الخميس، 18 مارس 2021

*سراج النعيم يكتب : الإساءة للسودان والسودانيين تزامناً مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي*



..... 

دائماً ما يحدثنا الإعلام المصري عن خصوصية العلاقة بين السودان ومصر، ويصفها بذات الطابع الخاص والإزلية والتاريخية، ويؤكد أنها ذات خصوصية، وتنطلق من روابط طبيعية يجسدها النيل، وفكرية من حيث اللغة والدين، بالإضافة إلى الروابط الحضارية التاريخية والأجتماعية، إلا أنه ورغماً عن ذلك يسئ للسودان والسودانيين، مما يؤكد تناقضه الواضح في خطابه المسيء، وذلك كلما اثار السودان قضية إحتلال مثلث (حلايب)، (شلاتين) و(ابو رماد)، المثلث الذي مهما تحلي في إطاره السودان بالصبر يتفاجأ بالإساءات، ويعود ذلك لترك الحكومة البائدة المثلث الحدودي لقمة صائغة لمصر منذ أن كان الحكم مفتوحاً أمام حركة التجارة بين البلدين دون قيد أو شرط، وذلك حتى العام 1995م، وربما هذه الاستهانة اغرت الجيش المصري للدخول في المثلث الحدودي السوداني على أساس أنه جزء من الأراضي المصرية، إلا أن الحقائق التاريخية، الجغرافية والقانونية تؤكد تأكيداً قاطعاً بأن المثلث سوداني بنسبة 100%، وليس هنالك ذرة شك في ذلك.

وبالمقابل على وزارة الخارجية السودانية وسفارتها بالقاهرة الرد على الإساءات المتكررة للسودان والسودانيين بسبب المثلث الحدودي، ويجب أن يكون الرد رداً قوياً لقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه المساس بسيادة السودان أو الإساءة للسودانيين بأي صورة من الصور، خاصة وأن الأمر فاق كل حدود الصبر، مما يتطلب من السلطات المختصة الإطلاع بمسؤولياتها والتصدي لهذا (العبث)، والتحقيق في الإستهداف المتواصل للسودان، فهذا النهج الذي ينتهج الإعلام المصري والنشطاء سيكون سبباً مباشراً في التأثير على شكل العلاقة بين البلدين، لذلك السؤال ما هي الجهة المستفيدة من تأجيج الخلاف بين السودان ومصر حول المثلث الحدودي السوداني؟، والذي احتلته مصر منذ المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المعزول حسني مبارك في أديس أبابا في يونيو من العام 1995م، ويبدو جلياً أن ملف مثلث حلايب، شلاتين وابو رماد الساخن تمت إحالة إدارته للمخابرات المصرية، مما أدى إلى إضعاف الدور الدبلوماسي، والذي لا ينشط إلا في الأجواء المتوترة بين البلدين، لذلك لا يمكن الإنصات له طالما أن المثلث الحدودي مازال محتلاً.

مما أشرت له، فإن على السلطات المصرية إلقاء القبض على المصري الذي أساء للسودان والسودانيين من خلال مقطع فيديو بالتزامن مع الإعلان عن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للسودان السبت المقبل، إذ أنه حرض على الكراهية، وأدعي أن بلاده تدير السودان منذ إسقاط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ووصف السودانيين بـ(اوسخ) شعوب الأرض و(الكلاب) و(العبيد)، ورغماً عما ذهب إليه فإننا لن نسيء لمصر والمصريين، بل نطالب السلطات المصرية بإلقاء القبض على مواطنها، وتقديمه إلى محاكمة عادلة، وعلى وزارة الخارجية السودانية استدعاء السفير المصري بالخرطوم، وإبلاغه بغضب السودانيين من الإساءات المتكررة، وعلى السفارة السودانية بالقاهرة متابعة الأمر وحسمه حسماً جذرياً من خلال الملاحقات القانونية، لأن هذه الإساءات لن تكون الأولى أو الأخيرة، فالإعلام المصري درج على الإساءة للسودان والسودانيين بصورة مستمرة، مما ساهم في تعبئة المصريين ضد السودان، لذلك على السفارة السودانية بالقاهرة أن تتحرك لرد الإعتبار بالاحتجاج كما فعلت اليمن قبلاً في مقطع فيديو يظهر يمني بشكل (متسخ)، وكذلك الفلبين في فليم (أحمد آدم)، والذي أظهر (فلبينية) بصورة لم ترضي سفارة بلادها بالقاهرة، وذلك الاحتجاج أجبر السلطات المصرية للتدخل وخذف مقطع الفيديو الذي يظهر اليمني (متسخاً)، كما تم تغيير اسم فليم أحمد آدم إلى اسم آخر، فلماذا لا تفعل السفارة السودانية بالقاهرة مثلما فعلت السفارة اليمنية والفلبينية للحافظ على هيبة السودان والسودانيين، وأن لا تتنازل عن أي إساءة ضد سوداني حتى يكون إنساناً معززاً، مكرماً في أي بقعة من بقاع العالم.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

سراج النعيم يكتب : عالم منفلت

 












































































.......................

كثيراً ما يجد الإنسان نفسه مرغماً للعيش في عالم (منفلت)، ومليء بالتناقضات التي لا تراعي الأخلاق والقيم، وتظهر المسألة جلياً كلما خرج الإنسان من منزله إلي الشارع العام، والذي نأسف له حقاً أن يكون الإعتقاد السائد هو أنه في إمكان العولمة أن تفرض ذلك النهج السالب وإجبار الآخرين علي الصمت، وحينما يفعلون ليس خوفاً، إنما إحتراماً لمن يحيطون بهم في أي مكان ، وهذا إن دل علي شيء، فإنما يدل علي إدراكهم ووعيهم، وتتجلي تلك الصورة في مقولة العالم الألمانى (ماكس فايبر) الذي قال : (إن العالم الذى نعيش فيه اليوم لا يبدو لنا، أو نستعشر أنه يشابه ذلك العالم الذي تنبأ به المفكرون، فبدلاً من أن نقبض عليه، ونخضعه بصورة متزايدة لسيطرتنا، فإنه يبدو مستعصياً على الخضوع حتي أصبح عالماً منفلتا)، لذا أتفق مع العالم الألماني ماكس بأن عالم اليوم أضحي عالماً منفلتا، وليس في إمكاننا إستشراف آفاقا تكبح جماح إنفلاته، خاصة مع التطور الذي نشهده في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة، التي تكاد أن تجعل وصف عصرنا هذا بالعصر الجاهلي حقيقة لا مناص منها، فهنالك سحابة تظلل سمائنا، ويكتنفها الكثير من الغموض والإبهام، والذى ربما حجب عنا الإقتداء بالفكر الإسلامي المحافظ علي الأخلاق والقيم الفاضلة التي بلغ بها المسلمين علي مر العصور شأوا عظيماً، وتمكنوا من خلالها نشر الديانة الإسلامية، وبه تحدوا وهزموا الاعداء رغماً عن توصل علمائهم ومفكريهم إلي إنتاج (العولمة)، ووسائل إتصالها المختلفة التي جعلت البشرية بلا هوية، وهويتها إتباع النهج الغربي التحرري الذي وضعنا في مأزق لا خروج منه، إلا بالإسلام لما فيه من علاج ناجع لكل داء ببلاغته وفصاحته وبيانه .

إن مجمل ما يصيب الناس والمجتمع من نكبات وأزمات إيا كانت فإن اثارها المترتبة عليها، يجب مكافحتها بإعتماد الدين الإسلامى شريعة عامة حتي نتمكن من تجاوز ظلام (الجاهلية) الحديثة، ضف إليها سنة سيدنا محمد صلي الله عليه الذى بلغ ما أمره به الله سبحانه وتعالي رغماً عن المحاولات الفاشلة لإفساد الأجواء الصالحة، وإبدالها بالأجواء المليئة بالضبابية، والمشوشة لطريق النور الذى انبثق في أوائل القرن السابع للميلاد، وعلي إثر بذوغ فجر رسول الله صل الله عليه وسلم انطفئ كل ماهو حائر عن الحق بإرثه وماضية المظلم، ولكن بمرور الزمن ها نحن نعود إلي ما أندثر قديماً بالآفه الجارفة لنا نحو عوالم الظلال القاتم الذي إنقاد إليه الكثير ما عدا قلة قليلة تتقاذفها المحن والهزات والخطوب بإحاكة الخطط الخبيثة التى تتحطم علي صخورهم، فلكل آفه علاج وهو التمسك بكتاب الله سبحانه وتعالي وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، فبلا شك العمل بهذا النهج سيجعل المجتمع مضيئاً بالمشاعل، وليس ممزقاً، لذا على الناس الوعي بالمخاطر المحدقة بهم من كل حدب وصوب، وأن لا نجاة لهم، إلا بالرسالة المحمدية التي جابهت تحديات الجاهلية القديمة التي بدأت تعود إلينا بعد أن طويت مئات السنين، وهذه العودة يبدو أنها نتاج تطور الحياة باكتساب الظواهر السالبة التي هي الاسوأ خلال أربعة عشر قرناً من الزمان.

إن الإسلام أذهل حتي أبناء أمته للحقائق التى سبق بها العلوم في العالم الذي ينجرف بنا للجاهلية مرة أخري، وللخروج من هذه الورطة علينا العودة للذي لا يفنى ولا يبلى، فالقرآن المعجزة التى لا تحد ولا تعد فهو (كلام الله) سبحانه وتعالي لقوله : (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) - وأيضاً جاء فى محكم تنزيله : (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبينا).

مما لا شك فيه أن (الأزمة) لها آثار بعيدة المدى لأننا مازلنا نتباكى على حالنا، وننظر للأمور بسطحية ومن منطلق اللحظة وما نمر به يستلزم الحسم والمصارحة والمجابهة والمحاسبة، بدلاً عن أسلوب التغطية والإدعاء، فالجرح مهما كان عميقاً وقاسياً، فإنه يحتاج للعلاج الناجع حتى ولو أدى ذلك للإستئصال، فالداء المزمن لا تصلح معه المسكنات، لذلك على الناس الإتجاه للنهج السوي وترك الأفكار النظرية.

إن الإنسان ومنذ صرخة ميلاده الأولي يكتسب عادات وتقاليد إيجابية وسالبة، وبالتالي إذا نمى فيه الإيجابية بالتربية المعززة للأخلاق والقيم، فإنه سيمضي في الإتجاه الصحيح، أما إذا لم يفعل فإن سلبيته لن يطيقها الناس، وسيمتعضونه في الغد، لأنها تندرج في إطار عدم الإنضباط الذي يقلبون به السلوكيات ﺭﺃساً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ؟، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد إنما يمتد إلى وسائط الميديا الحديثة من خلال كتابة (بوستات) عبر المواقع الإلكترونية، (الفيس بوك) و(الواتساب)، فهي تكتب بلغة موغلة في عدم التقيد بالأخلاق والقيم، ويحاول كاتبوها تطويع الكلمات لتحقيق أجندة خفية يقلبون بها الحقيقة إلي زيف، والخطأ إلي صواب !!.

لم أكن أود أن أنكأ الجراح إلا أن الظاهرة تزداد يوماً تلو الأخر، وتفوح منها روائح نتنه تزكم الأنوف، وتعبر صراحة عن (ضيق الأفق)، ومهما حاولت أن تهديهم إلي الطريق القويم، تجد أنهم أصبحوا مدمنين ويتمادون في غيهم وغثائهم، رغماً عن أن مجتمعنا فيه الكثير من الظواهر السالبة ما يكفيه، وبالتالي لسنا في حاجة إلي المزيد من الظواهر الهدامة لنسيج المجتمع المتماسك قبل عصرنا هذا.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...