السبت، 18 فبراير 2012

بالصور : مفاجأة في قضية نسيان قطعة شاش داخل بطن (تغريد) بمستشفي عطبره


المحكمة تدين الطبيب المعالج ومحضرة العملية بالسجن والغرامة 46.700 ألف جنيه
عميد أسرة (تغريد) : بعد أكثر من شهر يخرج من بطنها سائل شفاف (خراجه) ذو رائحة كريهة
الطبيب استهان بالشكوى المتكررة بتبسيط حالة الألم بالإشارة إليها لتعاطي حبوب البندول
عطبرة : سراج النعيم :
منذ ان عرف الإنسان الطب باختلاف تخصصاته .. وهو في بحث دوؤب عن القوانين الحافظة لحقوقه ..ونسبة إلى الأضرار الناتجة عن الاخطاء الطبية. التي اصبحت حديث الساعة في كل بقاع السودان المختلفة .. حتى أن العلاقة بين الطبيب والمريض سيطر عليها الأحساس بعدم الثقة في القرارات المتخذة من ملائكة الرحمة في اجراءات التشخيص والعلاج دون أدنى شك. الشيء الذي جعل الحالة العامة في المستشفيات الحكومية والخاصة تتغير بطريقة دراماتيكية . بالرغم من التطور الهائل جداً في الأجهزة الطبية الحديثة وتوفر المعلومات بالشبكة العنكبوتية وغيرها من وسائل الأتصال والإنفتاح على العالم ..ولكن رغماً عن ذلك الأخطاء الطبية في ارتفاع متزايد يوماً تلو الآخر. وبالتالي يكون المريض مضطراً لاتخاذ الاجراءات القانونية إذا كان يمتلك حق التقاضي ولكن في الغالب الأعم يعجز بعض المتضررين من خوض المارثون القضائي.
ووسط ذلك الزحام استطاعت أسرة المريضة تغريد عوض يوسف وضع قضيتها الخاصة بنسيان طبيب مستشفي عطبرة قطعة شاش في بطنها أكثر من شهر ..لجاؤا على خلفيته إلى محكمة عطبرة التي أصدر قاضيها حكمة القاضي بادانة الطبيب والمحضرة . الأول شهرين والثاني شهر وتعويض مالي قيمته 46.700 ألف جنيه .
{ الطبيب المعالج أخل بواجبه المهني:
كانت الأمور تبدو طبيعية في مدينة عطبرة .. حتى بدأت المريضة تغريد عوض يوسف تشعر بألم حاد جداً بعد ان أجرى لها طبيب مستشفي عطبرة عملية جراحية حدث بعدها خطأ نسيان قطعة شاش في بطنها .. ففي هذا السياق قال عميد الأسرة سيد هارون لـ (الدار) : صلتي بتغريد أنني جدها والد أمها . بدأت تداعيات هذه القضية حينما حبلت ابنتنا بمولودتها وظلت تتابع مع الطبيب المختص بمدينة عطبرة في عيادته الخاصة إلى أن وصلت إلى مرحلة الإنجاب .. الذي أصبح وفقه الطبيب يحدد لها يوماً تلو الآخر إلى أن أزفت ساعة الصفر .. التي دخلت على إثرها مستشفي مدينة عطبرة الذي حدد من خلاله اجراء عملية جراحية .. وأما ان انتهي منها إلا وبقيت ثلاث أيام في الانتظار ..ثم قرر لها مغادرة المستشفي ومنذ تلك اللحظة وهي كانت تتألم ألماً شديداً وتقول لنا : أشعر بأن بطني مشدودة .. بعد فترة من المعاناة عادت إلى الطبيب المعالج الذي أكد أنها بحالة صحية جيدة ورغماً عن هذه الطمينات إلا أن الألم لم يبرح مكانه قيد أنمله .. بل أصبحت المضاعفات تسبب لها إشكاليات كبيرة ..ونحن لم نكن ندري أن السبب الرئيسي يكمن في قطعة الشاش المنسية داخل بطنها .. ومن هنا استطعنا أن نثبت للقاضي أن هذا الطبيب أخل بواجبه المهني الذي لم يبذل فيه العناية اللازمة لاكتشاف الاسباب التي قادت المريضة تغريد للشكوى من ذلك الألم الذي ظل مرافقاً لها بعد اجرائه للعملية الجراحية.
إدخال (تغريد ) غرفة العمليات الجراحية:
حينها احاطت الأسرة الشاكية الجهات القانونية المختصة بكل كبيرة وصغيرة تعرضت لها المريضة من اهمال طبي دون مبالاة أو عدم احتراز .. هكذا شرحت الوضعية التي كانت عليها ابنتهم ، ثم واصل عميد الأسرة سيد هارون كشف خفايا واسرار هذه القضية المثيرة جدلاً قائلاً: قطعة الشاشة هذه يستخدمها الطبيب لعزل المصارين عن منطقة إجراء العملية الجراحية . وبالتالي اتضع أن الطبيب المعالج لم يبذل العناية المطلوبة لمعرفة أين يكمن الخطأ الطبي الذي وقع فيه . فالتأكيد ما يحدث في مدينة عطبرة يحتاج إلى انقاذ عاجل يوقف مد هذه الأخطاء الفادحة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. وما قصة (تغريد) التي نسوا داخل بطنها قطعة شاش طبي في مستشفي عطبرة .. الأمر الذي أدى إلى تدهور حالتها الصحية لتطور هذه الحالة إلى ان تفقد مسار استخراج الفضلات وبالتالي اعتبر ما تعرضت له ابنتنا (تغريد) حالة ربما تحدث مع آخرين ..ولكن قدرها أن قرر لها هذا الطبيب أن تتم ولادتها بواسطة اجراء عملية قيصرية .. ولكن حالتها ساءت يوماً تلو الآخر، خاصة وأن الطبيب كان يبسط من شكواها إلى أن قمنا باسعافها إلى مستشفي عطبرة ..وعندما وجدنا الاهمال .. قررنا نقلها إلى مستشفيات الخرطوم .. وفي الطريق عرجنا بها إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي .. على أمل أن يتم انقاذها من الحالة المذرية التي وصلت إليها.. وهناك ادخلت إلى غرفة العمليات الجراحية على جناح السرعة.. فما كان من الأطباء هناك إلا وأن اجروا اللازم معها إلى ان استقرت حالتها .. ونحن عبركم نزجي اسمي آيات الشكر لاطباء وممرضي مستشي المك نمر بمدينة شندي على المجهود الخارق الذي بذوله في الحالة التي وضعناها امامهم.
هذه هي المفاجأة المذهلة والمحزنة:
المثير حقاً في هذه القصة .. هو ما يذهب إليه عميد اسرة (تغريد) الذي قال : هل تصدق أن الطبيب المعالج لهذه الحالة رفض الاستجابة للنداءات التي اطلقناها بعد دقائق من ادخالنا لابنتنا مستشفي عطبرة وذلك بحجة أنه في عطلة العيد .. فما كان امامنا إلا البحث عن الحلول الناجزة لوضع حداً لمعاناة (تغريد) .. وكما اسلفت قبلاً . فاسعفناها إلى مستشفي المك نمر بمدينة شندي ..فتم ادخلها على جناح السرعة لغرفة العمليات الجراحية .. بعد أن أجرى لها الأطباء فحوصات معملية مكثفة وبالإنتهاء من العملية الجراحية كانت المفاجأة المذهلة والمحزنة المتمثلة في ان الاطباء بذلك المستشفي استخرجوا من بطن (تغريد) قطعة شاش وهذا غيض من فيض فما هي الكارثة التي يمكن ان تتدخل اثرها حكومة ولاية نهر النيل الملقي على عاتقها مسؤولية مواطن الولاية صحيا
استخدام البندول لم يزيل الألم
وتتناقل مجالس المدينة بولاية نهر النيل قصة سائق الركشة الذي تحول بقدرة قادر الى كادر طبي يمارس المهنة من داخل مستشفي عطبرة لفترة زمنية طويلة دون ان يسأله احد ضف الى ذلك وفاة 6 اطفال حديثي الولادة والى اخره من السلبيات الراسخة في الاذهان.
ومن هنا يستأنف سيد هارون عميد أسرة المريضة (تغريد) سرد قصة الخطأ الطبي المخيف والمرعب الذي وقع فيه طبيب مستشفي عطبرة قائلا: هل تصدق ان الطبيب المعالج للحالة الصحية موضوع هذا السيناريو الاغرب للخيال طلب منها ان تعود الى منزلها على ان تعاوده فيما بعد ناسيا أو متناسيا انها تشكو من ألم حاد داخل بطنها اذ لم يكلف نفسه بعمل فحوصات معملية وصور مقطعية لمعرفة اسباب هذا الألم الذي لا يحتمل التخمين او الاستنتاجات الظاهرية المهم ان (تغريد) بعد مرور شهر تقريبا توجهت مباشرة الى عيادة طبيب مستشفي عطبرة وعندما دلفت اليه في عيادته قال لها بالحرف الواحد: (مافي حاجة) في حين انها كانت تعاني من الحمي وعدم الأكل فقال لها هذه الحالة بسيطة وبما انه الطبيب المعالج عادت ادراجها دون ان تصل الى نتيجة ثم عاودت الكرة مرة أخري وايضا قال لها الطبيب المعالج ان حالتها بسيطة فقط عليها تناول حبة بندول وهي مسكينة صدقته واستخدمت البندول ولكن ماهي النتيجة؟ بلاشك الحالة كما هي لا بل ازدادت سوءا
انتظار الطبيب ثلاث أيام بالمستشفي
ماهذا الذي يحدث في مدينة عطبرة؟ قال سيد هارون عميد اسرة المريضة (تغريد): وصادف معاناة ابنتنا عطلة عيد الاضحي المبارك وفي ثالث أيامه جاءت الينا والدتها وهي في حالة صعبة جدا لتؤكد لنا بان (تغريد) تعاني معاناة شديدة من الألم الذي تشكو منه في بطنها الأمر الذي حدا بنا الركض سريعا الى منزل والدها بمنطقة كنور شمال مدينة عطبرة وعند معاينتنا إليها وجدنا ان بطنها حدث فيها ثقب يخرج سائل شفيف (خراجة) ذو رائحة كريهة اجرينا لها اسعافات اولية ثم حملناها سريعا الى حوادث مستشفي عطبرة حيث قاموا بعملية النظافة وحينما انتهوا من هذه المرحلة تم ادخالها الى عنبر المستشفي الذي أجري اتصالا هاتفيا بالطبيب المعالج لحالة المريضة (تغريد) فجاء الرد من الطرف الاخر ان تنتظره وهي في تلك الحالة الصعبة جدا وعندما تأخر عاودوا الاتصال به مرة أخري فلم يرد هو انما رد من ينوب عنه ولم يأت الى ان انتهت الاجازة.
ومازلنا في انتظار طبيب عطبرة
المواطنون في مدينة عطبرة فقدوا الثقة في اطباء مستشفي عطبرة التعليمي واصبحوا يفضلون الذهاب الى مستشفي المك نمر بمدينة شندي او المستشقيات بولاية الخرطوم والميسور الحال منهم يشد الرحال الى خارج البلاد لأنهم لا يتلقون خدمة علاجية خالية من الاخطاء الطبية ويدللون على ذلك بالكثير من الأمثلة كالذي حدث في حالات مرضية لا حصر لها ولا عد.
فهذا هو حال مستشفي عطبرة الذي ظلت فيه المريضة (تغريد) تحت رحمة الله – سبحانه وتعالي – اولا واخيرا واردف سيد هارون عميد الأسرة قائلا: وانقضت الثلاث أيام من عطلة عيد الاضحي المبارك دون ان يتكرم الطبيب بالوصول الى المستشفي ومع هذا وذاك كنا في حالة ترقب وانتظار ممزوجتين بالخوف والقلق الشديدين على حالة ابنتنا التي كانت في تصاعد مطرد من السوء اما الاطباء الذين وجدناهم يعملون في عطلة العيد قالوا لنا: ان المريضة خاصة بالطبيب الذي تابع حالتها الصحية منذ البداية خاصة وانه هو الذي أجري لها العملية القيصرية.
استخراج قطعة الشاش بمستشفي شندي
واضاف سيد هارون عميد أسرة المريضة (تغريد): وبعد مرور ثلاث أيام بالتمام والكمال جاء الطبيب المشرف على الحالة وعندما تحدثنا اليه رد علينا باستفزاز شديد قائلا: لماذا اتصلتم بي؟ المهم اننا تجاوزنا كل الذي حدث في الايام الفائتة ووضعنا بين يديه نتائج الفحوصات المعملية لم يعرف النتيجة لأنها كانت مكتوبة باللغة الانجليزية فقال: لأبد من ان يتم تعريبها للغة العربية ولم نكن نتخيل ان الطب في بلادنا وصل الى هذه المرحلة ولأننا كنا في حاجة لاستشفاء ابنتنا (تغريد) فقمنا بتنفيذ ما يرغب فيه بواسطة الجهة التي منحتنا النتيجة وما ان أعدناها اليه إلا وقال لنا: سوف أجري لها العملية الجراحية غدا وهي لم تكن تحتمل ان تصبر على الألم الي اليوم الذي حدده لذلك احضرنا عربة اسعفناها بها الى مستشفي المك نمر بمدينة شندي الذي استقبلنا فيها استقبالا يستحق منا تكرار الشكر والاشادة مثني وثلاث ورباع فشكرا نبيلا للكادر الطبي هناك حيث انهم ادخلوها غرفة العمليات الجراحية في نفس اليوم الذي وصلنا فيه وكان ان استخرجوا من بطنها قطعة الشاش التي قال لنا حولها الطبيب الذي أجري العملية الجراحية نحن وجدنا في بطنها قطعة الشاش هذه ولكنني ارجو منكم عدم تصعيد هذه القضية مراعاة للزمالة عموما وضعوا لنا قطعة الشاش في اناء حافظ لها
المدير الطبي يصر على شكوي الطبيب
ويستأنف سيد هارون الرواية المؤثرة جدا قائلا: لقد تضررت المريضة (تغريد) من طبيب مستشفي عطبرة وتدهورت حالتها الصحية نتيجة الاهمال الذي لاقته من اطباء مستشفي عطبرة التعليمي حيث انها حرمت من المتابعة وبالمقابل حملنا قطعة الشاش وعدنا بها الى المدير الطبي لمستشفي عطبرة الذي وضحنا له كل الملابسات التي اوصلت ابنتنا لهذه المرحلة الحرجة جدا للدرجة التي استدعتنا اسعافها الى مستشفي المك نمر بمدينة شندي ونحن الان نضع على منضدتك هذه القضية بكل تفاصيلها على اساس ان لا يتكرر هذا الخطأ الطبي مجددا في هذا المستشفي العريق ونحن لا نود ان نتخذ اي اجراء قانوني ولكننا أردنا وضعكم في الصورة حتي لا تحدث هذه العملية مع مريض آخر لا تكون لديه امكانية اسعاف مريضه الى اي مستشفي اخر فكان رد المدير الطبي لمستشفي عطبرة التعليمي على النحو التالي:-
(أبداً هذه القضية لا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عليها) وعلى ضوء ذلك أحضر لنا العاملات معه في المكتب ورقة وقلم وفتح لنا مكتب خالي وطلب منا كتابة شكوي بما حدث مع ابنتنا (تغريد) وبالفعل قمنا بهذه الخطوة ومن ثم سلمناه الشكوي وقطعة الشاش المحفوظة في اناء زجاجي بدوره سلمنا وصل بذلك.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...