الثلاثاء، 31 يناير 2023

سراج النعيم يكتب : إقصاء الوطني من المشهد السياسي


إن الاتجاه إلى إقصاء أو عزل حزب نظام المخلوع عمر البشير من المشهد السياسي واجباً تمليه الضرورة الوطنية، لأنه إذا لم يتم الإقصاء أو العزل السياسي فإنه سيكون بلا شك خطراً على الحكومة المدنية الانتقالية، والانتقال من تلك المرحلة إلى المرحلة الديمقراطية بصورة سلسه، وفيما بعد قد يشكلون خطراً على العملية الانتخابية والاقتراع عبر الصناديق، لذا يجب أن يتم الإقصاء أو العزل من المشهد السياسي حتى لا يتسربوا إليه تحت مسميات حزبية آخري، وبالتالي يعيدون السودان إلى المربع الأول دون تحقيق آمال وأشواق الشعب السوداني، والذي ظل على مدي ثلاثين عام يحلم بالحرية، السلام والعدالة.

إن الإقصاء أو العزل من المشهد السياسي لحزب المؤتمر الوطني يعتبر في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ السودان إجراء احترازي فيه محافظة على مكتسبات الحراك الثوري الشبابي، والذي هو الحادب على مساءلة ومحاسبة رموز حزب المؤتمر الوطني الذين يثبت تورطهم في جرائم ضد الإنسانية، وبالتالي الإقصاء عن المشهد السياسي نهج متبع في كثير من الثورات التحررية التي في كثير من الأحيان تصدر أحكاماً بالإعدام لمن ارتكب جرائم قتل في حق الشعب والاعتقال لمن مارس السياسة مؤيداً لما كان يجري، وعليه فإن الإقصاء أو العزل ما هو إلا ﺇﺟﺮﺍﺀ أخف بالنسبة للإجراءات سالفة الذكر، خاصة وأن الإقصاء أو العزل السياسي تكتيك من التكتيكات المتعارف عليها في ظل الثورات الإنسانية الشعبية، وقد تم انتهاج هذا الأسلوب في ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ وغيرها من الثورات التحررية التي لم تتسامح مع من انتهكوا حقوقها طوال فترة حكمهم. 

فيما اقترح أن يتم الإقصاء أو العزل لحزب نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير) أو من شاركه أو دعمه خلال فترة حكمه الممتدة لثلاثة عقود ماضية من الراهن السياسي في السودان، وأن يكون الإقصاء أو العزل بموجب قرار تتخذه السلطات العدلية في البلاد، بعد أن يتم فتح الباب لشكاوي المتضررين في مواجهة حزب النظام البائد أو أي عضو من أعضاء الحزب، وعلى خلفيته يقرر القضاء الإقصاء أو العزل السياسي لكل من يثبت تورطه في قضايا تتعلق بالفساد الذي استشري في مفاصل مؤسسات الدولة أو جرائم ضد الإنسانية أو الإخلال بالشرف والأمانة، وﻫﺬﻩ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ الاقصائية أو العزل السياسي تعتبر إجراءات ﻭﻗﺎﺋﻴﺔ من أجل الحفاظ على ما حققته الثورة الشعبية من انتصارات ظافرة، والإقصاء أو العزل السياسي من ﺃﺧﻒ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ المتبعة في ظل الحراك الثوري الشبابي الذي شهدته البلاد والداعي إلى التغيير الجذري، وذلك من أجل حماية مستقبل السودان و استقرار أوضاعه حتى لا تتاح لهم الفرصة للعودة مجدداً، وإجهاض الثورة الشعبية الشبابية، لذا إقصاء أو عزل حزب المؤتمر الوطني في هذه المرحلة ومرحلة الانتخابات لن يدع له فرصة المشاركة النشطة في صنع القرار بعد أن ظلوا يقررون في مصير الشعب السوداني ثلاثين عام عاني من خلالها التهميش والتمييز ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀ السياسي، هكذا يجب إتباع هذه الإستراتيجية، وأن تكون مشاركة الثوار فعالة في الحكومة المدنية ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ لاﻳﺔ ﻓﺌﺔ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ.

على خلفية إجراء عملية قيصرية القصة المؤثرة للدكتورة (نهال) مع خطأ طبي

  أدخلها في غيبوبة أكثر من عام بالسعودية

جلس إليه : سراج النعيم /تصوير : رغده الجيلاني

كشف مسعود محمد عبيد، والد الدكتورة (نهال) التى ترقد طريحة الفراش بالمستشفى (الأهلي) بمنطقة (الخفجي) السعودية منذ عام، وثلاثة أشهر، كشف قصتها المؤثرة مع خطأ طبي تعرضت له بعد ذهابها إليه في حالة صحية جيدة، ولا تشكو من أي (مرض).

وقال : بدأت قصة ابنتي الدكتورة (نهال) مع الإستقرار في السعودية قبل أكثر من (12) سنة، وطوال سنوات إقامتها بها كانت تقدم علمها وخبرتها للمجتمع الذي علمت ودربت فيه الكثير من الكوادر السعودية والأجنبية. 

وأضاف : عندما حانت لحظة إنجابها قبل أكثر من عام ذهبت بنفسها إلى المستشفي (الأهلي) بمنطقة (الخفجي) الواقعة شرق مدينة (الرياض)، إلا أنها أعطيت حقنة في (الوريد)، مما أدي إدخالها في (غيبوبة)، علماً بأن الحقنة تعطي للمريض في (العضل). 

وتابع : كنت اعتقد أن العملية لا تتجاوز دقائقاً معدودة، إلا انها امتدت إلى أكثر من عام، ورغماً عن ذلك مازالت غائبة عن الوعي، والذي بدأت في إطاره تفتح عينيها، ترمش، تتثاب وتشعر بالألم، وهذه مؤشرات إيجابية تؤكد بأن في إمكانها التماثل للشفاء، لذا نناشد سلطات المملكة العربية، والديوان المكي السعودي لنقلها من المستشفى (الأهلي) بمنطقة (الخفجي) إلى أي مستشفى من مستشفيات السعودية، كالمستشفى (العسكري) أو (فهد) التخصصي أو (فيصل) بمدينة (الرياض)، فهي لديها إمكانيات تأهيلية كبيرة تحتاج إليها دكتورة (نهال)، لذلك أملي أن تتدخل السلطات السعودية والسودانية عبر دبلوماسيتها لإيجاد حل لهذه الإشكالية التى تمر بها ابنتي في الغربة، فهي كانت قائمة إتجاه وطنها على أكمل وجه طوال سنوات اغترابها الممتدة إلى أكثر من (12) سنة، إذ أنها تدفع الضرائب أولاً بأول، لذلك من أوجب الواجبات الوقف إلى جانبها خاصةً وأنها تواجه (الغيبوبة) لوحدها في الغربة.

واسترسل : إذا تطلب تلقيها العلاج خارج السعودية، فيجب أن تفعل معها السلطات السعودية والسودانية معاً لما قدمتها للبلدين طوال سنوات عملها في الحقل الطبي. 

وأردف : ذهبت الدكتورة (نهال) إلى المستشفي (الأهلي) بمنطقة (الخفجي) بحالة صحية جيدة جداً، ولم تكن تعاني من أي (مرض)، إلا خوفها من الإنجاب، وهو خوف يتخالج كل سيدة في مثل حالتها، وعندما ولجت إلى المستشفى (الأهلي) اتصلت على هاتفياً، وقالت لي : (أنا سادخل إلى غرفة العمليات لإجراء العملية، ولكن لا أدري ما الذي سيحدث معي بعدها، لذا أرجو أن تطلق على ابني الذي انجبه إسم يحي، لانني ربما أكون ميته كالحية)، فما ذهبت إليه ابنتي في تلك الأثناء جعلني حائراً، ولم تزول حيرتي إلا بعد أن دخلت في حالة (غيبوبة)، وظللت على إثرها أنتظر أن تفيق منها يوماً وراء يوم، وشهراً وراء شهر إلى أن أكملت عاماً كاملاً، وثلاثة أشهر من تاريخ ذهابها إلى المستشفي (الأهلي) في تلك الحالة.

واستطرد : إلى هذه اللحظة ترقد ابنتي الدكتورة (نهال) طريحة الفراش بالعناية المكثفة بالمستشفي بمنطقة (الخفجي)، وطوال تلك الفترة لم تشرب ماء، ولم تآكل طعاماً بفمها.

واسترستل : عندما أسأل الأطباء بالمستشفي عن حالة الدكتورة (نهال)؟، يأتيني الرد بأنها في حالة (غيبوبة)، إلا أن وظائفها الحيوية تعمل بصورة جيدة.

وتابع : رسالتي إلى السفارة السعودية بالخرطوم أن تمنحني زيارة لمرافقة ابنتي التى ترقد طريحة الفراش بالمملكة العربية لوحدها، فالزيارة التى اطلبها في هذا الظرف الاستثنائي كانت تعملها لي- هي، وذلك قبل أن تدخل في حالة (غيبوبة)، فالدخول للأراضي السعودية لا يمكن إلا من خلال زيارة أو (تأشيرة).

وحول أين زوجها؟ قال : كان يعمل في معها في المستشفي إلا أنه لظروف بينهما عاد إلى السودان، إما أبنائها فهم معها في السعودية، وعددهم ثلاثة إثنين إناث، وولدها الذي انجبته بمستشفي (الأهلي) بمنطقة (الخفجي).

سراج النعيم يكتب : (ولكم فِي القصاص حياة يا أُولِي الأَلْباب لعلكم تتقون)

 

السؤال الذي يفرض نفسه على الراهن الذي تشهده البلاد هو لماذا يظل هذا المجرم أو ذلك طليقا دون إلقاء القبض عليه في جرائم لا يقبلها عقل راجح، فليس من المنطق تحفيزه بعدم تفعيل القانون في مواجهته، فالحظ صمتا غير مبررا، وهذا الصمت شجع على المزيد من الجرائم، والتى باتت في حياتنا أمرا عاديا، ولم يعد الضحية مندهشا أو مستغربا أو متعجبا للوضع غير الطبيعي الذي يركن له مجبرا، والذي يفتح الأبواب مشرعة لطرح الأسئلة المسكوت عنها، ما الذي يجعل هذا أو ذلك يصمت على الظلم الذي يمارس ضده بشكل أو بآخر، فليس من المنطق أن يكون المجرم مسيطرا على المشهد بجرائم تتنافي تماما مع العقل، الحكمة والمنطق، لذا من الواجب أن ينال الجاني العقاب حتى لا يواصل انتهاكاته لحقوق الإنسان، ويجب القبض عليه حتى ندراس حالته، ومدى عدوانيته، والأسباب التى دفعته لارتكاب الجرم، فمن يسلك هذا المسلك يكسر كل الحواجز الشرعية والقانونية، وليس مهما لديه التفكير في الأسباب، المواقف والظروف، لأنه لا يتوقع القبض عليه ومحاكمته بما في ذلك بالقصاص الذي شرعته الديانة الإسلامية لقوله سبحانه وتعالي : (ولكم فِي القصاص حياة يا أُولِي الأَلْباب لعلكم تتقون).

خطأ طبي يقود الطبيبة السودانية (نهال) للدخول في غيبوبة أكثر من عام بالسعودية

 

كتب : سراج النعيم 

بعث الأستاذ مسعود محمد عبيد والد الدكتورة (نهال) بنداء استغاثة عاجل جداً إلى السودانيين بالمملكة العربية، وللديوان الملكي، ولوزارة الصحة السعودية للوقوف مع ابنته الدكتورة (نهال) التى ترقد طريحة الفراش بالعناية المكثفة بالمستشفي (الأهلي) في حالة (غيبوبة) أكثر من عام. 

وقال في حوار أجرته معه (الدار) : ابنتي طبيبة سودانية متخصصة في مختبر مستشفي (KGO) التابع للبترول، وتقيم بمنطقة (الخفجي) بالمملكة العربية السعودية. 

وأردف : القصه باختصار بدأت بعد ‏ذهاب الدكتورة (نهال) إلى المستشفى (الأهلي) لإجراء عملية قيصرية، وذلك قبل عام، وثلاثة أشهر، وكان أن أجريت لها، إلا أنها بعد العملية أعطيت حقنة (زيفو)، وهي الحقنة التى يحقن بها المريض في (العضل) للألم الذي تشعر به، إلا أن الطبيب المختص حقن بها الدكتورة (نهال) في (الوريد)، وهي كان لديها (اريزيميا)، مما أدي إلى توقف (قلبها)، بالإضافة إلى أنها أثرت على (المخ)، ومنذ ذلك الوقت ظلت طريحة الفراش في (غيبوبة) بالمستشفى (الأهلي). 

ومضي : ‏أثق ثقة تامة بأن كل مستشفيات المملكة العربية مهيئة، وبالرغم عن ذلك أرجو من الديوان الملكي، ووزارة الصحة السعودية نقل الدكتورة (نهال) إلى مستشفيات مدينة (الرياض) نسبة إلى إمكانياتها الكبيرة، فابنتي تيبست يديها وارجلها لعدم وجود علاج طبيعي، وإعادة تأهيل.

وتابع : أكد الأطباء بالمستشفي (الأهلي) إلى أن (نهال) تحتاج إلى إعادة تأهيل، وعلاج (فيزيائي)، ومتابعة ورعاية في مستشفي متخصص.

تابع التفاصيل الكاملة بأوتار الأصيل بالصفحتين (4- 5)

شقيقة ضابط الشرطة المختفي في ظروف غامضة تناشد وزير الداخلية

 

الخرطوم : العريشة 

اختفى النقيب شرطة عبد الكريم عبد الرحمن البالغ من العمر أكثر من (35) سنة في ظروف غامضة بتاريخ 3 مارس 2022م. 

وقالت شقيقته (صفاء) لصحيفة (العريشة) : فقدنا شقيقي النقيب شرطة (عبدالكريم) في ظروف يكتنفها الكثير من الغموض رغماً عن أنه سليم العقل، ولا يعاني من أية أمراض نفسية.

واستطردت : ظللنا نركن إلى حزن عميق، وذلك منذ أن تلقينا خبر الاختفاء، وهذا الحزن يعود إلى أن الواقعة تفتح الأبواب مشرعة للتساؤلات، الاستفهامات والشكوك.

وأضافت : المفقود يشهد له بحسن السير والسلوك، وكان يقوم بواجباته على أكمل وجه.

فيما ناشدت السلطات الأمنية العليا السعي للوصول إلى الحقيقة الكاملة. 

ومضت : سنتابع قضية شقيقي (عبدالكريم) إلى أن نصل الحقائق والملابسات كاملة.

واردفت : إن الأسرة تحركت في الاتجاه القانوني بصحبة عدد من القانونيين، وبالتالي لن يضيع حق ورائه مطالب.

هاجر كباشي في حوار استثنائي وفاة شقيقتي و(حبوبتي) سبباً مباشراً في الاختفاء عن الساحة


الخرطوم /العريشة

عادت الفنانة المتألقة هاجر كباشي لتتبوأ موقعها الطبيعي في الحركة الفنية بعد أن وضعت بصمتها الغنائية المميزة، والتى أسست بها مدرسة فنية خالدة في وجدان المتلقي، وهذه المدرسة تأثرت بها بعض الأصوات النسائية الواعدة.

فيما وضعت هاجر كباشي  حداً للمغنيات المقلدات لصوتها، وطريقة أدائها المتفردة، أي أنها استردت عرشها بعد سنوات من الهجرة بأستراليا، فإلى مضابط الحوار.

في البدء ما أسباب غيابك عن الساحة الفنية؟

كنت حزينة على وفاة شقيقتي الصفري، فهي كانت إنسانة غالية جداً على قلبي، ولم يمض على رحيلها فترة طويلة إلا ولحقت بها (حبوبتي) عليهما الرحمة، ومن خلالك أدعو الله أن يجعل قبرهما روضة من رياض الجنة، ورغماً عن تلك الظروف الخارجة عن إرادتي إلا إنني قدمت الكثير من الأعمال لجمهوري.

أين أنتي من الإعلام البديل؟

شكلت في وسائط التقنية الحديثة حضوراً طاغياً مع جمهوري، وأنتجت الأغنيات الجديدة له، إلى جانب إنني كنت أرد على التساؤلات الموضوعة منه على منضدتي عبر (الماسنجر) و(الواتساب).

ماذا عن أعمالك الجديدة ؟

وضعت اللمسات النهائية لعدد من الأعمال التى ستري النور قريباً من خلال القنوات الفضائية، أثير الإذاعات، اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي أعمال تعاونت في إطارها مع عدد من الشعراء والملحنين.

كيف وجدتي الساحة الفنية بعد عودتك إليها؟

لم أغب عن الحركة الفنية طوال فترة هجرتي بأستراليا، لأنني كنت أتابع كل ما يدور فيها بصورة لصيقة خاصة وأن (العولمة) ووسائطها المختلفة لعبت دوراً كبيراً في تقريب المسافات، وأصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة تدار بـ(الريموت كنترول)، مما جعل الإنسان يشاهد أي حدث في أبعد بلاد الدنيا في ثواني.

هل وجدتي جمهورك من خلال مشاركاتك في مناسبات الأفراح؟

كما أسلفت قبلاً، فأنا كنت متواصلة معه أصلاً قبل أن أعود لأرض الوطن، وكلما شاركت في مناسبة من المناسبات أجد التفاعل والترحاب منه بما يفوق كل تصوراتي، وكأنني لم أغب عنه، لذلك سعدت جداً بالحفلات التى غنيتها، وكل حفل أكسب من خلاله أصدقاء جدد.

أين أنتي من تصوير أغنياتك فيديو كليب؟

اجري الترتيبات على قدم وساق لإنتاج أغنية في القريب العاجل.

سراج النعيم يكتب : الدلال الأسري (فساد)


يدلل الكثير من الآباء والأمهات الأبناء دلالاً (سلبياً) لدرجة القلق الدائم، مما يقودهم بلا شك لـ(لانحراف) عن جادة الطريق، ولا سيما فإنه طريق محفوف بـ(المخاطر)، وهو الذي أفقد بعض النشء والشباب الكثير من القيم والأخلاق غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، وعليه باتوا متأثرين بـ(عادات)، (تقاليد) و(ثقافات) مغايرة للثقافة السودانية، وهي بلا شك لا تشبه تربية نشأنا وترعرعنا في كنفها، لأنها كانت تتم تحت دائرة الضوء، ويشارك فيها العم، الخال والجار بـ(التوجيه)، وإذا استدعي الأمر (الجلد)، فإنه يجلدك جلداً بلا رحمة أو رأفة، ولا تستطيع أن تعترض أو تشكو لأسرتك، مما جعل هذه التربية بمثابة (إنارة) للطريق، ولا تدع للإنسان مجالاً لـ(لأنانية) أو (الغرور) أو (الغضب).

من الملاحظ في هذا العصر افتقار الإنسان للقدرة على تحمل المسؤولية خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية ضاغطة جداً، ولا تدع مجالاً للأسر لتلبية رغبات الأبناء، وقلة قليلة منها لديها القدرة المالية، وتنفق على الأبناء دون معرفة كيف يتصرفون، وما هي سلوكياتهم، وماذا يفعلون؟؟؟، هكذا لا يلتفت الآباء والأمهات إلى هذه الأسئلة إلا بعد فوات الأوان، لذلك لا تكون لديهم القدرة على السيطرة، ومع هذا وذاك لا تحرك الأسر ساكناً للتقويم والرقابة الضامن الحقيقي للمسار الصحيح، وبما أنهم لا يفعلون تكون المحصلة في النهائية مخالِفة لتوقعاتهم في المستقبل، فـ(الدلال الزائد) لاعب أساسي في إحداث (الخلل).

الناظر بمنظار فاحص للتربية في هذا العصر يجد أنها تختلف من أسرة إلى آخري، ورغماً عن ذلك الاختلاف يأمل الآباء والأمهات في ضمان مستقبل مشرق للأبناء إلا أن التربية المنحرفة عن المسار الصحيح تكون سبباً رئيساً في التفكك الأسري لعدم قدرة الوالدين على التمييز بين الرغبات الضرورية وغير الضرورية، والاتزان فيما يتصل بالنواحي المالية، والتي تحتاج للإخضاع للتقييم قبل تلبيتها، لأن الاستجابة في إطارها تقود لـ(لفساد)، فكم من أب دخل السجن بسبب تحقيق رغبات الأبناء غير الضرورية، ولعل أشهرها قصة الأب الذي أودع خلف القضبان بسبب أطفاله، وتشير وقائع قصته إلى أنه كان يبحث عن المال بأي شكل من الأشكال، مما قاده للوقوع ضحية في مبايعة قطعة أرض بمبلغ مالي كبير، ولم يأخذ منه سوي (5٪؜)، لذا بقي خلف أسوار السجن، ولم يخرج منه إلا بعد أن تبرع له فاعل خير بالمبلغ، وعليه يجد الكثير من الآباء أنفسهم ضحايا لرغبات الأبناء دون مراعاة للأوضاع الاقتصادية الطاحنة جداً، ومستوى الدخل المحدود الذي لا يوازي الصرف ولو بنسبة (1٪؜).

لابد من أن يدرك الآباء والأمهات حقيقة واحدة لا ثان لها ألا وهي أن تلبية كل طلبات الأبناء مهما كانت بسيطة تنتج عنها عواقب وخيمة جداً، وهو ما أكده أهل الاختصاص بأن بعض الآباء والأمهات يسعون سعياً حثيثاً لإرضاء الأبناء بأي صورة من الصورة، ظناً منهم بأن ذلك السلوك يحقق لهم السعادة، إلا أنه ينجم عنه (فساد) القيم والأخلاق، وبالتالي فإن الأبناء لا يكون لديهم الإستعداد لتحمل المسؤولية، ومواجهة صعاب الحياة، مما يدعهم يمضون من فشل إلى فشل ذريع.

دائماً ما ينتج عن (الدلال الزائد) للأبناء عدم المصداقية، مما يقود الآباء والأمهات لإتخاذ مواقف عدائية من الآخرين لإرضاء الأبناء حتى لو كانوا يكذبون، لذلك يجب عدم تأييد ما يذهبون إليه، لأن فعلاً من هذا القبيل ليس فيه حكمة، ويشجعهم على الإستمرار في الخطأ، وبالتالي فإنهم يستسهلون (سلب) حقوق الآخرين حتى أن كانوا على حق.

يجب على الآباء والأمهات الاهتداء بالنهج الذي انتهجه رسول الله صل الله عليه وسلم، والذي يمتاز بالحنان مع الحسم عندما تقتضي الضرورة ذلك، وعدم الإفراط في الثناء عليهم بما يؤثر سلباً في شخصياتهم، وأن تكون مكافأتهم مناسبة مع حجم تجاوبهم.

من الضروري جداً تشجيع الأبناء للاعتماد على أنفسهم، وتحمل المسؤولية بصورة تتناسب مع أعمارهم، وحثهم على مشاركة الآخرين في الأفراح والأتراح، وأن يحرص الآباء والأمهات على إدارة الحوارات الهادئة مع الأبناء بعيداً عن الانفعال والتشنج، وأسلوب الأوامر المباشرة، فصناعة الأجيال يجب أن تكون سليمة لحفظ مستقبل الأمة، وتحقيق أهدفها السامية.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...