وجدت ظاهرة
النوم في المساجد بصورة عامة وفي شهر رمضان علي وجه التحديد الاهتمام في ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
الذين أفتوا حولها والمرجح جوازها، ﻭﻟﻜﻦ ﺷﺮﻁ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﺫﻳﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﻴﻦ،
وقالت ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ : (ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻋﻲ ﺃﻣﻮﺭﺍً ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻻ ﻳﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺼﻮﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺧﺮﻭﺟﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ
ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻪ ﺃﺫﻳﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﻴﻦ ﺑﺄﻱ ﻧﻮﻉٍ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹﻳﺬﺍﺀ، ﺇﺫ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺟُﻌﻞ ﻟﻠﺼﻼﺓ
ﺃﺻﻼً، ﻭﺣﻖُ ﺍﻟﻤﺼﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻘﺪﻡ، ﻭﻣﻨﻬﺎ
ﺃﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔٍ ﻗﺪ ﺗﻨﻜﺸﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻮﺭﺗﻪ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﻣﺴﺘﻬﺠﻨﺔً ، ﺑﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﻧﻮﻣﻪ
ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ)
.
وﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ : ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ -ﺃﻱ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺰﺍﺩ - ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﻣﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻓﺈﻥ ﻧﺎﻗﺾ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻼ ﺣﻜﻢ ﻟﻪ.
ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺘﻠﻘﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﺓ، ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺍﺳﺘﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﻌﻦ
ﻋﺒﺎﺩ ﺑﻦ ﺗﻤﻴﻢ ﻋﻦ ﻋﻤﻪ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ
ﻭﺍﺿﻌﺎً ﺇﺣﺪﻯ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ.
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ
ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﺁﺩﺍﺑﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﺨﺬ ﺫﻟﻚ ﻋﺎﺩﺓ . ﻭﻻ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻨﺪﻗﺎً ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ .
ﻓﻘﺪ ﺑﻮﺏ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ
ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺑﺎﺏ ﻧﻮﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ :- ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ
ﻭﻫﻮ ﺷﺎﺏ ﺃﻋﺰﺏ ﻻ ﺃﻫﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﻧﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﺃﻳﻘﻈﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻌﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺎﻝ : ﺟﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﻴﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﻋﻠﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻘﺎﻝ : "ﺃﻳﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻚ؟
، ﻗﺎﻟﺖ : ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺷﻲﺀ، ﻓﻐﺎﺿﺒﻨﻲ ﻓﺨﺮﺝ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ ﻋﻨﺪﻱ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻹﻧﺴﺎﻥ : اﻧﻈﺮ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ؟ ﻓﺠﺎﺀ ﻓﻘﺎﻝ
: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺭﺍﻗﺪ، ﻓﺠﺎﺀ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻫﻮ ﻣﻀﻄﺠﻊ
ﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺭﺩﺍﺅﻩ ﻋﻦ ﺷﻘﻪ ﻭﺃﺻﺎﺑﻪ ﺗﺮﺍﺏ، ﻓﺠﻌﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻤﺴﺤﻪ ﻋﻨﻪ
ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﻗﻢ ﺃﺑﺎ ﺗﺮﺍﺏ ﻗﻢ ﺃﺑﺎ ﺗﺮﺍﺏ ﻓﻴﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺟﻮﺍﺯ ﻧﻮﻡ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﻦ ﺍﻧﻜﺸﺎﻑ
ﺍﻟﻌﻮﺭﺓ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﻻ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻴﺲ ﺣﺮﺍﻣﺎً ﻭﻻ ﺧﻄﻴﺌﺔ . ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ
- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :- كان ﻳﻌﺘﻜﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻋﺘﻜﺎﻓﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺎﻣﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ.
وﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :- "ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻟﻠﻤﺤﺘﺎﺝ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻻ ﻣﺴﻜﻦ ﻟﻪ ﻓﺠﺎﺋﺰ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﺗﺨﺎﺫﻩ ﻣﺒﻴﺘﺎً ﻭﻣﻘﻴﻼً ﻓﻴﻨﻬﻮﻥ ﻋﻨﻪ.
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺳﺆﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ
ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ : ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻭﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ،
ﻭﻫﻞ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ : "ﻻ ﺣﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻤﺪ ﺭﺟﻠﻴﻪ
ﺃﻭ ﺭﺟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﺃﻡ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻻ ﺣﺮﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﺃﻭ
ﻳﻨﺎﻡ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﻠﻢ ﻭﻫﻮ ﻧﺎﺋﻢ
ﺑﻪ ﺃﺳﺮﻉ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻟﻴﻐﺘﺴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺎﺑﺔ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق