علاء بيز يعتزل العزف مع الفنانين والفنانات
بعث الموسيقى علاء الدين أحمد عبدالرحيم الشهير ب(علاء الدين بيز) برسالة يعلن من خلالها اعتزال العزف خلف الفنانين والفنانات بسبب الانحطاط، الحقد والحسد الذي تشهده الساحة الفنية.
وقال : قررت اعتزال العزف على آلة البيز مع الفنانين والفنانات، ولن أعود للموسيقي إلا في حال تحول اتحاد الفنانين إلى نقابة تضبط (فوضى) الحركة الفنية.
وتابع : مررت بتجربة مرض قاسية جدا، والحمدلله الإنسان مصاب دون أن يحدد مواعيدا، أي أن المرض يداهم الإنسان بشكل مفاجيء، فلا يكون واضع في حسابه ذلك، وهو ما حدث معي بالضبط، إذ انني تفاجأت بمرضي الذي تعافيت منه تماماً الحمد لله، والذي أجريت في إطاره عملية جراحية للحصوة في الحالب بالقاهرة، وهي عملت (خراجة)، ولكن اتأسف على كل لحظة قضيتها في عالم الفن رغماً عن أنه رسالة مرتبطة بالوجدان، الحب، الحنان والعاطفة إلا أنه في السودان بلا قيمة خاصةً الموسيقى الذي ربما لا يكون محسوبا في خارطته، فالعازف غير مقيم حتى على مستوى الفنان الذي يعزف معه، فإذا حدثت له أي مصيبة لا يجد من يقف معه، وهنا لا أرمي باللائمة على اتحاد الفنانين، لأنه ليس نقابة، فإذا كان كذلك، فإنه سيكون له وزنه، لذلك لا يجد الموسيقى حقه مهما كان بسيطا رغماً عن أنه يقدم إبداع لا تحده حدود، فالاجر الذي يأخذه الموسيقى مقابل عزفه خلف الفنان أو الفنانة لا يكفيه لشراء وجبة (فول)، ناهيك عن ثلاثة وجبات أو أن يتلقى من خلالها العلاج، فهنالك الكثير من الزملاء توفوا إلى رحمة مولاهم لعدم الإمكانيات.
وأضاف : شخصياً لم أجد من يقف معي في الوسط الفني نهائياً، بإستثناء الفنانة المميزة ميادة قمرالدين، فأنا عندما مرضت شددت الرحال إلى القاهرة، وتلقيت فيها العلاج من خلال وقفت أسرتي وإخوتي في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة ضباط وضباط صف وجنود، وإخوتي وأصدقائي في معارض السيارات بالموردة أمدرمان، والذين وقفوا معي وقفت رجل واحد، وساعدوني في الأزمة المرضية التي مررت بها في الفترة الماضية معنويا وماديا، لذلك اعتبر الفترة التي امضيتها في الوسط الفني من أسوأ الفترات التي امضيتها في حياتي، فأنت إذا تعرضت للمرض لن تجد من يقف معك في الوسط الفني، لأنهم لا يملكون المال الذي يمكن أن يدعموك به.
واردف : الوسط الفني يفتقر للانضباط، الرقابة والمحاسبة، فكل من هب ودب أصبح فنانا أو موسيقيا، لأن الانتماء للحركة الفنية الطريق الأسهل لتحقيق الشهرة وجنى المال من خلال ما تشهده الساحة الفنية من (فوضى)، إذ تجد مديري الأعمال، فني الساوند سيستم (مكبر-صوت)، وأصدقاء الفنانين وسائقي الحافلات يسيطرون على بعض الفرق الموسيقية، علماً بأنهم جميعأ لا علاقة لهم بالمجال الموسيقى من قريب أو بعيد، أي أنهم يحددون من يعزف ومن لا يعزف خلف الفنان أو الفنانة، كما أنهم يحددون أجر الموسيقى، هكذا الأمور تمضي في الوسط الفني حسب الامزجة الشخصية، وعليه وصلت إلى قناعة تامة بأن ما يجري في الحركة الفنية يحتاج إلى تحول اتحاد الفنانين نقابة تمتلك الحق في الضبط والربط.
واستطرد : ها أنا أعلن اعتزالي للموسيقي في السودان، ولن أعود إليها إلا بعد أن يصبح اتحاد الفنانين (نقابة)، وسأكتفي بالعزف لنفسي في المنزل والاستديوهات، فالموسيقي لا يمكن ترك موهبته، فالموهبة تتحرك في دواخلي بصورة مستمرة، لكن لن اعزف خلف أي فنان أو فنانة، فالمسألة ليست مسألة أجر ضعيف فقط يتعاقد في إطاره الفنان أو الفنانة بمليار أو ثمانمائة ألف جنيه أو سبعمائة ألف جنيه في حين يمنح الموسيقى (7) ألف جنيه أو (8) ألف جنيه فقط، بالإضافة إلى أن هنالك الكثير من (السوالب) التي تعج بها الساحة الفنية.
واسترسل : أشكر كل الذين وقفوا معي وأخص بالشكر الإخوة في القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وإخواني تجار السيارات بالموردة أمدرمان والفنانة الإنسانة الراقية الكبيرة بوقوفها مع الناس وزملائها الكبيرة بفنها الأستاذة ميادة قمرالدين، فهي الفنانة الوحيدة التي وقفت معي، وغيري من الزملاء الذين يتلقون العلاج بالقاهرة، وهذا يؤكد أنها تحس بمعاناة زملائها حتى لو كان غير محتاجين، وما قدمته لي ولغيري صدقة جارية لها، فهي تستحق بجدارة لقب سفيرة الإنسانية في السودان الذي فيه عدد كبير من الفنانين والفنانات الذين لديهم إمكانيات إلا أنهم لا يفعلون ما تفعله الفنانة الإنسانة حقا ميادة قمر الدين، فهي تمثل لوحدها اتحاد فني قائم بذاته.
مضي : توفت والدتي إلى رحمة مولاها، وبعد فترة على وفاتها تفاجأت بفنان كبير عزفت معه ما يربو عن عشرين عام، وهو يسألني عنها رغماً عن أنه أول من عرف أنها توفيت إلى رحمة مولاها، ولم يأت للعزاء، وعندما قابلته سلم على بشكل عادي جدا، وسألني صحة الوالدة عليها الرحمة، أليس ما ذكرته جدير بأن اعتزل الفن بعد أن أمضيت فيه ثلاثة عقود دون إنقطاع.