الخرطوم : سراج النعيم
حدثني صديقي بأن زوجته من النوع العنيد ﺟﺪﺍً ولا يدري
ماذا تريد منه أو كيف يمكنه إرضائها فهي تعاكسه في كثير من الأمور ولا تتماشي معه
إلا إذا توافق ما يقدم عليه مع مزاجها وعندما يطلب منها أن تخدمه تقول له : (هل
تزوجتني من أجل ذلك؟) ومن ثم تبدأ في رفع صوتها ظناً منها أن رفع الصوت يخيف الزوج،
ومضي لقد كرهت هذه المعاملة التي تنتهجها زوجتي ، وبالتالي ظللت في بحث دائم عن
كيفية إيجاد الحل الجذري لهذه المعضلة وأخيراً قررت أن أتعلم تصفح الانترنت
وبالفعل خلال أسبوع كنت أعرف الكثير عنه وعليه بدأت أبحث فيه وأركز علي مواقع
التواصل الاجتماعي والمواقع الإسلامية عسي ولعل أجد حلاً ، وأنا أخوض
غمار تلك الرحلة البحثية ﻭﻗﻊ في ﻧﻈﺮﻱ بالصدفة
ﻣﻮﺿﻮﻉ
يتناول حكم كتابة بغير نية الطلاق ـفقلت بيني وبين نفسي
ربما أجد في هذا الموضوع الحل لمشكلتي، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺃﺣﺼﺮ وعندما توغلت
فيه خرجت منه بخلاصة علي ما يلي : ﺇﺫﺍ قدر للزوج وكتب رسالة لزوجته مفادها ( أنت
طالق) عبر الهاتف السيار او بالبريد الإلكتروني أو إلي أخره من وسائل التواصل، فهذا
الأمر يعود إلي نيته وقت الكتابة ، ﻓﺈﻥ ينوي الانفصال عن زوجته، وقع الطلاق ، وإذا
كتب لها كلمة أنت طالق ولم يكن يضع في الحسبان ذلك ويرغب من وراء ذلك الفعل
إدخالها في حالة حزن ﺍﻟﺤﺰﻥ دون أن تكون في نيته
الطلاق.
وفي سياق متصل ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﻻ
ﻳﻘﻊ اﻟﻄﻼﻕ ﺑﻐﻴﺮ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻴﻦ : ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ،
ﻛﺎﻷﺧﺮﺱ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﻖ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ، ﻃﻠﻘﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﺫﺍ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻄﻼﻕ، ﻓﺈﻥ ﻧﻮﺍﻩ ﻃﻠﻘﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ،
ﻭﺍﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ، ﻭﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻭﺇﻥ
ﻛﺘﺐ ﺑﻼ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ، ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﻠﻢ، ﻭﺗﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﺨﻂ، ﻭﻏﻢ ﺍﻷﻫﻞ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻴﺔ ـ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻭﻗﺎﻝ
ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻨﻬﻰ
ﻓﻠﻮ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻄﻼﻕ : ﻟﻢ ﺃﺭﺩ ﺇﻻ ﺗﺠﻮﻳﺪ ﺧﻄﻲ، ﺃﻭ ﻟﻢ ﺃﺭﺩ ﺇﻻ ﻏﻢ ﺃﻫﻠﻲ , ﻗُﺒﻞ، ﻷﻧﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻨﻴﺘﻪ، ﻭﻗﺪ ﻧﻮﻯ ﻣﺤﺘﻤﻼ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻄﻼﻕ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ
ﻏﻢ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﺘﻮﻫﻢ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺩﻭﻥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﻭﻳﺎ ﻟﻠﻄﻼﻕ . ﻭﻗﺮﺃﺕ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻜﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ.
أخر الدلتا
ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﻮﺍﻝ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﺯﻭﺝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ " ﻃﺎﻟﻖ "، ﻓﻲ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺸﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺎﺯﺍﻥ، ﺑﺈﺻﺪﺍﺭ ﺣﻜﻢٍ ﺑالتفريق ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﺑﻌﺪ ﺯﻭﺍﺝ ﺩﺍﻡ 25 ﻋﺎﻣﺎً، ﻻﻥ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ . ﻭﺣﺴﺐ ما تناقلته مواقع
التواصل الاجتماعي ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺃﺑﺪﻯ
ﻧﺪﻣﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ، ﻣﻌﺘﺮﻓﺎً ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻏﻀﺐ، ﻭﺃﻧﻪ ﺍﻟﻄﻼﻕ "ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ " ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺄﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻗﺪ ﺑﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﻴﻨﻮﻧﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﻜﺢ ﺯﻭﺟﺎً ﻏﻴﺮﻩ ﻧﻜﺎﺡ ﺭﻏﺒﺔ ﻻ ﻧﻜﺎﺡ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺓ. ﻭﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺟﺪﺓ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻋﺎﺷﺖ 25 ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻃﺎﻋﺔ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ، ﻟﻜﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﻟﻬﺎ، ﻻﻓﺘﺔً ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻃﻠﻘﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺼﺒﻴﺘﻪ، ﻭﻗﺒﻞ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺩﻫﺎ ﻭﺳﺒﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻭﺃﺿﻤﺮ ﻓﻲ ﻧﻴﺘﻪ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﻬﺎ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق