الجمعة، 28 سبتمبر 2012

وفاة مدرب حراس المرمي نادي النصر الكويتي بالخرطوم في ظروف غامضة

أسرته تلجأ إلي وزارة الخارجية السودانية والسفارة الكويتية بالخرطوم

خلاف بينه ومواطن كويتي قاد الشرطة للقبض علي المدرب وتسليمه السفارة

مدرب حراس النصر الكويتي الرياضي


إيمان ابنة المدرب تتحدث للاستاذ سراج النعيم


محمد نجل المدرب المتوفي


صورة ارشيفية للمدرب مع إدارة نادي النصر

الخرطوم : سراج النعيم

أثارت وفاة إدريس علي إدريس مدرب الحراس بنادي النصر الرياضي بدولة الكويت شكوك أسرته فيما يتعلق الوضع الذي تم استقدامه به من الخارج لذلك رفعت شكوى إلي وزارة الخارجية السودانية.
وفي هذا السياق قالت ابنته إيمان : منذ أن أنجبت في هذه الدنيا لم أشاهد والدي بالشكل الذي رأيته عليه عقب عودته من دولة الكويت بعد مضي ثمانية أعوام حيث تفاجأنا بأنه يدخل علينا مضروباً في رأسه ويده التي كانت في تلك اللحظات مكسورة فما كان منا إلا الذهاب به علي جناح السرعة إلي الطبيب الذي بدأ معه جلسات علاجية استدعتنا إلي معرفة ما الذي حدث له في فترة غيابه عنا لأن التشخيص الطبي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الخلاف بينه والمواطن الكويتي له سبباً مباشراً في الإصابة بالجلطة التي شلت الجزء الشمالي من جسده.

وفاة والدي بالخرطوم

واسترسلت : إن وفاة والدي ناتجة عما تعرض له في الرأس واليد علماً بأنه إنسان معروف في دولة الكويت بحكم ارتباط الشعوب بكرة القدم وبالتالي لم تكن لديه إشكاليات تستدعي أن يحدث معه ذلك قبل وفاته مما جعل الصورة بالنسبة لنا يكتنفها الغموض.

ما اقسي الإحساس بالظلم

وبصوت مليء بالحزن قالت إيمان : وحده والدي الذي كان يستطيع كشف الملابسات التي سبقت تسليمه الروح لبرئها واحتواء هذه الحيرة الشديدة التي تركتنا عليها قصة رحيله نعم رحيله بكل الحنان والحب الذي كان يطوقنا به وأبقى لنا المخاوف كلها تسكن الدواخل ولا تبرهها قيد إنملة لأننا لا ندري ما هو السبب الذي قاد الشرطة الكويتية أن تلقي القبض عليه ثم تسفيره من الكويت على تلك الحالة السيئة التي تطرقت إليها في هذه القضية فثمة تفاد وتعارض في الروايات التي تصلنا من هناك ما ادخل فينا الشك قسرياً بين ما نشاهده امام اعيننا والقصص الهادفة إلى أن تكون حالة أبي كما يشاءون ولكن حينما تأتي لحظة الأكتشاف تتفجر الحقائق في وجهه كل الأكاذيب التي تفحدها التقارير الطبية منذ أن وطات قدماه ارض الخرطوم وإلى أن فارق الحياة متأثراً بما تعرض له من ضرب حدا بنا أن نحزن كثيراً لأن ذلك المشهد المؤلم يؤجج في النفس الإحساس بالظلم وما أقس أن يظلم الإنسان من أخيه فكان أبي يعارض ويعي جداً مما يعاني إلا أنه لم يكن قادراً على ترجمة ذلك بصورة واضحة إلا أن منظره لا يمكن إلا أن يهزك حتى الأعماق دون أن تستطيع التعرف على حقيقة ما جرى له تلك الدولة .. هكذا بدأت معاناة والدي دون أن يستطيع الإشارة إلى ما يمكن أن يقرب لنا الصورة في شكلها الصحيح.

العودة من الخارج

وتضيف بلا تردد : من العدل أن نعرف لماذا ارتكب في حق والدي هذا الاضطهاد غير المبرر فلا نطلب سوى أن نقف أمام الحق بحل الاسئلة الدائرة في المخيلة وأن يفهم المجتمع ما نرمي إليه من وراء هذا الطرح الذي نجابه به الظلم الذي نحن في دواخلنا الجرح المنفلت من قيود تبحر بنا ناحية الهاوية فلم يعد لنا من نعتمد عليه في حياتنا.
ومن هنا كان لزاماً علينا الإتصال بالكويت فردت علينا موظفة تدعي منال قائلة: إن والدكم في الاساس عمل إشكالية استدعت الشرطة القاء القبض عليه وترحيله إلى السودان فهل هي فعلاً موظفة بالسفارة السودانية بدولة الكويت كما ادعت ذلك علماً بأننا لم نسمع عنها قبلاً بدليل أننا كنا هناك وحطت طائرتنا في مطار الخرطوم في اجازة في العام 1990م إلا أنه لم يتسير لنا أن نشد الرحال مرة أخرى وبالمقابل أصبح والدي وحيداً في المهجر الذي خلف هذا الواقع المثير للدهشة التي تظل محور ثابت في هذه القضية التي تعرض لها والدي مدرب حراس المرمي بنادي النصر الكويتي ولكي يصل إلى هذه المرحلة قام بتأهيل نفسه في المجال الذي أختاره قبل سنوات وسنوات يشهد عليها إتحاد كرة القدم السوداني الذي منحه في العام 2004م شهادة تؤكد ذلك بتوقيع من الأستاذ مجدي شمس الدين سكرتير الإتحاد إذ جاء فيها : ( يشهد الإتحاد بأن المدرب إدريس على إدريس مارس كرة القدم كلاعب في الأندية الصغرى التابعة لإتحاد كرة القدم الخرطوم وبورتسودان وتدرج حتى لعب لفريق التحرير الرياضي (استاك) خلال الفترة من العام 1956م إلى العام 1959م ولعب باندية المملكة العربية المتحدة خلال الفترة من العام 956م إلى العام 1962م ثم حصل على شهادة التدريب منذ ذلك التاريخ ...والخ).

الكورسات والأندية العربية والسودانية

وتسترسل : والدي حاصل على شهادات عليا في مجال تدريب كرة القدم وتولي تدريب الاندية السودانية في الدرجات المختلفة كما احترف التدريب خارج السودان حيث عمل مدرباً لحراس المرمي بالكويت في نادي النصر ولبنان في نادي الصفاة الرياضي وفي الاندية السودانية كالأهلي والنيل ومن أجل اصقال تجربته تلقي تدريباً عالياً في انجلترا جعل كفاءته عالية جداً ما خلق له احترام في دولة الكويت والسودان الذي حقق فيه نتائج طيبة مع الأندية التي تولي تدريبها كالأهلي الخرطوم ووادي النيل واشبال الدويم ونادي الصحافة وكوبر وبما أنه بهذه القيمة فأننا لاتشد سوى الوصول إلى الحقيقة التي جعلت حياتنا اشبه بالقصص والروايات ذات السيناريوهات التي لا تخلو من الغموض ما أدى بنا النظر إليها على هذا النحو الذي يحمل في معيته شواهد راسخة في الذهن وهذه الشواهد مدتنا بشعاع من العطاء للوقوف على كل ما تقع العين عليه . فهذه الأفكار تتراءي بكشل متقن.

البحث عن الحقيقة

وتواصل استئناف الحكاية قائلة : آخر اتصالنا به قبل سنوات من عودته حيث انقطعت اخباره عنا نهائياً إلى أن عاد إلينا بتلك الهيئة من خلال تاكسي المطار الذي إنزله امام باب منزلنا ثم تحرك مسرعاً نحو وجهته وقد امضي والدي المدرب ادريس سبعة أعوام في الكويت الامر الذي جعلنا نضع شكوانا على منضدة وزارة الخارجية السودانية التي طلب منا فيها كتابة ذلك على الورق وكان ان فعلنا ذلك إلا أننا في الوقت الحاضر ننتظر رداً منهم حتى نتخلى عن هذا الحزن الذي تسببت فيه هذه التداعيات فمن الخطأ ان لا نعرف من الذي أوصله إلى هذه المرحلة المتأخرة جداً في حالته الصحية التي لعبت عاملاً اساسياً في الوفاة قبل أيام من تاريخ روايتنا لهذه الوقائع الممزوجة بسيرته ومسيرته في الملاعب الخضر فاض فيها دورات تدريبية في برنامج الفيفا للتدريب الرياضي بمركز بيشام أبي الوطني الرياضي من 28 مايو إلى 4 يونيو 1977م ضف إلى ذلك فإن نادي النصر الرياضي الذي منحه شهادة تصب رأسا في هذا الاطار جاء فيها ما يلي :
 (تشهد ادارة نادي النصر الرياضي بأن السيد ادريس علي ادريس سوداني الجنسية قد عمل بالنادي مدربا لكرة القدم قطاع الناشئين والاشبال في العام 1966م وحتي 25/5/1990م  وكان من المدربين  المتميزين والمخلصين في علمهم وقد حققت الفرق خلال تلك الفترة مراكز متقدمة في البطولات  التي نظمها  الاتحاد  الكويتي لكرة القدم ووقع عليها مطلق محمد  المطيري أمين السر العام.

وزارة الدفاع الكويتية

وتستطرد: ولم يتوقف عطاء والدي بنادي النصر الذي عمل به على فترتين الفترة الأولي هي تلك التي اشرت اليها بموجب شهادة النادي نفسه والفترة الثانية هي التي عاد منها مؤخرا بالاصابات الظاهرة على الرأس واليد فهو بالاضافة الى ماذهبت اليه عمل مدربا في رئاسة الاركان العامة للجيش الذي منحته في خصوصه وزارة الدفاع  الكويتية شهادة مفادها: (تشهد الوزارة رئاسة هيئة الاركان العامة بأن الوكيل ضابط مدرب في هيئة العمليات والخطط – مديرية الاتحاد الرياضي العسكري وقد التحق بالخدمة العسكرية بتاريخ 16/6/1979م وانتهت خدمته لقبول استقالته بتاريخ 2/8/1990م وحملت الشهادة توقيع العميد ركن مدير مديرية  شئون ضابط  الصف والافراد عن المقدم  الركن/ صباح قمر المزعل ولم يتوقف عند هذا الحد انما عمل في سفارة دولة الكويت بالعاصمة السودانية الخرطوم خلال الفترة من أكتوبر 1990م الى سبتمبر 1991م في وظيفة حرس خاص.

الاعتداء على ادريس

وتقول: آخر عهدنا به كان في نادي النصر الكويتي الرياضي الذي آتي منه موضحا بعض الاشياء الخاصة بالحالة الصحية الناتجة عن الاعتداء عليه بدون تركيز للدرجة التي لم يستطع فيها التعرف على منزله وابنائه ومع انشغالنا بعرضه الى الاطباء لم نجد وقتا الى اماطت اللثام عما اصابه في الوقت  الذي سبق احضاره لنا وكان دائما مايقول لنا انه يرغب في الذهاب الى وزارة الخارجية لوضعها في العودة وكان مصرا اصرارا شديدا على الاقدام على هذه الخطوة الى ان توفي متأثرا بما تعرض له في الراس واليد والبحث عن الكيفية التي يرد بها حقوقه من نادي  النصر  الكويتي الرياضي فهو  الى أن آتي كان موظفا في وظيفة مدرب حراس المرمي بالنادي المشار اليه  ثمانية سنوات متصلة دون انقطاع أما عن الفترة  الزمنية  الماضية فقد صرف حقوقه مقابلها كاملة دون نقصان ولكنه كان مهموما  بالسنوات الاخيرة رغما عن حالته الصحية  السيئة جدا.

ماهي قصة الشقة

وتشير الى ان والدها بدا احتراف كرة  القدم بالمملكة العربية السعودية الى ان تم التعاقد معه بواسطة مدررب نادي  النصر الكويتي الرياضي  الذي تأهل من خلاله في التدريب الذي تنقل فيه في دول اوروبية كثيرة ثم عاد الى السودان  ودرب الاندية  السودانية التي عددتها في تناول لسيرة ومسيرة والدي الذي تلقينا في خصوصه اتصالا هاتفيا من السفارة السودانية بدولة   الكويت اذ قالت لنا الموظفة منال:  ان ادريس كان مقيما بدون اقامة ما قاد الى أن تحدث له اشكالية مع مواطن كويتي فالقت عليه الشرطة الكويتية القبض ومن ثم سلمتنا اليه ونحن بدورنا  ارسالناه لكم في الخرطوم علما بأن الاقامة التي اشارت اليها الموظفة لم تنتهي الى بعد وصوله السودان بفترة ليست بالقصيرة ابتداءا من تاريخ ترحيله في العام 2010 الى ان توفي في الايام القليلة الماضية وهو طوال هذه الفترة كان يعاني من الاصابة في رأسه ويده ولم يفلح الاطباء في ايجاد  العلاج الناجع. واثناء ذلك كان يقول لأخي محمد الألم في يدي قاسي جدا كما انه كان مقيما في شقة لديه بها بعضا من الاغراض التي طالبنا بالاتيان بها من دولة الكويت  ولم نكن نحن نعرف كيف نحقق له ما يصبو اليه.



ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...