الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

السلطات السعودية تلقي القبض علي شرطي سوداني لأغرب سبب

الخرطوم : سراج النعيم


كشف الرقيب أول شرطة عبد الكريم الأمين الطيب البالغ من العمر ( 32 عاماً ) تفاصيل غريبة ومثيرة حول الخطاب الذي وصل لهم عبر وزارة الخارجية السودانية التي خاطبت الخارجية السعودية بموجب طلب منهم فيما يخص أموال والدهم المودعة ببنك الراجحي بالمملكة العربية السعودية.
بداية القصة
وقال : بدأت القصة قبل عامين من تاريخه أي بعد وفاة الوالد عليه الرحمة حيث أننا وبعد انقضاء أيام العزاء عثرنا علي أوراق داخل حقيبة خاصة بالراحل تحوي بين سطورها بأنه لديه مبالغ مالية قام بإيداعها ببنك الراجحي بالمملكة العربية السعودية منذ العام 1970م دون أن يفصح لنا عن سره طوال الفترة الزمنية الماضية ولم يضعه أيضاً  مع أي شخص من الأشخاص الذين يعرفهم في السودان أو السعودية رغماً عن أنه أنجبنا بالمملكة بمدينة جده وكان أن وجدنا من بين الأوراق إيصالات مالية تؤكد أنه كان يودع أموال مطعمه لدي بنك الراجحي بصورة مستمرة.
الإصابة بالجلطة
وماذا بعد ذلك؟ قال : عاد الوالد عليه الرحمة من السعودية مصاباً بـ(جلطة) ظل علي أثرها يتلقي العلاج ولكنه رغماً عن ذلك كان أكبر همه في حياته أن يعود إلي هناك دون أن يفصح لنا عن أمواله التي سافرت في صددها إلي السعودية بعد أن توفي إلي رحمة مولاه وعندما وجدنا الأوراق المتعلقة بحسابه ببنك الراجحي الذي علي ضوئه أخذنا تلك الأوراق المتمثلة في الإيصالات ورقم الحساب المودعه به المبالغ المالية التي تشير اليها إيصالات الإيداع إلي أن المبالغ التي كان يودعها من كل توريدة بالبنك في حدود الـ( 2000 ) ريال سعودي الأمر الذي استدعانا الذهاب إلي وزارة الخارجية السودانية التي بدورها خاطبت البعثة الدبلوماسية السودانية بالعاصمة السعودية (الرياض) وبعد مرور شهرين من تاريخه جاء الرد بخطاب عاجل جداً يؤكد علي سفر أحد الورثة إلي السعودية من أجل متابعة إجراءات استلام مبالغ الوالد المالية بطرف بنك الراجحي الذي أشار إلي المبلغ المذكور دون تحديد قيمته المهم أنني حملت صورة من خطاب الخارجية السودانية للسفارة السعودية بالخرطوم فتم منحي تأشيرة دخول إلي المملكة العربية السعودية بحكم أنني وكيل الورثة بتوكيل شرعي من المحكمة الدستورية قمت بتوثيقه في وزارة الخارجية السودانية والسفارة السعودية بالخرطوم وبالانتهاء من هذه المرحلة شددت الرحال إلي المملكة العربية السعودية في العام 2012 م علي أساس الخطاب المرسل لنا الذي حوي علي الآتي : ( تفيد القنصلية العامة لجمهورية السودان بجدة بأن المواطن السوداني عبدالكريم الأمين الطيب حامل جواز سفر (p00260787) حضر إلي المملكة العربية السعودية بتأشيرة زيارة علي القنصلية العامة بجدة لمتابعة حقوق والده المرحوم الأمين الطيب بوصفه وكيلاً عن الورثة.. إجراءات المذكور بطرف وزارة الخارجية السعودية فرع منطقة مكة المكرمة بغرض تمديد زيارته وعودته إلي السودان لذلك تلتمس القنصلية تفضل السلطات المختصة تسهيل تحركه داخل المملكة لحين اكتمال إجراءاته ).
فرع بنك الراجحي
وأردف : وفي السعودية توجهت مباشرة إلي فرع بنك الراجحي بمنطقة ( الجموم ) علي طريق مدينة مكة المكرمة وقدمت الأوراق للموظف بالبنك فتعرف علي والدي المرحوم وقال : أين هذا الرجل الطيب؟ فقلت : توفي إلي رحمة مولاه وبدأ في الإجراءات الخاصة بالبنك وعندما كان يدخل رقم حساب الوالد علي الكمبيوتر يأتيه الرد أنه مغلقاً وأيضاً حينما يدخل رقم إقامة الوالد فقال : ليس أمامي سوي أن أدعك تقابل مدير البنك الذي قابلته وحاول هو أيضاً ولكن لم يصل إلي نتيجة فقال : ليس هنالك حل غير أن تذهب إلي رئاسة بنك الراجحي فسافرت من هناك إلي مدينة ( الرياض ) وعندما وقفت أمام الموظف برئاسة البنك تم تحويلي إلي قسم العمليات الذي راجع الحساب ولكنه أيضاً وجد حساب الوالد مغلقاً وعلي خلفية ذلك ظللت أتردد علي البنك مجيئاً وذهاباً وعندما طالت الفترة الزمنية استعنت بصديق مقيم هناك فأوصلني بموظف في البنك فذهبت إليه وحاول هو أيضاً بطرق مختلفة ولكنه عجز من الوصول إلي حساب والدي فأخذني من يدي ونزل بي كافتيريا البنك طالباً مني فتح بلاغ بالشرطة فقلت : ماذا هناك؟ قال : هنالك تلاعب في الحساب الخاص بوالدك فقلت : ما هي الإجراءات التي يجب أن اتبعها؟ قال : ألجأ إلي سفارتكم بالرياض وكان أن نفذت وصيته فقالوا لي إنهم سيمنحونني محامياً وكان أن فعلوا حيث ذهبت برفقته إلي مؤسسة النهضة العربية السعودية المسئولة عن البنوك بالمملكة فطلبوا مني معاودتهم بعد أسبوعين حتى تتم مخاطبة كل المصارف حول حساب والدي وفي الزمان والمكان المحددين كنت معه فاتضح أن البنوك جميعاً ردت إلا بنك الراجحي ليتم إمهالهم أسبوعين آخرين جئت بعدهما إلي الموظف فقال : لم يصل ردهم حتى الآن لذلك أذهب وعاودني بعد أسبوعين وكان أن نفذت رغبته وآتيت له فيما بعد فقال : البنك المعني رد شفاهة حيث أكد أنه لا يوجد بطرفهم حساب باسم والدك فقلت : أمنحني مكتوباً بذلك فقال : ما في مشكلة نراجع البنك ونرد عليك وهكذا استمريت علي هذا المنوال لمدة أربعة أشهر بعدها اتصل علي موظف الشركة العربية السعودية قائلاً : بنك الراجحي رد كتابتا مؤكداً أن والدك حسابه صفر فطلبت منه منحني ذلك في خطاب فقال : لا يمكن ذلك إلا بعد أن تلجأ للمحكمة السعودية بواسطة السفارة السودانية بالرياض والتي بدورها أعطتني محامياً لم يتابع معي الإجراءات إلا مرة واحدة فيما قال إن قضيتكم تحتاج إلي محامي سعودي المهم أنني ظللت هناك عاماً كاملاً خرجت بعده بخفي حنين وكنت طوال الفترة المشار إليها أنفق علي نفسي من حر مالي الي أن حولت إلي إمارة مكة المكرمة وعندما تمت فترة إقامتي بالسعودية سنة وثلاثة أشهر ظهرت أمامي مشكلة تجديد الزيارة التي لم تستطع السفارة السودانية أن تفعل لي شيئاً من خلال وزارة الخارجية السعودية الأمر الذي قادني إلي مقابلة السفير بمسجد السفارة ووجدت أنه ملم بالمشكلة وقلت له أنني أتيت لهدف محدد واضعاً في اعتباري أنه سينتهي في مدة أقصاها الأسبوعين ولكن أصبحت تائها بالسعودية دون أن أصل لنتيجة فأنا الآن قررت أن أعود إلي موطني فالموضوع الذي جئت من أجله تركته حيث قابلتني دورية شرطة و ألقت القبض عليّ ولم يخلوا سبيلي إلا حينما أبرزت بطاقتي كرجل شرطة في السودان عليه لم أجد تعاون لذلك أعيدوني إلي وطني فكان أن تحركوا وطلبوا مني عمل توكيل للسفارة حتى تتابع الإجراءات الخاصة بحساب الوالد بطرف بنك الراجحي.
شكوى للأمير
وماذا بعد ذلك؟ قال : عندما أحبطت من الجهات المعنية كتبت شكوى للأمير ولم أجد رداً وكذلك خاطبت أمير إمارة مكة المكرمة فتمت إحالتي إلي الخارجية السعودية ولم أصل إلي نتيجة رغماً عن أنني ظللت أداوم شهرين متصلين فالخارجية السعودية أعادتني للمربع الأول السفارة السودانية عموماً حتى الجوامع بالسعودية طفتها لكي التقي بأحد الأمراء واروي له مشكلتي أي أنني عملت ما يمليه علي ضميري باعتبار أنني أكبر أشقائي حيث أخذت إجازة من الشرطة وبالتالي حتى استلم التأشيرة بقيت شهرين وفي العديد من المرات لا أغادر باب الشقة لأيام والفائدة الوحيدة التي جنيتها من وراء ذلك العمرة وزيارة بيت الله كل خميس وأنا متأكد أن للوالد حقوق هناك فهو منذ بداية سبعينات القرن الماضي مقيماً بالسعودية التي يمتلك بها مطعمين ولم يأت منها إلا مرتين المرة الأولي للزواج من الوالدة والثانية كانت المرة التي توفي علي أثرها بالسودان علما بأن الوالد في حياته كان همه الوحيد الرجوع إلي السعودية وكان يقول : يا أبنائي إذا كتب الله لي أن أقوم من هذه الرقدة فأنكم ستكونون من الأثرياء إلا أن أمر الله سبحانه وتعالي نفذ.
الإقامة
أين كنت تقيم؟ قال : كنت مقيماً بمدينة جدة علي نفقتي الخاصة حيث كانت أسرتي ترسل لي مبالغ مالية من السودان للدرجة التي باعوا فيها الذهب من أجل استمراريتي في قضية حقوق الوالد عليه الرحمة علي أمل أن أعود بها.














ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...