الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

زوجة ضابط شرطة متقاعد تعيش على الأرز ولبن الأطفال مدى الحياة نتيجة خطأ طبي

ام سلمه تتحدث للاستاذ سراج النعيم






المحامي العام يمنحها الإذن بالمقاضاة ووكيل النيابة الأعلى بالخرطوم يلغي قرار وكيل أول النيابة

شرطة الخرطوم شمال باشرت التحريات في البلاغ الجنائي ضد المستشفي والطبيب

الخرطوم : سراح النعيم : تصوير : محمد إسماعيل

عاشت السيدة أم سلمه محمد عبدالقادر زوجة ضابط الشرطة السابق اياماً عصيبة وهي تعاصر الألم الحاد نتيجة نسيان قطعة شاش لمدة ثلاث سنوات داخل بطنها مما تسبب في إزالة جزء كبير من الأمعاء الدقيقة والغليظة وذلك بحسب ما جاء في التقرير الطبي الصادر من مستشفي الرباط الجامعي بتاريخ 24/4/2011م والذي حوى على ما يلي :-
(المذكورة أعلاه حضرت إلى مستشفي الرباط الجامعي يوم 22/2/2011م وكانت تعاني من ألم في البطن وإمساك واستفراغ مستمر وبعد إجراء الفحوصات تم تشخيص الحالة كانسداد بالأمعاء الدقيقة وكانت المريضة قد ذكرت أنه اجريت لها عملية ولادة قيصرية وإزالة  رحم بسبب نزيف قبل حوالي ثلاث سنوات ومن ثم ذكرت أنه اجريت لها عملية إزالة مبيض ثم عملية إزالة مرارة خلال عام 2010م  ووفقاً لذلك تم إجراء عملية جراحية يوم 24/2/2011م وقد وجد أثناء العملية التصاق بالأمعاء وناسور بين الأمعاء الدقيقة والغليظة كما تم إزالة شاشة من داخل الامعاء الدقيقة والغليظة بسبب الالتصاق مع إعادة توصيل الأمعاء الدقيقة والغليظة أما مقاس الشاش فهو 20سم×20سم ثم خرجت المريضة من المستشفي يوم 31/3/2011م وهي تحت المتابعة بعيادة المحولة وتم تحرير هذا التقرير بناءً على رغبتها ووقع عليه الدكتورين إيهاب عبدالرحيم محمد أحمد ومحمد يس استشاريي الجراحة .

بدأت القصة مع المستشفي والطبيب

وقدمت قضيتها على النحو التالي : أبلغ من العمر (43 عاماً) متزوجة من ضابط شرطة متقاعد ولدي من البنات أربعة ما حدث هو أنني في العام 2008م كنت حبلى في الشهر الثالث واتابع مع الطبيب المختص وما ان اتممت الثمانية اشهر إلا وداهمتني الملاريا فما كان إلا وذهبت إلى أقرب مركز صحي تم حجزي به وعندما جاءت عيادة الدكتور المشرف على حالتي سلمت إليهم فقالوا إن الجنين متوفي ليتم ادخالي غرفة العمليات الجراحية بالمستشفي المشكو ضدها وكان أن بقيت على خلفية ذلك سبعة عشر يوماً من تاريخه ثم خرجت وأنا اعاني من الألم ثلاثة اشهر متصلة دون انقطاع الشيء الذي حدا بيَّ عمل موجات صوتية لمعرفة الأسباب فاكتشفت أنهم استأصلوا الرحم دون علمي أو علم زوجي فلم يكن امامي بداً سوى العودة إلى الأطباء الذين سألتهم لماذا فعلتم ذلك؟ قالوا : من أجل إنقاذك فقلت : الخير فيما اختاره الله سبحانه وتعالى ولكن مازال الألم مستمراً وكانوا يعطوني حقناً مسكنة وحبوب لم تفعل شيئاً فقلت في غرارة نفسي لماذا لا اعرض نفسي على أطباء آخرين وكان أن عرضت نفسي عليهم واشاروا إلى أن الألم ناتج من الاستئصال للرحم ولم اكتف بذلك إنما انتقلت إلى مستشفي الشرطة الذي أجروا ليّ فيه رنيناً مغنطيسياً أكدت نتائجه بحسب ما جاء في التقرير الطبي سالف الذكر.

العمليات الجراحية والسفر إلى القاهرة

وقالت أم سلمة : ورغماً عن العمليات الجراحية التي اجريت ليّ اتهموني بالسرطان الذي بعت على أثره أثاثات منزلي وشددت الرحال إلى العاصمة المصرية القاهرة  التي أكد ليّ فيها الأطباء أنني غير مصابة بالداء الذي اشار به الأطباء السودانيين وقالوا إن كل ما في الامر إشكالية في المصاريين وما عليّ إلا أن آتي إليهم مرة ثانية بعد ثلاثة أشهر لإجراء العملية الجراحية التي وصفوها بالصعبة مشترطين عليّ إحضار زوجي بعد إنقضاء الفترة الزمنية المشار إليها وعندما عدت إلى الخرطوم اجريت ليّ عملية جراحية بمستشفي الشرطة أستخرجت فيها قطعة شاش كبيرة  من بطني وهي التي تسببت في تقطيع الأمعاء الدقيقة مما أدى إلى استئصال جزء منها الامر الذي أقعدني عن الحركة فالشاشة ظلت داخل بطني ثلاث سنوات إلى أن بني فيها اللحم نتيجة الخطأ الطبي الفادح الذي قاد إلى أن افقد المرارة التي اتضح أنها سليمة ومن هنا رفعت شكوى إلى مجلس التخصصات الطبية ولكن دون جدوى فأحسست بالظلم والإجحاف في حقي خاصة وأنني فقدت الرحم والمبيض وما عرضني إلى الأذى الجسيم ما يجعلني اطرح سؤالاً في غاية الأهمية ما هو دور المستشفي المشكو ضدها ؟ الإجابة عندي ببساطة وجود خطأ طبي يشكل في القانون جريمة.

أستئناف قرار وكيل أول النيابة

ماذا حدث بعد ذلك؟ هذا ما تجيب عليه ام سلمة قائلة: وبما أنني أحمل كل الأسانيد الحافظة لحقوقي لجأت إلى نيابة الخرطوم شمال ورفعت عريضة دعوى جنائية بالرقم 5345/2012م تحت المادة (74) من القانون الجنائي وبالتحري معي شطب البلاغ فقمت باستئنافه لدى مولانا عبدالخالق محجوب الحسن وكيل النيابة الأعلى – محلية الخرطوم والذي أصدر قراره بتاريخ 12/6/2012م وجاء في حيثيات القرار أنه تقدمت الأستاذه ثريا عبدالله بالأنابة عني في البلاغ بطلب استئناف لقرار السيد وكيل أول النيابة والذي قضي بشطب الدعوى تأسيساً على مدنية النزاع وقد سببت المحامية الاستئناف على أن الإهمال الطبي الفاحش يعد مخالفة للمادة 74 من القانون الجنائي وقد جاء بعده أسانيد في ذلك الشأن .. القرار المطعون فيه صادر بتاريخ 22/5/2012م وعلمت به واستلمت صورة من القرار بتاريخ 31/5/2012م والأستئناف قدمته بتاريخ 3/6/2012م لذا تم قبوله لوروده داخل القيد الزمني المنصوص عليه قانوناً وبمراجعة المحضر وجد أن التحري لم يكتمل بالصورة المطلوبة حيث لم يرفق تقرير فني من جهة مختصة لتحديد وجود الخطأ الطبي ومدى جسامته حيث أن المجلس الطبي هو الجهة المختصة بتحديد ذلك فيما نجد أن إفادة المستشفي التي باشرت علاجي لا تفيد وحدها في تحديد المسئولية كما أن التحري لم يتم مع الطبيب المعالج (المشكو ضده ) والذي بدوره أجرى ليّ العملية الجراحية محل البلاغ وبالتفصيل اللازم وهذا مقصود في التحري وأشار وكيل النيابة الأعلى الي أن قرار وكيل أول النيابة قراراً متعجلاً لذلك قرر هو قبول الاستئناف وإلغاء قرار وكيل أول النيابة والقاضي بشطب الدعوى على أن تستكمل التحريات وفقاً لما جاء بحيثيات هذا القرار ثم يتم تقييم البلاغ بواسطة وكيل النيابة المشرف على التحري.

لا أأكل ولا اشرب خارج المنزل

وتسترسل : بالرغم من اصراري المضي قدماً في الخطوات القانونية إلا أنني أجد الكثير من العراقيل التي لم اعد قادرة على احتمالها علماً بأنني مريضة لم ترتاح من الألم إلا بعد استخراج قطعة الشاش التي فرضت عليّ نوعية معينة من الطعام الذي أرشدتني به البروفسير اميمة محي الدين صابر والمتمثل في الدجاج والسمك والأرانب والحمام والبطاطس والبامبي والدخن والأرز وإلى أخره وهي جميعاً لا قبل ليّ بها مالياً سوى الأرز الذي اتناوله في وجباتي الثلاثة لأن قطعة الشاش قطعت الأمعاء الدقيقة ولكي آتي إليك لإجراء هذا الحوار كان لابد ليّ من الصيام في اليوم السابق لأنني لو أكلت أو شربت ساحتاج إلى أن ادخل الحمام دعك من هذا كله فأنني أوقفت العلاجات المقررة ليّ في هذا الإطار وذلك يعود إلى عدم امتلاك المال الذي يمكنني أن اصرف به الروشتة الطبية فأنا يفترض أن آخذ حقنة يومياً تبلغ تكلفتها أربعين جنيه بالإضافة إلى الحبوب وزيت الزيتون والنرجين فمن أين اشترى كل الذي وضعته على منضدتكم مع التاكيد أن زوجي ضابط شرطة متقاعد عن الخدمة ... ماذا اعمل بربكم أفيدوني .. أرجوكم ما هو الحل لإيقاف معاناتي طويلة الأمد ؟

استئصال الأمعاء أقعدني عن الحركة

وتضيف : وعندما منحني المحامي العام لجمهورية السودان الإذن بمقاضاة المستشفي بتاريخ 19/1/2012م  إذ تمت مخاطبتي كما يلي: ( الموضوع : إنذار بموجب المادة (33) (4) من قانون الإجراءات المدنية لسنة 1983م وفقاً لعريضة الإنذار المقدمة مني بتاريخ 12/10/2011م ولكن وقف في طريقي المال الذي سأباشر به الدعوى القضائية وبالتالي اتبعت كل الطرق القانونية بما في ذلك وكيل نيابة الخرطوم شمال الذي طالبه مستشاري القانوني بإحالة المادة 147 إلى المواد 127، 141، 142 من القانون الجنائي لسنة 1991م واوضح له أنني أدخلت المستشفي (المشكو ضدها) بغرض العلاج إلا أنها لم تاخذ الحيطة والحذر اللازمين تجاهي وإنما قامت المستشفي بتوليدي في الشهر الثامن مخالفة بذلك للمعرفة الطبية ونتج عن ذلك وفاة جنيني وهذا يؤكد توافر اركان المادة 137 من القانون الجنائي لسنة 1991م بدليل أن وفاة الطفل كانت بعد يومين من الولادة وان دل هذا فإنما يدل على توافر ركني الجريمة ولا إعمال لنص المادة 137 من القانون الجنائي ولاحقاًَ إجريت ليّ عملية جراحية بناءً على خطأ طبي فادح وهو وجود قطعة شاش داخل بطني تسببت في وجود مضاعفات حادة أدت إلى استئصال جزء كبير من الأمعاء والشيء الذي أقعدني عن الحركة وهذا يؤدي لأعمال نص المادة 141 من القانون الجنائي خاصة وأنني فقدت المرارة واتضح لاحقاً سلامتها.

وفاة طفلي لقصور في التنفس

وتستطرد : وهنا توافرت عدة بيانات مبدئية ضد المستشفي بشهادة الأطباء الذين قاموا باستخراج قطعة الشاش من بطني والمستندات المرفقة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك سلامتي من الأمراض التي اتهمت بها وإجرى ليّ في إطارها العمليات الجراحية التي افقدتني جزء من أعضائي بل ذهبت مني 70% من حياتي وأنا الآن اعيش بدون رحم ومرارة وجزء كبير من الأمعاء وكل ذلك ليس له ما يبرر إزالته اضافة إلى فقدان جنيني وأن كنت اسلم بان الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ولكن ما تعرض له طفلي كان بسبب الإهمال والدليل على ذلك إدعاء المستشفي موت الجنين وصدور شهادة الوفاة من المستشفي إذ أنها تؤكد حياة المولود ووفاته بعد الولادة لا قبلها وذلك بناء على تقرير مركز المعلومات الصحية بتاريخ 15/5/2012م إذ قال إن سبب الوفاة المرض أو الحالة التي أدت مباشرة إلى الوفاة قصور في التنفس بسبب أو نتيجة للخدج الشديد والاسباب السابقة في حالات مرضية إن وجدت مما أدت إلى السبب أعلاه مع ذكر السبب الأصلى اخيراً الولادة المبكرة وهناك حالات مرضية أخرى هامة ساعدت على الوفاة ولكن ليس لها علاقة بالسبب أو الحالة التي أدت إليها وهي نقص الوزن عند الولادة ..والخ.

العيش على الأرز ولبن الأطفال

وبحزن عميق قالت : اشارت التحاليل الخاصة بالخلايا المسحوبة بالحقن بارشاد الاشعة المقطعية التي أوضحت أن هنالك ورم كيس غددي في الجانب الأيمن مجهرياً فيما يوجد تجمع خلايا تحتوى على كمية كبيرة من السيتوبلازم (السائل الخلوي) الذي يحمل اللون الأزرق الداكن مع نوايا كبيرة ونسيج كروماتيني مترهل فكانت الخلاصة سوائل خبيثة مسحوبة في منطقة فوق العانة وورم خبيث.
وعن حياتها بعد هذا الخطأ الطبي قالت : هل تصدق أنني ما أن أصحو من النوم إلا أضع الحلة المليئة بالأرز على النار حتى يتسني ليّ تناول الثلاث وجبات للدرجة التي تأقلم فيها بناتي على هذا الواقع المفروض عليهن فرضاً ضف إلى ذلك فالشراب عبارة عن زيت الزيتون والنرجين فأنا قبل هذا الأنتكاسة لم يكن هذا الباب يدخلني لأنني لو أكلت أو شربت خلاف ما ذهبت إليه آنفاًَ اتعرض إلى الألم الفظيع الذي لا احتمله مع ضعف المناعة في جسمي وذلك نتيجة العمليات الجراحية المتتالية التي ادت إلى ازالة الأمعاء الدقيقة والغليظة معا يعني أنني اعيش مدي الحياة على الارز وزيت الزيتون والنرجين وبالمقابل تم منعي من شرب الالبان والاكتفاء بلبن الاطفال وعدم التعاطي مع لحم البقر والضأن والخبز ولا ملاح اخضر أو أي نوع من الاطعمة التي يتناولها الناس في حياتهم اليومية من أجل التغذية  وأيضاً ممنوعة من شرب العصائر على اختلاف انواعها ضف الى القهوة مع السماح بشرب الشاي الأحمر والأخضر والجنزبيل.

سببوا لى عاهة مستديمة

وتشير الى أنها عائشة على هذا النظام الغذائي منذ ان تم استخراج قطعة الشاش من بطني والتي كنت على ضوءها  ابقي في المنزل اسبوع ثم انتقل الى البقاء شهر في المستشفي. وهكذا كانت الحمي لاتفارقني على مدار الـ 24 ساعة ولم أكن ادري ماذا افعل في ظل هذا الظلم الذي تعرضت له جراء خطأ طبي لا ذنب لي فيه سوي أنني وثقت في الطب السوداني رغما عن ايماني القوي بأنه قضاء وقدر ولكن كون انهم ينسون قطعة شاش داخل بطني 20 سم × 20 سم فهذا هو الذي استدعاني  للجوء الى السلطات المختصة حتي ارد حقوقي كاملة لا منقوصة الا ان الاجراءات لم تمض الى الإمام قيد انملة.
وحول احساسها بالتحول من الحياة  الحرة الى الحياة المقيدة قالت: تخيل انه عندما استئصل لى الرحم كان عمري انذاك (39 عاما) فكم طفل كنت سأنجبهم الى هذه اللحظة التي احكي فيه مأساتي وخلاف ذلك فانني لا استطيع تناول الطعام  مع الأصحاء لأنهم لا يمكنهم  البقاء على الارز فقط ضف الى ذلك انهم اتهموني بالسرطان وبالتالي احساسي يمتاز بالحزن فالخطأ الطبي لم يكن في عملية جراحية واحدة  انما في ثلاثة عمليات اجريت لي في فترة زمنية متقاربة مما سببوا لى عاهة مستديمة فلم اجد امامي بداً سوي الاستسلام ولكن سأعمل جاهدة من أجل ان ارد حقوقي المهدرة من الجهة التي اوصلتني الى هذه المرحلة المتأخرة جدا المرحلة التي جعلت جسدي خالي من كل عناصر المقاومة لأنني كنت طريحة الفراش خمسة عشر يوما اخرج فيها سائل شفاف ورائحة كريهة.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...