محمد أحمد : فتحنا بلاغاًً جنائياً ضد الطبيب والمستشفي بقسم شرطة اللاماب بسبب الخطأ الطبي
تحويل المريضة إلى مشرحة الطب الشرعي بالخرطوم بواسطة أورنيك (8)
وكالة النيابة أخطرت القمسيون الطبي بتحويل الحالة المرضية إليه.
الخرطوم : سراج النعيم :
ما بين الصواب والخطأ شعرة رفيعة جداً .. وهذه الشعرة هي الإدراك فأن أدرك بعض الأطباء الذين يقعون في الأخطاء الطبية أن المريض أو المريضة لهما الحق في تلقي العلاج اللازم لحالتهما الصحية دون أن نؤذيه بالتشخيصات الخاطئة التي تتسبب في إيذاء هذه الحالة المرضية أو تلك بارتكاب الخطأ ضدهما .. وبالتالي لا تمر معظم العمليات الجراحية بسلام.
ومن هنا ندلف مباشرة إلى اللحظات العصيبة التي امضتها المريضة اشراقه سعد الدين حسن الشيخ البالغة من العمر (40 عاماً) مع الخطأ الطبي الذي تعرضت له جراء دخولها مستشفي (...) لإجراء عملية جراحية لـ (الناسور) بتاريخ 22/11/2011م وبعد إجراء العملية سالفة الذكر .. قرر لها الطبيب البقاء بالجناح الخاص بالمستشفي الخاص .. وما أن مر علي ذلك فترة زمنية محددة إلا وأفاقت من التأثيرات الناتجة عن التخدير وإلي آخره وهي كانت في تلك الأثناء تتألم ألماً شديداً وتشير بيدها إلي ظهرها وعليه تم استدعاء إحدي الطبيبات العاملات بالمستشفي وذلك من أجل اكتشاف أين يكمن الداء أي الأسباب المؤدية إلي هذا الألم الذي كانت تعاني منه المريضة أشراقة سعد الدين وعندما أجرت الطبيبة المعاينة تفاجأت باكتشاف أنها محروقة في الظهر من الجانب الأيمن وموضوع عليه لاصق جروح فإزالته لتجد جرحاً لايري بالنسبة لها ألا بعد تدقيق فاحص فيه الأمر الذي حدا بها الإسراع إلى خارج الغرفة لتسأل الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية لهذه الحالة.
غائبة عن الوعي نتيجة التخدير:
وتضع أسرة المريضة (إشراقه) ممثلة في ابن اختها محمد أحمد محمد عباس الذي روى القصة بحزن عميق قائلاً لـ (الدار ): نسبة للألم الذي كانت تشكو منه خالتي (اشراقه) استطعنا أن نتوصل إلى الحقيقة المفجعة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. إذ أنها كانت تعاني الأمرين من جرح بليغ تحت كفتها .. وهو الذي سبب لها معاناتها .. وهي المعاناة التي حدثت وفقاً للإهمال أثناء إجراء العملية الجراحية الخاصة بـ (الناسور) حيث تم وضع السلك (الأرضي) المرتبط إرتباطاً وثيقاً بالكاوية تحت جسد المريضة.. وظلت هي غائبة عن الوعي نتيجة التخدير.. وبالتالي كانت المريضة (أشراقه) مستلقية على هذا السلك طوال الوقت الذي كان تجرى فيه العملية الجراحية وبالفراغ منها وجد الطبيب وطاقمه جرح طوله 14 سم وعمقه 5 سم تحت الكتف .. هذا الجرح احدثه الحريق الناجم عن وجود سلك الكاوية تحت الجسد ..وعليه قرر الطبيب اجراء عملية جراحية أخرى للمريضة (إشراقه) .. ليتم تخديرها للمرة الثانية وتمت إزالة الحريق بالكامل دون إخطار أي شخص من أسرتها بالأهمال .. ولم يتم تسليم أهل المريضة التقرير الخاص بحالتها الصحية إلا بعد مرور شهر.
ومن هنا تكهرب الجو :
وتصف أسرة المريضة (إشراقه) الخطأ الطبي بالفظيع حيث قال محمد أحمد: بدأت تداعيات هذه القضية منذ اللحظات التي شعرت فيها ببعض الآلام .. الامر الذي قاد الأسرة لأخذها إلى مستشفي خاص لوضع حد لمعاناتها مع ذلك..وكان لإنجاز هذه المهمة لابد من إجراء عملية جراحية لن ينسها الناس أبداً لما تحمل من تفاصيل مؤلمة جداً .. لأنها من النوع الذي لا يمكن أن يزول من المخيلات مهما مرت الأيام والشهور والسنين فالمريضة في هذه العملية تألمت مرتين الأولى حينما فارقتها احاسيس الأمان .. والثانية حينما اكتشفت الخطأ الطبي الذي لم نكتشفه قبلاً .. فالأمور كانت طبيعية قبل افاقتها من تأثير التخدير.
وتشير الفحوصات التي أعقبت العملية الجراحية إلى وجود سلك الكاوية تحت المريضة (إشراقه) وهو عبارة عن امداد حراري ، وبوجود هذا الإمداد الحراري حدث الحريق الذي في منطقة الظهر .. تحت الكتف الأيمن .. ومن هنا تكهرب .. الجو .. لتبدأ مرحلة أخرى مع أشراقه .. هي المرحلة الأشد قساوة وإيلاماً .. لأنها تركت آثراها السالبة على جسد (إشراقه) وبالمقابل امضينا اوقاتاً عصبية جداً نتابع من خلالها باهتمام بالغ ما تسفر عنه الأيام المقبلة دون أن نفقد أي حق من حقوق الدفاع .. فالفرصة مواتية لكي ننتصر لها حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء الطبية.
الأسرة تتساءل شهراً كاملاً:
وتضيف الأسرة : المصيبة الأكبر في الخطأ الذي حدث مع المريضة (إشراقه) يكمن في أنها خدرت مرتين في فترتين متقاربتين .. ففي المرة الأولى كان التخدير بدافع اجراء العملية الجراحية لـ (الناسور) .. أما التخدير الثاني فكان لإزالة الحريق الذي تسببوا فيه وبالفعل تم الإتيان بالأطباء الذين حاولوا معالجة هذا الخطأ. ومع هذا وذاك أصبحت عملية التخدير هي القاسم المشترك بين العمليتين الجراحيتين .. ومع ذلك ظللنا كأسرة لها لا نعرف هذه الحقائق .. دون أن يدركوا أننا يمكن أن نكتشف هذا الامر أن طال الزمن أو قصر ..باعتبار أن الخطأ الطبي رافق المريضة إلى هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليك.. إذ ان الأطباء الذين أجروا هاتين العمليتين الجراحيتين لم يبلغوا الخالة (إشراقه) بهذا السيناريو الذي لا يعرفه إلا الأطباء في ذلك المستشفي .. الذي نقلت فيه من هناك إلى الجناح الخاص ..وأثناء وجودها به .. بدأت تشعر بالآلام في ظهرها تحت الكتف الايمن .. الشيء الذي استدعى مرافقيها في تلك اللحظات معاينة الجنب الذي تشكو منه .. فكانت المفاجأة كبيرة جداً بالنسبة لهم .. حيث انهم وجدوا حريقاً .. لا مبرر له بحكم أن العملية الجراحية خاصة بـ (الناسور ) .. فتسألوا عن أسباب هذا الحريق أو الجرح .. ولم يصلوا إلى نتيجة من وراء تلك التساؤلات إلا بعد مرور شهر من هذا الواقع اصدر الطبيب المعالج تقريره.
عرض المريضة على الطبيب الشرعي :
وتسترسل الأسرة ممثلة في محمد احمد ابن اخت المريضة (إشراقه): وقد حوى التقرير الطبي المذكور مسبقاً على ما يلي :
( حدث حريق في الكتف) .. وهو التقرير الذي ترجمته جامعة الخرطوم .. بينما لم تكن لديها القدرة في ذلك الوقت على اتخاذ الاجراءات القانونية الحافظة لحقوقها المهدرة للأهمال الذي صاحبها في اجراء العملية الجراحية الأولى ذات الصلة بـ (الناسور) ... فهي من ساعتها لم تعد تستطيع ان تجلس كالمعتاد أو أن تتكيء على ظهرها .. فكل هذه الأسباب كانت العامل الأساسي في تأخر رفع عريضة دعوى جنائية في مواجهة الطبيب المعالج والمستشفي معاً .. لذلك فتح البلاغ بقسم شرطة اللاماب .. بعد ان أمرت النيابة بفتح البلاغ تحت المادتين (74) و (135) من القانون الجنائي لسنة 1991م.
فيما تم عريض المريضة على الطبيب الشرعي الذي اثبت دون مجالاً للشك واقعة الحريق الذي يتطلب تدخل الجراح التجميلية .. بينما وصلت هذه الاجراءات إلى القمسيون الطبي الذي يحتاج إلى تقرير من الطبيب المعالج لحالة (إشراقه ) الصحية حتى تجري لها العملية الجراحية.
الجرح طويل وعميق تحت الكتف:
وتوضح أسرة المريضة بقولها : الآن حياة المريضة أشراقه متوقفة تماماً. فهي لا تستطيع تحريك كتفها بالصورة المثلى .. بالإضافة إلى معاناتها من الأرق والأرهاق ليلاً ..أي أنها لاتنام بشكل طبيعي .. وإلى آخره من الأضرار التي سببها لها هذا الخطأ الطبي الناتج عن الأهمال .
ويكشف ابن اخت المريضة (إشراقه) ما جاء في اورنيك (8) إذ أنه اشار إلى ان الجرح يبلغ في طوله 14سم وعمقه 5 سم تحت كتف المريضة، الأيمن ، وهو الجرح الذي نتج عن حريق سلك الكاوية .. إلى جانب أن هذا الحريق يحتاج إلى إجراء عملية جراحية ثانية.
ويقول : وكالة النيابة المختصة اخطرت القمسيون الطبي بتحويل المريضة (إشراقه) إليه.. فيما أخذها المتحري في البلاغ إلى مشرحة الطب الشرعي بالخرطوم للمعاينة باورنيك (8).
غرفة العمليات الجراحية بالمستشفي .
وعن حالتها النفسية قال محمد أحمد عباس ابن أخت المريضة (إشراقه) : هي الآن غير مرتاحة نفسياً.. للضغوطات التي تواجهها جراء ما تشعر به من الآلام .. وعدم مقدرتها على تحريك يدها اليمني وهي المنطقة الواقع فيها الحريق الذي أدي بها أن لا تستلقي على ظهرها خاصة وانها في العملية الجراحية الأولي أخذت بنج موضعي فلم يسري ماحدا بالاطباء إعطائها بنج كامل ومن ثم اجريت لها العملية الجراحية وبالانتهاء منها اكتشفوا انه يوجد جرح فقاموا بعمل بنج كامل للمرة الثانية حتي يتمكنوا من ازالة الجرح الذي ظهر لهم بعد الفراغ من عملية ( الناسور) وهي العملية الجراحية التي دخلت علي اساسها غرفة العمليات الجراحية بالمستشفي.
الطبيبة اكتشفت اسباب الألم
ويرجع محمد احمد عباس الى بدايات هذه القضية قائلا: اصيبت المريضة اشراقة سعد الدين حسن الشيخ البالغة من العمر (40 عاما) بمرض (الناسور) الذي على ضوئه قرر لها الطبيب المعالج اجراء عملية جراحية باحدي المستشفيات الخرطومية في الثاني والعشرين من شهر ديسمبر 2011م وكان ان ادخلت اليه وبعد الانتهاء من العملية الجراحية الخاصة بـ (الناسور) اخرجت من غرفة العمليات الجراحية الى الجناح الخاص بالعناية المركزة بذات المستشفي وما ان مر علي ذلك فترة زمنية كانت إثرها المريضة (أشراقة) في حالة اغماء فاقت منها وهي تتألم للدرجة التي كانت تشير فيها الى مكان الألم الذي كان في ظهرها تحت الكتف الايمن وهو الأمر الذي قاد الأسرة للاسراع بابلاغ الطبيبة العاملة بالمستشفي في تلك الاثناء حتي تصل الى حقيقة مما تشكو منه وعندما عاينت الطبيبة للحالة اكتشفت ان الألم أسبابه جروح موضوع عليها لاصق فخرجت على عجل من الجناح الى الطبيب الذي اجري العملية الجراحية.
المريضة تشكو وتتألم وتتأوه
ويواصل: عموما دخلت الأسرة في حالة قلق وخوف شديدين على المريضة (أشراقة) بعد ان ساءت حالتها لوجود جرح عميق تحت الكتف الايمن مباشرة وهو الذي قادها الى ان تشكو وتتألم وتتأوه فما كان من الطبيب سوي ان استدعاءهم الى غرفة العمليات الجراحية حيث يوجد بها الطبيب الذي اجري العملية الجراحية للمريضة أشراقة سعد الدين حسن الشيخ وعلى خلفية ذلك شرح لهم وقائع الاهمال الذي حدث اثناء اجراء العملية الجراحية مؤكدا لهم انه تم وضع السلك (الأرضي) الخاص بالكاوية تحت جسد المريضة من الناحية اليمني وظلت هي أي المريضة (أشراقة) غائبة عن الوعي نتيجة التخدير الذي عمل لها قبل اجراء العملية الخاصة بـ (الناسور) هكذا بقيت مستلقية على ظهرها من الجانب الايمن على السلك سالف الذكر طوال فترة العملية وعندما هموا باخراجها من غرفة العمليات الجراحية تفاجأ الطبيب وطاقمه الطبي المساعد في ذلك الوقت بوجود جرح يبلغ طوله 14 سم وعمقه 5 سم تحت الكتف ناتج كما اسلفت عن الحريق الذي احدثه سلك الكاوية.
ملابسات هذه القضية الكبيرة
ويستطرد محمد احمد عباس: ومما ذهبت اليه قرر لها اجراء عملية جراحية ثانية وفورا تم تخديرها للمرة الثانية وتم كشط منطقة الحريق بالكامل دون ان يري اي شخص هذا الحريق أو ما الذي لحق بالمريضة أشراقة نتيجة الاهمال الذي وقع فيه الطبيب وطاقمه وهو الخطأ الطبي الذي حدا بأسرتنا اتخاذ الاجراءات القانونية ضد الطبيب الذي اجري العملية الجراحية والمستشفي معا بطرف قسم شرطة اللاماب بعد ان وجهت وكالة النيابة المختصة بفتح البلاغ تحت المادتين (74) و (139) من القانون الجنائي بعد ان وضعنا على منضدتها كل الملابسات ذات الصلة بهذه القضية الكبيرة بمعني الكلمة فلم نكن نتوقع ان يصل حال الطب السوداني الى هذا الدرك السحيق الذي افقدنا باي حال من الاحوال الثقة في ان ملائكة الرحمة لن يسببوا الأذي الجسيم لهذه الحالة المرضية او تلك وليتهم بعد ان ارتكبوا هذه الخطئية اخطرونا بها انما عمدوا لمعالجة الخطأ الطبي بالطريقة التي تروق لهم كما انهم لم يقوموا بتسليمنا كأسرة التقرير الخاص بالمريضة أشراقة سعد الدين حسن الشيخ الا بعد مرور شهر من تاريخه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق