الخرطوم
: سراج النعيم
كشف
نجم الهلال السابق معتز كبير التفاصيل الكاملة لدخوله السجن بموجب مديونيات تمثلت
في ثلاثة شيكات تبلغ في جملتها (193) ألف جنيه ولم يجد من يقف معه في هذه الأزمة
التي تمر به منذ العام 2011م رغماً عن أنه يعتبر من أميز المهاجمين الدوليين
المرعبين للخصوم طوال فترة لعبه بناديه السابق والفريق القومي اللذين استطاع من
خلالهما أن يرسم لنفسه صورة اللاعب المميز الذي شهدت له الملاعب الخضراء المحلية والدولية صولات
وجولات مع فريق الهلال والمنتخب السوداني القومي ولكنه رغماً عن ذلك كله نجده في
محنة كبيرة ومؤثرة داخل سجن من سجون ولاية الخرطوم لذلك رأت (الدار) أن تفتح هذا
الملف الساخن من خلال حوار أجرته معه روي من خلاله الأسباب الناتجة عن بقائه لمدة
عامين داخل السجن.
ما
الكيفية التي دخلت بها السجن وأنت كنت من اللاعبين الدوليين في نادي الهلال
والمنتخب السوداني القومي وما هي الأسباب التي أوصلتك إلي هذه المرحلة المتأخرة من
عدم امتلاك المال حتي تدفع للدائنين وتخرج من السجن ؟
بدأت
قصتي قبل أن أشد الرحال من السودان إلي دولة الأمارات العربية إذ أنني بدأت في
إنشاء مشروع صغيرة من أجل أن أعول به أسرتي بعد أن اعتزلت كرة القدم وكانت فكرتي
منحصرة في تأسيس شركة صغيرة تدر عليّ عائداً مادياً أنفق منه عليها ولكن هذه
الفكرة لم تنجح لعدة أسباب منها عدم خبرتي في إدارة المشاريع التجارية ثم سافرت
إلي دولة الأمارات العربية المتحدة وعندما عدت من هناك إلي السودان القي عليّ
القبض بواسطة الشرطة علي خلفية البلاغ الذي فتحه في مواجهتي الشاكي بقسم شرطة
الأوسط ام درمان ليتم بعد ذلك وضعي في الحراسة ومن ثم حول البلاغ إلي المحكمة
للنظر في الإجراءات القانونية المتخذة ضدي لتبدأ جلسات محاكمتي التي أقررت فيها
بأن التوقيعات التي في الصكوك موضوع البلاغ هي توقيعاتي وعندما صدر الحكم في
مواجهتي أمهلتني المحكمة فرصاً عدة حتى أتمكن من سداد مبالغ الثلاثة شيكات المعنية
وكنت أطلب من القاضي تلك الفرص علي أساس أنني تلقيت وعوداً من بعض الرياضيين
ولكنهم جميعاً لم يفوا بها فما كان من المحكمة إلا وأن تقضي عليّ بالبقاء في السجن
لحين السداد.
عندما
كنت تطلب من قاضي المحكمة أمهالك فرصة هل تلقيت وعوداً من الرياضيين في الحركة
الرياضية فإذا كنت قد تلقيتها فمن هم تلك الشخصيات ولماذا لم تف بوعدها لك أم أنك
كنت علي أمل في أن تحل نفسك بطريقتك الخاصة وماذا عنك بعد انقضاء عامين من دخولك
السجن؟
دعني
ابدأ من الشق الأخير من الأسئلة التي طرحتها وهو السؤال المتعلق بماذا عنك بعد
انقضاء عامين من تاريخ دخولي السجن؟ بكل صراحة لا اخفي عليك أن نفسياتي متدهورة
جداً لإحساسي بأن القضية تمضي نحو التعقيد فكلما مر علي يوم من الأيام أجد نفسي
مقيداً بالوجود خلف أسوار السجن لذلك أتمني صادقاً أن تحظي قضيتي هذه بالاهتمام من
الجميع .. أما في ردي علي الشقين الآخرين من أسئلتك فأقول نعم تلقيت وعوداً كثيرة
ومن جهات مختلفة بأن يعملوا علي وضع حدا لبقائي داخل السجن بجمع المبالغ التي يجب
أن تدفع وأبرز الذين وعدوني في هذا الإطار السادة صلاح احمد إدريس وأشرف سيد احمد
الشهير بالكاردينال ويوسف السماني صاحب الإذاعة الرياضية الذي سبق وعملت معه في
إذاعته حيث أكد لي أنه سوف يقود حملة من أجل اخراجي من السجن بالإضافة إلي مالك
جعفر والفنان الشاب جمال فرفور الذي التقيت به خلف القضبان عندما جاء لزيارة أحد
أصدقائه .. وهؤلاء جميعاً اشكرهم علي تفاعلهم معي وإحساسهم بي وإبداء الرغبة في
مساعدتي ولكن يبدو أن ظروفاً ما وقفت حائلاً في طريقهم علماً بأنني لا امتلك المال بعد أن اعتزلت الكرة
ومع هذا وذاك أعول ﺃﺳﺮتي لذلك مازال الأمل عندي معقودا علي الوسط الرياضي باختلاف
ألوان طيفه فهو وسط مشهود له بالترابط والتكاتف في الوقوف مع بعضهم البعض في
الأفراح والأتراح.
هل
كل المبالغ متعلقة بصك مالي واحد أم أنها عدة شيكات وهل هي لدائن واحد ام عدة
دائنين؟
المبالغ
التي حوكمت فيها بالسجن وابقي لحين السداد، لدائن واحد أودعت بطرفه الشيكات قبل أن
أشد الرحال إلي دولة الأمارات العربية المتحدة التي بقيت فيها فترة من الزمن وعندما
عدت إلي السودان وجدت ذلك الشخص قد فتح ضدي بلاغاً جنائياً بقسم شرطة الأوسط ام
درمان.
ولماذا
بقيت عامين داخل السجن دون أن تسعي إلي إيجاد حل لهذه القضية خاصة وأنك نجم من
نجوم الرياضة السودانية ويشار لك بالبنان؟
نعم
ظللت علي خلفية الحكم قابعاً خلف أسوار السجن لمدة عامين لفشلي في الحصول علي
المبالغ التي أشرت لها في سياق تناولي لهذه القضية فأنا عملت جاهداً لأن أجد الحل
ولكن ما باليد حيلة وكلما طرقت باباً من الأبواب يوصد في وجهي كما أن بعض المتاريس
وقفت حائلاً بيني وتحقيق رغبتي بإنشاء شركة صغيرة أعول بها أسرتي إذ أنني لم أكن
أضع في حساباتي الفشل من قريب أو بعيد لعدم الخبرة في العمل التجاري والكيفية التي
تدار بها الأموال الأمر الذي قادني للبقاء ﺩﺍﺧﻞ السجن ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺪﻳﻮﻧﺎﺕ ﻣﺎﻟﻴﺔ خاصة بعد
أن اعتزلت لعب كرة القدم في نادي الهلال العظيم وفكرة الشركة نابعة من البحث عن
الرزق لي ولأسرتي الكبيرة والصغيرة.
كم
تبلغ جملة المديونية في الثلاثة شيكات ؟
لابد
من التأكيد أنني قبل أن تسوء أموري كانت حياتي تمضي وفق ما خططت لها ولكن ليس
بالتخطيط وحده يحيا الإنسان فكان أن حكمت بالسجن علي ضوء ﺍﺭﺗﺪﺍﺩ ثلاثة شيكات ﺣﺮﺭتها
للدائن ﻭهي وحدها ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻬﺖ بي إلي خلف القضبان وتبلغ في جملهتا (193000).
وحول
أين ذهبت المبالغ التي دونها في الثلاثة شيكات وارجو وان توضح أكثر عن الوعود التي
تلقيتها من بعض الشخصيات التي أشرت لها؟
مبالغ
الشيكات التي وقعتها لم آخذ منها ولا جنيها واحدا فأنا وقعت عليها قبل سفري إلي
الأمارات
وعندما
عدت من هناك كان البلاغ مفتوحاً في مواجهتي فأنا لم أكن أتوقع أنه سيتخذ هذه
الإجراءات القانونية التي تزامنت مع سفري لخارج البلاد والتوقيع علي الشيكات توقيعي
بالفعل فأنا أصلا كنت موقعاً علي الثلاثة صكوك المتعلقة بالبلاغ الذي بقيت علي
أثره في السجن منذ العام 2011م ففي البداية لم أكن أرغب في أن اخطر اياً منهم
باعتبار أنني قد أتمكن من سداد مبلغ التنفيذ وحدي ولكن لم استطع نهائيا بل تضاعفت
عليّ الأعباء مع مرور الزمن وأول من التقيت به داخل السجن كان الفنان جمال فرفور
الذي كان في زيارة لصديقه الرياضي السابق الذي أودع وقتئذ السجن في مبالغ مالية
وتم إطلاق سراحه فيما بعد ومن الرياضيين الذين كانوا علي علم بقضيتي هذه الرياضي
المطبوع مالك جعفر وهي الفترة التي كنت اطلب فيها فرصا من القاضي علي أساس الوعود
التي تلقيتها ولكن حينما فشلت كل المحاولات اصدر القاضي حكمه علي بان أبقي لحين
السداد وتلت تلك الفترة وعود من السيد صلاح احمد إدريس الذي التقيت به قبل سفره
إلي المملكة العربية السعودية إلا أنه ربما ظروفه وقفت أمام عدم الإيفاء بوعده لي
أما الكاردينال فقد ذهب إليه نسيبي ومعه صورة من أوراق الحكم الصادر ضدي وروي له
القصة من الألف للياء ووعد بأن يضع حدا لبقائي داخل السجن كما أنني شخصياً اتصلت
بالسيد يوسف السماني مدير إذاعة الرياضية الذي عملت معه في الإذاعة وكان أن وعدني
بعمل حملة لتسديد المبالغ المطالب بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق