السبت، 18 فبراير 2012

الصور: مترجم قضية طائرة لوكريي يفجر مفاجآت جديدة من العيار الثقيل لـ (الدار) (1)


انفجار طائرة (بان أمريكان ) حدث بـعد (38) دقيقة من التحليق فوق سماء قرية لوكريي
هروب سائق المقر حي إلى مصر يبعد الاتهام عن منظمة التحرير الفلسطينية وسوريا وإيران !!
المتهمون في القضية أربعة وليس عبدا لباسط المقر حي والأمين فحمية فقط ؟!
 إلتقاه : سراج النعيم :

أدي انفجار طائرة (بان أميركا) من طراز بوينغ 747 في رحلتها رقم 103 فوق مدينة لوكريي الاسكتلندية يوم 21 ديسمبر/ 1988، إلي مصرع 11 من سكان المدينة و259 آخرين كانوا على متن الطائرة، منهم 44 بريطانيا و189 أميركيا بالإضافة إلى طاقم الطائرة.
وفي أعقاب هذا العملية المثيرة جداً للتساؤلات علي نطاق الرأي العالمي والتي بدأت تفجر الأزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية من طرف والجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية من طرف أخر وتركزت التساؤلات عمن وقف وراء هذه العملية. وعند الشروع في التحقيق تفتقت الرؤى عن عدة روايات–على نحو ما سيثبت لاحقاً- علي أنها كلها على نفس القدر من الدلالة بحيث يتعذر على المحقق أن يرجح إحداها، مما فتح الباب لتأويل والاستنتاج السياسي الذي يحدد الجريمة وفق منطق حسابات المصالح التي تقع متعلقات أميركا منها موقع المركز.
لم نراها ألا في الأفلام:
مشاهد مثيرة جداًَ لم نراها إلا في أفلام الأكشن – يرويها لنا في سلسلة حلقات السوداني جعفر التوم محمد على مترجم أشهر قضية طائرة يتم تفجيرها في سماء قرية لوكربي .. وهي القضية التي ظلت تسيطر بالكامل علي اهتمامات أمريكا وبريطانيا..وبالتالي فالجميع كان ينتنظر كلمة النهاية في أطول قضية حملت عنوان (لوكريي).. فالمشاهد بدأت برسم خارطة طريق من العاصمة الليبية طرابلس التي أنتشرت فيها العمليات الإرهابية كالنار في الهشيم .. وكلما مر يوم من الأيام على هذه الجريمة التي هزت العالم ألا وازدادت تعقيداً علي التعقيدات القائمة أصلا . لذلك صورت لنا قضية تفجير طائرة(بان أمريكان) مشهد من اسوأ المشاهد التي افرزها النظام الليبي البائد بزعامة الرئيس الراحل معمر القذافي الذي جسد بوضوح شديد الإنتهازية في أبشع الصور الإجرامية التي استغل فيها ضعاف النفوس لاحداث مخالفة فوق البنيات المتضررة من هذا الإنفلات الأمني حيث انطلقوا وفق مخططهم الدقيق جداً .. وذلك انتقاماً من القصف الذي أستهدفت به الولايات المتحدة الأمريكية منزل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بالعاصمة الليبية (طرابلس) ..ومن هنا وجه الاتهام إلى عبدا لباسط المقر حي والأمين خليفة فحمية .. وهما كانا يعملان موظفين في الخطوط الجوية الليبية في مالطا .. ولكنهما في الحقيقة كانا يتبعان لجهاز الأمن الخارجي الذي يرأسه وقتئذ موسى كوسا .. أما التهمة التي وجهت لهما . فهي تفجير طائرة ركاب أمريكية .
 مسؤولاً عن ترجمة هذه القضية:
في الثاني عشر من شهر ديسمبر في العام 1988م اقلعت الطائرة (بان امريكان ) من فرانكفورت إلى نيويورك عن طريق عاصمة الضباب (لندن) . ولكن ما أن مر على تحليقها في إجواء مطار (هيثرو) بـ 38 دقيقة ألا وانفجرت في سماء (لوكربي) في اسكتلندا مما نجم عن ذلك موت جميع الركاب البالغ عددهم (256) بينما لقي (11) من سكان لوكربي حتفهم بعد أن سقط عليهم ركام الطائرة موضوع القضية.
ففي هذا السياق قال المترجم السوداني جعفر التوم لـ (الدار) : بدأت قصتي مع ترجمة قضية تفجير الطائرة بلوكربي . بعد أن امضيت في الجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية ثلاثة عشر عاماً . عملت خلالها في عدة شركات ولمدة عامين ونصف مترجماً في مكتب المحامي الليبي إبراهيم الفويل الذي كان يتولي مهمة الترافع عن المتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة . وكنت مسؤولاً عن ترجمة هذه القضية.. وللأسف الشديد أن الليبيين لديهم طريقة غريبة لمعالجة الأمور التي تعترض طريقهم إذ أنني بسبب هذه القضية ادخلت السجن خمس أشهر وسبعة عشر يوماً نسبة إلى أنني كنت أشارك احد السودانيين أفراحه بقدوم مولود جديد ..وأثناء ذلك تجاذبت اطراف الحديث مع المدعوين عن الأشياء الملم بها عن قضية طائرة لوكربي.. ومن ضمن الحيثيات التي وردت من مجلس الامن الدولي في مكاتبات ضخمة جداً تصل إلى حوالي (35) فائل كل فائل لا يقل عن (500) ورقة .. وكل الحيثيات .. وكل المكاتبات كانت تشير إلى ان الأشخاص الذين كانوا في مكتب الخطوط الجوية الليبية في مالطا ثلاثة أشخاص وهم في هذا المكتب بصفتهم موظفين . ولكنهم هم في الحقيقة يتبعون لجهاز الامن الخارجي.
قصة تفجير طائرة (بان امريكان):
ويسترسل (جعفر): الشيء الذي أكشف عنه لأول مرة هو أنني عرفت أن المتهمين في قضية تفجير طائرة (لوكربي) ليس ثلاثة متهمين فقط .. بل هم أربعة أشخاص .. فالذين ذكروا في الحيثيات ووردت اسمائهم في هذه القضية وقدموا للمحاكمة هما عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة وأمام المتهم الثالث الذي يدعى (جعاكة ) فهو الذي أثار قضية تفجير طائرة (لوكربي) ورابعهم هو السائق الذي حمل الحقيبة الخاصة بالمتفجرات المؤقتة وقام برفعها في مكتب الخطوط الجوية الليبية في مالطا .. ومن ثم وضعوا عليها الأزياء ..وبعد عملية التمويه هذه أخذت الحقيبة من المكتب إلى السيارة والتي انطلقت بها إلى مطار (فلتا).. وهناك تم شحنها على اساس أنها (أمتعة غير مصحوبة براكب ) في إحدى الطائرات المالطية ومن ثم أنزلت إلى (فرانكفورت) وادخلت إلى الطائرة (بان أمريكان) وهذه الطائرة كان مسارها فرانكفورت . لندن . نيويورك . ومن أجل تنفيذ هذا المخطط الإرهابي .. قتوا تايم الموقت الموضوع مع المتفجرات داخل الحقيبة على أساس أن طائرة (بان امريكان ) تنفجر فوق سماء المحيط الاطلنطي ..وبالتالي تضيع كافة معالم هذه الجريمة .. ولكن الله –سبحانه وتعالى – وبإرادته تأخرت الطائرة ساعة بالتمام والكمال في مطار (هيثرو) . لذا بعد اقلاع طائرة (بان امريكان ) بـ(38) دقيقة فوق سماء قرية لوكربي في اسكتلندا انفجرت الطائرة مما نتج عن ذلك موت (256) راكب على متن الطائرة بما فيها طاقم الطائرة جميعاًَ و (11) شخص من المواطنين المقيمين في قرية لوكربي.
هروب سائق المقرحي إلى مصر:
فيما قال (جعفر) : وجه الإتهام في خصوص قضية تفجير طائرة (بان امريكان) في باديء الأمر نحو منظمة التحرير الفلسطينية . ثم ثانياً إلى سوريا . ثم ثالثاً إلى إيران . أما سبب توجيه الإتهام بصورة مفاجئة إلى الجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية هو ان المتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة . لم يكونا وحديهما في مكتب الخطوط الجوية الليبية في مالطا .. بل كان برفقتهما (جعاكة) سائق سيارة عبدالباسط المقرحي .. هذا السائق بدأ يشعر بتأنيب الضمير ويتذمر على رؤساءه . فطلبا منه العودة إلى رئاسة الخطوط الجوية الليبية بطرابلس . وعندما عاد إلى هناك سحب منه جواز سفره . بالإضافة إلى أنهم قاموا بتجميد مستحقاته المالية وأصبحوا لا يصرفون له راتبه الشهري . وأمام هذا الوضع الإقتصادي القاهر والضاغط جداً على ظروفه في تلك الأثناء .. ومع هذا وذاك هو رب أسرة.. لكل هذه الدواعي والأسباب .. فر هارباً من ذلك الجحيم إلى جمهورية مصر العربية براً عبر الحدود المتاخمة للجماهيرية مع مصر .. وما أن وصل إلى القاهرة ألا وذهب مباشرة إلى السفارة البريطانية هناك وروي لهم قصة تفجير طائرة (بان امريكان ) من الألف للياء .. فتم وفقاً لذلك تسفيره إلى المحكمة المتحدة وقال له الانجليز يجب أن تظل بطرفنا حتى نتمكن من توفير الحماية الكاملة لك.. ولكنه رغماً عن التطمينات كان خائفاً لعلمه التام بأن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي سيرسل خلفه من يتعقب كل خطواته وحركاته وسكناته ومن ثم يقوم بتصفيته جسدياً .. ونسبة إلى هذه المخاوف تم إرساله إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تطاله ايدي القذافي .. هكذا احتفظوا به شاهد ملك في قضية تفجير طائرة (بان امريكان) .. وحينما أحضر إلى المحكمة الدولية بلاهاي كان تحت حراسة امنية مشددة لم تشهدها قاعة المحكمة بهولندا قبلاَ.
المتهم الثالث شاهد ملك بالمحكمة :
ويستأنف المترجم السوداني (جعفر) تفاصيل هذه القضية قائلاً: حادث طائرة (بان امريكان) حدث في يوم 21/12/1988م . فيما أنهم في العام 1992م وجهوا الإتهام نحو الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية من واقع أن (جعاكة ) سائق عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحمية في مالطا اوشي بمن فجروا الطائرة فتم ابتعاثه الى بريطانيا للتحقيق معه حول هذه الملابسات التي كانوا يوجهون فيها الاتهام الى منظمة التحرير الفلسطينية ثم ايران ثم سوريا المهم ان (جعاكة) مثل امام المحكمة في ابريل عام 1999 محاط بحوالي (30) عسكري يحملون في ايديهم احدث ما انتجته سوق السلاح في العالم القديم والمعاصر الى جانب انه تمت كسوة جسمه بالكامل بواقي ضد الرصاص اما الشخص الرابع والذي اعتبره اهم دليل اتهام في هذه القضية هو السائق الذي لم يرد ذكر اسمه على الاطلاق في قضية تفجير طائرة (بان امريكان) فقد كنت على علم تام بأن المتهمين في هذه القضية ليس بالثلاثة انما هم اربعة فهذا السائق مجرد ما ان وطأت قدماه ارض العاصمة الليبية طرابلس تم حبسه في السجن بواسطة جهاز الأمن الخارجي لكي لا يسرب اية معلومات عن هذه العملية الاجرامية وبطريقة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي واركان حربه في النظام المخلوع مثلا لو ارسلوا شخصا ما من اجل تصفية انسان اخر في اوروبا ونفذت المهمة بنجاح فان منفذ العملية سالفة الذكر مجرد ما ان عاد الى العاصمة الليبية (طرابلس) تتم تصفيته هو ايضا حتي تضيع معالم الجريمة ومثل هذه الحالات يتعامل معها نظام القذافي بحمل جثامينهم والقائها في داخل البحر الأبيض المتوسط الذي توجد به منطقة في المياه الاقليمية الليبية بها اسماك القرش المفترسة التي تطعم بتلك الجثامين
أصوات الرصاص وتصفية النزلاء
واستدل المترجم السوداني (جعفر) بواحدة من الجرائم المرتكبة في ذات الاطار قائلا: ومن الجرائم التي تدل على ان القذافي كان متسلطاً وكان ديكتاتوراً وكان دموياً وكان مجرماً إجراماً لا أول ولا آخر له وكان فعلا طاغية قتل أسرة احد المعارضين لنظامه بالولايات المتحدة الامريكية وتعود وقائع هذه الحادثة الى انه قصف منزله بطرابلس وداخله والد ووالدة ذلك المعارض بالاضافة الى شقيقه وزوجته وابنائه الصغار والذين نفذوا هذه الجريمة هم الجماعات الثورية الليبية وكان عددهم حوالي 7 الف عسكري في تمام الساعة الثانية صباحا وقاموا بتطويق المنطقة والمنزل المؤلف من ثلاث طوابق ودون رحمة او رأفة دمروا تلك العمارة على الأرض بما فيها السكان الذين عددتهم في سياق عرض هذه الجريمة البشعة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني واضاف جعفر: ومما ذهبت اليه اردت ان ادلل لكم بفداحة الجرائم والانتهاكات في حق الانسانية ولكن المثير جدا للدهشة ان المتهم الرابع في قضية طائرة (بان امريكان) عاد الى العاصمة الليبية طرابلس وكل ما فعله معه جهاز الأمن الخارجي هو انه سجنه رغما عن انه كان من السهل عليهم قتله ورميه في مياه البحر الأبيض المتوسط لتأكله اسماك القرش او قتله بالضبط كما قتل 1200 من سجناء ابو سليم في أكبر مجزرة بشرية تشهدها الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية والغريب انني كنت اقطن في منطقة الشرقية وهي قريبة جداً من السجن المذكور مسبقا فكنت في وقت متأخر من الليل اسمع اصوات الرصاص الذي تمت به تصفية هؤلاء النزلاء الذين تم قتلهم في يومين على التوالي فهم جميعا كانوا ينتمون الى التيار الاسلامي.
وساطة المناضل نيلسون مانديلا
وعاد جعفر الى قضية لوكربي مجددا قائلا: السبب الرئيسي الذي وضعت على اثره في السجن هو ان بعض الاشخاص ذهبوا الى عبد الباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة وقالوا لهما ان المحامي ابراهيم الغويل الموكل له مهمة الدفاع عنهما ليس متخصص في القانون الجنائي بل متخصص في القانون المدني لذلك عليكما اللجوء الى محمد ابو القاسم اللوي أمين اللجنة الشعبية العامة للعدل لكي يشكل لكما لجنة من محامين متخصصين في القانون الجنائي وبالفعل عملا بهذه النصيحة فما كان من محمد ابو القاسم اللوي الا وشكل لهما لجنة من ستة محامين برئاسة الاستاذ كامل المقصور وابراهيم العلاقي وفي ذيل القائمة ابراهيم الغويل عضوا وفي نفس هذه الايام ارسلت المملكة العربية السعودية المناضل نيلسون مانديلا وهو الذي هو صديقا قريبا للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من اجل ان يسلم المتهمين بتفجير طائرة (بان امريكان) الى محاكمة في بلد محايد
أسباب استقالة محامي المتهمين
وقال جعفر: المهم ان هنالك اشكاليات بين ابراهيم الغويل محامي المتهمين عبد الباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة وزميله كامل المقصور قديمة تصل في كثير من الاحيان الى اقترابهما من التشاجر اذ أنهما كانا متنافسان على منصب نقيب المحامين الليبيين في انتخابات اجريت وسط زملائهم في المهنة الأمر الذي جعل المحامي ابراهيم الغويل يغضب من تشكيل اللجنة ووضعه عضوا فيها لذلك في يوم 2/11/1998م دفع لي بورقة طالبا مني قراءتها وما ان انتهيت منها الا واكتشفت انه قرار تشكيل لجنة الستة محامين للدفاع عن المتهمين عبد الباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة فقال لي: شكلت هذه اللجنة ولم اوضع رئيساً لها لذلك سأقدم استقالتي من قضية تفجير طائرة (بان امريكان) وعلى خلفية هذا الحوار القصير بيني وبينه بدأنا في جمع المكاتبات الخاصة بهذه القضية من اجل اعادتها الى محمد ابو القاسم اللوي امين اللجنة الشعبية للعدل بالجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية وقال المحامي ابراهيم الغويل: (لقد دمرت مكتبي بسبب هذه القضية التي اصرف عليها من سنامي) وما قوله هذا الا لأنه يتعامل مع شركات قانونية في فرنسا وبريطانيا وامريكا حيث كنا نستلم منهم المكاتيب بواسطة الـ (DHL) وعن طريق رئيس اللجنة الشعبية للعدل فشركات الخبرة القانونية قالت للمحامي الليبي ابراهيم الغويل: نحن وقفنا معكم في قضية تفجير طائرة (بان امريكان) الى ان استطعنا ان نصدر لكم فيها قراراً بأن اختصاص نظر هذه القضية من اختصاص محكمة العدل الدولية وليس من اختصاص مجلس الأمن الدولي.
بالصور : مترجم قضية تفجير طائرة لوكربي يكشف تفاصيل جديدة للدار (2)
جعفر: ترحيل المتهمين المقرحي وفحيمة للمثول أمام المحكمة الدولية بلاهاي قبل إطلاق سراحي من السجن
استقالة محامي الدفاع عن القضية فجر أزمة قادت لاعتقاله مرتين علي التوالي ولكن
أمريكا وبريطانيا أجبرتا ليبيا علي الاستجابة لعقوبات شملت حظر الطيران منها واليها
التقاه: سراج النعيم
وتبقي الأسرار التي كشفها المترجم السوداني جعفر التوم.. استاذ الترجمة ومترجم قضية لوكربي أسراراً جديدة في هذه القضية التي بدأت تأخذ كل هذه الأبعاد الدولية يوم الاربعاء 21 ديسمبر 1988م التاريخ الذي انفجرت فيه الطائرة البوينغ 747 التابعة لشركة (بان امريكان) أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي.. الواقعة في مدينة دمغريز وغالواي الاسكتلندية غربي المملكة البريطانية المتحدة وفي هذا الإطار جرت تحقيقات في غاية السرية.. وخلال هذه التحقيقات غير المعلنة كانت وسائل الاعلام المختلفة تتكهن وتحلل الي ان تم تدويل القضية وقد نجم عن تفجير الطائرة مقتل 259 راكباً و 11 شخصاً من سكان القرية انفة الذكر حيث سقطت الطائرة وعلي خلفية ذلك شكلت عائلات الضحايا مجموعة ضغط قوية جداً ووجه الاتهام اولاً لدول مختلفة تناصب الولايات المتحدة الأمريكية العداء وحركات تحرير وضعت في خانة المنظمات الإرهابية.. وبعد عدة سنوات وجه فيها الاتهام شرقاً وغرباً ومع هذا وذاك كانت امريكا تنادي بإلقاء القبض علي من تتهمهم بهذا الجرم وإيقاع العقوبات عليهم وفي غمرة تلك الملابسات دفعت الولايات المتحدة بالمسئولية اولاً علي منظمة التحرير الفلسطينية ثم تحول الاتهام الي سوريا وبعدها مباشرة إيران وفي نهاية هذه الجولة التي تلقي فيها الاتهامات جزافا اتجهت امريكا بالاتهام نحو الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية في 13 نوفمبر 1991م وأمرت بالقبض علي مواطنين ليبيين اشتبه فيهم بتنفيذ هذه العملية الإرهابية كونهم يعملون بمكتب شركة الخطوط الجوية الليبية بمطار لوقا بمالطا.
إذعان ليبيا لمطالبة امريكا وبريطانيا
ومن هنا أوقف الموظفان عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة وطلب من الجماهيرية تقديم ما بحوزتها من ادلة تتعلق بشحن حقيبة تحتوي في داخلها علي متفجرات وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية المتحدة تأثيرهما في التحرك داخل مجلس الامن الدولي حتي تمكنا من اصدار قرار في 13 مارس 1992م يحمل الرقم 748 بأغلبية 10 أصوات وامتناع 5 أعضاء عن التصويت لصالح القرار وتحت ضغط قوي أمريكي و بريطاني اصدر مجلس الامن الدولي في 11 نوفمبر من نفس العام قراراً بالرقم 883 وهو قرار يطور من نوع العقوبات وكأجل نهائي حدد 15 ابريل 1992م بالضغط علي الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية حتي تذعن لمطالب الدولتين العظمتين وبموجب ذلك فرض القرار عقوبات علي ليبيا شملت حظر الطيران منها واليها ومنع تصدير الأسلحة وتقليص العلاقات التجارية والدبلوماسية.
فيما يستأنف المترجم السوداني جعفر التوم الحكايا قائلاً: ان شركات الخبرة القانونية الأجنبية التي كانت تتعاون مع المحامي الليبي إبراهيم الغويل في قضية تفجير طائرة لوكربي طالبته بالأتعاب الخاصة بهم خاصة وانهم استطاعوا ان يحددوا اختصاص المحكمة التي يجب ان يمثل امامها المتهمان عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة حيث ان شركات الخبرة القانونية الاجنبية استصدرت قراراً يؤكد ان اختصاص نظر هذه القضية من اختصاص محكمة العدل الدولية وليس من اختصاص مجلس الامن الدولي.
بيوتات الخبرة القانونية الأجنبية
وبما ان القضية اكتسبت هذا الطابع فان مجلس الامن الدولي زاد العقوبات مع استمرار الحصار علي الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية تحت مظلة الامم المتحدة وأمينها العام وقتئذ بطرس غالي ورغم ما أحدثه هذا الحصار من أضرار بالغة علي الشعب الليبي الا ان النظام البائد لم يستجيب لمطالب الولايات المتحدة الامريكية والمملكة البريطانية المتحدة وبدأت تحركا دولياً يصب راساً في هذا الاتجاه لإقناع العالم برفض الضغط والتهديدات وقد حصلت علي دعم الدول العربية ممثلة في جامعتها العربية التي شكلت لجنة سباعية دائمة لمتابعة هذه القضية كما حصلت علي دعم دول عدم الانحياز والدول الإفريقية التي قررت في قمتها المنعقدة في واغا دوغو عاصمة بوركينا فاسو في 10 يونيو 1998م كسر الحظر المفروض علي الجماهيرية بحلول شهر سبتمبر من نفس العام ما لم يستجاب لمطالبها كما صدرت سلسلة قرارات لحركة عدم الانحياز ومنظمة العدل الدولية لصالح الاعتراض الليبي بأن القضية ليست من اختصاص مجلس الامن الدولي.
وفي سياق متصل قال استاذ الترجمة جعفر التوم: وعندما وصلت قضية تفجير طائرة لوكربي لهذا التقدم واصلت شركات الخبرة القانونية مطالبتها بالأتعاب من طرف المحامي ابراهيم الغويل الموكل له مهمة الدفاع عن المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة وفي حوار له معي حول ذلك الامر قال لي: كلما ذهبت الي الرئيس الراحل معمر القذافي بباب العزيزية.. واشرح له مطالبة بيوتات الخبرة القانونية باستحقاقاتهم المالية مقابل الدور الكبير الذي لعبوه في هذه القضية يقول لي (باهي .. باهي) ثم يردف قائلاً هم دعهم اولاً يستصدرون لنا قراراً ببراءة المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة وبعد ذلك سنعطيهم ما يرغبون فيه.
علامات استفهام لاستقالة محامي الدفاع
وأضاف المترجم السوداني جعفر ومازال الحوار دائراً بيني والمحامي الليبي ابراهيم الغويل الذي قال لي وأمام الرئيس الراحل معمر القذافي إبقاء حقوق بيوتات الخبرة القانونية الي حين الانتهاء من القضية دخلت في حرج شديد معهم لعدم إيفائي بالتزاماتهم المالية نظير الخدمة القانونية التي قدموها لنا في قضية تفجير طائرة لوكربي ولاسيما ان الحل الوحيد هو ان انفض يدي من تولي مهمة الدفاع عن المتهمين واسلم كل المكاتبات المتعلقة بها الي محمد ابو القاسم اللوي امين اللجنة الشعبية العامة للعدل بالجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية وفي نفس هذه الايام أصبح بعض الصحفيين يترددون علي مكتب المحامي الليبي ابراهيم الغويل لإجراء حوارات صحفية معه بالصوت والصورة و اول ثلاثة صحفيين جاءوا الي مكتب الغويل وطرحوا عليه اسئلة مثلاً هل ليبيا سوف تسلم المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة لمحاكمة في بلد محايد وهل في نظرك المتهمين ارتكبوا هذه الجريمة ام لا؟! فما كان من المحامي ابراهيم الغويل الا وقال لهم سوف اقدم استقالتي من هذه القضية وبالتالي لن يكون لي دخلاً فيها من قريب او بعيد فكان ان تناقلت وكالات الأنباء العالمية هذا الخبر وبثته علي المتلقي علي هذا النحو (المحامي المترافع عن المتهيمن الليبيين تقدم باستقالته) الأمر الذي ترك علامة استفهام كبيرة جداً فلماذا تقدم باستقالته في هذا التوقيت بالذات الم يكن واثقاً من براءة المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة؟!
محكمة العدل الدولية بلاهاي
وحول استقالة المحامي الليبي ابراهيم الغويل قال استاذ الترجمة السوداني جعفر التوم: هذه الاستقالة عن قضية عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة المتهمين بتفجير طائرة لوكربي فجرت أزمة كبيرة في النظام المخلوع برئاسة الرئيس الراحل معمر القذافي بينما كان هنالك أشخاص مطلوب مثولهم امام محكمة العدل الدولية بلاهاي وهم الظاطمة وزكي حامد فرحات وموسي كوسا وعبدالله السنوسي وابوبكر يونس جابر.. وهنا قالوا ان ابراهيم الغويل يريد ان يلف ويدور معنا (لكي يلبسنا طرح) وبالمقابل من الشخص الذي يعرف أسرار هذه القضية سوي شخصي المترجم لقضية تفجير طائرة لوكربي هكذا تساءلوا وهكذا أجابوا علي التساؤل؟! وبما انهم توصلوا الي هذه النتيجة قرروا إيداعي في الحبس ولسوء الحظ ان فكرتهم هذه تزامنت مع اليوم الذي تحدثت فيه عن هذه القضية في احدي المناسبات السودانية بالجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية.
جهاز الأمن والحبس الانفرادي
فيما قال جعفر: وهذا النظام جُبل على استخدام أسلوب الرقابة الأمنية الدقيقة لالتقاط كل كبيرة وصغيرة تدع هذا النظام يظل في الحكم اكبر فترة من التسلط والقهر والديكتاتورية وبهذا الأسلوب زرعوا جواسيس لمتابعة حركاتي وسكناتي لكي ينقلوا لهم ما أتفوه به في خصوص هذه القضية ومن هذه البوابة وهذا المدخل بدأت معي مرحلة جديدة تمثلت في ان الظاطمة وذكي حامد فرحات وموسي كوسا وعبدالله السنوسي وابوبكر يونس جابر ارسلوا من يلقي القبض عليّ فقد كنت اقطن في صالون كبير بالعاصمة الليبية طرابلس بمفردي حيث انني كنت استأجره من احد الإخوة الليبيين الذي كان يعمل في مجال الخطوط وسكني كان منفردا ًنزولاً لرغبتي وعملاً بالنصائح التي أزجي بها الي الأستاذ ابراهيم الغويل محامي المتهمين في قضية تفجير طائرة لوكربي والذي طلب مني عدم مخالطة الناس في التجمعات وعليّ ان اتحاشي ذلك بقدر المستطاع حتي لا تخرج مني أية معلومة تتعلق بهذه القضية من اجل ان لا يطالبني الاتهام بأنني سربت المعلومات السرية الخاصة بالقضية وبهذا يسهل عليهم توجيه الاتهام اليه بتسريب المعلومات بواسطة احد موظفيه وفقاً للتوضيحات صباحاً حيث اتي الي مسكني ثلاثة أفراد كشفوا لي عن هويتهم اذا قالوا بالحرف الواحد: نحن نتبع لجهاز الامن الخارجي ثم اخذوا من مكان إقامتي الحقيبة التي اذهب بها الي عملي مع المحامي ابراهيم الغويل والذي ينحصر في ترجمة قضية تفجير طائرة لوكربي ووجدوا في داخلها مذكرات بخط الغويل بعدها قاموا بجمع أي مكتوب داخل الصالون الذي استخدمه كغرفة ثم أخذوني معهم معصوب العينين بسيارة الي معقل الامن الخارجي وفيه وضعت في (حبس انفرادي).
اعتقالي معصوب العينين بطرابلس
ومما قالوه له لحظة الاعتقال قال جعفر: لقد قمنا بممارسة هذا الفعل معك لأنك كثير التحدث عن القضية التي تعرف عنها ادق التفاصيل لأنني عندما ذكرت في المناسبة السودانية ان المتهمين ليسوا بالثلاثة بل هم أربعة أشخاص كانوا جميعاً يعملون في مكتب الخطوط الجوية الليبية في مالطا متسائلاً اين السائق الذي صعد بالحقيبة المحتوية علي المتفرجات والموقت الزمني الي المكتب ثم إعادتها مجدداً الي السيارة والانطلاق بها لي الوجهة المحددة في المخطط؟!
في حين أنهم وضعوني في زنزانة ثلاثة امتار في مترين ونصف بها مرتبة وستة بطاطين وباب ينفتح من الخارج وخلال ثلاثة ايام كانوا يحققون معي ثلاثة ساعات.
ففي بادئ الأمر سألوني لماذا تقدم المحامي ابراهيم الغويل بالاستغالة من الترافع عن قضية تفجير طائرة لوكربي.. فقلت لهم: هذا السؤال يجب ان توجهوه اليه هو مباشرة فأنا كنت اعمل معه في ترجمة القضية فأردفوا السؤال بآخر من هم الاشخاص الذين يترددون علي مكتب المحامي ابراهيم الغويل في هذه الفترة كما انهم قالوا لي ماهي اهم المكاتبات التي يتم احضارها من بيوتات الخبرة القانونية في فرنسا وبريطانيا وماهو رأيي في ان كان المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة قد ارتكبوا هذا الجرم ام لا؟! ومن هذا السؤال الاخير قلت لهم: لا اعرف ان كانوا فعلوا ذلك او لم يفعلوا لأنني لست قاضياً لذلك هي علمها عند الله سبحانه وتعالي.
اعتقال محامي المتهمين المقرحي وفحيمة
واستطرد جعفر ظللت قابعاً في سجن جهاز الامن الخارجي حوالي الـ5 اشهر و 17 يومياً من تاريخه الي ان تم إخلاء سبيلي بعد ان شد المقرحي وفحيمة الرحال الي هولندا للمثول امام قضاة المحكمة الدولية بلاهاي بتاريخ 15 ابريل 1999م وبمجرد خروجي علمت ان الأستاذ ابراهيم الغويل اعتقل مرتين من طرف جهاز الامن الخارجي المرة الاولي سبعة ايام والمرة الثانية اثنا عشر يوماً.. وعندما أطلق سراحه قالوا له: لا تعتقد انك حاجة كبيرة فنحن في إمكاننا ان نقتلك بعيار ناري يؤدي بحياتك ونحن من اجل ترافعك عن المتهمين عبدالباسط القمرحي والامين خليفة فحيمة كنا نفتح لك الأبواب المؤصدة لمقابلة الرئيس الراحل معمر القذافي ومن الان وصاعداً لن تستطيع ان تلتقي به أي انهم لم يراعوا عامل سنه وانه رجل قانون ضليع في مجاله وله مكانته داخل وخارج الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية.
بالصور : مترجم قضية تفجير طائرة لوكربي يكشف تفاصيل جديدة للدار (2)
جعفر: ترحيل المتهمين المقرحي وفحيمة للمثول أمام المحكمة الدولية بلاهاي قبل إطلاق سراحي من السجن
استقالة محامي الدفاع عن القضية فجر أزمة قادت لاعتقاله مرتين علي التوالي ولكن
أمريكا وبريطانيا أجبرتا ليبيا علي الاستجابة لعقوبات شملت حظر الطيران منها واليها
التقاه: سراج النعيم
وتبقي الأسرار التي كشفها المترجم السوداني جعفر التوم.. استاذ الترجمة ومترجم قضية لوكربي أسراراً جديدة في هذه القضية التي بدأت تأخذ كل هذه الأبعاد الدولية يوم الاربعاء 21 ديسمبر 1988م التاريخ الذي انفجرت فيه الطائرة البوينغ 747 التابعة لشركة (بان امريكان) أثناء تحليقها فوق قرية لوكربي.. الواقعة في مدينة دمغريز وغالواي الاسكتلندية غربي المملكة البريطانية المتحدة وفي هذا الإطار جرت تحقيقات في غاية السرية.. وخلال هذه التحقيقات غير المعلنة كانت وسائل الاعلام المختلفة تتكهن وتحلل الي ان تم تدويل القضية وقد نجم عن تفجير الطائرة مقتل 259 راكباً و 11 شخصاً من سكان القرية انفة الذكر حيث سقطت الطائرة وعلي خلفية ذلك شكلت عائلات الضحايا مجموعة ضغط قوية جداً ووجه الاتهام اولاً لدول مختلفة تناصب الولايات المتحدة الأمريكية العداء وحركات تحرير وضعت في خانة المنظمات الإرهابية.. وبعد عدة سنوات وجه فيها الاتهام شرقاً وغرباً ومع هذا وذاك كانت امريكا تنادي بإلقاء القبض علي من تتهمهم بهذا الجرم وإيقاع العقوبات عليهم وفي غمرة تلك الملابسات دفعت الولايات المتحدة بالمسئولية اولاً علي منظمة التحرير الفلسطينية ثم تحول الاتهام الي سوريا وبعدها مباشرة إيران وفي نهاية هذه الجولة التي تلقي فيها الاتهامات جزافا اتجهت امريكا بالاتهام نحو الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية في 13 نوفمبر 1991م وأمرت بالقبض علي مواطنين ليبيين اشتبه فيهم بتنفيذ هذه العملية الإرهابية كونهم يعملون بمكتب شركة الخطوط الجوية الليبية بمطار لوقا بمالطا.
إذعان ليبيا لمطالبة امريكا وبريطانيا
ومن هنا أوقف الموظفان عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة وطلب من الجماهيرية تقديم ما بحوزتها من ادلة تتعلق بشحن حقيبة تحتوي في داخلها علي متفجرات وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية المتحدة تأثيرهما في التحرك داخل مجلس الامن الدولي حتي تمكنا من اصدار قرار في 13 مارس 1992م يحمل الرقم 748 بأغلبية 10 أصوات وامتناع 5 أعضاء عن التصويت لصالح القرار وتحت ضغط قوي أمريكي و بريطاني اصدر مجلس الامن الدولي في 11 نوفمبر من نفس العام قراراً بالرقم 883 وهو قرار يطور من نوع العقوبات وكأجل نهائي حدد 15 ابريل 1992م بالضغط علي الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية حتي تذعن لمطالب الدولتين العظمتين وبموجب ذلك فرض القرار عقوبات علي ليبيا شملت حظر الطيران منها واليها ومنع تصدير الأسلحة وتقليص العلاقات التجارية والدبلوماسية.
فيما يستأنف المترجم السوداني جعفر التوم الحكايا قائلاً: ان شركات الخبرة القانونية الأجنبية التي كانت تتعاون مع المحامي الليبي إبراهيم الغويل في قضية تفجير طائرة لوكربي طالبته بالأتعاب الخاصة بهم خاصة وانهم استطاعوا ان يحددوا اختصاص المحكمة التي يجب ان يمثل امامها المتهمان عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة حيث ان شركات الخبرة القانونية الاجنبية استصدرت قراراً يؤكد ان اختصاص نظر هذه القضية من اختصاص محكمة العدل الدولية وليس من اختصاص مجلس الامن الدولي.
بيوتات الخبرة القانونية الأجنبية
وبما ان القضية اكتسبت هذا الطابع فان مجلس الامن الدولي زاد العقوبات مع استمرار الحصار علي الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية تحت مظلة الامم المتحدة وأمينها العام وقتئذ بطرس غالي ورغم ما أحدثه هذا الحصار من أضرار بالغة علي الشعب الليبي الا ان النظام البائد لم يستجيب لمطالب الولايات المتحدة الامريكية والمملكة البريطانية المتحدة وبدأت تحركا دولياً يصب راساً في هذا الاتجاه لإقناع العالم برفض الضغط والتهديدات وقد حصلت علي دعم الدول العربية ممثلة في جامعتها العربية التي شكلت لجنة سباعية دائمة لمتابعة هذه القضية كما حصلت علي دعم دول عدم الانحياز والدول الإفريقية التي قررت في قمتها المنعقدة في واغا دوغو عاصمة بوركينا فاسو في 10 يونيو 1998م كسر الحظر المفروض علي الجماهيرية بحلول شهر سبتمبر من نفس العام ما لم يستجاب لمطالبها كما صدرت سلسلة قرارات لحركة عدم الانحياز ومنظمة العدل الدولية لصالح الاعتراض الليبي بأن القضية ليست من اختصاص مجلس الامن الدولي.
وفي سياق متصل قال استاذ الترجمة جعفر التوم: وعندما وصلت قضية تفجير طائرة لوكربي لهذا التقدم واصلت شركات الخبرة القانونية مطالبتها بالأتعاب من طرف المحامي ابراهيم الغويل الموكل له مهمة الدفاع عن المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة وفي حوار له معي حول ذلك الامر قال لي: كلما ذهبت الي الرئيس الراحل معمر القذافي بباب العزيزية.. واشرح له مطالبة بيوتات الخبرة القانونية باستحقاقاتهم المالية مقابل الدور الكبير الذي لعبوه في هذه القضية يقول لي (باهي .. باهي) ثم يردف قائلاً هم دعهم اولاً يستصدرون لنا قراراً ببراءة المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة وبعد ذلك سنعطيهم ما يرغبون فيه.
علامات استفهام لاستقالة محامي الدفاع
وأضاف المترجم السوداني جعفر ومازال الحوار دائراً بيني والمحامي الليبي ابراهيم الغويل الذي قال لي وأمام الرئيس الراحل معمر القذافي إبقاء حقوق بيوتات الخبرة القانونية الي حين الانتهاء من القضية دخلت في حرج شديد معهم لعدم إيفائي بالتزاماتهم المالية نظير الخدمة القانونية التي قدموها لنا في قضية تفجير طائرة لوكربي ولاسيما ان الحل الوحيد هو ان انفض يدي من تولي مهمة الدفاع عن المتهمين واسلم كل المكاتبات المتعلقة بها الي محمد ابو القاسم اللوي امين اللجنة الشعبية العامة للعدل بالجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية وفي نفس هذه الايام أصبح بعض الصحفيين يترددون علي مكتب المحامي الليبي ابراهيم الغويل لإجراء حوارات صحفية معه بالصوت والصورة و اول ثلاثة صحفيين جاءوا الي مكتب الغويل وطرحوا عليه اسئلة مثلاً هل ليبيا سوف تسلم المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة لمحاكمة في بلد محايد وهل في نظرك المتهمين ارتكبوا هذه الجريمة ام لا؟! فما كان من المحامي ابراهيم الغويل الا وقال لهم سوف اقدم استقالتي من هذه القضية وبالتالي لن يكون لي دخلاً فيها من قريب او بعيد فكان ان تناقلت وكالات الأنباء العالمية هذا الخبر وبثته علي المتلقي علي هذا النحو (المحامي المترافع عن المتهيمن الليبيين تقدم باستقالته) الأمر الذي ترك علامة استفهام كبيرة جداً فلماذا تقدم باستقالته في هذا التوقيت بالذات الم يكن واثقاً من براءة المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة؟!
محكمة العدل الدولية بلاهاي
وحول استقالة المحامي الليبي ابراهيم الغويل قال استاذ الترجمة السوداني جعفر التوم: هذه الاستقالة عن قضية عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة المتهمين بتفجير طائرة لوكربي فجرت أزمة كبيرة في النظام المخلوع برئاسة الرئيس الراحل معمر القذافي بينما كان هنالك أشخاص مطلوب مثولهم امام محكمة العدل الدولية بلاهاي وهم الظاطمة وزكي حامد فرحات وموسي كوسا وعبدالله السنوسي وابوبكر يونس جابر.. وهنا قالوا ان ابراهيم الغويل يريد ان يلف ويدور معنا (لكي يلبسنا طرح) وبالمقابل من الشخص الذي يعرف أسرار هذه القضية سوي شخصي المترجم لقضية تفجير طائرة لوكربي هكذا تساءلوا وهكذا أجابوا علي التساؤل؟! وبما انهم توصلوا الي هذه النتيجة قرروا إيداعي في الحبس ولسوء الحظ ان فكرتهم هذه تزامنت مع اليوم الذي تحدثت فيه عن هذه القضية في احدي المناسبات السودانية بالجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية.
جهاز الأمن والحبس الانفرادي
فيما قال جعفر: وهذا النظام جُبل على استخدام أسلوب الرقابة الأمنية الدقيقة لالتقاط كل كبيرة وصغيرة تدع هذا النظام يظل في الحكم اكبر فترة من التسلط والقهر والديكتاتورية وبهذا الأسلوب زرعوا جواسيس لمتابعة حركاتي وسكناتي لكي ينقلوا لهم ما أتفوه به في خصوص هذه القضية ومن هذه البوابة وهذا المدخل بدأت معي مرحلة جديدة تمثلت في ان الظاطمة وذكي حامد فرحات وموسي كوسا وعبدالله السنوسي وابوبكر يونس جابر ارسلوا من يلقي القبض عليّ فقد كنت اقطن في صالون كبير بالعاصمة الليبية طرابلس بمفردي حيث انني كنت استأجره من احد الإخوة الليبيين الذي كان يعمل في مجال الخطوط وسكني كان منفردا ًنزولاً لرغبتي وعملاً بالنصائح التي أزجي بها الي الأستاذ ابراهيم الغويل محامي المتهمين في قضية تفجير طائرة لوكربي والذي طلب مني عدم مخالطة الناس في التجمعات وعليّ ان اتحاشي ذلك بقدر المستطاع حتي لا تخرج مني أية معلومة تتعلق بهذه القضية من اجل ان لا يطالبني الاتهام بأنني سربت المعلومات السرية الخاصة بالقضية وبهذا يسهل عليهم توجيه الاتهام اليه بتسريب المعلومات بواسطة احد موظفيه وفقاً للتوضيحات صباحاً حيث اتي الي مسكني ثلاثة أفراد كشفوا لي عن هويتهم اذا قالوا بالحرف الواحد: نحن نتبع لجهاز الامن الخارجي ثم اخذوا من مكان إقامتي الحقيبة التي اذهب بها الي عملي مع المحامي ابراهيم الغويل والذي ينحصر في ترجمة قضية تفجير طائرة لوكربي ووجدوا في داخلها مذكرات بخط الغويل بعدها قاموا بجمع أي مكتوب داخل الصالون الذي استخدمه كغرفة ثم أخذوني معهم معصوب العينين بسيارة الي معقل الامن الخارجي وفيه وضعت في (حبس انفرادي).
اعتقالي معصوب العينين بطرابلس
ومما قالوه له لحظة الاعتقال قال جعفر: لقد قمنا بممارسة هذا الفعل معك لأنك كثير التحدث عن القضية التي تعرف عنها ادق التفاصيل لأنني عندما ذكرت في المناسبة السودانية ان المتهمين ليسوا بالثلاثة بل هم أربعة أشخاص كانوا جميعاً يعملون في مكتب الخطوط الجوية الليبية في مالطا متسائلاً اين السائق الذي صعد بالحقيبة المحتوية علي المتفرجات والموقت الزمني الي المكتب ثم إعادتها مجدداً الي السيارة والانطلاق بها لي الوجهة المحددة في المخطط؟!
في حين أنهم وضعوني في زنزانة ثلاثة امتار في مترين ونصف بها مرتبة وستة بطاطين وباب ينفتح من الخارج وخلال ثلاثة ايام كانوا يحققون معي ثلاثة ساعات.
ففي بادئ الأمر سألوني لماذا تقدم المحامي ابراهيم الغويل بالاستغالة من الترافع عن قضية تفجير طائرة لوكربي.. فقلت لهم: هذا السؤال يجب ان توجهوه اليه هو مباشرة فأنا كنت اعمل معه في ترجمة القضية فأردفوا السؤال بآخر من هم الاشخاص الذين يترددون علي مكتب المحامي ابراهيم الغويل في هذه الفترة كما انهم قالوا لي ماهي اهم المكاتبات التي يتم احضارها من بيوتات الخبرة القانونية في فرنسا وبريطانيا وماهو رأيي في ان كان المتهمين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة قد ارتكبوا هذا الجرم ام لا؟! ومن هذا السؤال الاخير قلت لهم: لا اعرف ان كانوا فعلوا ذلك او لم يفعلوا لأنني لست قاضياً لذلك هي علمها عند الله سبحانه وتعالي.
اعتقال محامي المتهمين المقرحي وفحيمة
واستطرد جعفر ظللت قابعاً في سجن جهاز الامن الخارجي حوالي الـ5 اشهر و 17 يومياً من تاريخه الي ان تم إخلاء سبيلي بعد ان شد المقرحي وفحيمة الرحال الي هولندا للمثول امام قضاة المحكمة الدولية بلاهاي بتاريخ 15 ابريل 1999م وبمجرد خروجي علمت ان الأستاذ ابراهيم الغويل اعتقل مرتين من طرف جهاز الامن الخارجي المرة الاولي سبعة ايام والمرة الثانية اثنا عشر يوماً.. وعندما أطلق سراحه قالوا له: لا تعتقد انك حاجة كبيرة فنحن في إمكاننا ان نقتلك بعيار ناري يؤدي بحياتك ونحن من اجل ترافعك عن المتهمين عبدالباسط القمرحي والامين خليفة فحيمة كنا نفتح لك الأبواب المؤصدة لمقابلة الرئيس الراحل معمر القذافي ومن الان وصاعداً لن تستطيع ان تلتقي به أي انهم لم يراعوا عامل سنه وانه رجل قانون ضليع في مجاله وله مكانته داخل وخارج الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية.
بالصور : مترجم قضية تفجير طائرة لوكربي يكتشف تفاصيل جديدة للدار (3)
جعفر : القذافي أمر بتفجير طائرة (بان امريكان ) رداً على قصف الأمريكان لمنزله بطرابلس .. ولكن !!
هذا حواري مع المتهم الرابع داخل معتقل جهاز الامن الليبي .. ولهذا السبب لم يمثل أمام المحكمة
تأخر الطائرة ساعة بمطار (هيثرو) أفشل مخطط سقوطها في المحيط الاطلنطي !!
التقاه : سراج النعيم:
رغم أن فكرة تسليم المتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة إلى بلد ثالث تتم فيه محاكمتهما على تفجيرهما طائرة لوكربي فشلت فشلاً ذريعاً بالرغم من المواقف القوية لدول الوحدة الأفريقية التي تحدى العديد من رؤسائها دول الحظر الجوي المفروض على الجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية . ومع هذا وذاك قدمت الكثير من الضمانات والتطمينات بألا تتحول محاكمة المشتبه فيهما إلى محكمة سياسية . وأنهما سيلقيان محاكمة جنائية عادلة . وبعد جدال واسع احست الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية المتحدة أن ثغرة قد فتحت نافذتها في جدار الجزاءات المتصدعة . فلم يكن أمامهما سوى القبول بمحاكمة المتهمين المشار إليهما آنفاً في بلد ثالث هو هولندا . ومن هذه المستجدات في 24 أغسطس 1998م وافقت الجماهيرية الليبية العربية الاشتراكية ، وبعد اجراءات استمرت فترة زمنية انعقدت المحكمة الدولية بلاهاي .. وهي مؤلفة من ثلاثة قضاة واستمرت لمدة 84 يوماً من المرافعات القانونية.
وفي 31 يناير 2001م أدانت المحكمة المتهم عبدالباسط المقرحي استناداً إلى قرائن ظرفية .. بينما برأت المتهم الأمين خليفة فحيمة من الإتهام المنسوب إليه . فيما حكم على المدان عبدالباسط المقرحي في 31 يناير 2001م بالسجن المؤبد. إثر ادانته بالتورط في نوفمبر وبالتالي قضت المحكمة ان يقضي المقرحي (27 عاماً ) على الأقل في السجن قبل أن يتم إخلاء سبيله بالإفراج المشروط.
تأخر الطائرة ساعة بمطار (هيثرو):
وبعد تنفيذ الحكم عليه أمضى فترة طويلة خلف القضبان حبيساً في سجن قرب جلاسكو إلى أن تم اطلاق سراحه لاسباب صحية فقط حيث انه أصيب بداء سرطان البروستاتا وتمت إعادته إلى الجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية دون ان تصدر المحكمة الدولية بلاهاي حكماً ببراءته . وعلى خلفية حكم الإفراج عنه . جرت مفاوضات بين الدولتان تمخضت عن الوصول إلى تسوية تدفع بموجبها الجماهيرية تعويضات إلى عوائل ضحايا تفجير طائرة لوكربي وتعلن عن مسؤوليتها عن أعمال موظفيها ..وهو ما تم بالفعل.
وفي ذات الإطار قال استاذ الترجمة : مترجم قضية تفجير طائرة لوكربي : في يوم الأربعاء 21 ديسمبر 1988م انفجرت الطائرة التابعة لشركة (بان امريكان ) اثناء تحليقها في اجواء قرية لوكربي . الواقعة في مدينة دمفريز وغالواي الأسكتلندية غربي انجلترا .. بعد أن قام شخصان بتسليم عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة حقيبة (شنطة) تحتوى في داخلها على المتفجرات والمؤقت في مالطا بينما حمل السائق الخاص بالمقرحي الحقيبة من السيارة وصعد بها إلى مكتب عبدالباسط . وفي المكتب وضعوا بعض الأزياء . ثم تم ضبط المؤقت على أساس أن يحدث الانفجار في المحيط الأطلنطي وتضيع معالم هذه الجريمة الإرهابية . وذلك بحسب المخطط المرسوم من جهاز الأمن الخارجي بالجماهيرية الليبية العربية الإشتراكية .وربما أن الله -سبحانه وتعالى- إراد لهذه المخطط أن لا يأتي وفقاً لما يرغب فيه النظام المدحور .. فقد قدر لها ان تتأخر في مطار (هيثرو) ساعة من التوقيت المحدد.
المقرحي يسجل إعترافاًُ أمام القضاة:
فيما افترض المحققون أن المتهم عبدالباسط المقرحي شدَّ الرحال مع الحقيبة المتفجرة من مالطا إلى لندن . وأنه استطاع أن يتجاوز كل الموانع الأمنية في المطار وبما أنه تخطى الرقابة الأمنية. فإنه قام بوضع الحقيبة في طائرة الخطوط الجوية الأمريكية (بان أمريكان) المغادرة في هذه الرحلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية . من مطار عاصمة الضباب لندن ولم يرافق المقرحي الحقيبة الملغومة . بل توجه من هناك مباشرة إلى الجماهيرية الليية العربية الإشتراكية وأضاف جعفر في ذات السياق : عندما رحل المتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين فحيمة إلى محاكمتهما بالمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي كنت معتقلاًَ في سجن جهاز الأمن الخارجي ، حيث حكمت المحكمة على المقرحي بالسجن المؤبد بينما برأت الأمين خليفة فحيمة من الإتهام المنسوب إليه لعدم كفاية الأدلة ..وهذا وفقاً للترتيبات التي اجراها نظام الرئيس الراحل معمر القذافي إذ أنهم قالوا لعبدالباسط المقرحي: بدلاً من أن تدينكما المحكمة أنتما الأثنين في هذه القضية يجب أن يقر بها واحداً منكما. وبالتالي اشاروا على المقرحي أن يقول : إنه رئيس مكتب الخطوط الجوية الليبية في مالطا لذلك أنا المسؤول مسؤولية مباشرة باعتبار أن رفيقي في الإتهام (فحيمة) لا علم له من قريب أو بعيد بهذه الحقيبة .. وهكذا سجل المقرحي اعترافاً امام القضاة الثلاثة الذين مثل أمامهم في قضية تفجير طائرة لوكربي.
تفريغ حمولة الطائرة المالطية :
وابرز البروفيسور روبرت بلاك استاد القانون الأسكتلندي في جامعة أدنبرة .. وهو الذي يعتبر (مهندس) فكرة محاكمة المتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة لدى المحكمة الجنائية الدولية بهولندا قال : هذه القضية انجرفت على هذا النحو نسبة إلى هشاشة الأدلة المقدمة من الإدعاء في قضية تفجير طائرة لوكربي.
واسترسل: أن القضاة الاسكتلنديين الثلاثة قبلوا النظر في هذه القضية بكل علاتها ولاسيما أن الأدعاء لم يضع على منضدة المحكمة دليلاً قوياً إلى بداية انطلاقة الحدث من مالطا يؤيد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الحقيبة المشحونة في طائرة (بان امريكان ) دون صحبة مسافر .. تحمل في معيتها المتفجرات التي نتج عنها تفجير الطائرة فوق سماء قرية لوكربي باسكتلندا في الواحد والعشرين من ديسمبر 1988م . حيث شحنت الحقيبة بالطائرة في باديء تحليقها في السماء من مالطا إلى مطار فرانكف

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...