الجمعة، 10 سبتمبر 2021

الدار تدق ناقوس خطر الأزياء (الفاضحة) في الشارع العام

 


......................

الظواهر السالبة من الموضة الغربية هزمت الأزياء المحتشمة ولكن!

......................

السيدات والفتيات يبالغن في التبرج وينجرفن وراء الثقافات الغربية

.....................

وقف عندها : سراج النعيم

...................

هزمت ظاهرة الأزياء (الفاضحة) الأزياء (المحتشمة)، وهذا يعود إلي أن الكثير من السيدات والفتيات يهتمن اهتماماً منقطع النظير بمظهرهن خاصة عندما يكن حضوراً في التجمعات العامة أو أماكن دراستهن أو عملهن، إذ أنهن يبالغن في عدم (الاحتشام) ويتبرجن تبرجاً قاد إلي أحداث تغييرات كبيرة في المجتمع، وذلك بالانجراف وراء ما تنتجه بيوتات الأزياء متجاوزات كل الخطوط الحمراء، ويبدو أن (العولمة) ووسائطها المختلفة والقنوات الفضائية لها الأثر البالغ في التحرر الذي نشهده في هذا العصر المنفتح علي ثقافة الآخر، فما أن تخرج للشارع العام إلا وتلحظ ما أشرت له وكأنك في أحدي المدن الأوروبية وليس في السودان.

في البدء قالت الأستاذة ثريا خبيرة علم الاجتماع : ربما أدي الإنفتاح علي العالم الغربي إلي بروز الكثير من الظواهر السالبة في المجتمع، والذي أضحي يقلد (الموضة) المنتجة بمواصفات تتناسب مع السيدات والفتيات الغربيات، وتختلف في ذات الوقت من بيئة إلي أخري، وعليه فإن مظهر بعض السيدات والفتيات لا يتسق مع تعاليم الديانة الإسلامية والعادات والتقاليد السودانية، لذا تكمن الإشكالية في أن بعض السيدات والفتيات يعتقدن أن الأزياء (المحذقة) أو (القصيرة) أو (الفاضحة) تعكس جمالهن، وهذا المفهوم يندرج في إطار الخطيئة، خاصة وأن المنجرفات وراء هذا التيار (منبوذات) من المجتمع.

من جانبها قالت الأستاذة إسراء: إن بعض السيدات والشابات يجتهدن كثيراً في اختيار الأزياء (الشاذة) بدوافع لفت الانتباه إليهن، فالأزياء التي نشاهدها يومياً تشير بوضوح شديد إلي أن من يرتدينها لا يبحثن عن الأزياء المحتشمة علي أساس أنها ترتبط في أذهانهن بالحرية الشخصية.

فيما قال الشاذلي إبراهيم الأب والمربي : ظاهرة الأزياء المنفلتة من الظواهر السالبة التي اشتكي منها عدداً من الأمهات والآباء، فليس في مقدور معظم الأسر الإنفاق علي السيدات والفتيات بشراء الأزياء المستوردة من خارج البلاد، وبالتالي إذا كان الناس يريدون العودة للاحتشام، فيجب أن تفرض وزارات التربية والتعليم، التعليم العالي، والعمل زياً موحداً للتلاميذ والطلاب والعمل خاصة وأننا نمر بظروف اقتصادية قاهرة، وبهذا النهج يمكن ضبط الشارع، وتقليل المنصرفات علي الأسرة، مع التأكيد أن النشء والشباب سريعاً ما يتأثرون بالثقافات الدخيلة علي المجتمع خاصة في إطار (العولمة) ووسائطها المختلفة التي نلحظ في ظلها أن النساء ينشئن قروبات عبر (الفيس بوك ) و(الواتساب ) لتبادل أخر ما أنتجته بيوتات الأزياء العالمية، وتدعو في ظاهرها إلي المزيد من الملابس (الفاضحة)، وهذا الإنحراف ليس محصوراً في فيئة عمرية محددة أو في بيئة الأثرياء فقط، بل الظاهرة أمتدت حتى للفقراء، هكذا أتجهوا جميعاً في الإتجاه السالب وذلك بدواعي مواكبة التطور الذي يشهده العالم من حولنا، مما يضطر البعض إلي جمع الأموال عبر الصناديق أو الشراء بالإقساط (قدر ظروفك)، وهنالك من يلجأون إلي (شد الملابس) من الزميلات أو الصديقات، والغريب في الأمر أن الأسر لا تسأل أبنائها أو بناتها من أين لهم بها، وهنالك فتيات يخرجن من منازلهن بهيئة ثم يستبدلنها بآخري بطرف زميلاتهن أو صديقاتهن وعند الانتهاء من الدراسة أو العمل أو الذهاب لهذه المناسبة، فإنهن يفعلن نفس الشيء الذي فعلنه في بادئ الأمر، وأكاد أجزم أن الكثير من الأسر لا علم لهم بهذه السلوكات، بإستثناء بعض الأمهات اللواتي يعلمن بهذا الأمر جيداً إلا أنهن يتكتمن عليه خاصة وأنهن الأكثر معرفة ببناتهن، وإذا أردنا نحدث تغييراً يجب أن نوحد الأزياء في المدارس والجامعات والعمل.

بينما قال ود نوار : تناولت (أوتار الأصيل) أمراً في غاية الأهميه خاصة وأننا أمة لها موروثاتها وثقافتها منذ القدم ويتغير كل شئ إلا موروثاتنا الجميلة التي توارثناها جيل تلو الآخر بدليل أنها لازالت متأصلة في داخل الكثير من الأسر السودانية، إما بالنسبة لما تناولته في صفحة (أوتار الأصيل) هو حقيقة لا مناص منها، فالنشء والشباب سريع التأثير والتأثر بالثقافات الوافدة من بعض الدول الأوروبية أو العربية دون النظر إلي سلبياتها في نسيجنا الاجتماعي.

ومضي : أولاً بعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف، وتنكرنا لمورثاتنا وآرثنا، وربما هذا قاد إلي الانحلال الأسري، فمثلاً الفتيات اللواتي أشرت ليهن يخرجن من منازل الأسر فيها الأب والأم والأخ والاعمام الذين يشاهدون بأعينهم الحالة التي خرجت بها أبنتهم للشارع، لذا الردع يبدأ من هنا.

وتابع : لا ننسي أيضاً شريحة الشباب الذكور، وليس الفتيات لوحدهن المنجرفات وراء الثقافات المغايرة، فهنالك الشباب الذين يخرجون أيضاً من منازلهم متشبهين بالنساء في بعض الأزياء وتسريحة الشعر وتجتهد لتميزه ذكراً كان أم أنثي، فالغرب يريد هذا الانحلال تحت مسمي الحرية الشخصية، ويدافع عنها تحت مظلة حقوق الإنسان، فالحرية لدي الغرب محصورة في ارتداء الأزياء والممارسات غير المشروعة، ولكن عندما نتحدث عن الشعوب الإسلامية أو الشعب الفلسطيني وحريتها يصمت الجميع، فنحن في عصر التكنولوجيا، وأعتقد أن هذا الفيروس أكتشف خصيصاً لتدمير أمتنا، ومع هذا الاستخدام السالب له أصبح التحصيل الاكاديمي (صفر)، فالقضية أكبر بكثير من الحريات الشخصية، فالأمر يندرج في إطار الاستهداف الذي رسمت خططه بتأني والغرب يحصد في ثماره، فها نحن نشاهد الاقتتال والحروب والانحلال في القيم والأخلاق، وأصبحنا أشبه بحقل التجارب، وهم يحصدون مدخرات وثروات أممنا.

وأردف بخيت علي : إن هنالك مؤمرات تحاك ضد أمتنا الإسلامية علي نار هادئة ويجني ثمارها الغرب الذي أستطاع أن يبعد الناس عن تعاليم الديانة الإسلامية، والاستعاضة عنها بالثقافات الغربية بعد أن دس (السم) في الدسم، وليس بعيداً عنا برنامج (شباب توك) الذي يهتم بشريحة محددة من الفتيات والفتيان، يدعوهم إلي مخالفة عاداتهم وتقاليدهم غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية القلب النابض للأمة جمعاء، لذا علينا أن نعي ما يحاك ضدنا في الخفاء والعلن من الأعداء، لذلك نسأل الله أن يهدينا إلي ما فيه خير الدنيا والآخرة.

واستطرد معاوية نوري : بدأت الظاهرة عندما تغيرت الأفكار والثقافات خاصة في ظل الزي الذي كان يرتديه التلاميذ والطلاب والعامل شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، إما الآن فالله أعلم أن كانوا يعرفون عاداتهم وتقاليدهم وثقافاتهم وموروثاتهم، لذلك إذا أردتم الحد من الظواهر السالبة عودوا إلي تعاليم الدين الإسلامي.

سراج النعيم يكتب : قصة طلاق مشروط وقصة وفاة شاب



.....................

من القصص المثيرة أنه دار نقاش مستفيض بين زوج وزوجته واحتدم النقاش، مما أدي بالزوج الي أن يطلق زوجته، قائلاً : لن تعودي في عصمتي مرة ثانية إلا في يوم مشؤوم وأغبر ليس به نور، وعلي خلفية ذلك ذهبت الزوجة إلي منزل أسرتها، وهي تبكي بحرقة شديدة، وعندما هدأ الزوج من ثورة غضبه، أحس أنه تسرع في إتخاذ قرار الانفصال، فتوجه مسرعاً إلي أحد الشيوخ بحثاً عن فتوي وروي له القصة من الألف للياء، فرد عليه الشيخ قائلاً : و من أين آتي لك بيوم مشؤوم وأغبر ليس به نور، سامحك الله فأنا لا أجد لك مخرجاً، ولكن أذهب إلي المدينة ربما تجد فيها شيخاً أعلم مني، فما كان منه الإ وشد الرحال باكراً، وعندما وصل وجهته ذهب مباشرة إلي الجامع الكبير وصلي الظهر في جماعة ثم سأل الشيخ عن يمين الطلاق، فرد عليه الشيخ قائلاً : من أين آتي لك بهذا اليوم المشؤوم والأغبر الذي ليس به نور، فما كان من الزوج إلا وخرج يجرجر أذيال الندم إلى أن وصل سوق المدينة ، وجلس شارداً يفكر في الخطأ الكبير الذي ارتكبه، وفي تلك الأثناء جاء نحوه عامل بسيط وقال للزوج : (ما بالك تبكي أيها الرجل)؟، وبما أن الزوج يبحث عن حل وكما يقول المثل : (الغريق بتعلق بقشة)، فروي قصته للعامل البسيط، بما في ذلك بحثه عن فتوى تعيد إليه زوجته في حباله، فهمس العامل البسيط قائلاً : أترى ذلك الشخص الجالس علي يمينك؟، فرد عليه مستغرباً الذي يفترش الأرض وثيابه رثه وشعره كثيف؟، فقال: نعم أذهب إليه دون أي تردد وأروي له قصتك وأسأله الحل، فاستغرب الزوج متسائلاً في قرارة نفسه كيف لهذا الرجل أن يجد لي مخرجاً، وأنا سألت المشائخ قبله ولم يجدوا لي حلاً!!

وبالرغم من التساؤلات الدائرة في مخيلته قال سأذهب إليه، المهم أنه جلس على الأرض أمامه، وقال له : (يا حاج أريد أن أحكي لك قصتي)، فقال له : احكي يا غافل، فاستغرب الزوج، وبدأ في سرد حكايته حتى نهايتها فقال ذلك الرجل : (هل صليت الفجر) !!، فقال الزوج : لا والله لقد استيقظت بعد الفجر !

فقال الرجل : (كيف حال أمك اليوم)؟

فقال الزوج : لم أرها اليوم فقد خرجت مسرعاً !

فقال الرجل : (كم قرأت من القرآن اليوم)

فقال الزوج غاضباً : قلت لك يا حاج أنا كنت في عجلة من أمري، ولم أقرأ شيء ولم أزر أحداً !!

فقال الرجل : أذهب وخذ زوجتك فهل هناك يوم مشؤوم و أغبر وليس به نور كيومك هذا، لم تصل الفجر ولم تقرأ القرآن ولم تر أمك وتستأذنها !!

ففرح الزوج وأصبح يقبل رأس الرجل ويقول له لقد أنقذتني يا شيخ ويا علامة أطلب ما شئت يا شيخ فرد عليه أنا لا أطلب إلا من ربي و إلهي يا غافل.

ومن القصص ذات العظة والعبرة، قصة فتاة في مقتبل العمر وعلي درجة عالية من الجمال والأناقة، كانت في يوم ما تسير مع خطيبها الشاب مفتول العضلات، وأثناء مضيهما في الشارع العام مر بجوارهما رجلاً كبيراً في السن، ويبدو أنه مريضاً مرضاً يجعله يهتز ويتمايل في سيره، أي أنه أشبه بالإنسان الذي يغيب عقلها عمداً، وبالتالي كان غير قادر على السير كعامة الناس اللهم إلا بصورة بطيئة جداً، المهم أنه وأثناء مرور الشابة الجميلة وخطيبها سقط ذلك الرجل في حفرة مليئة بالمياه العكرة، مما أدي إلي تناثر بعضا منها على الفستان

الفتاة، فما كان منها إلا وصرخت في وجه الشيخ قائلة : (يا خي فتح عينيك يا أنت.......)، عندها التفت إليه خطيبها ورفع يده عالياً ثم أنزلها بكل قوته على الرجل الكبير في السن، فسقط علي الأرض، وبعد مسافة وصعوبة نهض ثم نظر إلي الشاب عميقاً فيما تأمل خطيبته الثائرة، وكانت نظراته تشير إلي أنه غير قادر علي رد الاعتداء الغاشم ، فلم يكن أمامه حلاً سوي أن يقول بعض الكلمات ويظل بعدها واقفاً، بينما ذهب الشاب والفتاة في حال سبيلهما ، وما هي إلا ثواني حتى سقط الخطيب على رأسه بعد أن تعثرت قدمه في حفرة، مما نجم عن ذلك وفاته متأثراً بما تعرض له في تلك الأثناء، فما كان من الخطيبة إلا وتصرخ بعلوي صوتها، وهي تقول لمن حولها : (هذا الرجل قتل خطيبي)، فتم القبض عليه متهماً وبعد التحري حولت القضية إلي المحكمة، وعندما وقفوا أمام القاضي، قالت الفتاة : هذا الرجل (ساحر) و(دجال) قال بعضاً من الكلمات أدت إلي سقوط خطيبي ثم مات بعد ذلك.

عندها وجه القاضي سؤالاً للرجل المتهم عما حدث بينه والمرحوم والشاكية، فقال : سقطت قدمي في أحدي الحفر المليئة بالمياه، وهذا السقوط ناجم عن أنني مريض، وهذا المرض يجعل جسدي يرتعش، ولا أستطيع السيطرة علي نفسي مما أسفر عن ذلك اتساخ ملابس هذه الفتاة، فما كان من الشاب الذي توفي إلا أن يضربني ضرباً مؤلماً على مؤخرة رأسي لدرجة أنني سقطت علي الأرض، وعندما نهضت من الأرض حاولت أن أرد له الاعتداء إلا أنني وجدت الشاب قوياً، الشيء الذي حدا بي أن أقول في قرارة نفسي : (يا رب لقد أراك قوته فيّ، فارني قوتك فيه)، ولم يمر علي هذا الدعاء إلا لحظات حتى سقط ذلك الشاب ميتاً.

فيما توجه القاضي بالحديث إلي الفتاة الشاكية قائلاً : لم يقتل الرجل خطيبك، غار عليك فصفع الرجل المشكو ضده، وغار حبيبه فقلته.

جواهر تكشف القصة المثيرة لنجوميتها عربياً في حوار استثنائي



....................

دفعت ثمناً غالياً لتحقيق الشهرة ولم أكن أملك مالاً لشراء المأكل والمشرب

...................

لم أتنكر لسودانيتي ومسقط رأسي بورتسودان أعتز وأفاخر بها حد الثمالة

..................

جلس إليها : سراج النعيم

.................

كشفت المطربة السودانية (جواهر)، المقيمة بالعاصمة المصرية (القاهرة)، أدق الأسرار في حياتها، وذلك من خلال حوار أستثنائي ردت فيه علي من شككوا حول سودانيتها مؤكدة أنها تعتز وتفتخر حد الثمالة بأنها سودانية من مدينة بورتسودان ، نافية نفياً قاطعاً ما يثيره البعض من اباطيل لا أساس لها من الصحة، قائلة كيف أفعل وأنا ولدت ونشأت وترعرعت فيها.

ماذا انتي قائلة في البدء؟

قالت : شددت الرحال إلي العاصمة المصرية (القاهرة) قبل سنوات واستقريت بها، ورغماً عن ذلك تظل صلتي عميقة بالسودان وقائمة إلي ما لانهاية، ويكفي أنه مسقط رأسي وموطن أهلي، وكلما سنحت لي فرصة أزوره، وأشارك في كل المحافل المرتبطة به داخلياً وخارجياً.

كيف استطعتي تحقيق النجومية علي مستوي الوطن العربي؟

قالت : بعد معاناة كبيرة وصلت إلي هذه المرحلة من النجومية رغماً عن أنني عانيت معاناة كبيرة في البداية، إذ لم أكن حينئذ أملك مالاً أتجاوز به مرحلة (الصفر)، هل تصدق أنني كنت غير قادرة علي شراء (المأكل)، (المشرب) و(الكراسات) للدراسة الأكاديمية في (القاهرة) أي أنني دفعت ثمناً غالياً، وعندما فكرت سفري إلي مصر نبعت من بنات أفكار الفنان الراحل زيدان إبراهيم، والذي نصحني بذلك بعد أن هددني أخي بالقتل في حال استمريت في ممارسة الموسيقي والغناء.

ماذا قال لك العندليب الاسمر؟

قالت : قال : (طالما أن لديك جذور مصرية، أري أنه من الأفضل لك أن تسافري إلي القاهرة حتي تتجنبي الاحتكاك بأخيك الذي في اعتقادي أنه لن يتركك وحالك، طالما أنه لا يريدك أن تزاولي مهنة الموسيقي والغناء، فيما بدأت التمثيل في العام 1997م، بينما بدأت مشواري الفني وسني صغيرة حيث كنت وقتئذ في المرحلة الابتدائية التي شاركت من خلالها في المحافل الدرسية، ثم انتقلت في العام 1995م للإقامة في القاهرة واستمريت في مشواري الفني، وفي هذا الإطار قدمت الكثير من الأغاني اشهرها (على الكورنيش).

عماذا تتحدث الدراما الاجتماعية التي تشاركين فيها؟

قالت : تعبر عن غدر الأصدقاء لبعضهم البعض، وغدر الزمن، وهي مذهب وكوبلهين، وكل كوبلي يحكي عن قصة مختلفة، وهي من كلمات علي عطية، والحان عبده مصطفي، وتوزيع طالب صقر.

أين وصل تعاونك فنياً مع شعراء وملحنين سودانيين؟

قالت : أنتجت أغنية وطنية بعنوان (ما اروعك يا وطن)، و(غمض عينيك) كلمات الشاعر ود حنتوب، وتأخر التعاون بيني وبينهم بسبب تركيزي علي استقطاب الدعم لمستشفي سرطان الأطفال، ولكن بعده سأتفرغ لإنتاج أعمال تجمعني بشعراء وملحنين سودانيين.

ألم تفكري في خوض تجربة التمثيل؟

قالت : لدي تجربة بعنوان (ديسكو خرسكو)، وهي من إخراج إيهاب عبداللطيف، الذي أخرج لي أخر فيديو كليب.

ما الدور الذي تؤديه في الدراما ؟

قالت : اتقمص دور المعلمة (جزارة)، أي والله العظيم جزارة، ثم ضحكت، واضافت : كل نجم حلقته منفصلة عن النجم الأخر، ويشير دوري إلي إنني ضبطت زوجي في (الديسكو) يخونني مع فتاتين، و بما إنني جزارة فلا أعرف سوي لغة (الذبح)، ومن هنا أدخل (الديسكو) وبرفقتي اثنين من عمالي وأقول لزوجي : (بقولك ايه يا معلم)، ثم اهجم عليه.

ما هي الأصوات النسائية التي لفتت نظرك في السودان؟

قالت : كورال كلية الدراما والموسيقي، الذي هو من الأصوات الدارسة التي أتمني لها حياة فنية أفضل من حياتنا، وفرص أكبر من فرصنا.

هل يمكننا الخروج بالأغنية السودانية من المحلية إلي فضاءات ارحب؟

قالت : في وقت سابق كانت الميديا السودانية محدودة، إلا أنها الآن أصبحت ذات بصمة واضحة في خارطة الإعلام الفضائي.

ما الأصوات التي لفتت نظرك في الفضائيات السودانية؟

قالت : هنالك أصوات كثيرة تتمتع بإمكانيات صوتية جميلة، وذات حضور مميز.

لماذا لا نشاهد لك فيديو كلبات؟

قالت : هي لا تبث علي القنوات الفضائيات السودانية، بل يتم بثها في القنوات الفضائية العربية الخاصة ببث الموسيقي والغناء، نسبة إلي أن الأجهزة الإعلامية في الوطن العربي أصبحت لا تمنح الموسيقي والغناء مساحات في خارطة برامجها، إنما يتجهون بها إلي برامج (التوك شو)، بعد أن سيطرت السياسة علي المتلقي.

هل انتي هلالابية؟

قالت : لا ليس هلالابية، ولا مريخابية، بل اشجع المنتخب القومي السوداني.

هل تشاهدين مباريات كرة قدم محلياً أو عالمياً؟

قالت : نعم اشاهدها، ودائماً أركز علي مباريات المنتخب السوداني القومي، أما علي الصعيد العالمي فإنني دائماً ما الحظ أن (ميسي عامل قلق)، بالإضافة إلي (نيمار) و(رونالدو)، وهذه المتابعة الدقيقة للرياضة تولدت بعد أن غنيت (كابتن ماما) التي جعلتني الم ببعض الدوريات والمنتخبات والاندية واللاعبين.

لماذا رفض اخوك فكرة أن تصبحي فنانة؟

قالت : أنت تعرف أخي سراج النعيم أن مسألة غناء المرأة مرفوض في السودان، فما بالك وأنا من شرق السودان ذو الثقافة المختلفة عن الثقافات السودانية عموماً، المهم إنني سافرت إلي (القاهرة) ودرست، ثم التحقت بالنادي النوبي، إلي أن جاءت إنطلاقتي الحقيقية بالبوم (اسمريكا) المنتج في مصر علي مستوي الوطن العربي.

وماذا عن إنتاج جواهر الفني عبر منتجين سودانيين؟

قالت : انتجت البومين غنائيين ليس خاصين بأعمالي، بل بأغاني الأخرين، حدث هذا لإنني آنذاك كنت طالبة، ولم يكن لدي إمكانية أن أطلب من الشعراء أغنيات خاصة، نسبة إلي إنني كنت فقيرة، لدرجة عدم مقدرتي شراء الكراسات والأقلام، وهكذا حال كل الطلاب الذين يدرسون خارج البلاد، فإنهم يعانون من هذه الإشكالية، فالأهل يوفرون لهم السكن، أما الدراسة والكراسات والأقلام والمأكل خاصة.

وماذا عنك الآن؟

قالت : الحمدلله أقدر الفنان الذي يتعامل معي فنياً ومعنوياً ومادياً وأدبياً.

بصراحة كيف نخرج بالأغنية السودانية؟

قالت : نحن لدينا أصوات جميلة وشعراء يكتبون شعراً مميزاً، وملحنين يلحنون الحاناً رائعة، خاصة بنات كورال كلية الموسيقي والدراما الذين إذا غنوا مقامات شرقية صريحة، فإن في إمكانهم إيصال أصواتهم للإذن العربية بكل اريحية، بالإضافة إلي أن الميديا السودانية أصبحت تخدم الفن أكثر مما كانت عليه في الوقت السابق، ولها بصمة واضحة في خارطة الفضاء العربي، فمثلاً في (الفيس بوك) إذا (كح) سودانياً تجد أن الوطن العربي كله يتحدث بها.

ترباس في حوار جرئي قبيل سفره خارج البلاد

 



....................

أنا ما داير أعمل بيت لأنني استثمر في أبنائي الدكاترة والمهندسين

...................

لو خالف عازف زملائه ولو في (الشرابات) لا أدعه يعزف معي

..................

جلس إليه : سراج النعيم

.................

أجلست الفنان الفخيم كمال ترباس في كرسي ساخن رد من خلاله علي أسئلة وضعتها علي منضدته قبيل مغادرته البلاد متوجهاً إلي المملكة العربية السعودية ومنها إلي دولة الإمارات العربية، والذي أشار فيه إلي أن الفن يكلف الفنانين مالياً، فهو يتطلب في الفنان الصرف على نفسه، فالشهرة والنجومية لهما ضريبة باهظة الثمن يجب أن يدفعها قبل أن يحسب على قبيلة الفنانين، فالأزياء مرتبطة بالمظهر ارتباطاً عميقاً، فمثلاً الفنان إذا ذهب لأداء واجب العزاء في أي مكان فإنه يجب أن يدفع في الكشف بحسب اسمه، ولنأخذ مثالاً ثانياً لو صادفك (شحاد) في الشارع العام وطلب منك المساعدة يجب أن لا تدفع له كسائر الناس لأن الذي تخرجه من جيبك لابد أن يوازي اسمك، وإذا كانت الحسنة عند الله سبحانه وتعالي بعشرة أمثالها، فلماذا لا أضاعفها، وهو الذي أعطاني هذا المال لذلك تجدني دائماً أحب أن يكون الناس مترابطين بعضهم البعض، فأنا بالي كله في الفقراء والمساكين، وهذه هي أسباب خلافي مع من لا يتجهون في هذا الإطار.

رأيك بصراحة في الألقاب التي تطلق على بعض الفنانين؟

قال : ما يحيرني الالقاب لأنني وقفت عندها كثيراً فوجدت أنها أشبه بمن لا يملك لمن لا يستحق يعني ما ممكن يقولوا هذا الفنان (ملك) فهم بهذا يضحكون على عقول الناس.

لمن تمنح لقب (ملك)؟

قال : حسين شندي فهو يستحق أن يطلق عليه هذا اللقب مع العلم أنني لا أقلل من قيمة ذلك الفنان، فأنا قبلاً سئلت من هو فنان الموسم القادم؟ فقلت حسين شندي فزعل مني ذلك الفنان، وقال لي كيف تقول حسين أنا موش صاحبك فقلت له : دي ما فيها صحبه دا خط أحمر وهو دايرني أجاملوا وأنا داير ابري ذمتي.

لماذا تهاجم البعض من زملائك؟

قال : أنا إنسان واضح ولا أعرف المجاملة، لذا أدخل دائماً في بعض المواجهات، إلا إنني لا أحمل مثقال ذرة من حقد أو حسد في قلبي لأي زميل من الزملاء في الوسط، بل أحبهم جميعاً وأتواصل معهم بشكل مستمر، بدليل إنني لا أخلد للنوم إذا كنت علي خلاف مع أي شخص ولا يهدأ لي بال حتى اتصالح معه.

ماذا أخذ منك الانتماء للوسط الفني؟

قال : خصم مني الكثير خاصة عندما أكون مسافراً خارج البلاد، ويصادف ذلك حدوث بعض المناسبات، لذا لا أستطيع التواصل مع أصحابها إلا عقب عودتي لأرض الوطن.

رأيك في برنامج (أغاني وأغاني) الذي يبث سنوياً بقناة النيل الأزرق؟

قال : البرنامج فقد بريقه، وأصبح يكرر نفسه بالإضافة إلي أنه أضحي حكراً علي فنانين بعينهم، وهذا يدل علي أنه استنفذ أغراضه، ولم يعد جاذباً للمتلقي، وعندما شاركت في هذا البرنامج كنت أهدف إلي أن أحدث بعضاً من التغيير.

كيف تنظر إلي القضايا المرفوعة من الشعراء ضد الفنانين؟

قال : القال حقي غلب، ولكن رفع الدعاوي الجنائية أو القضائية ضد الفنانين تضر بالشاعر لأن الناس ستخاف من التعامل معه حيث يقولون لك دا لو غنيت من كلماته سوف يأخذ منك الأغاني بعد أن تشتهر وترتبط بالجمهور، وهي تجعل الإنسان يتهيب التعاون معه فنياً، وهنالك البعض من الشعراء يتخذون الإجراءات القانونية من أجل الشهرة بحيث يكون غناه لم يأخذ حيزاً من الإنتشار يمشي يفتح بلاغ يطالب فيه بحق الأداء العلني، وأنا ضد فكرة شاعر يشكو فنان، وأتمنى دائماً أن يدخل أهل الوسط الفني طرفاً في خلافات من هذا القبيل حتى يجدوا لها حلولاً ناجزة لا تدعها تصل قاعات المحاكم، ولكن الشئ المؤسف أن البعض يكون سعيداً لمثل هذه القضايا.

ماذا عن مظهر الفرقة الموسيقية ؟

قال : إنني أهتم جداً بالمظهر العام للفرقة الموسيقية، فلو صادف أن خالف عازف من العازفين زملائه ولو في (الشرابات) لا ادعه يعزف معي في الحفلة وان كنت احترم افراد فرقتي الموسيقية، وأتعامل معهم كأصدقاء، ولكنني مجرد ما صعدت علي خشبة المسرح لا أجامل إطلاقاً في فني ، والموسيقي الذي يلتزم بالزمن وأداء واجبه لن تكون له معي مشكلة.

لماذا لا تريد تشييد منزل خاص بك وأسرتك، وتكتفي بالسكن بالإيجار؟!

قال : أنا ما داير أعمل بيت لأنني استثمر في أبنائي الدكاترة والمهندسين والمحامين اليس هذا أفضل من أن يكون منزلي خاوي علي عروشه ، انا بخلق في جيل صالح للمجتمع طبياً وقانونياً وهندسياً هسع انا غالبني اشتري قطعة ارض وابنيها علي افخم الطراز المعماري الحديث ابداً لا يغلبني ومن طرف شنطة عربتي يمكنني فعل ذلك، ولكنني لدي هدف محدد في رأسي هو ان اؤهل أبنائي اكاديمياً.

مقاطعاً بمقياس ما ظللت تدفعه في بيت الايجار كان الاجدي ان توفره لشراء منزلك الخاص؟!

قال : أنا ماعندي مشكلة لأني ما داير أعمل بيت (هايف) يقوم يقع فيني أنا داير أعمل بيت يليق باسم كمال ترباس.

ما الذي جنيته من الفن؟

قال : أحمد الله كثيراً أنه أضاف لي الكثير في حياتي الخاصة والعامة، ومن خلاله حققت أحلامي وأشواقي، كما إنني استطعت به أن أجعل أبنائي يدرسون الدراسات الأكاديمية التخصصية، إذ أنهم تخرجوا من الجامعات في المجال الطبي والهندسي والقانوني، وهذه في حد ذاتها نعمة من المولي عز وجل.

لماذا رفضت الحان صلاح ادريس ؟

قال : لم أفعل ذلك بدليل أنه أعطاني أغنية، إلا أنه لم يتنازل لي عنها، ولم يجلس معي لوضع الخطوط العريضة، ولو لم يتم ذلك لن استلم الأغنية التي تحمل عنوان (ممكن ولا ما ممكن) كلمات اسحق الحلنقي، ورأى في اللحن أنه جميل.

ما سر الإشكالية بينك والشاعر تاج السر ابو العائلة ؟

قال : نعم لي معه خلاف بعد أن لحنت له أغنية (فيك الرجي، فقد التقيت به في شارع الموردة لأول مرة وعرفني على نفسه على أساس أنه شقيق حسن ابو العائلة، وكان أن أدخلني إلي مكتبه، وقرأ لي النص الغنائي المعني، فقلت له هذه الأغنية سوف أضع لها الألحان، وكان أن فعلت، ونفس ما قلته لك الآن صرحت به في احدى الأجهزة الإعلامية، فما كان منه إلا وزعل مني معتقداً أنني قصدت الاساءة له كون أنني قلت التقيت به بـ(الصدفة) في الشارع العام، وأنا لم أكن أتوقع أن يفهمني خطأ لأنه هو إضافة لكمال ترباس بالأعمال الغنائية التي قدمها لي، وما أن انتهينا من تلك الحكاية إلا وذهبت إليه في منزله بالعرضة لإعطائه مبلغاً مالياً يتعلق بتسجيلي أغنية (فيك الرجي) بالتلفزيون، وبعد الاستلام كتب لي تنازلاً، ومن ثم دفع لي بنصين غنائيين قلت له تنازل لي عنهما بواسطة المحامي حتى أشرع في وضع الألحان لهما وأول ما كتب لي التنازل طلب مني المبلغ المالي الخاص بالنصين الجدد، فقلت له اعتبرني ما غنيت لك لأن هذا الأسلوب ليس بأسلوب شاعر، وعليه رفضت الأسلوب، وقلت له ما تنسى أنك مغترب عملتك من ما في تجي تقول لي داير قروش، ورغم أنه رسل لي اعتذارات إلا إنني ما قبلتها، لأنني أعتقد أنه إنسان غير وفي.

ما هو جديد ترباس في المرحلة المقبلة؟

قال : لدي عدداً من الأغاني الجديدة أبرزها (كنت فاكر) كلمات فتح الله إبراهيم الذي لحنت له قبلا أغنية (حب الناس مذاهب) و(بتخليك)، بالإضافة إلي أغنيتين (كيفن اخاصمك يا جميل) و(طريت شندي) كلمات الشاعر الكبير عبد الله البشير، وسوف أصدرهم في البوم غنائي، والبوم (طريت شندي) ساهم فيه عبد الله البشير مساهمة كبيرة يعني ما قصر فيه أبداً ولكن انا مقصر معه.

سراج النعيم يكتب : الطلاق يقود رجالاً للسجن

 


....................

من المؤكد أن معظم الرجال الذين هم خلف قضبان السجون بموجب (يبقي لحين السداد) ورائهم بعض النساء، والقليل منهن حدث معهن ذات الأمر من الرجال، إلا أن الكثير من النزلاء دخلوا السجون بسبب مديونيات دفعتهم إليها زوجاتهم أو نساء شاركنهم في عمل تجاري أو ظهروا لهن صكوكاً.

والشواهد علي ذلك كثيرة، فالبعض من الرجال والنساء ينظرون إلي الأخر من باب المصلحة الذاتية، فيدخلون علي ذلك النحو في معاملات تجارية غير محسوبة العواقب، ربما يخسرون في إطارها الحرية الشخصية، الأمر الذي يضطرهم إلي تغطية العجز بالاتجاه إلي الشراء والبيع بـ(الكسر)، وانتهاجهم ذلك النهج يضاعف من مديونياتهم التي تصل في كثير من الأحيان إلي مليارات، كالذي حدث مع ذلك الشاعر، والفنانة إنصاف مدني، هكذا يجدون أنفسهم ضحايا الانجراف وراء تيار التجار والسماسرة الذين يقودونهم نحو البلاغات، أوامر القبض، حراسات أقسام الشرطة والسجون.

ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ تجارية، منح في ظلها ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺠﺪ أن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻮﻓﻴﻦ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺗﺼﻨﻴﻔﻬﻢ، ﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ هو ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺳﻴﻦ ﻭﻓﻘﺎً للشيكات ﺍﻟﻤﺮﺗﺪﺓ ﺃﻭ ﺗﻈﻬﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ، يبقون في السجون لحين السداد، ﻓﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﺑﺔ، واﻟﻘﺼﺺ المثيرة، وأخرها القضية المعروفة للفنانة إنصاف مدني الشهيرة بملكة (الدلوكة)، وبعض رجال المال والأعمال والسيدات، اللواتي ﻭﺍﺟﻬن ﺍﺗﻬﺎﻣﺎً ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (179) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ الاتهام ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻧﻈﺎﻡ (ﻻﺗﻴﻨﻲ- إﻧﺠﻠﻴﺰﻱ)، ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭﻩ ﻓﺘﺢ ﺑﻼﻍ ﺟﻨﺎﺋﻲ، ﺑﻌﺪ أن يضع ﺍﻟﺼﻚ ﺿﻤﻦ ﻋﺮﻳﻀﺘﻪ التي يقدمها إلي وكيل النيابة، ومن ثم يتم إلقاء القبض عليه، ﻭﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻳﺨﻠﻲ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺎﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ : (ﺍﻷﺻﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ)، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺎﺩﺓ (179) ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ، ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺗﻜﺘﻆ بمن هم كتبوا أو ظهروا الشيكات.

تنامت وتزايدت الظاهرة بشكل مطرد ومثير جداً للقلق، مما قاد إلي أن يكون أعداد المحكومين في قضايا الحق الخاص و(يبقي لحين السداد) كثر، خاصة وأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بنص المادة (179) من القانون الجنائي.

إن الواقع الملموس يشير إلي أن بعض النساء يلعبن دوراً كبيراً في التدهور المالي المريع الذي وصل إليه بعض الرجال بسبب الظروف الاقتصادية القاهرة، خاصة وأنهن يسيطرن سيطرة تامة عليهم، إذ أن معظمهن يهددن أزواجهن بـ(الطلاق)، وذلك باللجوء إلي المحاكم ورفع الدعاوي القضائية التي يطالبن من خلالها بـ(النفقة)، لعلمهن أنهم سوف يعجزون من تسديد المبلغ المحكوم به، مما يضطر القاضي إلي الحكم عليهم بموجب (يبقي لحين السداد)، علماً بأنه وفي السابق كانت هناك بعض الحالات (الشاذة) التي تسيطر في ظلها النساء علي الرجال، وهذا ربما يتم بشكل فردي، والشواهد علي ذلك كثيرة، مثلاً شجرة (الدر)، (فيكتوريا)، (كليوباترا)، (هيميكو)، وغيرهن، أما حينما ننظر بمنظار فاحص في الوقت الحاضر، فإننا نجد أن بعض النساء يسيطرن سيطرة غير منطقية، أشارت لها بعض الدراسات والأبحاث التي بينت أن الأغلبية العظمي من الرجال تسيطر عليهم زوجاتهم.

وأتذكر إنني أجريت تحقيقاً صحفياً من داخل سجن امدرمان، أكد من خلاله معظم المسجونين بأنهم حكم عليهم في (نفقات)، أي أن زوجاتهم السابقات هن السبب الذي أوصلهم إلي هذه المرحلة المتأزمة، فهن دائماً ما يدرن منازلهن بعقلية حب التفاخر والتباهي، مما يضطر الأزواج للاستدانة، وإذا لم يفعلوا فإنهم مهددين بـ(الطلاق)، خاصة وأن قانون الأحوال الشخصية يساعدهن في تحقيق أهدافهن الرامية إلي كيفية إنفاق الأموال التي يجنيها الأزواج من عملهم أو التي يقترضونها، وربما خوف الزوجات من (الضرات) يجعلهن يبددن الأموال حتي لا يدعن مجالاً ليفكر أزواجهن مجرد التفكير في الزواج للمرة الثانية، وبهذه الطريقة استطاع الكثير من الزوجات السيطرة علي الأزواج، وهذه السيطرة نسبها تتفاوت من حالة إلي أخري، أي أنه تحكمها الأسر من حيث التحضر والانفتاح علي المجتمع، خاصة وأن نسبة السيطرة النسائية في ارتفاع مخيف، فلربما يكون السبب الرئيسي فيها هو محدودية التفكير.

ومما ذهبت إليه لابد من التأكيد بأن هنالك سيدات عظيمات نجحن في مساعدة أزواجهن وإدارة شئون المنزل بصورة ممتازة، وعدم زعزعة أزواجهن ما بين العمل والمنزل، وأمثال من أشرت لهم يستحقون المقولة : (وراء كل رجل عظيم امرأة).

سراج النعيم يكتب : أما ٱن الأوان (عمر) أن يرتاح هذا الشعب فوالله (تعب) ثم (تعب)

 


............................

سبق وكتبت عن الظروف الاقتصادية القاهرة التي يركن إليها المواطن المغلوب علي أمره، والذي كلما أشرقت عليه شمس صباح جديد يجد الأسعار مرتفعة بما يفوق طاقته عشرات المرات، لذا ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺗﺸﻜﻞ ﻫﺎﺟﺲ ﺃﻭ ﺗﺪﻫﺶ ﺃﻭ ﺗﻔﺎﺟﺊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ، ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻪ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻲ، ﻭﻫﻲ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﻨﺘﻬﺠﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺳﻴﻄﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ، ﺑﻞ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻼﻋﻮﺩﺓ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻇﻞ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺨﺒﻂ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻢ ﻓﺼﻞ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﺗﻀﻊ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ، سوي الإعتماد علي محمد أحمد الغلبان الذي انهك تماماً بكثرة (الجبايات).

ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفني ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺃﺻﺎﺏ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺈﺣﺒﺎﻁ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﺜﻮﺭ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭات المتعلقة بحياته اليومية، ﺛﻢ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺄﻗﻠﻢ معها، وكأنه استسلم لذلك الواقع المرير الذي هو ﻣﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺽ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﻌﻈﻢ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻳﻤﺪﻭﻥ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭ ﻭﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺠﻨﻮﻧﻲ ﻟﻸسعار دون سابق إنذار، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺗﻘﺮﻫﺎ ﻭﺗﻌﻠﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺗﺘﻢ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺭﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺠﻨﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ في السوق الموازي، وهو السوق الذي ﻋﺠﺰﺕ في إطاره ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﺒﺢ ﺟﻤﺎﺣﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺨﻠﻖ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍً، والأكثر تأثراً بهذا الواقع المذري أفراد القوات النظامية (الجيش) و(الشرطة) علي وجه التحديد، ضف إليهم شرائح الفقراء والمساكين، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﻤﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺻﻌﺐ ﺟﺪﺍً، ﻭﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﻷﻋﺒﺎﺀ عليهم.

فيما نجد أن الأسعار تزداد يوماً تلو الاخر، وهكذا تمر الزيادات ﻛﻐﻴﺮها ولا ﻳﺤﺮﻙ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺳﺎﻛﻨﺎً، ﺑﻞ يستسلم تماماً لها، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ (ﻓﺎﺗﻮﺭﺓ) ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻓﻮﺍﺗﻴﺮﻩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺃﺻﻼً، ﻭﺑﻼ ﺷﻚ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺗﻴﺮ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍً ﺗﻤﺰﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺍﻗﻊ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﺘﺪﻫﻮﺭ ﺟﺪﺍً، ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺗﺪﻫﻮﺭﺍً نتيجة السياسات الخاطئة.

ﺇﻥ أي ﺯﻳﺎﺩﺓ في الأسعار تأتي ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻳﺸﻬﺪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻇﺮﻭﻓﺎً ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﺯﻡ، ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻨﻮﺩ ﺻﺮﻑ ﻛﺎﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ ﻭﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭﺍﺕ والسفر ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺷﺮﻗﺖ ﻋﻠﻲ ‏(ﻣﺤﻤﺪ أﺣﻤﺪ) ﺍﻟﻐﻠﺒﺎﻥ ﺷﻤﺲ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻊ، ﻋﻠﻤﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻤﺢ وﻤﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻇﻠﺖ ﺗﺒﺮﺭ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻳﻐﻂ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ، ﺇﻻ ﻗﻠﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻭﻥ ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺴﻠﻤﻮﻥ ﺛﻢ ﻳﺘﺄﻗﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﺷﺠﻊ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ، ﻓﻼ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻳﺘﺨﻮﻓﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪﺭﻭﻧﻬﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ .

ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﺷﻜﺎﻻً ﻭﺍﻟﻮﺍﻧﺎً ﻭﺍﺑﻌﺎﺩﺍً ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺗﻌﺪﻳﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻭﺳﺠﻦ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﺸﻐﺐ، ﻓﻬﻞ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺃﺑﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍً ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻭﺗﻀﻄﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺫﻟﻚ ﺳﻠﻤﻴﺎً، ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﻖ ﻛﻔﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺃﻥ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺷﺊ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻉ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ إحتجاجات.

ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ، ﻛﻤﺎ ﺻﻤﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ومع هذا وذاك فإن ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺧﻴﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻫﺾ الارتفاع الكبير في السلع الاستهلاكية ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺭﻕ ﻣﻀﺎﺟﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ، فإﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻧﻈﻞ علي ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﺃﻭ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ، ﻓﻜﻞ ﺗﺎﺟﺮ ﺃﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﺷﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺳﺎﺋﻖ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺑﻤﺰﺍﺟﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ، ﻓﻼ ﺭﺍﺩﻉ ﻭﻻ ﻭﺍﺯﻉ ﺩﻳﻨﻲ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ‏(ﺗﻌﺐ) ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻓﺎﻗﺪ ﻟﻠﺪﻟﻴﻞ، ﻭﻻﻳﺪﺭﻱ ﻣﺘﻰ ﺗﺼﺪﻕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻭﻋﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﻋﻮﺩ ﺗﺨﺪﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﺻﺎﺑﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻱ ﺃﻛﺜﺮ (29) ﻋﺎﻣﺎً، ﺍﻓﻤﺎ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ سيدي ‏(ﻋﻤﺮ ) ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ.

سراج النعيم يكتب : فتيات الفيس بوك والواتساب!



.....................

وقفت متأملاً القصيدة الشهيرة ( بانت سعاد) التي صاغ كلماتها الشاعر ﺍﺑﻦ ﺯﻫﻴﺮ، لما فيها من مواعظ وعبر لكل فتاة لا تتعظ أو تعتبر مما يشهده العالم بصورة عامة من تحولات علي كافة الأصعدة والمستويات.. ربما أنني وقفت تلك الوقفة التأملية من واقع أن القصيدة تحمل في مضامينها أوصاف البنت الجميلة العفيفة الصادقة التي انجرفت في يومنا هذا ناحية التأثر بالثقافات الغربية ما أفقدها الصفات التي يبحث عنها شاعرنا في قصيدته (بانت سعاد) بمشاعرها وأحاسيسها الصادقة النبيلة فهي قبل الولوج إلي عالم التقنية الحديثة لم تكن تعرف الرياء ولا الكذب في حياتها العامة والخاصة أي أنها نقية الدواخل ولا تبحث سوي عن حياة مليئة بالدفء والحب بالصورة الشرعية ولكنها بكل أسف أصبحت في عصرنا هذا بعيدة كل البعد عن تلك الصفات التي صادفت قبولاً منقطع النظير من منذ ذلك التاريخ الذي ألفت فيه القصيدة وإلي الآن.. ما حدا بها أن تضع شاعرها في مرتبة عليا وتلبسه تاجاً من الإكليل الذي جعله يحتفي بقصيدته التي أضحت عنده محل فخر وإعزاز وأمتد ذلك الفخر والإعزاز حتى للشعراء المتعاقبين علي الحركة الثقافية.

لذلك تبقي قصيدة ( بانت سعاد ) من القصائد النادرة التي توضح بجلاء مواصفات الفتاة الموجودة داخل كل منزل وهي الفتاة التي أشار إليها الشاعر في أبيات قصيدته إلا أننا نفتقدها اليوم لبعض العوامل التي أفرزتها الظواهر السالبة التي تطل برأسها ما بين الفينة والأخرى.. مما أدي إلي أن تصبح سعاد تلك التي ينشدها الشاعر في قصيدته ( بانت سعاد ) وننشدها نحن في المجتمعات العربية.. نسبة إلي العولمة ووسائطها المختلفة والتي بدورها تنقل لنا الكثير المثير من القصص المندرجة في هذا الإطار فألمت بالقلوب بعضاً من الأحزان والآلام الأشد قسوة لغياب سعاد من الأسباب التي تطرقت لها بصورة عامة.. ومن هنا لابد من أن أطرح سؤالاً لماذا لا تكون هنالك سعاد بمثل سعاد شاعرنا العربي الذي ابكي بها العاشقين دون أن تراه عيونهم التي تاقت لرؤيته رغماً عن أنه ظهر في عصر لم يكن بأي حال الأحوال فيه ما نشهده من تقنية حديثة وأدوات تساعد علي أن نعود بالعادات والتقاليد إلي سابق عهدها فالكثير منا يمضي في الاتجاه الخاطئ بالانجراف وراء الظواهر السالبة التي لا تشبهنا باعتبار أنها دخيلة علي المجتمعات ما أفقد البعض من الفتيات صفات سعاد في القصيدة الخالدة في ذاكرة الأمم العربية وإذا تيسر لكل فتاة قراءتها فإنها دون أدني شك ستجد فيها ما تبحث عنه بعيداً عن البحث في الثقافات الغربية.

وبالرغم من أن البعض من المثقفات اطلعن عليها إلا أنهن بكل أسف تجدهن قد دخلن في النفق الضيق نفسه لذلك لابد من أن تلجأ الفتيات إلي ما يقودهن إلي الجمال والعفة حتى لا يكن ضحايا ما تفرزه الثقافات المغايرة فهي قطعاً ثقافات تتعارض مع الثقافات العربية.

ومن قصيدة ( بانت سعاد ) يجب أن تعمل كل الفتيات علي التأطير إلي مفهوم الأمن الفكري ضد الظواهر السالبة التي ينتجها العالم الغربي بصورة مستمرة خاصة وأنها تدعو إلي الانقياد بها بعيداً عما جاء في الدين الإسلامي.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...