الاثنين، 13 أغسطس 2012

وقفة تأملية في عوالم الشعر


أثار موقف الإسلام من الشعر جدلاً  واسعاً في الأوساط بصورة عامة ما أدي إلي اختلف العلماء في حرمة وحلال التعاطي مع الشعر بشتي ضروبه المختلفة فالموقف القرآني من الاتجاه في هذا السياق تناولته الآيات وذلك من اجل  نفي صفة الشعر عنه وعدم وصفة بالشاعرية لينتقل إظهار موقف  الرسول عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم من الشعراء الذين لايمكنهم أن يؤثروا أو يتزحزحون قيد أنملة عن موقف القرآن، وهكذا كانت مواقف الصحابة ـ رضوان الله عليهم  جميعاً ـ ثم التابعين وعلماء الأُمة  الإسلامية قديمها ومعاصرها.
 وعندما نقف وقفة تأملية في عوالم الشعر نجد أنه ثمرة سؤال عريض اتفق عليه الكثير من أهل العلم  في الإجابة عليه خاصة إن السؤال يفصح ما مدي شرعية الشعر في الدين الإسلامي، وذلك من واقع أن البعض رأي في تأليف الشعر أنه شر مستطير وأنه ـ وفي أفضل حالاته ـ مزمار غواية لا ينبغي للمسلم أن يعيره سمعه! فيما رأى البعض الآخر أن الشعر كالكلام حسنه حسن وقبيحة قبيح وأن نُسك من يهجره نسك العجم لأنه ـ إن وُجه ـ سلاح ماض وفعال في الذود عن الدين ونشر قيمه الفاضلة حين تفجرت جزيرة العرب إسلامياً في ظل ثورة أدبية نطقت بالفساد وجسدت العقيدة .
ومنذ بذوق فجر الحق والإسلام  في فضاءات العالم إلا واستطاع الرسول صلي الله عليه وسلم  الخروج بهم من سجنهم الروحي والمادي إلى فضاء الحياة الرحب المنطلق فوقفوا مشدوهين وهم يصغون إلى صوت القرآن المتعالي يتهادى بين شعاب مكة وواحات يثرب صادحاً بتعاليم الدين الإسلامي الجديد الذي ينادي بحفظ الأعراض وبالمساواة بين الناس ونبذ الجبروت والاستعلاء.
وبالرجوع إلى استقراء الآراء التي أدلى بها المفسرون في هذه الآيات نجد أنها منصبة على نفي الشاعرية عن الرسول الكر يم لا على ذم الشعر كما يعتقد البعض ، وباعتبار السياق التاريخي الذي نزلت فيه هذه الآيات والذي احــتدم فيه الصراع بين الشرك والإيمان وازداد ت فيه حيرة المشركين حيال هذا النمط المعجز ( القرآن) يمكن اعتبار هذه الآيات ردا على العرب الذين دفعتهم حيرتهم إلــى وصم القرآن بأنه شعر ووصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه شاعـر لـعظمة الشعر في نفوسهم وفخامته في قلوبهم ، ولأن كلمة " شاعر" مرادفة عندهم لكلمة مجنون وساحر وكاهن " لأن الناس كانوا يعتقدون أن للشاعر الجاهلي شيطانا أو رئيا من الجن يلهمه أحيانا وأحيانا كان يدفعه بغضاضة إلى الإنشاد ويظــهر أن القرآن وصف نمطا خاصا من الشعراء وسمهم " بالكذب والغلو في الإدعاء وتزييف القول ، وهم فئة الشعراء التي كانت تزعم أنها على اتصال بالـجن والشياطين تتلقى منها الإلهام وتستوحي منها الأفكار والآراء وأساطيرهم في ذلك كثيرة لا تستقصى ، من أشهرها قصة هبيد صاحب عبيد بن الأبرص وبشر ابن أبي حازم الأسدي

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...