معلمة تكسريد (أحمد) بمسطرة السبورة.. والاطباء يرجحون بترها بعد الالتهابات الحادة
مفاجأة أثناء نظافة اليد بالمستشفي سقوط عظمة اليد وبلاغ جنائي لدي قسم شرطة الأسرة والطفل.. واورنيك (8) ينتصر لواقعة الاعتداء
الخرطوم: سراج النعيم
وتبقي ظاهرة عنف الأساتذة ضد الاطفال الطلاب من ابرز المشكلات التي لايكاد يخلو منهامجتمع سواء كان موصوفا بالمتقدم في افكاره أو الرجعي وهي ظاهرة في تفاقم ونمو عجيبوغريب دون ان تجد من يتصدي لها غير ان بعض الأسر تلجأ الى فتح بلاغات جنائية لديشرطة حماية الأسرة والطفل.. لان الضرب والعنف في بعض المدارس يتراوح بين حدودخارجة عن الارادة المجتمعية ويندرج مباشرةفي حدود تدخلات الدولة وتشريعاتها ونظرا لاهمية هذه القضية رأت الدار ان تسبراغوار هذه الحقيقة المسكوت عنها وسنتناول كلالقضايا العالقة في هذا الملف المخيف والمرعب لاولياء أمور هؤلاء الاطفال باعتباران الاساتذة ايادي أمينة على الطلاب وحينما يفتقدون ذلك بالعنف الجسدي او النفسينقول على التعليم السلام.ومن هناندلف الى نموذج آخر يفتقر للانسانية ألا وهو قضية الطفل الطالب احمد محمد مالك الذي اعتدت عليه أستاذته بمسطرة السبورةمما اسفر عن ذلك فتح اليد المتضررة من اعلي واسفل ومنتصف الساعد الى جانب انهاالتهبت التهابا كليا بالاضافة الى الكسر وبموجب هذه التداعيات المثيرة جدا تماستخراج أورنيك مدرسي وبمصاحبة أحد المعلمين اسعف الى المستشفي التي اجروا فيها فحوصات قرر بعدها الأطباءتجبيص اليد إلا ان الورم كان شديدا فلم يتحمل الطفل هذا الجبص لتتم اعادته لفكالجبص.بتر يدالطفل المعتدي عليهواضاف محمدمالك والد الطفل المعتدي عليه قائلا: وبما انني كنت في مناطق التنقيب عن الذهباتصلت بي زوجتي وروت تفاصيل العنف الذي مارسته الأستاذة في حق نجلي (أحمد) فقلتلها ربما تكون هذه الضربة خفيفة او فكككالمرة السابقة الا انها ردت عليّ على عجل: ابدا ففي هذه المرة كسرت يده وكان انأخذته وذهبت به الى ادارة المدرسة وعند سؤالي لهم اعترفوا بأن المعلمة المعنية هي التي ضربته بهذه الطريقة وبعد التحوطاتالطبية من ادارة المدرسة ومعرفة نتيجة الفحوصات توجهت به والدته الى قسم شرطة حماية الأسرة والطفل بتاريخ 21/12/2010موتم أخذ أبني (احمد) الى مستشفي أمبدة النموذجي بموجب اورنيك (8) فتحت على اثرهاليد من أعلي وأسفل ومنتصف ساعد اليد المصابة وعندما عدت من مناطق الذهب اخذتهشخصيا الى الطبيب طارق يسن المشرف على علاجه وفي المقابلة قال لي: ان اليد ملتهبةشديد ونأمل الا يتم بترها فقلت له: السماءأقرب من ان تبتر يد ابني المعتدي عليه (أحمد) وبالتالي اصبحت اكثر حرصا عليه من انيدخل في حالة نفسية لو علم بما قاله الطبيب المعالج لحالته الصحية لذلك لزمت معهسرير المستشفي ثلاثة اسابيع بينما اجريت له اربعة عمليات تقريبا لم تتجاوز حدودالنظافة فقط كسرت يدهبمسطرة السبورةرغم انالمدرسة مؤسسة تربوية قبل ان تكون تعليمية الا ان بعض الممارسات التربوية الخاطئةالتي تمارس ضد الطفل ويأتي على رأس هذه الانتهاكات الضرب المبرح الذي لايتناسب أحياناًمع حجم الخطأ المرتكب من الطالب ومن هذه النقطة يستأنف محمد مالك والد الطفل(أحمد) الحكايا قائلا: هل تصدق ان السبب الذي استدعي المعلمة لضرب نجلي بمسطرةالسبورة هو انه كان يأكل في تسالي علما بأنها سبق وضربته حتي اصيبت يده بالفكك ولميفصح وقتئذ عن هذه الواقعة ولكن هذه المرة قالت له قف على طولك وكان ان ضربته علييده التي ظل ساهرا معها في ذلك اليوم من شدة الألم وفي اليوم التالي تورمت اليد ماحدا به الذهاب الى والدته في مكان عملها الذي تبيع فيه الشاي وقال لها: احتاج الىماء ساخن لأن يدي هذه تؤلمني فقالت له: الان ليست بحوزتي ماء مغلي انتظر قليلافقال لها: انني متعب جدا من هذا الألم فقالت له: ما الذي اصاب يدك؟ فقال لهاضربتني عليها الاستاذة فما كان منها الا واخذته الى المنزل وعملت له مكمدات ولكناليد لم تعود الى طبيعتها الاولي بل هي في تورم مستمر فعرفت ان هنالك شيء غير عاديحيث انها في صباح اليوم التالي اصطحبتهالى مدرسته وسألت عن الاسباب فاعترفوا بالخطأ المهم انها عادت الى المنزل وحينمااشتد على أبني الألم لجأت به الى قسم شرطة حماية الأسرة والطفل فتم منحها اورنيك(8) لمستشفي أمبدة النموذجي ولكن مازال كما هو.التقاريرالطبية واورنيك 8 الجنائيوتعتبراشكال العنف ضد الاطفال بالمدارس سواء بالضرب المبرح باليد او اداة صلبة معينةممنوعة منعا باتا كالسابقة التي نعرضها في هذه المساحة حيث تثبت الوقائع ان مثلهذه الممارسات تدخل الاطفال والاسر في دوامة لانهايه لها خاصة تلك الفقيرة منهاوهذا ماينطبق بالضبط على حالة اسرة محمد مالك التوم الذي أظلمت في وجهه الدنيا مماقاده للاستسلام للامر الواقع يقول اخضاع ابنه (أحمد) لاجراء العملية لليد التي بقيبعدها بالمستشفي ستة اسابيع بالتمام والكمال ولكن لا جديد في حالته الصحية انما واصلتالتفاقم لدرجة ازدياد الالتهاب والفجوة العلاجية وربما انتهاء العظمة كاملة منالكوع الى المرفق.ومن أولوهلة لنا في المقابلة الطبية كتب التقرير الخاص بيد نجلي (احمد) عن طريق الخطأ اذجاء في اورنيك (8) الجنائي بأن الذي حدث لليد لا يعدو كونه سوي خراج فقط وعندماسألناه قال: ان اليد تم فيها عمل جبيرة بواسطة البصير وهذا فهم مجافي للحقيقةعموما عجز الطب السوداني من وضع حد لمعاناة أبني (أحمد) ومع هذا وذاك يصر الطبيب على عدم تحويله الى ايجهة مع العلم ان تفاقم الكسر والتهابه أديالى انهاء العظم شبه كليا ما ادخلني ووالدته في احباطات وحالة نفسية لأن عمليةالعنف ضد الطفل اوقفت حياتنا بالتمام وتفرقنا لايجاد العلاج اللازم ولكن دون جدويرغما عن المحاولات السابقة لاسعافه في حوادث مستشفي ام درمان وأمبدة النموذجيومقابلات الطبيب طارق ليس التياستمرت لمدة سبعة أشهر من تاريخه. قسم شرطة حماية الأسرة والطفل:وتفتح هذه القضية ملف الضرب والعنف على مصراعيه .. من واقع حالة الطفل احمدمحمد مالك التوم الذي واصل والده سرد الرواية المحزنة جداً. وفي حوادث مستشفيأمدرمان على جبص كامل لليد . إلا أنه مازال يتألم . فما كان من والدته إلاأن تعيدهمرة ثانية إليهم فقاموا بفك الجبص واكتفوا باعطائها بعض المضادات .. فسألت الطبيبما الذي أصاب هذه اليد فقال لها : مشقوقة ..الامر الذي جعله تتوجه مباشرة إلى قسمشرطة حماية الأسرة والطفل في مربع(18) بمدينة أبو سعد وفيه منحت اورنيك (8)لمستشفي امبده النموذجي الذي حجزت فيه ملدة 72 ساعة .. ثم خرجت منه .. وبعد مرورأربعة أيام عادت إليه مرة أخرى .. وكان أن قرر له الأطباء البقاء بالمستشفي لمدةاسبوعين وهذه الإجراءات تمت له قبل حضوري من مناطق الذهب وحينما اتيت والقيت نظرةعلى يد أبني (أحمد ) وجدتها في حالة يرثى لها . فتحركت من هناك إلى الطبيب وقلت لههذه اليد بحالتها الآنية سوف (تبوظ) .. لذلك اطلب منك احالته إلى مستشفي السلاحالطبي أو المستشفي الصيني لعرضه على اخصائيين كبار في جراحة العظام .. إلا أنه رفضالفكرة جملة وتفصيلاً وقال ليّ . (لوعايزين ذلك ودوه بمعرفتكم أنا ما بحولوا). وفيالنهاية دب فيّ اليأس وانا أشاهد اليد تزداد سوءاً يوماً تلو الآخر ..وعندما أصريتعلى موقفي كتبوا ليّ تقريراً طبياً .. عدت إلى أورنيك (8) الصادر من قسم شرطةحماية الأسرة والطفل لكي افتح بلاغاً جنائياً من واقع هذا الإعتداء.تكلفة علاجه 12 ألف دولار :ويستطرد قائلاً: وعندما اطلعت على أورنيك (8) أكتشفت أنه لا علاقة له منقريب أو بعيد بحقيقة حالة أبني (أحمد) .. فتحدثت إلى الطبيب المعالج فنفي ليّنفياً قاطعاً أن يكون هو الذي كتب تقرير هذه الحالة .. فقال ليّ : هذا الأورنيك تم ملأه بواسطة قسم الحوادث .. المهم أنه اجريت له أكثر منعملية جراحية كبيرة وصغيرة بالمستشفي .. ونحن الىن وصلنا إلى مرحلة التقرير الذيكتب ليّ بعد ثلاثة تقارير سابقة .. وفي هذا التقرير الأخير قرر له الأطباء تلقيالعلاج اللازم بالمملكة الأردنية الهاشمية.. وحوى تقرير القمسيون الطبي القوميالصادر بتاريخ 28/12/2011م على الآتي: ( اسم المريض احمد محمد مالك التوم – العمر 13 سنة .. المهنة طالب .بالإشارة إلى تقرير الاختصاصي المعالج د. طارق ليس اختصاصي جراحة العظام . أوصىبسفره إلى الأردن للعلاج ..وعرض التقرير على اللجنة الفنية والطبية المكونةالدكاترة هاشم على احمد أختصاصي امراض واجراحة العظام والاصابات ومحمود البدريالمساوي اختصاصي امراض وجراحة العظام والإصابات ووافقت اللجنة على سفره إلى الأردنللعلاج بتكلفة قدرها إثني عشر ألف دولار ).ووفقاً لذلك أفاد المستشفي التخصصي بأن المريض بحاجة إلى إجراء فحوصاتوتحاليل وعلاج وتبلغ التكلفة حوالي (12000) دولار .. ويحتاج المريض والمرافق إلىحوالي (1600) دولار أخرى للأقامة والإعاشة في حالة الإقامة لمدة شهر.عظم اليد يخرج من مساره :ويسترسل محمد مالك : وبما أن جملة المبلغ المطلوب (13.600) دولار.. تجدنيلا أملك منها ولا دولاراً واحداً . ولو كنت أملك منزلاً أو أي عقار كنت بعته فوراًودون تردد حتى أضع حد نهائياً لماسأة ابني (أحمد ) الذي استمرت معه كل هذه الفترةالزمنية القاسية جداً عليه وعلينا جميعاً .. ولم أكن سأنتظر كل هذا الوقت .. الذيوقف فيه بجانبي مدير مدرسة نجلى .. وكان يقول ليّ .. وقفتي معك من ناحية إنسانيةلاتعني بأي حال من الأحوال تخليك عن حقوقك القانونية .. وبما أنني أخذت التقرير الطبيالخاص بالحالة حركت البلاغ الجنائي الذي فتحته في مواجهة المعلمة بالرقم 1573 وكانأن حولت القضية إلى المحكمة بأمدرمان.وواصل في ذات السياق قائلاً: تواجني مشكلة الكيفية التي نشد بها الرحال إلىالمستشفي التخصصي بالمملكة الأردنية الهاشمية .. علماً بأن حالة أبني (أحمد) فيموقف صعب جداً .. ففي الأمس القريب لاحظت أن العظمة اليدوية منتهية منأعلى إلىأسفل .. للدرجة التي خرج فيها عن مساره 5 بوصات .. فماكان مني إلا أن اسعفه إلى المستشفييوم الاثنين الماضي .. فتم ارجاعه في مكانه .. وعندما ذهبنا لنظافة الجرح وجدنانفس العظم خرج مرة ثانية عن مساره.العنف من معلمته بالمدرسة:فيما قال : كل الأبواب مغلقة بالضبة والمفتاح امام وجودي حلاً لهذه المعضلة.. فمثلاً لجأت إلى ديوان الزكاة فاشترطت على أن ادفع 50% من تكلفة العلاجبالمملكة الأردنية الهاشمية .. حتى نمنحك 1500 دولار .. ونفس هذا الحديث قالته ليوزارة المالية .. ولو كنت قادراً على جمع نصف هذا المبلغ لن ألجأ إليهم .. ولكننيلجات لهم على أساس أنني عجزت تماماًَ .. ولم يعد أمامي خيار سوى القبول ببتر هذهاليد.. لأنني وقفت حائراً أمام هذا الخطأ الذي تسببت فيه الأستاذه .. فثمة مشاعرمشحونة بالوحشة والفجيعة تزلزلني كلما دخلت المنزل ورأيت ابني يتألم ألماً شديداًجراء ما حدث له نتيجة الاعتداء الوحشي الذي تعرض له في المدرسة لسبب في ظني أنهتافة جداً ..ألم يكن في إمكان هذه المعلمة أن تعاقبه أي عقاب آخر خلاف استخدامالأدوات الصلبة كمسطرة السبورة التي جعلته يسهر من لحظتها وإلى الآن بالعواء ..لأن اليد ملتهبة لتلجارب التي اجريت عليها منذ وقوع هذا الإعتداء الذي أوصلهامرحلة وضعها في قائمة الأيادي المعرضة للبتر إذ أنني في باديء الامر لم أفكر أصلاًفي إتخاذ الاجراءات القانونية بقدرما فكرت في الكيفية التي يمكن أن اعيد بها أبني(أحمد) إلى الحياة مجدداً . بعد أن هذا أفقده لها هذا الضرب العنيف من قبل معلمته بالمدرسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق