جلس إليه : سراج النعيم
وضع ياسر عبدالكريم مؤلف رواية (نهاية امنجي) تفاصيل مثيرة حول ما تعرضت له الرواية في بعض الدول العربية والافريقية، والتى اثارت ضجة كبيرة، بسبب عنوانها، وذلك من واقع الخوف الذي تخالج الإنسان العربي والافريقي الذي ارتبط في ذهنه الأمن بالأنظمة الديكتاتورية.
في البدء أين عملت أخي ياسر عبدالكريم؟
عملت في مجلة (اجنحة المسافر)، وصحيفة المدينة بالسعودية، بالإضافة إلى عدد من الصحف العربية والسودانية، وكل مقالاتي تنحصر في الإطار التوعوي.
ماذا عن رواية (نهاية امنجي)؟
رواية (نهاية امنجي)، هي الرواية الأولي التى ألفتها.
من أين نبعت فكرتها؟
من مجموعة مقالات توعوية، فلابد للإنسان في هذه الحياة الملئية بالتقلبات والمتغيرات أن يكون مدركا تمام الإدراك للمشاعر الحزينة، فهي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتعاطف مع هذا أو ذاك مهما كان ذكيا، فالذكاء في مثل هذه الحالات سيقودك إلى صراع، وهذا الصراع ستتفاجأ في ظله بالضربات الموجعة، لذلك لابد من مراجعة ذاتك لمواجهة أي اختبار مؤلم، وقطعا ستعتمد النتيجة القائمة على قوة إيمانك بالمولي عز وجل، ومن ثم نفسك، وهذه المشاعر بدلا من إنزالها في شكل مقالات قمت بسردها قصصيا، وعليه تجد داخل الرواية معالجة للاشكاليات المتأصلة في المجتمعات، وبإذن الله ساستمر في إنتاج الروايات المندرجة في إطار القيم، الأخلاق والعدالة، فالمجتمعات عموما تعرضت للاستبداد من الأنظمة الديكتاتورية، وبالمقابل السودان مر بذات التجربة خلال فترة النظام البائد، والذي بدوره أحدث تغييرات في المجتمع. لذلك رسمت في مخيلتي واقعا مغايرا للقيم، الأخلاق والمثل، لذلك إذا أردت أن تقوم المجتمعات، فلابد من تقويم الأنظمة فيما يختص بالعدالة، الحرية والسلام.
أين تمت طباعة الرواية؟
طبعت في دار ولس هاوس بجمهورية مصر العربية، وصاحبة الدار قاتا، وهي جنوب سودانية، وهذه الجنوب سودانية أخذت شهرتها على نطاق واسع في العالم العربي والافريقي، لذلك تم توزيع الرواية في عدد من الدول العربية والافريقية، وعرضت في معرض القاهرة الدولي، معرض المدينة المنورة، وكان يفترض أن تعرض في معرض الخرطوم الدولي إلا أن أحداث البلاد وقفت عائقا أمام عرضها بمعرض الخرطوم الدولي.
هل اسم الرواية (نهاية امنجي) سبب لك إشكاليات أثناء عرضها في معرض القاهرة الدولي؟
نعم، تسبب اسم (نهاية امنجي) في تخوف البعض من الرواية، علما بأن بطلها كان يعمل في الأمن، ومحتوها يتحدث عن البطل الذي لديه سلبيات وايجابيات أثناء أدائه لعمله، وهي من نسج الخيال، ورغما عن ذلك تسبب اسم الرواية في مخاوف الناس في مصر، اما في السودان فلم تمنع الرواية من النشر والتداول رغما عن أنها تتحدث عن الديكتاتورية، الاستبداد، القمع، الديمقراطية، الحرية والعدالة.
من ابن استمديت تلك القصص؟
هي من نسج الخيال الممزوج بالواقع، والذي عقدت في إطاره مقارنة بالمشير سوار الدهب، نيلسون مانديلا، غاندي، من جانب، ومن جانب اخر بالرؤساء الاوروبين وكيفية تعاملهم مع شعوبهم، بالإضافة إلى أشياء اخري تمس المجمعات مثلا التحرش، والذي قابلت في اطاره احدي الفتيات اللواتي اعطاني شقيقها الذي يعمل بمؤسسة نشر بالمملكة العربية السعودية وصية لايصالها إليها، وهي سورية تدرس في جامعة من الجامعات السودانية، إذ أنها تعرضت للتحرش، لذلك كانت متوجسة منه، وهو الأمر الذي دفعني إلى تناول قصتها مع وضع الحلول في نفس الرواية.
وماذا؟
تطرقت من خلال الرواية إلى الأئمة الاسلاميين ما بين الأمس واليوم، ففي الأمس كانوا يحلون الاشكاليات بدون مقابل، أما اليوم فقد أصبحت النظرة مادية بحتة، وتتسابق في هذا الإطار الشركات لرعاية البرامج الخاصة بهم.
ما هي الرواية الجديدة؟
هي الحب في زمن الماسنجر، وفيها نصائح وبحوث كثيرة حيث إنني ظللت أكتب فيها أكثر من عام، وذلك من أجل إيجاد الحلول الناجزة لهذه المعضلة الحقيقية في هذا العصر المتسارع، والذي افرز فراغ عاطفي في ظل التطور الذي يشهده العالم تكنلوجيا، وبطلة هذه القصة فتاة جاءت من الريف للإقامة في داخلية بالخرطوم، ومع مرور الأيام، الشهور والسنين أصبحت جزء لا يتجزاء من مجتمع المدينة بكل سلبياته وايجابياته، وخلال سرد القصة أوضح كيفية الإنحراف عن جادة الطريق عبر وسائط العولمة، وهي بلا شك نابعة من الواقع الذي استمديت منه أشياء حقيقية، وعلى إثرها حبكت الروية بشكل.
ما هي ملاحظاتك حول الإيجابيات والسلبيات؟
سلبيات أكثر من الإيجابيات، ورغما عن ذلك لا تستطيع إيقافها، وبالتالي يجب أن نبث التوعية للتركيز على الإيجابيات نسبة إلى أنها أضحت متوفرة في أي مكان دون أن تغمع.