الاثنين، 13 أغسطس 2012

عودة إلي قبل الطبع


أواصل ما انقطع من تشريح لواقع برنامج (قبل الطبع) الذي يبث عبر قناة النيل الأزرق والذي لا يحتاج إلي مقدم بقدر ما يحتاج إلي تجديد في من تسند لهم مهمة التعليق والتحليل السياسي لما تطرحه الصحافة السيارة يومياً لان طبيعة البرنامج قائمة أصلا علي الخبر وما وراء الخبر وهذا الفهم يحصر المذيع في نطاق ضيق في إدارة دفة الحوار مع الضيوف الذين عادة ما يتطلب الحوار معهم في التلفزيون شكلاً مختلفاً في كتابة بعض النقاط المهمة من أجل أن تنير له الطريق ولا يقع في الأخطاء كما أنه على المعد للبرامج التلفزيونية أن يستوعب جيداً مقومات صياغة الرسالة التلفزيونية السامية خاصة وأنها تخاطب المتلقي بصورة مباشرة، وبالتالي عليه معرفة كيفية استخدام كل عنصر التشويق والجذب من مادة قد يعتبرها غير المهتمين بشأنها جامدة في الطرح والتناول ، لذلك تبقي تلك العناصر هي مفردات لغة التخاطب التلفزيوني الذي يمكنه أن يصوغ من خلالها الرؤى والأفكار والمعلومات بالصورة التي تروق بها حتى لمن لا اهتمام لهم بها خاصة إذا كانت تحوي في معيتها المضمون.
ومما ذهبت إليه أري أن الأخبار والبرامج السياسية لأبد أن تكون ذات رؤية بصرية نافذة في عوالم الإعلام بصورة عامة  والقنوات الفضائية بصورة عامة  لأن بعض الإخبارية منها كالجزيرة والعربية والحرة وأخريات أصبحن يجوزنا علي اهتمام شريحة كبيرة جداً من جمهور المشاهدين في شتي بقاع العالم، وذلك الاهتمام اعزوه إلي أنها قادرة علي إشباع حاجة المتلقي بالمعرفة فيما يدور من حوله في الأروقة  السياسية عبر الأخبار والبرامج السياسية التي تؤجج فيها مواقف محددة قد يقتنع بوجهات النظر المطروحة بها، ومن يدافع عنها وهذا ما يميز الأخبار البرامج السياسية الناجحة في اختيار من يثرونها بالنقاش والتحليل السياسي العميق الذي يقود قضايانا الوطنية في الاتجاه الصحيح الذي يخدم ولا يهدم بتسليط الضوء على ما تدور من إحداث سياسية في البلاد بما يتوافق والمصلحة العامة، وهذه مسؤولية معدي الأخبار البرامج السياسية الحوارية وغير الحوارية التي يجب أن تضافر في خصوصها الجهود لإيصال الحالة العامة للمشهد السياسي بعيداً عن الغرض الذي يدفعنا إلي وضع التساؤلات فيما يخص الأساليب المتبعة في إعداد الأخبار والبرامج السياسية  بغض النظر أن كان تحمل بين طياتها الشفافية أو لا، وأن كانت جرأة الطرح والتناول أولا. ويقسم أهل الاختصاص البرامج الحوارية ثلاثة أقسام
(حوار الرأي : ويعتمد على استطلاع رأي شخصية معينة في موضوع ما وحوار المعلومات : ويهدف للحصول على معلومات أو بيانات تخدم هدفا معينا وحوار الشخصية : ويستهدف هذا القالب تسليط الضوء على شخصية ما وتقديم الجوانب المختلفة منها للمشاهد، ويعتمد نجاح هذا النوع من البرامج على اختيار الشخصية المناسبة ومدى كفاءة مدير الحوار، وطريقة وضع الأسئلة بحيث تكون مباشرة وبسيطة وفي الوقت نفسه قوية وواضحة، ولا تكون الأسئلة مما يحتمل الإجابة عنه بنعم أو لا، ولكن يفضل اختيار أسئلة تسمح للضيف بأن يخرج إجابات تقريرية أو تفسيرية، ويفضل أن يبتعد المعد عن الأسئلة الإيمائية التي تتضمن في طياتها الإجابة التي يجب أن يرد بها الضيف.ومن المهم أن يستفز المعد الشخصية المجرى معها الحوار بأسئلة تجعله يقدم معلومات جديدة ومشوقة أو آراء مهمة.ويبقى هناك عوامل معينة تساعد على نجاح البرنامج في كل قالب من هذه القوالب، منها جدة وجدية الفكرة، واحتياج الناس للموضوع، وتنوع المصادر وتكاملها بحيث تعبر عن كل الاتجاهات المرتبطة بالظاهرة، ودقة المعلومات ونسبها إلى مصادرها.كما ينبغي التأكيد في النهاية على أهمية أن يقوم المعد بجمع المعلومات الكافية عن الشخصية وعن الموضوع، التي تساعده وتساعد فريق العمل المتعاون معه على إخراج العمل بالشكل الذي يخدم الغرض الذي قام من أجله).

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...