمن فيهم من فارقوا الحياة ﻓﺄﻧﺖ أيها المدعي
تذكر ذلك اليوم الذي ستكون فيه نهايتك ﻓﻲ ﻛﻔﻦ ﻭﻗﺒﺮ ربما ﻳﻔﺮﺡ كارهيك، فيما ﻳﺤﺰﻥ ﻣﻦ
ﺃﺣﺒﻚ إذا وجد فأنت ستصبح عندهم ﺑﻼ ﻣﻨﻔﻌﺔ ويقولون (الجنازة وصلت.. الجنازة ما وصلت)
ثم ينتقلون إلي مرحلة المرحوم أو الراحل ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ذلك الشخص الذي يمكن أن يجدوه
مع التأكيد أن الإعلامية نادية عثمان مختار أتت للدنيا فأبدعت في الكتابة والتأليف
ثم رحلت مخلفة وراءها أرثاً إبداعياً ضخماً من الكتابات الصحفية والأشعار فأين أنت
أيها المدعي من ذلك التاريخ الناصع البياض لذلك يجب أن تتذكر أن هذه الدنيا تقول
لك بملء فيها : (ﺣﺬﺍﺭي ثم ﺣﺬﺍﺭي ﻣﻦ ﺑﻄﺸﻲ ﻭﻓﺘﻜﻲ).
فالإنسان مهما كان ذا سلطة وثروة فأنه سيفني وأول من يكونون سعداء بذلك
الفناء من يرثك لما سيؤول لهم من مال وفق الشرع والدين عليه ترحل أنت إلي عالم آخر
لا تحمل له إلا عملك ويبدأ أهلك في نسيانك تدريجياً ولا تبقي إلا ذكراك إن كانت طيبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق