الأحد، 9 مايو 2021

*سراج النعيم يكتب : إلى متى يظل الشعب (فقيراً)؟*

 


..... 

مما لاشك فيه، فإن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ومن بعده الحكومة الانتقالية فشلا فشلاً ذريعاً في إدارة الملفات الاقتصادية، وهو الأمر الذي أفقر الشعب السوداني بصورة لم يألفها قبلاً أو يشهد لها مثيلاً، ورغماً عن ذلك صبر.. صبر سيدنا أيوب عليه السلام، إلا أن كل نظام من الأنظمة يستدر عطف الشعب بالشعارات الايدلوجية الزائفة، فمثلاً النظام البائد استدر عطف إنسان السودان بما يسمى بالمشروع الإسلاموي، والذي لم يكن سوي مدخلاً لـ(لفساد) الذي آلت إليه البلاد وآل إليه العباد، فيما استدرت الحكومة الانتقالية عطفه بالتغيير، لذلك أستمر الوضع الاقتصادي المذري بما لا يمكن تصوره نهائياً. 

إن الأوضاع الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها البلاد افرزتها السياسات الاقتصادية (الفاشلة) بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وكلما مر عليها يوماً تظهر نتائجها (السالبة) في المجتمع تدريجياً، وتحاصر إنسان السودان مع إشراقة كل صباح، وتستمر معه إلى أن يخلد للنوم، هكذا وصل السواد الأعظم لمرحلة متأخرة جداً من (الفقر)، ومن ثم (الجوع) الذي أصبح سمة من السمات البارزة في المشهد السوداني، فالضائغة الاقتصادية جعلت الحياة المعيشية صعبة جداً، ولا يدري المستهلك كيف يحصل على وجبة واحدة في ظلها، ناهيك عن ثلاث وجبات في أوضاع اقتصادية أشبه بعام (الرمادة) الذي شهدته المدينة إبان خلافة سيدنا عمر بن الخطاب، لذا السؤال الذي يفرض نفسه، هل يجوز تطبيق (حد السرقة) على إنسان سرق من أجل أن يأكل؟ الإجابة تكمن في النفي، وهو ذات الأمر الذي ذهب إليه الفقهاء، خاصة وأن تطبيق (حد السرقة) تحكمه شروط واجب توفرها في الحالة المراد أن ينفذ فيها (حد السرقة)، وعليه فإن ما جري في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، وما يجري في ظل الحكومة الانتقالية أشبه بـ(القحط العام الذي أضطر الناس للخروج من منازلهم بحثاً عن قوت يومهم)!.

ما كيفية حل مشكلة (الفقر) الذي وصل إليه إنسان السودان رغماً عن تغيير نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي استمرت بعده الأزمات، واسفرت ظواهر (سالبة)، وهذه الظواهر تستوجب ﺇﺟﺮﺍﺀات استثنائية في مواجهة كل من تسبب في افقار إنسان السودان حد (الكفاف)، وأمثال هو يجب محاكمتهم محاكمات عاجلة وليس آجلة، وذلك من خلال تنفيذ القانون في مواجهة كل من كان سبباً في افقار الشعب السوداني، لأن الفقير إذا سرق (جائعاً)، فإن القانون يطبق عليه، رغماً عن أنه دفع مكروهاً لممارسة هذا الجرم، وقطعاً (الجوع) يقود الإنسان إلى ارتكاب الخطيئة، ولا سيما فإنه لا يمتلك وسيلة تخرجه من تلك (القوقعة) التي وضع فيها، ولا يجد أمامه خيار، مما يضطره إلى أن يلجأ لما هو مشروع أو غير مشروع لتوفير مستلزماته خاصةً وأنه صبر صبراً جميلاً على عدم توفر المال، وصبر صبراً منقطع النظير على ظروف قتصادية بالغة التعقيد، وهي ما قادته إلى (ﺍﻟﻌﻮﺯ) ﻭ(ﺍﻟﻀﻌﻒ) الذي لم يدع له مجالاً لتمزيق فواتير تتضاعف يوماً تلو الآخر، لذلك كنت ومازلت على قناعة تامة بأن الإنسان يؤمن إيماً قاطعاً بأن الله خلق الإنسان متفاوتاً في (الرزق) لقوله سبحانه وتعالي : ‏(نحن ﻗﺴﻤﻨﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ورفعنا ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓوق بعض ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻟﻴﺘﺨﺬ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ﺳﺨﺮﻳﺎً ﻭﺭحمت ربك خير مما يجمعون‏).

يعتبر الفقر إبتلاء من الله العلي القدير، إلا أنه عندما يكون بسبب كنز السلطان الجائر لـ(لمال)، (الموارد) و(الثروة)، فإن الأمر يكون في غاية الخطورة، لذلك على السلطة الانتقالية عدم الاستمرار في ظالم إنسان السودان الذي أصبح البعض بماله ثرياً، وذلك لعدم التساوي. 

من أوجب الواجبات الملقاة على عاتق الحكومة الانتقالية الخرج بالناس من ذلك النفق المظلم باعتبار أنها راع، وكل راع مسئول عن رعيته، وأن تضع في الاعتبار بأن الإسلام كافح (ﺍﻟﻔﻘﺮ)، وسعي للحد منه، فلماذا لا تهتدوا به. 

عموماً على الأثرياء الشرفاء الذين نعرفهم المعرفة الحقة قبل تولي الرئيس المعزول عمر البشير مقاليد الحكم في البلاد أن ينفقوا على الفقراء إلى أن يتجاوز السودان هذه المرحلة المفصلية من تاريخه، فهنالك من هو (عاطلاً) عن العمل بسبب سياسات التوظيف السالبة، وهنالك من هم في المعاش، وهنالك من أصبحوا كباراً في السن، وهنالك أسراً توفي عائلها الأوحد، وغيرهم من الأشخاص الذين عانوا ما عانوا، وامثال هؤلاء ضاعوا في ظل (فساد) مستشري في البلاد، ولم يلتفت إليهم ديوان الزكاة أو أي جهة معنية برفع كاهل المعاناة عنهم لقوله سبحانه وﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(إﻧما ﺍﻟﺼدﻗﺎت للفقراء ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ‏)، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ لهم، فسيدنا محمد صل الله عليه وسلم خص ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻭﺑﻴّﻦ ﺃﻥّ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻣﻀﺎعفة، حتي لا ﻳﺆﺛﺮ الفقر في الحياة بصورة عامة، خاصة وأن الفقراء أﻭﻟﻮﻳﺎتهم ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ نطاق ضيق جداً لا يتجاوز الاحتياجات اليومية ﻣﻦ (مأكل)، (مشرب)، (لباﺱ)، (علاﺝ)، وربما التحصيل الأكاديمي، فأغلبهم يبحثون عن مصادر كسب في ظل وضع اقتصادي مذري.

من المعلوم أن الفقر يؤثر في الحياة عموماً، مما ينجم عن ذلك توقف ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ عن الإنتاج الدافع لعجلة الحياة، ومن ثم التنمية والتقدم والتطور الذي ينشده الإنسان إلا أن (فساد) الرئيس المخلوع عمر البشير و(القطط السمان) كان عاملاً رئيسياً في افقار الشعب السوداني، وبالتالي لم يعد قادراً على مواكبة التطور الذي يتطلب مقدرات مالية تقوده نحو الإبتكار، وقطعاً الفقر عائقاً كبيراً أمام ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، وعليه فإن النظام سالف الذكر حرم إنسان السودان من أقل مقومات العيش في الحياة بكرامة، ونتج عن سياسته الاقتصادية السيئة انعزال الكثيرين عن ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ الذي انتشرت فيه الظواهر السالبة وﺍﻷﻣﺮﺍﺽ بسبب ﻋﺪﻡ توفر الغذاء والدواء المنقذ للحياة، وتلك السياسة أدت إلي عدم توفر ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ الأساسية.

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...