الاثنين، 30 يوليو 2012

قهوتنا مع نضال وبشري

هؤلاء الذين جالوا في الفضائيات في هذا الشهر الفضيل ...على مدي الأعوام  الماضية وهم يتفننون في تشويه الحركتين الثقافية الفنية وبالتالي إذا نظرنا إلي هذه المسألة بمنظار متمعن وفاحص نكتشف مدى الفشل الذي يركنون إليه في برنامج (أغاني وأغاني) و(قهوتنا) الذي تقدمه نضال حسن الحاج والبشري وإلي أخره من المواد التلفزيونية خاصة وإنهم لا قدرة لهم بتوصيل أفكارهم التي رسموا بها صورة مغايرة لما ينشده المتلقي لذلك لا يمكنهم ان يصنعوا مادة تلاقي القبول فالواقع الإبداعي ابعد من الأخذ به في مستقبل الحراك الثقافي والفني،  والتعريف بالشخصية الإبداعية السودانية تعريفاً  يعكس الخصائص الأساسية في نموذج إبداعي يمزج بين الماضي والحاضر الذي فشل فيه الأديب الأريب السر قدور هذا العام وبالتالي لا يمكن أن نحرض على مستقبل مشرق .. فمن الجميل انتقاد أنفسنا لمعرفة أين يكمن الداء الذي يفتح مدارك الأسئلة على نافذة التجويد في الطرح والتناول الذي هو آنياً في حالة سالبة قائمة رغم تراكم السنوات التي لو عمد من خلالها المطربين المشاركين لتثقيف أنفسهم وحفظ الأغاني بشكله السليم لما ظهروا بهذه الصورة المهزوزة!! إلا أنهم تفرد لهم مساحات في القنوات الفضائية بلا موهبة ولا قدرة لهم  لممارسة الغناء بصورة صحيحة ولعل ذلك ظهر بجلاء في الحلقة الخاصة بالفنان الراحل خوجلي عثمان ما أكد ان ثقافاتهم الغنائية محدودة وهي ثقافة أغاني قاع المدينة ما قادهم إلي الإطلالة مع أنصاف المغنواتية الذين نلتمس في تجاربهم الفنية  فروقات في انتقاء الكلمات الغنائية والألحان الموسيقية .. وبالمقابل هم يمتلكون ثقافة (ركيكة) لا تمكنهم من البقاء طويلاً فهم أضعف من ان يصبحوا نموذجاً مشرفاً لنا خاصة في المحافل الإقليمية على الأقل ناهيك عن المحافل الدولية التي تتطلب العزف على نغمة بآلة الدقة وهي  في مقدورها وضع الفنون السودانية في مرتبة واحدة مع رصيفاتها الأخريات. ولكن المصيبة في من يختارون هؤلاء المطربين أصحاب التجارب الفنية (الضعيفة) الذين يحاربون بها التجارب الفنية الجادة!!
ومن قراءتي استطيع أن أؤكد أن الواقع أفضى في النهاية _ إلي التسليم المطلق بأن الفضائيات السودانية تهدر في الوقت والمحصلة في النهاية صفر على الشمال!!
وما لا يعلمه كثير من المطربين ومن يأتون بهم في هذه البرامج التلفزيونية أن الثقافة لفظ كبير ( لفظ كلي) وهي تكتسب حتى ولو كان المُطلع عليها أميا لا يقرأ أو يكتب والثقافة هي الحضارة وهي تشتمل فيما تشتمل على العمل المهني والمجهود البدني وأسلوب الحياة اليومية ولكن بكل أسف هذه اللفظة لا يمكن أن ترافق بعض المعدين والمطربين الذين لا هم لهم سوى الظهور من علي شاشات التلفزة ولو كان ذلك بالصعود علي خشبة مسرح سبارك سيتي من خلال السهرة التي تبث بالنيل الأزرق يومياً ضف إلي ذلك الوقوف مع أصحاب التجارب الفنية التي هي مبنية علي عدم الإدراك أو الفهم الذي يؤكد لهم أن أداء الفن وظيفة سامية تتجاوز تفكيرهم وهم بعيدون كل البعد عن الارتباط بالمنتج الثقافي والفني الذي هو ارتباط بشكل أو بآخر بالإنتاج الإنساني الذي لا يختزل الكلمة في معانٍ (قزمة) أو يتعمد أداء وظائف قليلة القيمة عبر طرح فني ان (جاز التعبير) فهو طرح مبني لإلهاء الشعب السوداني الذي لا يودون له أن يبرح مربع السطحية قيد أنملة!!
علي أية حال ربما كانت لدى المتلقي السوداني ملاحظات فكرية أو فنية على ما ذهبت إليه بحسب منطقي الذي لا يقبل تجارة التجزئة أو القطاعي إذ أن وجهة نظري الفنية يفترض أول ما يفترض أن تكون (التحليل النهائي) أو ما يسمى بلغة المحاسبة (جرد الحساب الختامي) !! وفيه يزن أي ناقد وليس حاقدٍ ثقل العمل الفني الذي قدمه هذا الفنان أو ذاك عبر المنابر الإعلامية في الداخل أو الخارج وبالتالي يجب أن نوزن حجم الشحنة الشعورية التي تنزع إلي تناول عنصر مشارك في بلورة الرؤية الفنية في السودان ربما في هذه الفكرة تشعرون أن البعض ممن نحن بصددهم يتحدثون إليك بسطحية شديدة لا تخرج من ورائها بنتائج عقلية وفكرية لأنها بالنسبة لهم صعبة وبمعنى آخر لا يمكن وصولهم إليها نهائيا!!

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...