الاثنين، 5 مارس 2012

وقفة تأملية في الخلاف القديم المتجدد بين ندي القلعة وهيثم عباس



















الشاعر ظل يلوح سنوياً بمقاضاة ندي والمطربة الإثيوبية هايمونت
أين وصل إعلان فتح بلاغه ضد المطربة هاجر كباشي ..؟؟
تناقضات هيثم عباس في المطالبة بمستحقاته المالية من ندي القلعة

جلس إليه: سراج النعيم
ما الجدال الذي يدور بين المغنية ندى القلعة والشاعر هيثم عباس  حول (المطالبة بالمستحقات المالية) في جملة من الأغاني المؤلفة بواسطة الأخير نصاً ولحناً الإ جدالاً صحياً يؤكد وعي المبدع بحقوقه المنصوص عليها وفقاً لقانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف لسنة 1996م وهو القانون الذي يفضي   – في النهاية – إلى التسليم المطلق بسلبية تجاوز بعض الفنانين والفنانات  للحقوق الأدبية والمادية لهذا الشاعر أو ذاك الملحن لذلك عندما طرح علي هيثم عباس مظلمته من المطربة ندي القلعة تعاملت مع القضية من واقع رد الحقوق إلي أصحابها وأن كنت في غراره نفسي مؤمن إيمان تام بأن هيثم لامباديء له في الخلافات التي بينه وندي وذلك من وحي التجربة في هذا الصراع القديم المتجدد سنوياً والذي في كل مرة يشرع في إطاره الشاعر هيثم عباس في اتخاذ الإجراءات القانونية الحافظة لحقوقه من التغول عليها دون إبرام عقود اتفاقية تخول للمغنية ندي القلعة ممارسة هذا الفعل من علي شاشات القنوات الفضائية مثلاً قناة النيل الأزرق وزول علي حد قوله.
وساطتي لحل الصراع القديم المتجدد
 وحينما بدأت في  فتح هذا الملف عرضت علي الشاعر هيثم عباس التوسط لحل الأزمة ونفس الأمر فعله الفنان كمال ترباس ومحمود تاور وياسر بورتسودان والزملاء خالد الباقر وعبدالرحمن جبر وعبدالباقي خالد عبيد وأمير احمد السيد والصديق محمد عبدالله وحمادة السناري والعازفين صلاح طرمبة ودينكا وعلاء الدين وآخرين إلا أنه رفض رفضاً باتاً فكرة الصلح فما كان أمامي إلا الاستجابة لرغبته بنشر ماذهب إليه في حواره المطول الذي ظللت أديره معه طوال الفترة الزمنية التي سبقت الصلح الذي لم يكن لي به علماً من قريب أو بعيد.. ومع هذا كان يفترض في هيثم مهاتفتي علي الأقل لتبصيري بالإنفاق الذي وصل له مع المطربة ندي القلعة التي كان  يطالبها  بالاعتراف الكامل بعدم ترديد هذه الأعمال الغنائية وأن تتمسك عن الإفصاح عما يمكن أن يضع هذه القضية الساخنة علي منضدة السلطات المختصة بإنفاذ قانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف بحسب ما هو مشرع من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو) أحدي ازرع الأمم المتحدة خاصة وأن هيثم عباس لديه رؤية في التصريحات التي أدلت بها فيما يخص إيقافه لها من التغني بهذه الأغاني نهائياً أذ قال لي أنها تضع بين أيدينا كل ماهو مجاف للحقيقة الملموسة من واقع سلسلة الحوارات الصحفية التي أجريتها معه بهذه الصحيفة  والتي عمدت من خلالها إلي إيضاح كل كبيرة وصغيرة تصب رأساً في هذا الاتجاه الذي يؤكد لي في إطاره يومياً أنه  لاعدول عن مقاضاته للمغنية ندي القلعة مهما كان لأنها  تعمل جاهده من أجل  إظهار أنها هي التي  أقدمت علي خطوة إيقاف الأغاني – كالتصريحات التي أدلت بها مؤخراً لأحدي الصحف وظلت تستمريء هذه الفكرة  مابين الفينة والأخرى وربما أن صمتها استعصى علي هيثم  فك طلاسمه حتى أنه  كاد أن يقول لنا انه شاعر متميز بلا موهبة.. بلا إبداع.. بلا حضور، سوى انه يشبه الفشل أكثر مما سبق، وهو التشبيه الأكثر صدقاً في هذه الحالة لذا عليه  الابتعاد من محاولة إخفاء الحقيقة التي على الأقل استطاع أن يستقل فيها صحيفة الدار حتى يصل إلي مايصبو إليه من وراء هذه القضية التي جبل علي فتح ملفها سنوياً ولكن يبدو أن ندي القلعة استوعبت الدرس جيداً ووقعت معه إنفاقا طويل الأمد مما يغلق الباب أمامه في العام القادم وربما الأعوام التي تليه.
هيثم يزعجني يومياً بندي
  المهم أن هيثم يومياً يزعجني بهذه القضية مع التأكيد بأنه  وضع  ملفها  على منضدة مستشاره القانوني توطئة للدفع بها لوكالة نيابة الخرطوم التجارية والملكية الفكرية بالخرطوم متهماً أياها بهضم حقوقه الأدبية والمادية في الأعمال الغنائية المؤلفة بواسطته كلمات والحان وليته أكتفي بقضيته ضد ندي القلعة بل لوح بمقاضاة  المطربة الأثيوبية هايمونت والمطربة هاجر كباشي في مجموعة أغاني من كلماته وألحانه بالإضافة إلي قناتي النيل الأزرق وزول لبثهما الأغاني سالفة الذكر من خلال البرامج والسهرات على مدى السنوات الماضية دون أخذ الأذن المسبق أو إبرام عقود اتفاقية تخول لهم جميعاً ممارسة هذا الحق في صورته القانونية المنصوص عليها وفقاً لقانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف.
وهيثم عباس يواصل تناقضاته في مواجهة ندي القلعة منطلقاً من ميدان التحرير المقابل لإتحاد الفنانين ومن وسط ذلك الزحام الذي يضج به المكان على مدار السنوات الماضية يتفنن هو في تشويه صورة القلعة وبالتالي إذا نظرنا إلي هذه المسألة بمنظار متمعن وفاحص نكتشف مدى الفشل الذي يركن إليه الهيثم خاصة وإنه لا قدرة له بتوصيل أفكاره البالية إلي خصمه مباشرة حتى أنه رسم صورة  مغايرة للحقيقة لذلك لا يمكنه ان يشرح الواقع الإبداعي بصورة دقيقة يمكن الأخذ بها في مستقبل الحراك الثقافي والفني،  والتعريف بالشخصية الإبداعية السودانية تعريفا  يعكس الخصائص الأساسية في نموذج إبداعي يمزج بين الماضي والحاضر ويحرض على مستقبل مشرق ..لا كما قال هيثم عن تجربة ندي القلعة بأنها توقفت في هذه المحطة ولو كانت معه أو خلافه فالمرحلة التي هي فيها في الوقت الحاضر مرحلة مفصلية من تاريخ مسيرتها الفنية.. يعني بالبلدي (كده دا حدها) فهي استنفذت فرصتها الغنائية بينما في استطاعتي تقييم منتوجي الإبداعي واترك تقييم أشياء الآخرين للجمهور والشارع العام وانفي ما يقال حول إنني سأتجه بالأغاني موضوع القضية بيني وندي القلعة إلي الفنانة حرم النور باعتبار (أنهما وجهان لعملة واحدة) وذلك غير صحيح لأنني لو كنت ارغب في البداية مع الثانية ما كان بدأت هذا المشروع مع الأولي وأسلوب حرم وندي في الغناء اعتبرهما واحد مع وجود بعض الفروقات البسيطة وقد يضيف ذلك لحرم النور ولكنه لا يضيف لي كشاعر وملحن يمتلك من المنتج الغنائي ما يمتلك وان كنت قد تعاملت مع حرم النور قبلاً منذ بداياتها الأولي من خلال برنامج (نجوم الغد) المبثوث من علي شاشة قناة النيل الأزرق الذي ظهرت فيها بأغنية من كلماتي والحاني تحمل عنوان (سمح العلم) وتعاملي معها كان في إطار رعاية موهبة فنية ولم أكن أتعامل معها كفنانة أو كمطربة محترفة وان كانت هي متطورة أدائياً أكثر من ندي القلعة وهذا الرأي نابع من تجربتي معهما فهي تمتلك خامة صوت جميلة جداً جداً وأيضا تمتلك مساحات صوت تمكنها من التعبير أدائيا أفضل من ندي القلعة أما فيما يتعلق بالاتهام الذي يطالها بأنها مقلدة فأقول لك (مافي شجرة ما هبها الريح) وكلنا نقلد كل في مجاله علي أن نعمل علي تطوير موهبتنا وتجاوز هذه المرحلة وحرم النور فنانة تمضي بخطي واثقة نحو التفوق علي اقرانها وربما من سبقوها بتجاوز سلبيات غيرها بالطرح الفني الجاد.
حالة هيثم حالة سلبية  
من الجميل انتقاد أنفسنا لمعرفة أين يكمن الداء الذي يفتح مدارك الأسئلة على نافذة الجهل الذي جعل هيثم عباس في حالة سالبة قائمة رغم محاولات تثقيفنا له بالقوانين التي يطالب في إطارها بمستحقاته المالية والأدبية !! ولم أكن اهدف من وراء طرح تناقضات هيثم عباس تقويض الصلح بينه وندي القلعة بقدر ما كنت ارمي إلي توضيح الحقائق مجردة حتي يعرف المتلقي حقيقة هذا الخلاف المتجدد سنوياً من الألف للياء  إلا أن بعض الكتاب في بعض الصحف قاموا بممارسة نقدية بصورة غير موضوعية وهذا اعزوه الي ان ثقافتهم محدودة حول ملابسات هذه القضية لا بل أن ثقافتهم عموماً هي ثقافة قاع المدينة ما قادهم الي الوقوف مع أنصاف الفنانين الذين نلتمس في تجاربهم الفنية  فروقات في انتقاء الكلمات الغنائية والألحان الموسيقية .. وبالمقابل هم يمتلكون ثقافة (ركيكة) لا تمكنهم من البقاء طويلاً في الحركتين الثقافية والفنية فهم أضعف من ان يصبحوا نموذجاً مشرفاً في ظل تناولهم لهذه القضية بكل سطحية وهي تتطلب فيهم العزف على نغمة بآلة الدقة لانه ليس في مقدورهم وضع قضية هيثم عباس ضد ندي القلعة في خانة واحدة مع رصيفاتها الأخريات .


عباس يهدر في الوقت
ومن قراءتي استطيع أن أؤكد أن الواقع أفضى في النهاية  إلي التسليم المطلق بأن هيثم عباس يهدر في الوقت والمحصلة في النهاية صفر على الشمال!!لأن الخلاف الناشب بينه وبين ندي القلعة قال: سأتناول فيه كل كبيرة وصغيره تصب رأساً في هذا الاتجاه الذي خلصت في إطاره إلى أنها لم تدفع مبلغ التسوية لسببين الأول هو أنها معدمة لا تمتلك هذا المبلغ المالي المشار إليه مسبقاً والثاني هو أنها تستكثر ذلك على أغنياتي ، وفي كلا الحالتين لا يناسبني أن تغني الفنانه ندى القلعة أية أغنية من كلماتي والحاني لم تستوفي لي بمبلغ الإتفاق الخاص بحق الأداء العلني لأكثر من 50 أغنية لمدة خمس سنوات سابقة توصلنا فيها لتسوية العام الماضي على أساس أن تسدد ليّ المبالغ المالية مقابل ذلك منذ العام 2009م ، وهي يجب أن توقع في بداية كل عام علي المبلغ المتفق عليه بـ (30) ألف جنيه دون أن تصاحبه تعاملات فنية جديدة بمعني أغاني جديدة تدفع مبالغها المالية عداً ونقداً فيما يتعلق بحق الأداء العلني ، ولا علاقة لها بالتسوية آنفة الذكر وكون أنني سمحت لها بترديدها قبلاً فهي كانت مكرمة مني ، إلى جانب مد فترة تسديد مبلغ التسوية المجدول من العام 2010م إلى العام 2015م ورغماً عن ذلك أغفلت حقوقي المادية التي كنت أطالب في إطارها قبلا بـ (500) ألف جنيه ، إلا أننا عندما توصلنا لهذه التسوية تجاوزت المطالبة المالية الأولى ، لأنها هي التي أقرت مبلغ (150) ألف جنيه وهي التي الزمت به نفسها ، وكان أن قبلت بذلك.

عفا الله عما سلف
وأضاف الشاعر هيثم عباس قائلاً: عندما عفوت لها ما تبقي من مبلغ التسوية كان ذلك مشروطاً بكتابة إقرار بعدم ترديدها هذه الأغنيات ولو بينها وبين نفسها ، وعفا الله عما سلف ، ولكن ما يطرق أذناي شفاهة هو أنها التزمت بالتوقف عن أداء الـ (60) أغنية منذ شهرين من تاريخ ثورتي التصحيحية ، علماً بأنني لم أقبل بالإلتزام الشفاهي ، لأنه طريق لا يمت بصلة من قريب أو بعيد للطرائق القانونية والحافظة لحقوقي من التغول عليها مستقبلاً فيما ظلت هي ومدير أعمالها ايمن عفيفي يماطلاني شخصياً والمحامي الذي سلمته ملف هذه القضية بكل الأسانيد الداعمة للخطوات التي أقدمت عليها ، وعندما اتصل مستشاري القانوني عليها طالباها بالاتصال بالمحامي الخاص بهما وما أن أبلغت بذلك إلا وسارعت بالاتصال بايمن عفيفي مدير اعمال المطربة ندى القلعة الذي أكد لي بما لايدع مجالاً للشك أنها قالت لن تغن هذه الأغنيات مرة ثانية، وأنا رفضت الإلتزام الشفاهي الذي أعتبره ضرب من ضروب المماطلة ، إذن لا أري داعياً لأن أتنازل عن حقوقي المادية البالغة في قيمتها (117) ألف جنيه من جملة مبلغ التسوية المحدد بـ (150) ألف جنيه . وبالتالي خطواتي القادمة تتمثل في فتح بلاغات جنائية ورفع دعاوي قضائية في عدد من السهرات الإذاعية والتلفزيونية وعلى سبيل المثال لا الحصر سهرتها المسجلة بقناة زول الفضائية بمصاحبة الفنانه الأثيوبية هايمونت وتارة لوحدها وبثت لي فيها أربع أغنيات أبرزها ( أخوي فشاش غباين الهم ، الشوق شاقي شقانا ) ، وهذه السهرة يشاهدها المتلقي على مدى ثلاث سنوات تجاوزت هي والقناة حقوقي الأدبية والمادية ، لأنها عندما مارست هذا الفعل لم تستأذنني أو أن تبرم معي عقوداً إتفاقية تخول لها هي وقناة زول الفضائية تسجيل هذه الأعمال الغنائية التي في إطارها هي المسؤول الأول والأخير ضف إلى ذلك سهرتها من على شاشة قناة النيل الأزرق المسجلة من المسرح القومي
قانون ثقافة الملكية الفكرية
وما لا يعلمه كثير من كُتاب الصحافة الفنية أنه لأبد لي من سن ثقافة الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف لسنة 1996 خاصة وأن الثقافة لفظ كبير ( لفظ كلي) وهي تكتسب حتى ولو كان المُطلع عليها أميا لا يقرأ أو يكتب والثقافة هي الحضارة وهي تشتمل فيما تشتمل على العمل المهني والمجهود البدني وأسلوب الحياة اليومية ولكن بكل أسف هذه اللفظة لا يمكن أن ترافق البعض الذين لا هم لهم سوى الوقوف مع أصحاب التجارب الفنية الضعيفة التي هي مبنية علي عدم الإدراك أو الفهم الذي يؤكد لهم أن أداء الفن وظيفة سامية تتجاوز تفكيرهم وهم بعيدون كل البعد عن الارتباط بالمنتج الثقافي والفني الذي هو ارتباط بشكل أو بآخر بالإنتاج الإنساني الذي لا يختزل الكلمة في معانٍ (قزمة) أو يتعمد أداء وظائف قليلة القيمة عبر كتابات صحفية فنية ان (جاز التعبير) فهي كتابات تعمد علي إلهاء الشعب السوداني بالجهل الذي لا يودون أن يبرحوه قيد أنملة!!
بينما قال هيثم عباس: من واجبي تبصير الشارع العام بحقيقة هذا الخلاف الذي نشب بيني والمطربة  ندي القلعة حتى يكون الجمهور المتلقي لهذه الأعمال ملماً الماماً تاماً بأن قانون الملكية الفكرية وقانون حق المؤلف يحفظان لي هذه الحقوق  الأدبية والمادية التي تطرقت إليها من خلال حواري الشامل مع الدار والذي وضع فيه النقاط فوق الحروف وبكل شفافية وتجرد مما يلقي علي عاتقنا وعاتق الصحافة الفنية دوراً كبيراً في التأطير لهذا المفهوم القانوني في أوساط تلك الجماهير حتى لا تتحامل علي طرف دون الأخر من واقع أن الطرف الآخر التزم الصمت فيما هو موضوع علي منضدته من قضية لا تحتمل الصمت بأي شكل من الإشكال لأنه يفترض فينا تبصير الرأي العام والجمهور بحقيقة الكيفية التي تتم بها عملية صناعة هذه الأغاني في مراحلها المختلفة مع التأكيد بأنها ليست هواية فقط إنما هي أصبحت مسألة احترافية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني.
لا يقبل تجارة التجزئة أو القطاعي
علي أية حال ربما كانت لدى المتلقي السوداني ملاحظات فكرية أو فنية على ما ذهبت إليه بحسب منطقي الذي لا يقبل تجارة التجزئة أو القطاعي إذ أن وجهة نظري الفنية يفترض أول ما يفترض أن تكون (التحليل النهائي) أو ما يسمى بلغة المحاسبة (جرد الحساب الختامي) !! وفيه يزن أي ناقد وليس حاقدٍ ثقل العمل الفني الذي قدمته في إطار الخلاف القائم قبلاً بين الشاعر الشاب هيثم عباس والمطربة ندي القلعة ومطربين ومطربات آخرين وبالتالي يجب أن نوزن نقدنا لمثل هذه القضايا بحجم الشحنة الشعورية التي تنزع إلي تناول عنصر مشارك في بلورة الرؤية الفنية في السودان بشكلها الصحيح و ربما في هذه الفكرة تشعرون أن البعض ممن نحن بصددهم يتحدثون إليك بسطحية شديدة لا تخرج من ورائها بنتائج عقلية وفكرية لأنها بالنسبة لهم صعبة وبمعنى آخر لا يمكن وصولهم إليها نهائيا!!
لم تدفع مبلغ التسوية
وقال الشاعر هيثم عباس لـ (الدار ) : وليكن في معلوم الجميع أنني سأبدأ بلاغاتي وقضاياي تفصيلاً كما كان الضرر الذي حاق بي مفصلاً ،( فالبيض لا يوضع كله في سلة واحدة )، بمعنى أن كل قضية سأتخذ فيها بلاغاً جنائياً أو دعوى قضائية قائمة بذاتها غير قضية الـ (117) ألف جنيه الخاصة بمبلغ التسوية ، وآخر ما يمكن أن أفكر فيه حق الأداء العلني ، والبلاغات والقضايا التي أود أن أصل بها إلى قاعات المحاكم تصل في جملتها إلى العشرة، حيث يضم كل بلاغ وقضية خمسة أوسته أغنيات ، فأعتقد أن كل عدد من هذه الأغنيات ملف بحسابات أن أغنية واحدة تقوم لها الدنيا ولا تقعد حتى ينال صاحب الحق حقوقه كاملة لا منقوصة ، إلى جانب أنني سأقوم بحظر النشاطات التلفزيونية التي سجلتها في الفترة الفائتة ، وعبركم أحذر إدارة القناة من مغبة بث أي أغنية من كلماتي والحاني بالإضافة إلى أغنية أخرى بصوت المطرب الشاب شكر الله عز الدين وتحمل عنوان (ليالي دبي) وهي ألفت خصيصاً لهذا الحفل الغنائي أو بمناسبة هذه السهرة ، فنفس القرار الذي طال ندى القلعة سيطال هذه القناة التي لن أسجل لها أغنية عبر أي صوت غنائي لن أقبل أن تبث ليّ أية أغنية لأنهم سبق وسجلوا ليّ (50) أغنية تقريباً ، على مدى ستة أو سبع سنوات ، حتى أنني لا أعرف أين تقع مكاتب إدارة قناة النيل الأزرق لأنني لا أمتلك في معيتي ثقافة الخزن الخاصة بالدور الإعلامية التي تصرف منها المستحقات المالية ، وعندما وصلت هذه الأغاني إلى هذه العددية الكبيرة أحسست أن الأمر فاق الحد ، مما استدعاني التجرؤ على الذهاب إلى قناة النيل الأزرق وقابلني مديرها الأستاذ حسن فضل المولي مقابلة طيبة جداً جداً وعاملني معاملة راقية جداً جداً وأن كنت أصلاً أتيت لهم حاملاً معي اسطوانات مدمجة (CD) تحتوى في داخلها على الأعمال الغنائية التي ساهمت في أخطائها بالتقصير الذي جعل الأستاذ حسن فضل المولي مندهشاً بأنه سجل كل هذا الكم من الأغنيات ليَّ لم يسبق أن أتيت لهم مطالباً بحقوقي المادية ، وبالرغم من هذا كله فأنني كنت في موقف القوى أسوة بشعراء أو ملحنين يلجاؤن إلى القضاء في بث أغنية واحدة فما بالك بخمسين أغنية، فهي في الإمكان أن تكون حصاد تجربة فنان ، وهذه الخمسين أغنية بأصوات مختلفة أبرزها الفنان الشاب محمود عبد العزيز وهاجر كباشي ووليد زاكي الدين وحسن صبره وآخرين وكان نصيب الأسد فيها للفنانه ندى القلعة وهاجر ومحمود في المقام الثالث.
قانون تنظيم مهنة الغناء
ويجب أن نؤكد ان أي قانون يسعى إلى تنظيم مهنة الغناء في السودان لا يستطيع ان  يشكل علاقات عبر التبادل الثقافي والتلاقح الفكري.. وهنا لابد من الإشارة الي أن هنالك إتحاد الفنانين ، اتحاد شعراء الأغنية السودانية اللذين كان يفترض فيهما التدخل لإيقاف بعض القضايا العالقة بين بعض الشعراء والفنانين بالضبط كالذي شهدته الحركة الفنية مؤخراً من صراع بين الشاعر هيثم عباس والمطربة ندي القلعة وربما ينضم إليهم آخرين.. فكلها قضايا تتأثر في ظل سن قانون مجلس المهن الموسيقية والمسرحية الذي إذا نفذ فإنه تنتظره مهمه غاية في الصعوبة  لأن الأسماء التي رشحت لتولي مقاليد تنفيذ القانون المشار إليه لا نري فيهم الشخص المناسب سوي الدكتور الفنان عبدالقادر سالم وبالتالي سيحتاج إلي من يساعده في هذه المهمة التي بدأت الاختلافات تطفو على السطح وتنزلق ناحية الإسقاطات السالبة التي لا تحتمل فكرة ان يكون هناك قانون يتولى تطبيقه من هم ينتمون لقبيلتي الثقافة والفنون باستثناء الدكتور الفنان عبدالقادر سالم.. لان قيماً ومواقف واتجاهات سادت عقب تدشين قانون مجلس المهن الموسيقية والمسرحية .
 إذ كنا نؤمن إيمانا جازماً بضرورة قانون يمنع هذا أو ذاك من مزاولة مهنة الغناء والموسيقى والمسرح.. فانه من اوجب الواجبات ان توظف الدولة كوادر قانونية لا تمت بصلة من قريب أو بعيد بالحركتين الثقافية والفنية حتى نضمن الحيادية المنشودة في مجلس المهن الموسيقية والمسرحية؟ علماً بان الاتحادات الأهلية جميعاً يحكمها قانون الجماعات الثقافية.. وما ينطبق على أي منهم ينطبق علي الأخر..

ندي القلعة وقفت في طريق أفكاري
من جهة أخري نعود مجدداً الي ما قاله الشاعر الشاب هيثم عباس بعد أن قمت بتشريح تناقضاته في طرح قضيته القديمة المتجددة قائلا: أنا لا اعرف كيف ستكون الفنانة ندي القلعة بدون أعمالي الغنائية ولكن عن نفسي أقول لك أنا في حاجة ماسة لإيقاف ندي من ترديد هذه الأعمال الغنائية حتى استطيع أن اسلك طريقاً مغايراً لما كنت اسلكه في الفترة الماضية لأنني امتلك لونيات مختلفة لهذه اللونية أود أن اطرحها علي المتلقي في المستقبل القريب والبعيد معاً ومع هذا كله يحدوني أمل في تحقيق النجاح بعيداً عن الثنائية مع ندي القلعة التي كانت تقف حجر عثرة أمام خروج هذه الإبداعات للجمهور لأنها حصرتني في نطاق ضيق جداً لذلك سوف أتجاوزها أن طال الزمن أو قصر فهي وقفت في طريقي الذي كان يفترض أن يكون ممهداً للأفكار الغنائية الجديدة التي هي بحوزتي الآن علي أساس أن التجربة التي جمعتني مع ندي القلعة كانت تتطلب مني بذل الجهد الكبير جداً جدا حتى ننجح فيما نحن خططنا له ولحد ما استطعنا أن نحقق النجاح ولكن رغماً عن ذلك وصلنا إلي طريق مسدود فلا أنا احمل لها في جعبتي الجديد ولا هي لديها الجديد الذي يمكن أن تقدمه للجمهور في حين أنني لدي المقدرة لتقديم أعمال غنائية لفنانين وفنانات آخرين وبشكل لا يشبه الشكل الذي طرحته معها في التجربة السابقة.
ندي وجدتني نجماً معروفاً في الغناء
ويستطرد عباس في حواره الذي خص به الدار:لا اتفق مع الآراء القائلة انه لولا ندي القلعة لما كان هيثم عباس لسبب بسيط يتلخص في الآتي هو أن الفنان الشاب محمود عبدا لعزيز أسهم إسهاما كبيراً في إظهار شخصي للملتقي السوداني من خلال أعمال غنائية خالدة في ذاكرة جمهوره العريض مثلاً (تروحي أن شاء الله في ستين.. تؤام روح.. مابلومكم في ظنونكم.. واكتبي لي وطمنيني عليك) وعندما تعاملت مع ندي القلعة كانت تتلمس في خطاها الأولي بمعني أنها وجدتني نجماً معروفاً في الحركة الغنائية السودانية وبالتالي هي التي استفادت من بروز اسمي والارتباط به فنياً لأنني عندما شكلت معها هذه الثنائية كنت شاعراً وملحناً محترفاً لمهنة الغناء في زمن لم يكن يعرف فيه أحدا ماهية الاحتراف بدليل أن إنتاجي الشعري واللحني محتكر لدي شركة البدوي للإنتاج الفني والتوزيع التي هي أيضا تحتكر الفنان الشاب محمود عبد العزيز الذي كان ومازال رأس الرمح للأغنية السودانية لذلك لم أكن في حاجة لان تغني من كلماتي والحاني الفنانة ندي القلعة لولا إيماني القاطع بالقضية التي أحسست أنها أفضل من يوصلها للمتلقي.
المقارنة بين حرم النور وندي القلعة
شراكتي مع ندي أنفضت
وأضاف هيثم عباس قائلاً الخلاف المادي بيني والفنانة ندي القلعة لم يؤثر في تجربتي ولم يؤثر فيها مهما كانت الأسباب والدواعي ولكن يظل رأيي فيها قائماً فهي حققت نجاح عجز الكثير من بنات جيلها أن يحققوه في تلك الفترة الزمنية الماضية ولكن كل القصة تتألف فصولها في الختام الذي وصلت علي أثره إلي حد ليس في مقدورها أن تقدم بعده شيئاً جديداً لجمهورها وللحركة الفنية كما أنني لم اعد قادراً علي أن أقدم لها ما يمكن أن ينشلها من هذا الركون الذي تركن له.. فإذا هي تغني لي في الحفل الواحد 20 أغنية تقريباً من جملة ال50أغنية هي بلا شك ستبدأ مسيرتها الغنائية من الصفر ولا أنكر أن الخلاف القائم حالياً فيه جزئية مادية فأنا تعاملت فنياً مع فنانين وفنانات كثر بنماذج كانت تصب في إطار تبادل فكري ثقافي لم يكن القصد منه الماديات حيث كانت نظرتي لهذا المنتج الفكري الثقافي نظرة حرفية.. فلم يسبق أن أخذت ممن تعاملت معهم مقابلاً مادياً بما فيهم ندي القلعة التي أركز عليها في هذه القضية من باب الشراكة التي جمعتني بها.. وتخوفي نابع من الأشياء المنقولة حتى من دون أن يكون هؤلاء الناس ملمين بتفاصيل هذا الخلاف خاصة في مسألة الأرقام الفلكية التي يتطرقون لها وهي جعلتني أكون مظلوماً ظلم الحسن والحسين.
وليعلم الجميع أنني لست مادياً بقدر ما أنا ابحث عن إيجاد صيغة تخرجنا من هذا النفق المظلم فلو كان الأمر مبني علي حسابات الهوية والغناء من اجل الغناء فحسب فليكن لهم ما أرادوا وليكن لي عدم التعامل فنيا ًمع أي فنان أو فنانة.
سأدع المطربين المبتدئين يتعلمون في هذه الأغاني
وأوضح هيثم عباس قائلاً: بعد إيقافي للمطربة ندي القلعة من ترديد أغنياتي سأتجه إلي نفسي كفنان ولكنني لن اغني الأعمال الغنائية الخاصة بي بطرف ندي القلعة لأنني سأطرح للشارع العام غناء جديد يشبه هيثم عباس وتجربتي الغنائية الأولي آثرت من خلالها ان أقدم شخصي في 15 شخصية فنية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأغنية السودانية وذلك بمزايا وأفكار مختلفة لفائدة القضية التي ظللت اعمل لها علي مدي سنوات طويلة جداً حتى أقدم قضايا وهموم المجتمع السوداني وإرضاء الأذواق المتباينة والمختلفة في ثقافاتها المحلية خاصة وأنني أنتج غناء لما يقارب العشرين فنان وفنانة فمن أين أجد الوقت الذي يدعني أتفرغ تفرغاً كاملا لمشروعي كفنان لا يرغب في الغناء الذي غنته ندي القلعة ولن أعطيه للفنانة حرم النور بل سأدع المطربين المبتدئين يتعلمون من خلاله ممارسة مهنة الغناء.
خلافي مع ندي القلعة
وبين هيثم عباس وجهة نظره في ان يكون فعال في الحركة الغنائية السودانية قائلاً للدار هذا الاتجاه عندي كان أكثر جدوي فالعبرة من ذلك خلق نوعيات متباينة ومختلفة في مجال الغناء علي أساس ان تكون مقبولة من هذا أو ذاك نسبياً أو جيد أو ممتاز وأنا لم احصر خلافي في الفنانة ندي القلعة إنما تحدثت في هذا اللقاء عن الفنانات هاجر كباشي وحرم النور وحنان بلوبلو والفنانين محمود عبد العزيز وعمار السنوسي ووليد زاكي الدين وشبارقة ومحي الدين اركويت وآخرين كثر تعاملت معهم فنياً ولكن خلافي مع ندي القلعة فيه مهنية وحرفية للكم الهائل من الأغاني التي حظيت بها من شخصي نصوصاً غنائية والحاناً علي مدي السنوات الماضية وهذا لا ينفي مساهمتي في مسيرة فنانين وفنانات آخرين ولكن أين أجد الوقت الكافي لإيصال فكرتي الغنائية من خلال كل هذه الأصوات التي عددتها فأنت إذا كنت شاعراً أو ملحناً تحتاج إلي جهد كبير جداً لكي تكون بارزاً في خارطة الغناء السوداني وبالتالي كان لابد لي من تضحيات اكفي بها احتياجات الفنانين والفنانات في آن واحد وإذا في تلك المرحلة لم أجد هذه المساحة فهي الآن موجودة وبكثرة.
ندي القلعة لن تضيف لتجربتها جديداً
وفي رده علي سؤال يتعلق بوجود إمكانية لطي الخلاف القائم بينه وندي القلعة قال هيثم عباس للدار: لماذا أنت تعمل علي حصر قضيتي في ندي القلعة فهي قد تكون الشرارة التي انطلقت منها ثورتي التصحيحية التغييرية في تجربتي الغنائية فأنا بصراحة جداً أما أن يتعاملون معي كمحترف وأما إنني لن أتعامل معهم فنياً سوي أن كان ذلك مع ندي القلعة أو غيرها خاصة وأنني قلت لك مسبقاً ماعندي شيئاً يمكن أن أقدمه لها ولا هي عندها ما يمكن أن يضيف لتجربتها الغنائية فهذا هو سقفها الذي توقفت عنده.. وهذا الغناء الذي نحن بصدده لن يستمر وذلك لرغبتي في أن لا يستمر بهذه الصورة بغض النظر عن الخلافات بيني وبين ندي القلعة ولو حدث فيها تسوية مادية أو غير مادية تبقي عندي المسألة في النهاية مسألة مبدأ هي عندها وجهة نظر تكمن في أنها يمكن أن تبدأ مسيرتها الفنية من النقطة التي وجدتها عليها في بداياتها الفنية بأغاني لآخرين غيري كثر قد تجد القبول وقد لا تجد صدي في نفوس الجمهور المتلقي لهذه الأعمال الغنائية الجديدة إنما علي مستوي فهمي أنا لا امتلك شيئاً جديداً يمكن أن أقدمه لندي القلعة بعد أن غطيت معها مساحات كبيرة جداً وتطرقت معها إلي مواضيع متنوعة في الطرح والتناول فأنا عجزت عن الاستمرارية في هذا الاتجاه الذي قد يأتي في إطاره غيري ويبدأ معها من حيث وقفت أنا رغما ًعن انه أتيحت لها الفرصة للتمتع بحق أداء هذه الأغنيات ولكن هي ربما عندها وجهة نظر أخري تتبلور في عدم احتياجها لهذه الأعمال الغنائية التي أقول في خصوصها صراحة أنني لن اكرر هذه التجربة مع ندي القلعة أو خلافها.
ندي القلعة تعيد هيثم عباس للغناء
وأبان هيثم عباس بأن هذه الأرض الطيبة لن تتوقف عن إنجاب المبدعين مضيفاً بالقول: الإبداع ليس بالحصري علي ندي القلعة أو هيثم عباس أو أي زيد من الناس وزي ما بقولوا حواء ولادة وبالمقابل المسيرة الغنائية ستتواصل من خلالي أو من خلال آخرين ومن المعلوم لديك ولدي العامة أن العالم أصبح عبارة عن قرية صغيرة تشاهد من خلالها حدثاً في ثواني في ابعد بلاد الدنيا لذلك إذا لم تحترم الأجهزة الإعلامية المبدعين فهناك قنوات متطورة يمكن أن أوصل عبرها رسالة بشكل أوسع لذلك يكفيني أن أقول لها لا فإذا أحسست أن ما أنتجه من إبداع لا يضيف لها فأنا في غني عنها وكفي الله المؤمنين شر القتال في ظل وجود النت والويب صايد والتويتر والياهو وموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك. وهي قد تكون أوسع وأسرع انتشاراً فما عليك إلا أن تجلس أمام شاشة الشبكة العنكبوتية وتبدأ في التقاط كل ما تود التواصل معه وربما هي تكون أجدي لك وانفع من الأجهزة الإعلامية فأنا سأطرح نفسي في المرحلة المقبلة فناناً كما بدأت الانخراط في الحركة الفنية قبل الآن.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...