السبت، 28 يوليو 2012

الدار ولنا وابنة الفنانة


 قبل كل شيء يجب ان نؤكد ان أي حضارة أو ثقافة تسعى لتكوين وشائج معرفة واستطلاع مع الثقافات الاخرى وتتشكل هذه العلاقات عبر التبادل الثقافي والتلاقح الفكري.. ولكن مع هذا كله يجب ان نضع في الاعتبار ان كل انسان على وجه هذه البسيطة لديه جذور قيم فطرية طبيعية منها قيم عليا متعالية كالاستعداد لعبادة الخالق وحب الحقيقة والخير والجمال.. ومن هنا ادلف مباشرة لما هو ادنى مرتبة ولكنه باي حال من الاحوال لا ينفصل عن القيم الانسانية المشتركة بين مختلف الثقافات والمجتمعات وتكون دائماً حاضرة ولها الاولوية في تحديد السلوك العام والنظرة الى الحياة وتنظيم العلاقات بين الافراد الذين ينبري بعضاً منهم الى تشريع قوانين تضع بصمتها وتميزها من حيث الركون الى خصوصية الحضارة والثقافة السودانية المستمدة من القيم الفاضلة في الدين الاسلامي.
ومن هذا المنطق  أركز علي الدور الرسالي  لـ(الدار) الذي تقوم به في المجتمع وهو الدور الذي  لعبت فيه لاعباً اساسياً طوال السنوات الماضية لتضع حدا للكثير من القضايا الشائكة المتشابكة التي تشغل بال المجتمع السوداني قاطبه ولعل ابرز اسهاماتها في هذا الاطار في  استخراج الجنسية السودانية لأبنة الفنانة المعروفة في اطول قضية نسب خاضتها مؤخراً..وركزت فيها على ان القيم والمواقف والاتجاهات المختلفة هي التي سادت بشكل سافر في المجتمع السوداني من خلال ممارستها دون حياء او خجل على ارض الواقع..مما حدا بها الانزلاق نحو حضارات وثقافات وافدة تهب على الشباب والنشء من الجنسين وهي رياح التغيير السالبة.. فيحدث وفقاً لذلك تحولاً فكرياً ومنعطفاً خطيراً في مسيرة الحضارة الانسانية بما فيها ثقافة ضاربة الجذور ولكنها تتعرض ما بين الفينة والفينة لهزات من الثقافات الغربية التي بدأت في اعادة ترتيب اوراقها ومراجعة تجربتها ونقد ذاتها.. وبالمقابل انشغلنا بما تطرح علينا من خلال سعيها الدؤوب في الهيمنة وذلك بعولمة ثقافاتها البالية من خلال الشبكة العنكبوتية  وتعميم موضوعاتها التي افرزتها وظلت تروج لمفاهيمها وفلسفتها ولعل قضية السيدة الطالبة الجامعية لنا أبنة رجل الاعمال الشهير هي من القضايا التي تصب رأساً في هذا الجانب الذي تتهم فيه زوجها السابق الذي يتبع لقوة نظامية برتبة ضابط إذ أنه بث صورها الفاضحة الخاصة بشهر العسل بالفيس بوك.. وما البيان العالمي لحقوق الانسان في الاسلام الا استجابة لهذا التحدي.
وحينما نذهب الى الانتقادات التي وجهها لنا الاخ الاستاذ عبدالماجد عبدالحميد رئيس تحرير الزميلة الأهرام اليوم  نجدها لا تصب في خانة الحكمة باعتبار انها تخوض في جوانب لانود الركون اليها باعتبار انها سلبيات لا تحمي المجتمع من الظواهر السالبة وهي  تتعارض مع حقوق الانسان والقيم والمبادئ والاخلاق التي تستمد قوانينها من الدين الاسلامي وبالتالي كان لابد من طرح قضية انزال الصور الفاضحة للطالبة الجامعية لنا بهذه الصورة التي لم تعجب الاستاذ الذي يبدو انه لم يطالع صحيفته التي سبقتنا في تناول هذه القضية  وربما أنه لم يطلع علي رأي بعض الفلاسفة الذين يردون هذه الحقوق الى مفهوم الحالة الطبيعية او القانون الطبيعي.. اما الاسلام فيردها الى الفطرة التي فطر عليها المولى عز وجل الانسان.. وكل مولود يولد على الفطرة ولكن الله سبحانه وتعالى خلع عليها رداء الربانية وطابع القدسية فهي مقررة بارادة الخالق ومستمدة من دينه.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...