حطت المركبة "دراغون" غير المأهولة التي صممتها شركة "سبايس اكس" الاميركية الخميس في المحيط الهادئ قبالة المكسيك بعد مهمة ناجحة جدا لاول مركبة تجارية خاصة الى محطة الفضاء الدولية لحمل المؤن اليها، فاتحة الباب امام حقبة جديدة في النقل الفضائي.
وحطت دراغون على المياه بواسطة مظلات على بعد 900 كيلومتر من الشواطئ المكسيكية جنوب كاليفورنيا عند الساعة 15,42 بتوقيت غرينتش اي قبل دقيقتين من الوقت المحدد.
وكانت المركبة قامت قبل ذلك بعملية هبوط عمودي استمرت 44 دقيقية منذ مغادرتها مدار الارض.
وقبل ثماني دقائق من هبوطها على الماء، لجمت سرعتها ثلاث مظلات ضخمة رئيسية يبلغ قطرها 47 مترا.
وقد انتشلت طائرة تابعة لوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) سريعا المركبة البالغ وزنها ستة اطنان على شكل جرس والمجهزة بهوائيين شمسيين، واكدت موقعها.
وقد حطت المركبة "دراغون" التي تنقل حمولة من 660 كيلوغراما من بينها اختبارات اجرتها محطة الفضاء الدولية، في المكان المحدد لها بالضبط. وكانت في انتظارها ثلاث سفن.
واستمرت المهمة الاولى التجريبية لدراغون تسعة ايام وسبع ساعات و58 دقيقة، من بينها خمسة ايام و16 ساعة وخمس دقائق كانت ملتحمة خلالها بمحطة الفضاء الدولية على ما اكدت الناسا.
وحصلت عملية الالتحام ي 25 ايار/مايو بواسطة الذراع الالية للمحطة بعدما اطلقت المركبة بواسطة صاروخ "فالكون 9" من قاعدة كاب كانفيرال في فلوريدا (جنوب شرق).
واعتبر تشارلز بولدن رئيس الناسا والرائد السابق في بيان ان "نجاح عملية الهبوط على الماء هذه فضلا عن الانجازات الكثيرة التي تمت في اطار هذه المهمة تبشر بحقبة جديدة في مجال الرحلات الفضائية التجارية".
وقال ايلون ماسك (40 عاما) مؤسس "سبايس اكس" والمقاول الذي جمع ثروة عبر الانترنت "لقد سارت الامور على خير ما يرام".
وتابع يقول "لقد نجحت كل مراحل المهمة" مشيرا خلال مؤتمر صحافي الى ان رحلة "دراغون"، "كانت اول مهمة شحن الى محطة الفضاء الدولية".
واضاف ايلون تاسك "سسيسمح لنا نجاح هذه الرحلة القيام بهمات اخرى كثيرة وسنستمر في تحديث تكنولوجياتنا".
وقد نقلت مركبة "دراغون" 521 كيلوغراما من المؤن الغذائية ومعدات مخبرية "غير اساسية" الى المحطة في اول رحلة تجريبية لها.
وتولى مركز متابعة المهمة التابع لسبايس اكس في هوثورن (كاليفورنيا) بالكامل عملية عودة "دراغون" بعد انفصالها عن الذراع الالية للمحطة.
وستنقل المركبة الفضائية الى مرفأ لوس انجليس في مهمة تستمر يومين الى ثلاثة ايام. وتنقل "دراغون" بعدها الى موقع تطوير الصواريخ التابع لسبايس اكس في تكساس.
وقال مسؤول في "سبايس اكس" ان هذه المركبة لن يعاد استخدامها بل ستعرض بصفتها اول مركبة فضائية تجارية التحمت بمحطة الفضاء الدولية.
و"دراغون" هي المركبة الفضائية الوحيدة في العالم القادرة على نقل هذه الحمولة الكبيرة من محطة الفضاء الدولية الى الارض.
اما المركبات الفضائية الالية الاخرى التي تنقل راهنا المؤن والمعدات الى المحطة وهي "بروغرس" الروسية و"ايه تي في" الاوروبية و"اتش تي في" اليابانية، فيمكنها نقل حمولة من الارض الى المحطة وليس العكس.
ويفتح نجاح مهمة "دراغون" الباب اعتبارا من ايلول/سبتمبر لاول رحلة من اصل 12 رحلة شحن مقررة الى محطة الفضاء الدولية في غضون اربع سنوات بموجب عقد قيمته 1,6 مليار دولار ابرمته شركة "سبايس اكس" مع الناسا.
وستجري "أوربيتال ساينسيز كوربوريشن" الشركة الثانية التي حصلت على عقد مع الناسا لعمليات شحن الى المحطة الدولية (1,9 مليار دولار) اول اختبار لها في آب/اغسطس وباول مهمة تجريبية الى محطة الفضاء الدولية في كانون الاو/ديسمبر.
وباتت الناسا تعول على القطاع الخاص الذي دخلت في شراكات معه ليؤمن بديلا عن مكوكاتها الفضائية الثلاثة التي سحب اخرها من الخدمة في تموز/يوليو 2011. وهي تأمل أن يقوم هذا القطاع بعمليات شحن إلى محطة الفضاء الدولية اعتبارا من هذه السنة، على أن يبدأ بنقل رواد الفضاء بحلول العام 2015.
وتعتمد الولايات المتحدة في الوقت الراهن على مركبات "سويوز" الروسية لنقل روادها إلى الفضاء في مقابل 63 مليون دولار للمقعد الواحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق