ابنة الأسرة المتضررة تفقد حصاد الغربة وصرفة الصندوق
خرجت الصحيفة من خلال جولتها بالمناطق المتأثرة من الأمطار والسيول بقصص مثيرة ومؤثرة من واقع معاناة السكان بها في الإيواء والملبس والمأكل والمشرب وهي الإفرازات التي خلفتها الأمطار والسيول التي اجتاحت ولاية الخرطوم والولايات السودانية الأخرى.
وتحمل هذه القصص الكثير من المآسي التي لا يمكن أن نحصيها جميعاً في هذه المساحة ولأنه وكلما واصلت رحلة البحث فيما خلفته الأمطار والسيول من آثار علي المواطنين ستكتشف في كل زيارة ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ، مع هذا وذاك نجد أن هنالك تحذيرات حول ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ منسوب النيل الذي إذا استمر في تمرده فإنه سوف يحدث ﺃﺿﺮﺍﺭا تضاف إلي الأضرار التي هي أصلاً ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ الأمطار ﺍﻟﺴﻴﻮﻝ وفي ظل هذا وذاك يبحث ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺣﻠﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ والسيول ضعف البنية ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ وانعدام مجاري ﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ التي كانت فاشلة في التجربة المريرة ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴﻪ الكلمة من معني.
جولة الصحيفة
وفي جولة الصحيفة أمس طالب عدد من المتضررين بإرسال آليات لمناطقهم لإزالة الأنقاض التي خلفتها الأمطار والسيول وعليه التقطت قصص مثيرة فيما صادف الكثير منهم أثناء سقوط الأمطار ومن السيول التي جرفت العديد من المنازل بمنطقة مرابع الشريف بمحلية شرق النيل ﻭﻣﻦ ﻳﺰﻭﺭها ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺣﺪﻳﺚ ﻳﻌﻠﻮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺳﻜﺎنها ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ﻭﺗﺼﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ. ومن تلك القصص الاشد إيلاما وقسوة طفلة تصرح من السيول الجارفة وهي تستغيث باكية بصوت علي أمي أين أنتي أبي أين أنت؟ وكانت السيول ﺗﻼﻃﻤﻬﺎ ﺗﺎﺭﺓ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﺴﺮﺍ إلي أن تم إنقاذها. فيما تشبثت أسرة بمنزلها المبني من طابقين ظنا منهم أن الأمطار لن تصيبه بإضرار علي أمل إنقاذ حياتهم. وفي ذات السياق وقفت علي ماسأة السيدة هاجر محمد صالح التي كانت لحظة إلتقائي بها صائمة ( الستوت ) وتتضرع لله بالدعاء رغما عن المصاب الذي الم بها حيث أنهار منزلها بالكامل. وقالت : منزلنا أنهار جراء السيول التي داهمت منطقة مرابيع الشريف في غضون الأيام الماضية التي خرجنا علي أثرها جميعا من المنزل المؤلف من طابق أرضي وعلوي بالملابس التي كنا نرتديها في ذلك الوقت وتركنا الغالي والنفيس داخله فأنا لدي فيه ذهب قيمته ( 54 ) ألف جنيه فقبل أن تداهمنا الأمطار والسيول عرضوا علي بيعه فرفضت الفكرة وبعد سقوط المنزل بحثنا عنه ولكننا لم نعثر عليه بين أنقاض المنزل ضف إلي ذلك مبالغ مالية تخص أبنتي العائدة من الاغتراب إلي جانب مبالغ مالية أخري تتعلق بصرفة صندوق ورغما عن ذلك لا نطلب إلا أن تزال لنا الإنقاض فاﻟﻤﻮﻗﻒ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ هذه الأسرة التي لا تنشد سوي أن تزال لها أنقاض منزلهم ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ صابرين علي الابتلاء.
الاتصال بالأهالي
وﺃﺩﺭﻙ البعض الأخر أن هنالك حالات
غرق لذويهم فلا أمل في إنقاذهم فيما اجري أخرين اتصالات هاتفيه ﺑﺄﻫﻠهم يودعونهم من
خلالها وهم في ﺣﺎلة ﻳﺄﺱ مما يدور في محيطهم في تلك الأثناء حيث لم يكتفوا بالاتصال
بأهلهم بل ﻭاﺗﺼﺎﻻتهم بأهلهم إنما امتدت إلي أﺻﺪﻗﺎئهم ﻭﺯﻣﻼئهم الذين هم في مناطق أمنه لم تطالها السيول
وطلبوا منهم ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻭﺗﻮﺩﻳﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ.
ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ﻟﻢ تكن بعيدة عن محمد احمد الذي صعد فوق ﺳﻄﺢ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻟﻴﺸﺎﻫﺪ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﺍﻋﺘﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻭﺻﻮﺏ وهو يشاهد السيول تجرف في المنازل بالمنطقة ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﻘﻮﺓ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ "
بها.
ﺣﺠﺰتني السيول
وقال : ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ أن أقدم وصفا دقيقا لما حدث في تلك الأيام فالمشهد مرعب ومخيف جدا. وأضاف
إليه محمد عبدالله : ﺧﺮﺟﺖ من منزلي بعد أن أحسست بأن هنالك سيول سوف تأتي للمنطقة وفي نفس الوقت
لشراء بعض ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ ﻭﺃﺭﺟﻊ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻭﺃﺳﺮﺗﻲ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺣﺠﺰتني السيول ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﺇﺟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻭﺷﺎﻫﺪﺕ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﺃﺳﺮ ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﻮﻝ إلي الاختفاء عن الأنظار ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺴﻴﻮل ﺟﺮﻑ المنازل ﻭﺍﺭﺗﻌﺒﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭاها ﺗﺠﺮﻑ المنازل ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﻮﻝ قوية ﻭﻟﺴﺎﻧﻲ حالي ﻻ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ للسكان الذين ﻳﺸﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ.
إنهيار منزل
ﻭﺗﺎﺑﻊ ﻗﺎﺋﻼً بابكر : في تلك اللحظة
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﺮﺍﺭﺍ وتكرارا
ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻲ من أجل الاطمئنان ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻷﻃﻤﺌﻨﻬﻢ علينا ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻳﺘﻌﺬﺭ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻭﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ ﻭﺻﻮﻝ ﺃﺳﺮﺗﻲ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ 10 ﺳﺎعات ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻔﺎﺟﺄﺗﻲ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ شاهدت ﺃﺳﺮﺓ كاملة ينهار عليها المنزل وهي تتألف ﻣﻦ 7 ﺃﺷﺨﺎﺹ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق