أطلقوا عليه الرصاص داخل عربته ..!
لم
يكن يونس عبد الرحيم النور العركي ابن الـ(17) عاماً يظن أن القدر
بانتظاره عندما أرسلته والدته لشراء دواء لشقيقته الصغرى فهو ينظر للمستقبل
بعين الحالم بالعمل سواق شاحنة بعد أن عمل مساعد سواق لسنوات وتحرك من
منزلهم ببئر الشريف بالمسيكتاب بولاية نهر النيل مساء يوم السبت واتجه
لمنزل أحد أصدقائه أخذ منه العربة واتجه لمدينة شندي لشراء الدواء، وفي ذلك
الحين كانت عربة من الشرطة تطارد عربة أخرى في الطريق وفجأة اختفت العربة
وبدأت الشرطة تطارد العربة التي يقودها يونس ولما لم يتوقف بدأوا بإطلاق
النار عليه.. لم يتوقف يونس إلا في المسيكتاب وأمام منزل أحد الضباط نزل من
العربة وكان مصاباً رفع يديه رغم ذلك قاموا بضربه وأخذه لمستشفى شندي.
وسط حضور عدد من جيران منزل خاله فقد سمعوا طلق الرصاص والجلبة التي حدثت.. وتقول والدته عواطف الماحي التي روت كل ما كتب آنفاً إنها علمت بالحادث عن طريق اتصال هاتفي من أهالي المسيكتاب الذين كانوا بالمستشفى ثم اتصل بها أبناء عم يونس فأخذت تصرخ وتجري نحو المستشفي فقام أحد أقاربها بتوصيلها وهي في حالة يرثى لها، وجدتهم وقد بدأوا الإسعافات الأولية ومن ثم إجراءات تحويله لمستشفي الخرطوم وبعد وصولهم قرر الأطباء في المستشفى إجراء عملية استكشاف مستعجلة أجريت له في صباح الأحد وأزالوا جزءاً من أمعائه التي كانت تنزف وحولوه للعناية المكثفة بالمستشفى.. وقد وجهت عواطف الشكر لكل الأطباء في مستشفى الخرطوم وقد قدمت أسرة يونس شكوى للمفوضية القومية لحقوق الإنسان التابعة لرئاسة الجمهورية حققت فيها الأستاذة منى أبو العزائم عضو المفوضية واتصلت بعدة جهات.
أما المعز مأمون ابن عم يونس فحكى قائلاً إن دورية الشرطة كانت تطارد العربة التي يقودها يونس وإنه لم يستجب لهم ولم يتوقف لخوفه منهم فهو صغير السن فقرر أن لا يتوقف إلا أمام منزل قريبه الضابط لكي يحميه منهم، ولكن الشرطة سبقته وأطلقت النار على العربة وبصورة كثيفة وعندما خرج الأهالي وقريب يونس من المنزل وقام بمعاينة العربة لم يجد بها شيئاً سوى الطلقات التي أصابته ولم يبارح مستشفي الخرطوم التي قمنا بزيارة يونس بها، حيث التقينا بأسرته التي كانت تتقابل بالأحضان والبكاء فقد أخبرهم الطبيب أن مريضهم لم يتجاوز مرحلة الخطر.. فذهبنا إليه ووجدنا اثنين من الأطباء الذين أجروا له العملية وهم د. محمد إبراهيم نائب الأخصائي ود. علاء الدين محمد، فقال د. محمد إن المريض جاء وهو يعاني من نزيف حاد وجروح خارجية ونزف كمية من الدم وكان مستوى الوعي عنده متدنيا جداً وعندما حضر للمستشفى كانت الساعة تشير نحو الثالثة والنصف صباحاً فأجرينا له الإسعافات اللازمة، وفي السابعة صباح الأحد أجرينا له عملية استكشاف فوجدنا شظايا في أمعائه واستأصلنا جزءاً من الأمعاء (25) سنتمتر وخيطنا بعضها وأوقفنا النزيف الداخلي، وأكد أنه لم يجد رصاصا في بطنه لكن كمية من (الرايش) وبعدها أجرينا اتصالاً بأحد أقارب يونس بمدينة شندي وسألناه عن نتائج البلاغ الذي سعوا لفتحه ضد أفراد الشرطة، فقال إن الشرطة أخبرته أن هذا التحقيق إداري وأنهم حققوا مع أفراد الشرطة، وقال إن الضابط أكد له أنه لم تأتهم أوامر بوقفهم عن العمل.
ولاستجلاء القضية داخل أضابير الشرطة اتصلنا على شرطة ولاية نهر النيل وكان في الطرف الآخر العميد شرطة بشير مدني إسحق مدير شرطة ولاية نهر النيل بالإنابة، حيث قال إن الحادث بدأ عندما تلقت شرطة شندي بلاغاً من إحدى النساء قالت فيه إن (أ.س) قد اعتدى عليها بالسكين وكانت مطعونة في رقبتها وفتح لها بلاغ تحت المادة (139) من القانون الجنائي الأذى الجسيم وهي نوع من الجرائم التي تتحول في الغالب إلى المادة (130) ج القتل العمد لذا دائماً ما تتحرك قوى بسرعة للقبض على المتهم وهذا ما حدث في البلاغ فقد تحركت قوة بها ملازم واتجهوا لمربع (38) بشندي ولما وصلوا خرجت هذه العربة وبها المتهم وقامت عربة الشرطة بمطاردته وإطلاق النار على العربة لتعطيل إطاراتها وعندما وصلت لمدخل المسيكتاب ولّوا هاربين إلا يونس عبد الرحيم بقى بها لاصابته.
ويواصل العميد بشير حديثه قائلاً إن الشرطة بعد علمها بالحادث عقدت مجلس تحقيق عاجل وهو مجلس يوازي البلاغ الجنائي وتم التحقيق مع أفراد الشرطة، وزاد إذا توفى المواطن يونس فيمكن أن يواجه أفراد الشرطة بالمادة (130) جنائي، وأكد العميد قائلاً: نحن أحرص الناس على متابعة «هفوات ناسنا»، وما حدث في حادثة «البان جديد» التي فتحنا فيها بلاغاً فورياً ضد منسوبي الشرطة الذين أطلقوا النار في مناسبة اجتماعية.. (إلا أن هؤلاء يختلفون لأن ما حدث كان أثناء أدائهم لواجب شرطي).
صحيفة آخر لحظة
وسط حضور عدد من جيران منزل خاله فقد سمعوا طلق الرصاص والجلبة التي حدثت.. وتقول والدته عواطف الماحي التي روت كل ما كتب آنفاً إنها علمت بالحادث عن طريق اتصال هاتفي من أهالي المسيكتاب الذين كانوا بالمستشفى ثم اتصل بها أبناء عم يونس فأخذت تصرخ وتجري نحو المستشفي فقام أحد أقاربها بتوصيلها وهي في حالة يرثى لها، وجدتهم وقد بدأوا الإسعافات الأولية ومن ثم إجراءات تحويله لمستشفي الخرطوم وبعد وصولهم قرر الأطباء في المستشفى إجراء عملية استكشاف مستعجلة أجريت له في صباح الأحد وأزالوا جزءاً من أمعائه التي كانت تنزف وحولوه للعناية المكثفة بالمستشفى.. وقد وجهت عواطف الشكر لكل الأطباء في مستشفى الخرطوم وقد قدمت أسرة يونس شكوى للمفوضية القومية لحقوق الإنسان التابعة لرئاسة الجمهورية حققت فيها الأستاذة منى أبو العزائم عضو المفوضية واتصلت بعدة جهات.
أما المعز مأمون ابن عم يونس فحكى قائلاً إن دورية الشرطة كانت تطارد العربة التي يقودها يونس وإنه لم يستجب لهم ولم يتوقف لخوفه منهم فهو صغير السن فقرر أن لا يتوقف إلا أمام منزل قريبه الضابط لكي يحميه منهم، ولكن الشرطة سبقته وأطلقت النار على العربة وبصورة كثيفة وعندما خرج الأهالي وقريب يونس من المنزل وقام بمعاينة العربة لم يجد بها شيئاً سوى الطلقات التي أصابته ولم يبارح مستشفي الخرطوم التي قمنا بزيارة يونس بها، حيث التقينا بأسرته التي كانت تتقابل بالأحضان والبكاء فقد أخبرهم الطبيب أن مريضهم لم يتجاوز مرحلة الخطر.. فذهبنا إليه ووجدنا اثنين من الأطباء الذين أجروا له العملية وهم د. محمد إبراهيم نائب الأخصائي ود. علاء الدين محمد، فقال د. محمد إن المريض جاء وهو يعاني من نزيف حاد وجروح خارجية ونزف كمية من الدم وكان مستوى الوعي عنده متدنيا جداً وعندما حضر للمستشفى كانت الساعة تشير نحو الثالثة والنصف صباحاً فأجرينا له الإسعافات اللازمة، وفي السابعة صباح الأحد أجرينا له عملية استكشاف فوجدنا شظايا في أمعائه واستأصلنا جزءاً من الأمعاء (25) سنتمتر وخيطنا بعضها وأوقفنا النزيف الداخلي، وأكد أنه لم يجد رصاصا في بطنه لكن كمية من (الرايش) وبعدها أجرينا اتصالاً بأحد أقارب يونس بمدينة شندي وسألناه عن نتائج البلاغ الذي سعوا لفتحه ضد أفراد الشرطة، فقال إن الشرطة أخبرته أن هذا التحقيق إداري وأنهم حققوا مع أفراد الشرطة، وقال إن الضابط أكد له أنه لم تأتهم أوامر بوقفهم عن العمل.
ولاستجلاء القضية داخل أضابير الشرطة اتصلنا على شرطة ولاية نهر النيل وكان في الطرف الآخر العميد شرطة بشير مدني إسحق مدير شرطة ولاية نهر النيل بالإنابة، حيث قال إن الحادث بدأ عندما تلقت شرطة شندي بلاغاً من إحدى النساء قالت فيه إن (أ.س) قد اعتدى عليها بالسكين وكانت مطعونة في رقبتها وفتح لها بلاغ تحت المادة (139) من القانون الجنائي الأذى الجسيم وهي نوع من الجرائم التي تتحول في الغالب إلى المادة (130) ج القتل العمد لذا دائماً ما تتحرك قوى بسرعة للقبض على المتهم وهذا ما حدث في البلاغ فقد تحركت قوة بها ملازم واتجهوا لمربع (38) بشندي ولما وصلوا خرجت هذه العربة وبها المتهم وقامت عربة الشرطة بمطاردته وإطلاق النار على العربة لتعطيل إطاراتها وعندما وصلت لمدخل المسيكتاب ولّوا هاربين إلا يونس عبد الرحيم بقى بها لاصابته.
ويواصل العميد بشير حديثه قائلاً إن الشرطة بعد علمها بالحادث عقدت مجلس تحقيق عاجل وهو مجلس يوازي البلاغ الجنائي وتم التحقيق مع أفراد الشرطة، وزاد إذا توفى المواطن يونس فيمكن أن يواجه أفراد الشرطة بالمادة (130) جنائي، وأكد العميد قائلاً: نحن أحرص الناس على متابعة «هفوات ناسنا»، وما حدث في حادثة «البان جديد» التي فتحنا فيها بلاغاً فورياً ضد منسوبي الشرطة الذين أطلقوا النار في مناسبة اجتماعية.. (إلا أن هؤلاء يختلفون لأن ما حدث كان أثناء أدائهم لواجب شرطي).
صحيفة آخر لحظة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق