كلما شاهدت القنوات الفضائية السودانية في هذا الشهر الفضيل وجدت أنها
تضحك علي المجتمعات التي ننتمي اليها وذلك من وحي الاستخفاف بالعقول فهي تترك
مناقشة القضايا الحيوية بما فيها من بلاوي ومصائب وتحصر ذاتها كليا في معركة ليس فيها
كفاح ونضال يصب رأسا لصالح المتلقي الذي يفترض فيهم أن يهتموا بـ(ابسط الامور
الحياتية التي هو في حاجة ماسة إليها) ولكن لاحياة لمن تنادي فالقنوات الفضائية
تبث عقب الافطار مباشرة البرامج الغنائية وكأن هذا الشهر الفضيل ليس للعبادة فما فائدة
النقاش او الجدال فيما هو مطروح في برنامج اغاني واغاني الذي يعده ويقدمه الاديب
الاريب السر قدور منذ اعوام مضت وحتي القناة الرسمية لم تسلم من ذلك !! فالي متي
ننظر لهذا الشهر الكريم نظرة لاتخرج من نطاق الترفية واللهو حتي اصبح المشاهد
لايابه للمادة المطروحة عملا منه بمقولات متي كان للشاة ان تناقش قصابها وللمحكوم بالاعدام
ان يجادل جلاده .. هكذا تسيطر هذه الافكار علي ذهن الجمهور الذي كثيرا ما يدور
بيني وبينه حوارا فاجد انه يتفق معي بل ذهب الي ماهو اخطر بقولهم ما ان يغمض لنا
جفن الا وتتحول افكارنا الي افكار بالية كتلك البرامج المبثوثة من علي الشاشة البلورية كالذي يحدث
بالضبط في بعض الفضائيات السودانية التي ادمنت استضافة انصاف المواهب ليقنعونا بانهم
يمكن ان يصبحوا مشروع فنانين كل مقومات البعض الانضمام لرحلات شريف نيجيريا وهي احدي
التشوهات العلنية لـ(صورة السودان) في الخارج فالكثير من المواقف المنبثقة من افعال
علي هذا النسق تفتقر للافكار المفيدة التي تدعنا نرسم خارطة طريق للقنوات السودانية
لانها تحتاج الي ضوابط كثيرة حتي ننظفها من بعض الاراء غير المجدية وهي غالبا تاتي
في توقيت مختلف لبثها علي المشاهد ومهما تجلدنا وتمسكنا بالقيمة الانسانية نجد انفسنا
امام حالة لاتحتمل هذا الصمت الذي نمارسه حيال هذه المعضلة الحقيقية فعلي الاقل يفترض
فينا تحذير الشباب والنشء من مغبة بعض الافكار المعروضة في بعض البرامج.
ماذا يمكن ان نؤمل في قنوات فضائية تدفعنا دفعا نحو السطحية في الطرح
والتناول البرمجي .. فان اقصي ما يمكن ان يحصل عليه هؤلاء اواولئك هو مزيدا من
السخط وعدم الرضا الذي استدعي الي الهروب من القنوات السودانية الي القنوات
الدينية والدرامية التي تبث المسلسلات التاريخية الاسلامية .. فالقنوات السودانية
بعيدة كل البعد عن متطلبات المتلقي مما جعل تلك القنوات تشكل علامة دالة علي انها لاتجتهد
في خلق برامج يشار اليها بالبنان ولكن بكل اسف تعمل بمنطق الاتباع لما هو مطروح فلماذا
لاتبحث ادارات قنوات الفضائيات السودانية عن افكار جديدة تقود الي واقع تطبيقي يوازن
اكثر ويؤثر علي الاداء الشخصي للعناصر الفنيه المشاركة في اعداد هذه البرامج ولكن في
ظني لن يفعلوا لانهم ادمنوا الاستسهال في خطوط متعرجة، مفعمة بتاثيرات موهبة بـ (السطحية)
انها حالة تفتقر للتدقيق اذا جاز التعبير.
هي ببساطة حالة من حالات
عدم شيوع الطقس الابداعي الذي هو بعيداً كلياً عن شاشات التلفزة التي استعاضت عنه بالتبعية
دون التفكير جدياً بانعاش المناخ الابداعي في كل الوان الفنون سواء باستدعاءات التاريخ..
واعادة انتاجه في قوالب جديدة تعانق الاجيال المتعاقبة وليتداخل مع مفاهيمهم عن الفن
ومع احساسهم به.. بدلاً من ان ندخله في مواجهة، هي من دون شك لا تضيف جديداً ولكنها
ببساطة تحيطه احاطة تامة بعدم الالمام بالجوانب المفترض فيهم الالمام بها.. او بالافاق
التي يمكنهم بلوغها وابلاغها للمشاهد بشكل جاذب ومشوق كالذي تطبقه تماماً قناة الشروق
من خلال افكار توحي بالجديد والابتكار في برامج كثيرة منها اهتمامها بقضية استفتاء
جنوب السودان الذي سيكون بعده الوحدة او الانفصال.. اذاً اردت ان اجعل منها مذكرة ايضاح
اضافية او هامش افصاح تكميلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق