.....
*التقاه : سراج النعيم*
.....
كشف عازف الكمان الشهير مامون صالح الرضى محمود، عضو اتحاد الفنانين، وعضو اللجان المساعدة للنادي تفاصيل مؤثرة وحزينة حول سقوطه داخل استديو قناة النيل الأزرق، وذلك أثناء تسجيل برنامج (بياض ناصع).
وقال : بدأت حالتي الصحية تسوء يوماً تلو الآخر، وتأزمت أكثر مع أزمة (دواء) في البلاد، وهو ما أدى إلى حدوث انتكاسة كبيرة في حالتي الصحية، ورغماً عن ذلك كنت أمارس مهنتي الموسيقية حتى أتمكن من الإيفاء بالتزاماتي الأسرية خاصةً وأن الظروف الاقتصادية ضاغطة جداً، لذلك كنت مضطراً للضغط على نفسي لتمزيق (فواتير) لاحصر لها ولا عد، هكذا إلى أن سقطت على وجهي داخل استديو قناة النيل الأزرق الذي سجلت فيه ثلاثة مقطوعات موسيقية عبارة عن فواصل، وسبحان الله ما أن انتهيت منها، إلا وسقطت على وجهي، ليثم على إثر ذلك اسعافي على جناح السرعة إلى المستشفى، ومن ساعتها دخلت في (دوامة) المرض الذي أشكر في إطاره الله والخيرين والزملاء داخل وخارج السودان، وبفضل الله ووقفتهم معي شددت الرحال إلى القاهرة، والتي أمضيث فيها أربعة أشهر تقريباً، وخلالها تلقيت العلاج لدى الدكتور المصري أحمد حجاب الذي بدأ معي الفحوصات، وتشخيص حالتي الصحية من الأول، ومن ثم منحى الأدوية في الأسبوع الأول، وعندما عدت إلى الطبيب مرة اخري قال : (الدواء الذي أخذته كان نصف الجرعة، لذلك ستأخذ الجرعة كاملة في أسبوعين)، هكذا إلى أن تماثلت للشفاء، عموماً إلا أنه طلب مني معاودته بعد ستة أشهر.
وأضاف : أشكر الزملاء الموسيقيين باتحاد الفنانين، وزملاء الدراسة والأصدقاء في أمريكا، أوروبا، كندا، دول الخليج ومصر، فهم جميعاً لم يقصروا معي طوال فترتي المرضية.
وحول علاقته بالفنان الراحل زيدان إبراهيم، قال : كنت محظوظاً جداً بالعزف مع العندليب الأسمر، فهو كان قمة الشجن والاميتاع، وذلك رغماً عن إنني عزفت قبلاً مع الموسيقار محمد الأمين، الدكتور حمد الريح، العملاق عبدالكريم الكابلي وآخرين إلا أن عزفي خلف زيدان إبراهيم امتد إلى (14) عاماً تقريباً.
وعن كيفية تعامل العندليب الاسمر معهم؟، قال : كان يتعامل معنا تعاملاً راقياً جداً، خاصةً وأنه متواضع جداً.
وماذا؟
زيدان إبراهيم فنان مثقف، ولديه مكتبة ثقافية ضخمة في المنزل، وكلما دلفت إليه أجده ممسكاً بمؤلف من المؤلفات.
هل وضع ألحان لأغاني من أغانيه؟
لحن أغنية (عشان لهفة عيون حلوين)، (صحي اتغيرت أنت)، (جميل ما سألناهو)، (بتتبدل يا غالي مع الأيام) وغيرها.
ماذا عن علاقتك بالأسطورة الراحل محمود عبدالعزيز؟، قال : رغماً عن أنه ربطتني به علاقة قوية إلا أن أول عمل لي معه كان في عيد من الأعياد حيث جئت اتحاد الفنانين مع زميلي (عاطف) عازف الايقاعات، ووجدنا زملائنا الجندي، صلاح طايشين، ربيع وصلاح دنب، وأثناء ما نبارك في العيد لبعضنا البعض تفاجأنا بوقوف عربة أمام مدخل اتحاد الفنانين، ونزل منها الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وبعد أن بارك لنا العيد قال : (يا شباب لدي أصدقاء أصروا على أن أغنى لهم في حي (ود دره)، وليس لدي فرقة موسيقية، لذلك لا أدري ماذا أفعل؟)، عموماً ذهبنا معه إلى مكان المناسبة، وغني كما لم يغن من قبل، ومن ساعتها توطدت علاقتي به أكثر وأكثر، ثم عزفت معه في مناسبات كثيرة، وسافرت معه كثيراً.
وأردف : من الأشياء التي لا يمكن أن أنساها نهائياً في فترة مرضى الأولى، وقبل أن اتلقي العلاج في مركز القلب بالخرطوم كنت اتبادل أطراف الحديث مع زميلي يوسف القديل، وأثناء ذلك اتصل عليه الراحل محمود عبدالعزيز به، وبعد الانتهاء من الحديث بينهما أكد له بأنني معه، وكان أن أعطاني إليه بالهاتف، فسألني عن اخباري؟، فقلت : الحمدلله، ولكن اتلقي في العلاج، فقال : (يا مامون ما تشيل هم، فأنا في الأسبوع القادم سأعمل لك حفل جماهيري لصالح علاجك في نادي الضباط، وهو تبرع مني لك)، إلا أنه بعد أسبوع من هذه المكالمة اسعف إلى مستشفى (رويال كير)، فيما كنت مريضاً مرضاً شديداً لدرجة أن الفنانين ابوعركي البخيت، نجم الدين الفاضل، سيف الجامعة ومحمدية كانوا قلقين جدآ على.
وتابع : محمود عبدالعزيز إمتداد لزيدان إبراهيم، عبدالمنعم الخالدي، الهادي الجبل وأحمد ربشة، والأخير تأثر به الحوت، ولكن بطريقته الخاصة، والتي تميز في ظلها بصوته (الجبلي)، أي أنه صاحب إمكانيات صوتية تجعله يغني بدون مؤثرات أو آلات موسيقية أو ساوند سيستم (مكبر-صوت)، ومع هذا وذاك عاش ضغوطات نفسية إلا أنه كان إنساناً صبوراً، بدليل أنه كان يفرح الناس، وهو يتمزق من الدواخل.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.