الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

رجل اعمال سوداني يطلب الحماية من السفارة الأمريكية بالخرطوم لهذا السبب


 

.....

قدم سيف الإسلام عباس زين العابدين شكوى للمحكمة الجنائية ضد سفارة عربية شهيرة، وطلب في إطارها الحماية من السفارة الأمريكية بالخرطوم، إذ أنه سلم  القائم بالأعمال للسفارة الامريكية بالخرطوم طلب الحماية وسلامته الشخصية، ووافق القائم بالاعمال الأمريكي على حمايته.

واعلن رجل الأعمال السوداني وقفه احتجاجيه يوم الأحد القادم أمام السفارة العربية الشهيرة وبحضور بعض القنوات الفضائية، وسوف يوضح من خلالها جذور واصل الإشكالية بالظبط.

الخميس، 9 ديسمبر 2021

القصة المثيرة والمؤثرة لاعتقال ابوهريرة حسين بالسجن الاتحادي (كوبر)

القصة المثيرة والمؤثرة لاعتقال ابوهريرة حسين بالسجن الاتحادي (كوبر)

أبوهريرة : البشير داعبني قائلاً : (هل أنت هنا معتقلاً معنا أم مع الثوار)

كنت معتقلاً في عنبر علي عثمان محمد طه وعبدالرحيم محمد حسين وآخرين

دمي في المعتقل كان أقل من (50%) وأصبت بـ(صداع حاد) وحمي واستفراغ

الوجبات عبارة (فول) في الإفطار، وزبادي (كابو) في الغداء و(ما في عشاء)

اعتقالي نابع من تخوف السلطات من ثورة مضادة لثورة ديسمبر المجيدة ولكن!

حاوره : سراج النعيم

كشف الأستاذ الراحل أبوهريرة حسين، رئيس اتحاد الناشئين، وزير الشباب والرياضة السابق، كشف تفاصيل حزينة حول اعتقال السلطات الرسمية له في 17 أبريل 2019م ضمن سلسلة من اعتقالات سياسية نفذت في مواجهة قيادات من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وعلى خلفية ذلك تم اقتياده إلى السجن الاتحادي (كوبر)، ومنذ تاريخ الاعتقال ظل أبو هريرة حسين قابعاً خلف قضبان السجن، وهو يعاني من المرض، وكلما مر عليه يوماً تتدهور حالته الصحية، وعلى إثر ذلك تعرض للإصابة بمضاعفات جراء أنه أصلاً مصاباً بمرض (السكري)، وهو ليس المعضلة الكبري، بل المعضلة الحقيقية في أنه أصبح وضعه مهدداً بالإصابة بـ(العمى) خاصة أنه أجري في وقت سابق عملية جراحية للعين اليمني في (موسكو)، وذلك قبل تقلده منصب وزير الشباب والرياضة في ظل النظام البائد، ولم يستمر فيه سوي بضعة أيام من تاريخ قرار تعيينه من قبل الرئيس المخلوع عمر البشير، ومما أشرت له في معرض تناولي لأزمة (أبوهريرة)، فإن حالته الصحية كانت تمضي نحو التعقيد (الحرج) جدا، لذلك كان يحتاج للعناية الصحية الخاصة جداً، وهو ما دفع السلطات المختصة للعمل بشكل لصيق على متابعته متابعة دقيقة لتلافي آثار ما يمكن أن يحدث له من مضاعفات نتيجة مرضه (المزمن)، والذي يستوجب الإشراف المباشر له من قبل الطبيب المختص في السودان إلى أن يتمكن من شد الرحال إلى طبيبه الروسي الذي أجري له العملية الجراحية قبلاً، والذي طلب منه معاودته فيما بعد لاستخراج (السيلكون)، وكانت الرعاية الصحية له ولجميع السجناء السياسيين المعتقلين متوفرة داخل السجن الاتحادي (كوبر)، إلا أن (أبوهريرة) حالته كانت حالة إنسانية خاصة تحتاج للنظر إليها بعين الرأفة والرحمة حتى يحظي بالعناية الطبية الخاصة.

من خلال سلسلة حوارتي معه سألته ماذا عن التقارير الطبية حول مرضك؟

قدمت كل المستندات والتقارير الطبية المؤكدة إنني في حاجة ماسة لاستكمال علاجي الذي بدأته في (روسيا)، والذي سبق وأن أجريت لي في إطاره عملية جراحية في (شبكية) العين اليمني، والتي باتت مهددة بالتعرض للمضاعفات (التهابات حادة)، وهي قطعاً تؤدي للإصابة بـ(العمي)، وهو الأمر الذي أتوقع حدوثه في حال أنه لم أتلق العلاج اللازم بطرف الطبيب الروسي، بالإضافة إلى إنني أجريت عملية جراحية للعين اليمني، والتي تأثرت بمرض (السكري) الذي نجم عنه تعرضي للإصابة بجرح غائر في رجلي اليمني.

متى بدأت حالتك الصحية تتدهور داخل المعتقل السياسي؟

شعرت أثناء وجودي خلف القضبان بصداع حاد جداً، دوار في الرأس واستفراغ مستمر، ولم أتوقف عند هذا الحد، بل أصيبت بالحمى الشديدة، وذلك من واقع أن الإصابة التي تعرض لها في رجلي أحدثت جرحاً عميقاً، وهذا الجرح لم يندمل رغماً عن العلاجات التي تلقيتها، إلا أن جرحي كان جرحاً غائراً، لذلك لم يفلح الأطباء في إيقاف النزيف، مما فرض على السلطات المختصة تحويلي إلى مستشفى (علياء)، والذي وضحت فيه الفحوصات الطبية أن حالتي (حرجة) جداً، وتستوجب نقل دم بشكل عاجل، وذلك على أساس إنني فقدت كميات كبيرة من الدم بسبب (الجرح) الذي أصبت به في رجلي، والذي وقف في إطاره مرض (السكري) عائقاً أمام تماثلي للشفاء منه، مما جعل دمي يصبح أقل من (50%)، الأمر الذي قاد الطبيب المشرف على حالتي الصحية إلى أن ينقل لي ثلاث زجاجات دم، بالإضافة (32) درباً مائياً، ورغما عن مكثت في السجن أيام وليالِ، وأثناء اعتقالي تدهورت حالتي الصحية لأنني أصلاً مصاباً بمرض (السكر)، كما أنه سبق وأجريت لي عملية جراحية للعين في روسيا، وعلى خلفية ذلك بدأت رحلة العلاج تارة داخل أسوار السجن، وتارة آخري في بعض المستشفيات خارجه، والتي ظللت مداوماً عليها إلى أن تم إطلاق سراحه بالضمانة.

لماذا تم اعتقالك من الأساس؟

لا يوجد سوي الحديث الدائر حول إنني كنت قريباً من الرئيس السابق (عمر البشير) في فترة حكمه للبلاد الممتدة ثلاثة عقود، بالإضافة إلى قولهم إنني كنت مؤثراً في عدد من الشباب.

ما الذي يعنيه ما أشرت له حول اعتقادك؟

ربما هنالك تخوف من ثورة مضادة لثورة ديسمبر المجيدة ولكن!.

في ماذا تم التحقيق معك منذ اعتقالك، وإلى أن تم إطلاق سراحك؟

لم يتم التحقيق معي بالمفهوم العميق، بل كان هنالك تحرى دائراً حول هل أمتلك أراضي أو منازل؟ إلا أن المفاجأة كانت تكمن في إنني لا أمتلك حتى بطاقة (صراف آلي).

ما هو الاعتبار السائد لاعتقالك؟

اعتبروني رمزاً من رموز نظام الرئيس السابق عمر البشير رغماً عن إنني لم أكن عضواً في المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) آنذاك، أو أن أكون منتميا للحركة الإسلامية، فلربما يكون هذا الاعتقاد السائد نابع من إنني كنت رئيساً لاتحاد الناشئين، ومن ثم وزيراً لـ(١٠) أيام فقط قبل سقوط النظام.

ما مبرر عدم السماح لك بتلقي العلاج خارج البلاد؟

كان هنالك تردد في اتخاذ القرار، وذلك التردد سببه اعتقاد إمكانية علاجي داخل البلاد.

لماذا بقيت في السجن طوال الفترة الماضية دون توجيه تهمة؟

خوفاً من أن أكون من قيادات ما يسمي بالثورة المضادة، كما كان هنالك اعتقاد إنني أسعى إلى تهريب الرئيس السابق عمر البشير للخارج.

كيف تهربه وأنت قابعاً خلف أسوار السجن؟

من خلال إجرائي اتصالات خارجية حسب ما كان يتبادر إلى الأذهان.

أين كنت تلتقي بالرئيس المخلوع عمر البشير داخل السجن؟

كنت التقي به يومياً من خلال الرياضة التي كنا نمارسها أثناء وجودنا خلف القضبان، والتقيه أيضاً من خلال (صلاة الجمعة).

ماذا قال لك عندما شاهدك معتقلاً مع رموز نظامه؟

كان الرئيس السابق عمر البشير متفاجئاً جداً لاعتقالي ضمن رموز نظام ثورة الإنقاذ الوطني.

وماذا؟

وجه إلى سؤالاً ساخراً مفاده : (هل أنت هنا معنا بحكم أنك مع الثوار أم من رموز النظام؟)، وابدي في ذات الوقت استغرابه الشديد لوجودي معهم في المعتقل، ثم قال : (لقد كنت تدافع عن الثوار الشباب أثناء ثورتهم على نظام الحكم)، نعم كنت أفعل ذلك مؤكداً انحيازي لمطالب الشباب المشروعة، وكنت دائماً ما أقول له إن مواعين مؤسسات الدولة الموجودة حالياً لم تعد قادرة على استيعاب أحلام وأشواق وطموحات الشباب، إلا أنه ومن المؤسف جداً أن الوقت كان قد مضى.

هل كان مسموحاً لكم كمعتقلين بالالتقاء داخل السجن؟

نعم كنا نلتقي جميعاً.

مع من مِن رموز نظام الرئيس المخلوع عمر البشير كنت معتقلاً؟

كنت معتقلاً في عنبر يوجد فيه علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، القيادي بالمؤتمر الوطني السابق، الفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين، والي ولاية الخرطوم السابق، الدكتور نافع على نافع، الدكتور عوض الجاز وكمال إبراهيم، وهم جميعاً قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني.

هل كان مسموحاً لكم بإدارة حوارات فيما يدور من أحداث في البلاد؟

لا لم يكن مسموحاً لنا بذلك نهائياً، ومع هذا وذاك لم نكن نعلم من قريب أو بعيد ما يجري خارج أسوار السجن الاتحادي (كوبر) خاصة في الأشهر الأولى من اعتقالنا، فلم يكن مسموحاً لنا مشاهدة التلفاز أو سماع أثير الإذاعة أو الإطلاع على الصحف السيارة.

وماذا؟

في الآونة الأخيرة سمح لنا بقراءة صحيفة (الدار)، وجريدة سياسية واحدة، والاستماع إلى الإذاعة.

هل مسموحاً لكم بتناول المشروبات الساخنة (شاي) أو (قهوة)؟

شخصياً لم أشرب (القهوة) منذ دخولي السجن الاتحادي (كوبر)، وظللت هكذا إلى أن تم إخلاء سبيلي.

ما هي الوجبات المقدمة لكم داخل المعتقل؟

الوجبات عبارة (فول) في الإفطار، وزبادي (كابو) في الغداء و(ما في عشاء).

ما الإحساس الذي كان يتخالجك في تلك الأثناء ؟

كنت أشعر بظلم كبير لأنني لم أفعل شيئاً يستدعي اعتقالي، وبالتالي كنت حزيناً كون إنني قدمت خدمات لبلادي بكل تجرد وأمانة دون أن أنتظر عائداً مقابل ذلك، ويشهد على ذلك الكثير من الشباب، والإعلام شاهداً على ما قدمته، فهل مقابل ذلك يكون مصيري دخولي سجن (كوبر).

هل كنت تتوقع إطلاق سراحك؟

كانت ثقتي كبيرة في الله سبحان وتعالي، والقضاء السوداني.

ماذا عن مرضك داخل السجن وتهديد الأطباء لك بـ(البتر) و(العمى)؟

أصيبت في بادئ الأمر قدمي داخل السجن، مما أزم الموقف أكثر إصابتي بـ(السكر)، وعليه كانت هنالك مشكلة في تلقي العلاج في البداية، إلا أن أطباء (علياء) بذلوا مجهوداً كبيراً فيما بعد إلى أن تجاوزت مرحلة (بتر) الأصبع الحمدلله، فلهم مني كل الشكر الجميل، وأيضاً كان هنالك إشكالية في العيون، وأيضاً بذلوا في إطارها مجهوداً كبيراً.

كيف تم إطلاق سراحك، وهل هنالك بلاغ ضدك؟

 

أخلى سبيلي بالضمانة العادية، إما فيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك فأنا ليس ضدي أي بلاغ.

 

ماذا جري حول تلقيك العلاج؟

 

قابلت الدكتور عبد الباقي بمستشفى الأمل، وبدوره أكد إنني أحتاج إلى تدخل جراحي في العين اليمنى لإخراج مادة (السيلكون) المتراكمة بها، لذا من الضروري إجراء عملية للعين اليمنى لاستخراجه، بالإضافة إلى أن عيني اليسري تحتاج لإجراء عملية (ليزر)، وقد أشار الأطباء إلى أن تأخر إجرائي للعملية الجراحية قد يتسبب في إصابتي بـ(العمى) خاصة وأن مادة (السليكون) تراكمت بالشبكية.

 

بماذا نصح الأطباء؟

 

أكد البروف كمال هاشم في تقريره إنني أعاني من مضاعفات متقدمة في (الشبكية)، بعد أن أُجريت لي عملية قص زجاجي، وإصلاح الشبكية قبل ثمانية أشهر في (موسكو)، وبالتالي أحتاج إلى مراجعة طبيبي لإكمال علاجي).

 

ماذا قال الروس عن حالتك الصحية؟

 

ينبغي علىّ إجراء عملية جراحية عاجلة في العينين للمرة الثانية.

 

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021

سراج النعيم يكتب : إقصاء حزب المؤتمر الوطني من المشهد السياسي في البلاد


....

إن الإتجاه إلى إقصاء أو عزل حزب نظام المخلوع عمر البشير من المشهد السياسي واجباً تمليه الضرورة الوطنية، لأنه إذا لم يتم الإقصاء أو العزل السياسي فإنه سيكون بلا شك خطراً على الحكومة المدنية الانتقالية، والانتقال من تلك المرحلة إلى المرحلة الديمقراطية بصورة سلسه، وفيما بعد قد يشكلون خطراً على العملية الانتخابية والاقتراع عبر الصناديق، لذا يجب أن يتم الإقصاء أو العزل من المشهد السياسي حتي لا يتسربوا إليه تحت مسميات حزبية آخري، وبالتالي يعيدون السودان إلى المربع الأول دون تحقيق آمال وأشواق الشعب السوداني، والذي ظل على مدي ثلاثين عام يحلم بالحرية، السلام والعدالة.

إن الإقصاء أو العزل من المشهد السياسي لحزب المؤتمر الوطني يعتبر في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ السودان إجراء احترازي فيه محافظة على مكتسبات الحراك الثوري الشبابي، والذي هو الحادب على مساءلة ومحاسبة رموز حزب المؤتمر الوطني الذين يثبت تورطهم في جرائم ضد الإنسانية، وبالتالي الإقصاء عن المشهد السياسي نهج متبع في كثير من الثورات التحررية التي في كثير من الأحيان تصدر أحكاماً بالاعدام لمن ارتكب جرائم قتل في حق الشعب والاعتقال لمن مارس السياسة مؤيداً لما كان يجري، وعليه فإن الإقصاء أو العزل ما هو إلا ﺇﺟﺮﺍﺀ أخف بالنسبة للاجراءات سالفة الذكر، خاصة وأن الإقصاء أو العزل السياسي تكتيك من التكتيكات المتعارف عليها في ظل الثورات الإنسانية الشعبية، وقد تم انتهاج هذا الأسلوب في ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ وغيرها من الثورات التحررية التي لم تتسامح مع من انتهكوا حقوقها طوال فترة حكمهم. 

فيما اقترح أن يتم الإقصاء أو العزل لحزب نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير) أو من شاركه أو دعمه خلال فترة حكمه الممتدة لثلاثة عقود ماضية من الراهن السياسي في السودان، وأن يكون الإقصاء أو العزل بموجب قرار تتخذه السلطات العدلية في البلاد، بعد أن يتم فتح الباب لشكاوي المتضررين في مواجهة حزب النظام البائد أو أي عضو من أعضاء الحزب، وعلى خلفيته يقرر القضاء الإقصاء أو العزل السياسي لكل من يثبت تورطه في قضايا تتعلق بالفساد الذي استشري في مفاصل مؤسسات الدولة أو جرائم ضد الإنسانية أو الاخلال بالشرف والأمانة، وﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ الاقصائية أو العزل السياسي تعتبر إجراءات ﻭﻗﺎﺋﻴﺔ من أجل الحفاظ على ما حققته الثورة الشعبية من انتصارات ظافرة، والاقصاء أو العزل السياسي من ﺃﺧﻒ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ المتبعة في ظل الحراك الثوري الشبابي الذي شهدته البلاد والداعي إلى التغيير الجذري، وذلك من أجل حماية مستقبل السودان و استقرار أوضاعه حتي لا تتاح لهم الفرصة للعودة مجدداً، وإجهاض الثورة الشعبية الشبابية، لذا إقصاء أو عزل حزب المؤتمر الوطني في هذه المرحلة ومرحلة الانتخابات لن يدع له فرصة المشاركة النشطة في صنع القرار بعد أن ظلوا يقررون في مصير الشعب السوداني ثلاثين عام عاني من خلالها التهميش والتمييز ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ السياسي، هكذا يجب اتباع هذه الاستراتيجية، وأن تكون مشاركة الثوار فعالة في الحكومة المدنية ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻳﺔ ﻓﺌﺔ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ.

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021

سراج النعيم يكتب : الخيانة وعدم الامانة


كلما تأملت الحياة عميقا أجد أن البعض يمارسها بشكل سالب يرتكز على الخيانة، وعدم الأمانة، وعدم الحياء أو الخجل، فما أن تسأل ايا كان إلا ويرد متحججا حججا واهية جدا، لا يمكن الأخذ بها على محمل الجد، فالزواج يخون زوجته والعكس، فكل منهما يدعي أنه يفتقر للحب، الحنان، العاطفة والرومانسية، هكذا يفعل كل منهما ما هو منافي للشرع، العادات، التقاليد، القيم والأخلاق، ورغماً عن ذلك يرمي كل طرف باللائمة على الآخر. 

وفي ذات السياق الحظ أن فتيات في مقتبل العمر يتواصلن مع الغرباء عبر (العولمة) ووسائطها المختلفة، ولا يكتفين بذلك، بل يرسلن صورهن دون خوف من استخدامها كورقة ضغط ضدهن فيما بعد، ورغماً عما أشرت له، فإن الآباء والأمهات بعيدين كل البعد عن ازكاء دور الرقابة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يسهلان للأبناء المضي نحو الهاوية بالمساعدة على اقتناء الهواتف الذكية التي تسهل لهم الدخول إلى الإنترنت وإنزال التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالدردشة مع الغرباء، أي أن الآباء والأمهات ينحصر جل تفكيرهم على الاتفاق أكثر من التربية القائمة على غرس القيم والأخلاق النبيلة، لذلك أضحى التبرج والتعري (أناقة) في الشارع العام، المناسبات وأماكن التجمعات، شوالاعتراض على ذلك يعتبر تخلفاً. 

إن الحياة تعج بالظواهر (السالبة) التي من بينها بلا شك (الرشوة)، و(الاختلاس) الذي أصبح يطلق عليه البعض (تسهيلات)، والسبب فيه أسباب اقتصادية بحتة إلي جانب ضعف الأجور. 

إن بعض الشباب من الجنسين يقضى الساعات الطوال في وسائط التقنية بالبث، النشر، الإطلاع، التواصل، و الدردشة القائمة على التحدث في أعراض الناس دون التفكير في أن الديانة الإسلامية نهته عن ممارسة هذا الفعل القبيح : (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، والاغرب من ذلك كله يشتري الآباء والأمهات الملابس (المحذوفة) للنشء والفتيات دون محاذير، لذلك تجدهن يظهرن في الشوارع والاماكن العامة بملابس أقرب إلى ملابس النوم، ومع هذا وذاك ليس هنالك نخوة في هذا الإطار بدعوى التطور والمواكبة ناسين أو متناسين أن الشيطان واضحاً في أنه سيضل كل من يستجيب إليه، وإذا ازجيت النصح لأي شخص من الأشخاص، فإنك ترتكتب خطأ كبير، رغماً عن أن (أكثر الناس لا يعلمون، لا يشكرون، لايؤمنون، فاسقون، معرضون، لا يعقلون، ولا يسمعون)، وقال الله تعالى : (وقليل من عبادي الشكور ) (وماآمن معه إلا قليل ) (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ).

علاء الدين بيز يعتزل الفن نهائياً

 علاء بيز يعتزل العزف مع الفنانين والفنانات

بعث الموسيقى علاء الدين أحمد عبدالرحيم الشهير ب(علاء الدين بيز) برسالة يعلن من خلالها اعتزال العزف خلف الفنانين والفنانات بسبب الانحطاط، الحقد والحسد الذي تشهده الساحة الفنية.

وقال : قررت اعتزال العزف على آلة البيز مع الفنانين والفنانات، ولن أعود للموسيقي إلا في حال تحول اتحاد الفنانين إلى نقابة تضبط (فوضى) الحركة الفنية.

وتابع : مررت بتجربة مرض قاسية جدا، والحمدلله الإنسان مصاب دون أن يحدد مواعيدا، أي أن المرض يداهم الإنسان بشكل مفاجيء، فلا يكون واضع في حسابه ذلك، وهو ما حدث معي بالضبط، إذ انني تفاجأت بمرضي الذي تعافيت منه تماماً الحمد لله، والذي أجريت في إطاره عملية جراحية للحصوة في الحالب بالقاهرة، وهي عملت (خراجة)، ولكن اتأسف على كل لحظة قضيتها في عالم الفن رغماً عن أنه رسالة مرتبطة بالوجدان، الحب، الحنان والعاطفة إلا أنه في السودان بلا قيمة خاصةً الموسيقى الذي ربما لا يكون محسوبا في خارطته، فالعازف غير مقيم حتى على مستوى الفنان الذي يعزف معه، فإذا حدثت له أي مصيبة لا يجد من يقف معه، وهنا لا أرمي باللائمة على اتحاد الفنانين، لأنه ليس نقابة، فإذا كان كذلك، فإنه سيكون له وزنه، لذلك لا يجد الموسيقى حقه مهما كان بسيطا رغماً عن أنه يقدم إبداع لا تحده حدود، فالاجر الذي يأخذه الموسيقى مقابل عزفه خلف الفنان أو الفنانة لا يكفيه لشراء وجبة (فول)، ناهيك عن ثلاثة وجبات أو أن يتلقى من خلالها العلاج، فهنالك الكثير من الزملاء توفوا إلى رحمة مولاهم لعدم الإمكانيات.

وأضاف : شخصياً لم أجد من يقف معي في الوسط الفني نهائياً، بإستثناء الفنانة المميزة ميادة قمرالدين، فأنا عندما مرضت شددت الرحال إلى القاهرة، وتلقيت فيها العلاج من خلال وقفت أسرتي وإخوتي في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ضباط وضباط صف وجنود، وإخوتي وأصدقائي في معارض السيارات بالموردة أمدرمان، والذين وقفوا معي وقفت رجل واحد، وساعدوني في الأزمة المرضية التي مررت بها في الفترة الماضية معنويا وماديا، لذلك اعتبر الفترة التي امضيتها في الوسط الفني من أسوأ الفترات التي امضيتها في حياتي، فأنت إذا تعرضت للمرض لن تجد من يقف معك في الوسط الفني، لأنهم لا يملكون المال الذي يمكن أن يدعموك به.

واردف : الوسط الفني يفتقر للانضباط، الرقابة والمحاسبة، فكل من هب ودب أصبح فنانا أو موسيقيا، لأن الانتماء للحركة الفنية الطريق الأسهل لتحقيق الشهرة وجنى المال من خلال ما تشهده الساحة الفنية من (فوضى)، إذ تجد مديري الأعمال، فني الساوند سيستم (مكبر-صوت)، وأصدقاء الفنانين وسائقي الحافلات يسيطرون على بعض الفرق الموسيقية، علماً بأنهم جميعأ لا علاقة لهم بالمجال الموسيقى من قريب أو بعيد، أي أنهم يحددون من يعزف ومن لا يعزف خلف الفنان أو الفنانة، كما أنهم يحددون أجر الموسيقى، هكذا الأمور تمضي في الوسط الفني حسب الامزجة الشخصية، وعليه وصلت إلى قناعة تامة بأن ما يجري في الحركة الفنية يحتاج إلى تحول اتحاد الفنانين نقابة تمتلك الحق في الضبط والربط.

واستطرد : ها أنا أعلن اعتزالي للموسيقي في السودان، ولن أعود إليها إلا بعد أن يصبح اتحاد الفنانين (نقابة)، وسأكتفي بالعزف لنفسي في المنزل والاستديوهات، فالموسيقي لا يمكن ترك موهبته، فالموهبة تتحرك في دواخلي بصورة مستمرة، لكن لن اعزف خلف أي فنان أو فنانة، فالمسألة ليست مسألة أجر ضعيف فقط يتعاقد في إطاره الفنان أو الفنانة بمليار أو ثمانمائة ألف جنيه أو سبعمائة ألف جنيه في حين يمنح الموسيقى (7) ألف جنيه أو (8) ألف جنيه فقط، بالإضافة إلى أن هنالك الكثير من (السوالب) التي تعج بها الساحة الفنية.

واسترسل : أشكر كل الذين وقفوا معي وأخص بالشكر الإخوة في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وإخواني تجار السيارات بالموردة أمدرمان والفنانة الإنسانة الراقية الكبيرة بوقوفها مع الناس وزملائها الكبيرة بفنها الأستاذة ميادة قمرالدين، فهي الفنانة الوحيدة التي وقفت معي، وغيري من الزملاء الذين يتلقون العلاج بالقاهرة، وهذا يؤكد أنها تحس بمعاناة زملائها حتى لو كان غير محتاجين، وما قدمته لي ولغيري صدقة جارية لها، فهي تستحق بجدارة لقب سفيرة الإنسانية في السودان الذي فيه عدد كبير من الفنانين والفنانات الذين لديهم إمكانيات إلا أنهم لا يفعلون ما تفعله الفنانة الإنسانة حقا ميادة قمر الدين، فهي تمثل لوحدها اتحاد فني قائم بذاته.

مضي : توفت والدتي إلى رحمة مولاها، وبعد فترة على وفاتها تفاجأت بفنان كبير عزفت معه ما يربو عن عشرين عام، وهو يسألني عنها رغماً عن أنه أول من عرف أنها توفيت إلى رحمة مولاها، ولم يأت للعزاء، وعندما قابلته سلم على بشكل عادي جدا، وسألني صحة الوالدة عليها الرحمة، أليس ما ذكرته جدير بأن اعتزل الفن بعد أن أمضيت فيه ثلاثة عقود دون إنقطاع.

مجذوب أونسة يكشف تفاصيل مثيرة حول اعتقاله بسبب (الغلابة)


السلطات المصرية اتهمتني بالعمالة للرئيس السابق عمر البشير

هذه قصة أغنية (عزيز أنت يا وطني) مع الانقلاب العسكري للانقاذ 

التقاه : سراج النعيم 

وضع الفنان الكبير مجذوب أونسة قصته المثيرة مع مضايقات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير له بسبب أغنية (الغلابة)، واستثمار نظامه من خلال الباشمهندس الراحل الطيب مصطفي لأغنية (عزيز أنت يا وطني) لصالح أجندات ايدلوجية، مؤكدا أنه لم يغن لأي نظام تقلد حكم البلاد، َبل ظل يغني للسواد الاعظمي من الغلابة معبرا بوضوح شديد عن معاناة الشعب السوداني على مدى سنوات خلت. 

لماذا اعتقلت بسبب أغنية (الغلابة)؟ 

أولا لا بد من التأكيد بأن اعتقالي تم بواسطة السلطات الأمنية للرئيس المعزول عمر البشير، وذلك في الأيام الأولى لانقلاب ثورة الإنقاذ على الحكم الديمقراطي، وذلك على أساس إنني غنيت متجاوزا الزمن المحدد لقانون الطواريء، ولم يسألن الضابط الذي حقق معي عن أغنية (الغلابة) التي غنيتها في المناسبة حتى لا يعطي اعتقالي طابعا سياسياً، رغماً عن علمي التام بأن الأغنية مصنفة سياسياً، ويقول مطلعها :-

الغلابة التوهت 

في الدنيا وصعابه

البلد في عز عذابه

 كل زول خلاها سابه

متى صدحت بأغنية (الغلابة)؟ 

بدأت أرددها في المسارح التي اعتليتها بما فيها مسارح الأفراح، هكذا إلى أن وصلت شهرتها إلى بقاع واسعة من أصقاع السودان، وأصبحت تطلب من الجماهير بصورة مستمرة. 

ما الذي خرجت به من وراء اعتقالك بسبب أغنية (الغلابة)؟ 

فهمت بأن السبب المباشر للاعتقال هو اصراري على ترديد الأغنية، ولكن مع استمرار الضغط والمضايقات اضطررت إلى إيقافها.

لماذا اوقفتك السلطات المصرية في مطار القاهرة؟ 

إبان حكم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير تعرضت للاعتقال من قبل الأمن المصري لمدة ثلاثة أيام، وذلك على أساس إنني كتبت عنواني (السفارة السودانية) بالقاهرة في كرت الطائرة، وصادف ذلك سوء العلاقات (السودانية- المصرية)، إذ كانت آنذاك متوترة جداً، وعليه اعتبرتني سلطات مطار القاهرة عميلا للرئيس المعزول عمر البشير، فيما تشير وقائع اعتقالي إلى إنني كنت أركب في الطائرة في المقاعد الخلفية، وأثناء ذلك وضع على منضدتي (الكرت) المعنى، فما كان مني إلا وكتبت عليه عنواني (السفارة السودانية) بالقاهرة، مما دفع الأمن المصري إلى اعتقالي مع الفنان الراحل إبراهيم حسين وعثمان مصطفى، وبعد التحقيق أطلق  سراح زملائي، والابقاء على شخصي ثلاثة أيام رغماً عن كتابتي للعنوان لم يكن نابع من (سذاجة)، إنما نابع من اعتقادي بأن أي فنان يسافر للخارج يجب أن يكون عنوانه سفارة بلاده، عموماً قال الضابط المصري إنني قريب البشير. 

وماذا؟ 

إن تأخر الطائرة التي يجب أن تعيدني للسودان جعل السلطات المصرية تبقيني قيد الاعتقال إلى أن تدخل الرئيس الراحل جعفر محمد نميري وسيطا، وأكد للسلطات المصرية بانني لا علاقة لي بالسياسة. 

لماذا سافرت إلى مصر في ذلك التوقيت؟ 

شددت الرحال إلى قاهرة المعز لتسجيل ألبوم لشركة (حصاد) للإنتاج الفني.

ماذا عن أغنية (عزيز أنت يا وطني)؟

انتجت الأغنية في العام 1986م، ومن ثم سجلتها للإذاعة السودانية رسمياً وقتئذ، كما سجلتها أيضاً لتلفزيون السودان قبل انقلاب الضباط الذين تم اعدامهم فيما بعد، وكان تسجلي للأغنية بآلة العود بطلب من فادي أونسة الذي أكد حضوري للتلفاز، وعندما حضرت في الزمان والمكان وجدت الفنان الراحل علي ابراهيم اللحو يغني بفرقته الموسيقية، فزعلت لأنني أتيت بدون فرقة موسيقية، وقررت على إثر العودة دون أن أسجل، إلا أن فادي مجذوب أصر على أن أغني أي أغنية وطنية، وكان أن تذكرت (عزيز أنت يا وطني)، وهي لا علاقة لها بأي نظام من الأنظمة العسكرية أو المدنية، لذلك غنيتها في ذلك التوقيت، فما كان منها إلا أن ترفض نفسها بقوة، وعندما تم تحرير منطقة من مناطق جنوب السودان بحث الراحل الطيب مصطفى مدير التلفزيون آنذاك في المكتبة عن أغنية تعبر عن الايدلوجية الخاصة به، فوجد (عزيز أنت يا وطني) التي تم منتاجها بإدخال مشاهد لشهداء الحرب الأهلية بين النظام البائد وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، ومن ساعتها أصبحت هذه الأغنية تبث بصورة مستمرة، وعليه فقدت السيطرة عليها، وبالتالي كلما حدث حدث في السودان يتم بثها، ولكن الشرف العظيم لي هو أنها تم بثها عندما تمت الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير وضعت شعارا، أي أنها فرضت نفسها حتى بعد سقوط النظام البائد، وانا ليس لدي أي انتماء سياسي، فأنا وطني واحب وطني، لذلك سجلت أغنية (عزيز أنت يا وطني) في العام 1986م، فأنا لست سياسياً أو راسماليا، وكل أملك هو صوتي. 

ما قصة أغنية (عزيز أنت يا وطني)؟

هذه الأغنية ألفها حسين أونسة إبان الحكم المايوي الذي كان يعمل في ظله اخي حسين أونسة في وزارة الأشغال مهندسا أيام العدالة الناجزة، وأثناء ذلك أحدهم حاملا مكنة قطع الأيادي، هذا الأمر استفز اخي حسين، الذي قال البلد تشهد فقرا مقدعا ومع هذا يتم قطع الأيادي، وكان ألف هذه الأغنية للسودان عزيز أنت يا وطني برغم قساوة المحني.. بك النيل الذي أرسى حضارات كانت تحطم للاحاد

وأضاف : إن الديانة الإسلامية جاءت للسودان بالتي أحسن، و السودانيين مسلمين بالفطرة، وهم ضد التطرف والتشدد رغماً تنوع سحناته، لهجاته، حضارته وثقافاته، وشعب كهذا لابد من يكون فنانه العملاق محمد وردي الذي عبر عنه من خلال الثنائية بينه والشاعر الراحل محجوب شريف في عدد من الأغنية الوطنية الخالدة في وجدان الشعب السوداني

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...