رفض مكونان رئيسيان في المعارضة السورية الخميس المشاركة
في اي حكومة في ظل بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، وذلك غداة
اقتراح المبعوث الدولي كوفي انان تشكيل حكومة انتقالية في سوريا وعشية
اجتماع مهم لمجموعة العمل حول سوريا في جنيف.
في هذا الوقت، استمر
العنف على اشده في سوريا الخميس وسط تمدد رقعة الاشتباكات بين القوات
النظامية والمقاتلين المعارضين الى مناطق متعددة تزامنا مع انفجار في وسط
العاصمة، وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط 131 قتيلا على الاقل.
وشدد
بيان صادر عن المجلس الوطني السوري المعارض على "الثوابت" وابرزها "لا
يقبل المجلس الوطني السوري، ولا يقبل الشعب السوري الثائر، اي حوار او
شراكة مع نظام بشار الاسد، ولكنه يقبل التفاوض مع من لم تلوث ايديهم بدماء
الشعب السوري من اجل ضمان انتقال سلمي للسلطة الى الشعب".
واضاف
"ليعلم الجميع ان شعبنا لم يخض احدى اعظم الثورات في العالم، ولم يضح
بالآلاف من خيرة أبنائه، من اجل الحصول على حقائب وزارية، او التوصل الى
صفقات او تسويات تحت سقف نظام دموي مجرم".
وذكر المجلس بان المعارضة
كانت وافقت على خطة انان للحل في سوريا والتي تنص على "وقف ارتكاب النظام
لجرائمه في حق السوريين، وسحب آلياته من المدن، واطلاق سراح المعتقلين،
وضمان حرية التعبير والتظاهر، ورفع القيود عن الاعلام، وأخيرا البدء بعملية
سياسية تفضي الى قيام نظام ديموقراطي".
وقال البيان ان "النظام
السوري لم ينفذ أيا من بنود هذه المبادرة وخصوصا بندها الأول القاضي بوقف
قتل المدنيين، وبالتالي فمن العبث وتسويق الأوهام الحديث عن اقتراحات جديدة
لتنفيذ البند الأخير في الخطة السداسية".
وانتقدت جماعة الاخوان
المسلمين السوريين بدورها انان وقالت في بيان "لم ينجح السيد انان حتى الآن
في اغاثة المنكوبين وتقديم المساعدة للمحتاجين، ولو في شكل زجاجة حليب او
عبوة دواء. ويأتي اليوم ليتحدث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أنصار بشار
الأسد واعضاء من المعارضة".
وقال البيان ان انان يقترح اشراك "عصابات
الاسد" في "حكومة وحدة وطنية مستقبلية تشكل مخرجا من الأزمة التي يراها
(...) صراعا دوليا أو اقليميا او طائفيا"، بينما هي "في حقيقتها ثورة شعب
على الظالمين والمستبدين والفاسدين والمتوحشين".
واكد الاخوان ان "اي
حكومة تشكل تحت عنوان الوحدة الوطنية في مناخ القتل والاعتقال والتعذيب،
هي نوع من خداع النفس والانخراط في لعبة النظام وفي احاديثه العبثية عن
الاصلاح والانفتاح".
من جهته، اتهم الرئيس السوري بشار الاسد
الغربيين وبعض الدول العربية بدعم المعارضة المسلحة في سوريا عسكريا بطريقة
"سرية"، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الايراني الرسمي الخميس.
وقال الاسد "من الواضح ان الدول الغربية وبعض دول المنطقة (...) تدعم مجموعات مسلحة في سوريا".
واضاف
"لا نملك ادلة مادية (...) تدل على ان هذه الدول تتدخل (في المواجهات
المسلحة)، ان دعمها خفي وغير مباشر في غالبية الوقت، والحكومات ليست متورطة
مباشرة".
في المقابل، كررت الولايات المتحدة الخميس ان الرئيس
السوري هو المسؤول الرئيسي عن اعمال العنف في بلاده وقالت المتحدثة باسم
الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "كان في وسع (الاسد) لو اوقف قواته
واعادها الى ثكناتها، ان يغير منذ اليوم المعطى على الارض وان يوجد ظروف
وقف اطلاق نار ويضع حدا لكل هذا".
وقالت نولاند ايضا ان "القسم الاكبر من اعمال العنف هو من ارتكبه، القوات الاكثر قوة تقف الى جانبه، انه المسؤول عن الوضع".
وستكون
الازمة السورية السبت على طاولة اجتماع دولي تشارك فيه الدول الخمس
الدائمة العضوية في مجلس الامن للبحث في حل للازمة السورية. وبين
الاقتراحات ما نقله دبلوماسيون عن الموفد الدولي الخاص كوفي انان لجهة
تشكيل حكومة انتقالية تضم وزراء من الحكومة الحالية في نظام الرئيس بشار
الاسد ووزراء معارضين.
وتتضمن وثيقة أعدها انان تمهيدا لاجتماع جنيف
سلسلة مراحل "واضحة ولا رجوع عنها" نحو عملية انتقالية ديموقراطية في سوريا
منها "حكومة وحدة وطنية موقتة".
وفي هذه الوثيقة التي حملت عنوان
"توجهات ومبادىء لعملية انتقالية يقودها السوريون" وحصلت وكالة فرانس برس
على نسخة منها من دبلوماسيين في نيويورك، يشدد انان على "انه يعود للشعب
(السوري) ان يحدد مستقبل بلاده".
ويطرح فكرة مساعدة دولية "مهمة" في حال التوصل الى اتفاق بين السلطة والمعارضة على عملية انتقالية.
وقد
سلمت وثيقة العمل هذه الى اعضاء "مجموعة العمل" حول سوريا التي تجتمع في
جنيف السبت وبينها الاعضاء الدائمون في مجلس الامن الدولي (الولايات
المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين)، اضافة الى تركيا ودول اعضاء في
الجامعة العربية.
وناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس
هاتفيا مع انان الاجتماع الدولي حول الازمة السورية المقرر في جنيف، كما
جاء في بيان للخارجية الروسية.
واورد البيان ان لافروف وانان حددا
خلال هذه المحادثة الهاتفية "الجوانب التنظيمية للقاء الدولي في 30
حزيران/يونيو في جنيف حول حل الازمة في سوريا".
وقبل هذا الاجتماع، سيلتقي لافروف وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا.
وكان لافروف اعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام الخميس ان "لا اتفاق نهائيا" على اقتراح انان.
وجدد القول ان مصير الرئيس السوري يجب ان يقرره الشعب السوري من خلال حوار وطني.
من
جانبه، اكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الخميس ان وزير
الخارجية لوران فابيوس سيمثل فرنسا السبت في اجتماع جنيف حول سوريا.
كما
اعلنت الخارجية الفرنسية ان فابيوس سيلتقي الجمعة للمرة الاولى رئيس
المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الذي خلف برهان غليون في هذا
المنصب في العاشر من حزيران/يونيو.
ميدانيا، ارتفعت حصيلة اعمال
العنف في سوريا الخميس الى 131 قتيلا على الاقل بينهم 83 مدنيا، بحسب
المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى عمليات قصف عنيف تطاول مدنا
واحياء سورية مختلفة منذ الصباح مع تمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات
النظامية ومقاتلي المعارضة.
وتحدث المرصد عن مقتل 19 مدنيا في
محافظة حمص وتسعة في دير الزور وستة في درعا و36 في ريف دمشق الذي تستمر
فيه العمليات العسكرية بوتيرة عنيفة وقتيل في دمشق واربعة قتلى في ادلب
وثمانية في حماة.
الى ذلك، لفت المرصد الى مقتل اثنين من المنشقين في
مواجهات في دوما وريف حمص، فضلا عن مقتل 46 من القوات النظامية في ريف
دمشق وعلى طريق حمص طرطوس وفي محافظات دير الزور ودرعا وحمص وادلب وحلب
وحماة.
ووقع الخميس انفجاران في مرآب القصر العدلي في وسط دمشق، بينما تم تفكيك عبوة ثالثة لم تنفجر، بحسب ما ذكر الاعلام الرسمي السوري.
وافاد
التلفزيون السوري عن وقوع "تفجيرين ارهابيين في مرآب القصر العدلي في
منطقة المرجة" في وسط العاصمة تسببا بجرح ثلاثة اشخاص وباضرار في السيارات،
مشيرا الى ان عبوة ثالثة تم تفكيكها قبل ان تنفجر.
واوضح مصدر امني
لم يكشف اسمه لوكالة فرانس برس ان الانفجارين ناتجان من "عبوتين
مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين"، مشيرا الى ان المرآب المذكور
المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل.
وذكرت لجان التنسيق المحلية ان
القصف تجدد على احياء حمص القديمة، وعلى مدينة الرستن في محافظة حمص التي
تعاني من "انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه".
بينما اشارت
الهيئة العامة للثورة الى قصف "عنيف ومكثف من كل أنواع الأسلحة الثقيلة"
على مدينة القصير في محافظة حمص، تسبب بتهدم منازل واحتراق اخرى.
واعلن
مجلس الامن القومي التركي الخميس ان انقرة ستتحرك "بعزم" و"في اطار
القانون الدولي" في قضية المقاتلة التركية التي اسقطها الجيش السوري.
واجتمع
المجلس الذي يضم كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الخميس بعد نحو اسبوع
من اسقاط المقاتلة التركية "اف 4" في شرق المتوسط من جانب الدفاعات الجوية
السورية.
وافادت وسائل الاعلام التركية في وقت سابق الخميس ان انقرة
ارسلت رتلا من الاليات العسكرية وبطارية صواريخ ارض-جو الى حدودها مع
سوريا، لكن السلطات التركية لم تؤكد هذه المعلومات.
وفي اسرائيل، رد
وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الخميس بغموض حول دور بلاده المحتمل في
اغتيال المسؤول في حماس في سوريا كمال حسين غناجة، وذلك غداة اعلان مسؤول
في الحركة في بيروت ان الشبهات تدور حول تورط الموساد الاسرائيلي في
الجريمة التي وقعت الاربعاء.
من جهتها، اتهمت لجان التنسيق المحلية
السورية الاجهزة الامنية السورية التابعة للنظام باغتيال غناجة المعروف
ب"ابو انس نزار" في منزله في قدسيا في ريف دمشق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق