ذكر الدكتور أحمد كامل، استشاري جراحة المخ والأعصاب جامعة القاهرة، أن مرض
الزهايمر يعني فقدان الشخص لبعض وظائف المخ تدريجيا، وهو نوع من أنواع
تدهور وظائف المخ، مشيرا إلى أنه مرض ليس له علاج، كما أن حالة الشخص تسوء
بمرور الوقت، وفي النهاية يمكن أن ينتهي بوفاة الشخص.
ويرجع اكتشاف هذا
المرض إلى عام 1906، وقد سمى بهذا الاسم نسبة إلى العالم الألماني الذي
اكتشفه، كما أن أكثر الناس إصابة به هم الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم الـ65،
إلا أن ذلك لا يمنع من إصابة الأشخاص الأقل عمرا بالمرض، مشيرا إلى أن
المصابين بهذا المرض حوالي 30 مليون شخص، كما أن نسبة الإصابة به قد زادت
في الفترة الحالية، كما أن الزهايمر مرض يصيب الشيخوخة لكنه لا أهمية له،
فمن الممكن أن يكون هناك شخص كبير في العمر ولا يصاب به.
وأوضح كامل أن
هناك بعض الاختبارات التي تجرى للمريض بالزهايمر للتعرف على قدرته على
التفكير وكيفية تفاعله مع الآخرين، ويتم أيضا عمل رنين مغناطيسي وأشعة
مقطعية للمخ، منوها إلى أنه ليس هناك أي شيء نعرف من خلاله هل سيصاب الشخص
بالزهايمر أم لا، فالعلم لم يصل إلى تصور كامل عن مرض الزهايمر.
وتتمثل
أعراض هذا المرض فى كون المريض يبدأ في نسيان الأشياء الحديثة، لكنه يتذكر
جيدًا الأحداث القديمة، فمثلا إذا سألته عن مكالمة أجراها منذ خمس دقائق
لا يذكر عنها شيء، أما إذا سألته عن أصدقائه القدامى فسيخبرك التفاصيل، لا
يستطيع الخروج بمفرده، وعند تقدم حالته ينسى كل شئ، مشيرا إلى أن الحالات
التى تدهورت صحتها وتقدمت حالتها، يدخلون المستشفى ويتناولون الأكل عن طريق
الأنابيب.
وأضاف كامل أن هناك بعض التغيرات النفسية التي تطرأ على
المريض، حيث يصبح عصبيا جدا، ولديه رغبة في الانطواء، وشعوره أنه غير مرغوب
من الآخرين، وكذلك البعد عن الاختلاط بالعائلة، وعدم الرغبة في الخروج من
المنزل لفترات طويلة.
وأكد كامل ضروة ذهاب هؤلاء الأشخاص إلى دكتور
نفسي ليتلقوا العلاج، ويكونون قادرين على إخراجهم من الحالة النفسية
السيئة، التي تسيطر عليهم خلال إصابتهم بالمرض.
وأوضح كامل أنه لا يمكن
وضع نسبة يمكن أن نعرف من خلالها هل الذكور أكثر إصابة من النساء بهذا
المرض أم لا، فالسيدات يصابون به نتيجة الخلل الهرمونى لديهم خاصة بعد
انقطاع فترة الطمث، والرجال من الممكن أن يصابوا به نتيجة إصابتهم بأمراض
منها السكر.
وأوضح كامل أن السكر يزيد من احتمالية تعرض المريض
للزهايمر، وكذلك الأشخاص الذين لديهم ارتفاع فى ضغط الدم وزيادة في نسبة
الكوليسترول، فالسكر يحدث خللًا في كيمياء الجسم وخللًا في الدهون،
والتهابًا في الأعصاب، الأمر الذي يؤدي إلى إرهاق لخلايا المخ، كما أن
الضعط غير المنتظم يؤدي إلى تصلب الشرايين، وكل هذا يؤثر سلبا على المخ.
وأضاف
كامل أن هناك دراسات توصلت إلى أن الناس الذين يعيشون في منطقة شمال
أفريقيا وجنوب أوروبا أقل إصابة بالمرض، لأن أصناف الطعام التي يتناولها
سكان تلك المناطق تحتوى على مكونات تقلل من احتمالية الإصابة بالمرض، لكن
هذا الأمر لم يتم التأكد منه علميا بشكل قاطع.
ونصح كامل الأشخاص بضرورة
الحرص على تدريب العقل لكى نقلل من خطر الإصابة بالمرض عن طريق حل الكلمات
المتقاطعة، وكذلك ممارسة الرياضة باستمرار، كما أن هناك بعض المشروبات
التى تقلل من احتمالية الإصابة بالمرض وهى القهوة والشاي العشبي لأنهما
يحتويان على مضادات للأكسدة، لذا لابد أن يحرص الأشخاص على تناولهم.
وأشار
كامل إلى ضرورة اعتناء الأسرة بالشخص المريض، ولابد أن يدركوا أن هذه
العناية ستسبب لهم إرهاقا كبيرا لذا لابد أن يتحلوا بالصبر، ولابد أن يحرص
الأصدقاء والأهل على زيارته لأن هذا الأمر يساعده على تنشيط الذاكرة، مع
ضرورة بقاء عدد من أفراد أسرته في المنزل للعناية به.