الخميس، 18 مارس 2021

سراج النعيم يكتب : عالم منفلت

 












































































.......................

كثيراً ما يجد الإنسان نفسه مرغماً للعيش في عالم (منفلت)، ومليء بالتناقضات التي لا تراعي الأخلاق والقيم، وتظهر المسألة جلياً كلما خرج الإنسان من منزله إلي الشارع العام، والذي نأسف له حقاً أن يكون الإعتقاد السائد هو أنه في إمكان العولمة أن تفرض ذلك النهج السالب وإجبار الآخرين علي الصمت، وحينما يفعلون ليس خوفاً، إنما إحتراماً لمن يحيطون بهم في أي مكان ، وهذا إن دل علي شيء، فإنما يدل علي إدراكهم ووعيهم، وتتجلي تلك الصورة في مقولة العالم الألمانى (ماكس فايبر) الذي قال : (إن العالم الذى نعيش فيه اليوم لا يبدو لنا، أو نستعشر أنه يشابه ذلك العالم الذي تنبأ به المفكرون، فبدلاً من أن نقبض عليه، ونخضعه بصورة متزايدة لسيطرتنا، فإنه يبدو مستعصياً على الخضوع حتي أصبح عالماً منفلتا)، لذا أتفق مع العالم الألماني ماكس بأن عالم اليوم أضحي عالماً منفلتا، وليس في إمكاننا إستشراف آفاقا تكبح جماح إنفلاته، خاصة مع التطور الذي نشهده في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة، التي تكاد أن تجعل وصف عصرنا هذا بالعصر الجاهلي حقيقة لا مناص منها، فهنالك سحابة تظلل سمائنا، ويكتنفها الكثير من الغموض والإبهام، والذى ربما حجب عنا الإقتداء بالفكر الإسلامي المحافظ علي الأخلاق والقيم الفاضلة التي بلغ بها المسلمين علي مر العصور شأوا عظيماً، وتمكنوا من خلالها نشر الديانة الإسلامية، وبه تحدوا وهزموا الاعداء رغماً عن توصل علمائهم ومفكريهم إلي إنتاج (العولمة)، ووسائل إتصالها المختلفة التي جعلت البشرية بلا هوية، وهويتها إتباع النهج الغربي التحرري الذي وضعنا في مأزق لا خروج منه، إلا بالإسلام لما فيه من علاج ناجع لكل داء ببلاغته وفصاحته وبيانه .

إن مجمل ما يصيب الناس والمجتمع من نكبات وأزمات إيا كانت فإن اثارها المترتبة عليها، يجب مكافحتها بإعتماد الدين الإسلامى شريعة عامة حتي نتمكن من تجاوز ظلام (الجاهلية) الحديثة، ضف إليها سنة سيدنا محمد صلي الله عليه الذى بلغ ما أمره به الله سبحانه وتعالي رغماً عن المحاولات الفاشلة لإفساد الأجواء الصالحة، وإبدالها بالأجواء المليئة بالضبابية، والمشوشة لطريق النور الذى انبثق في أوائل القرن السابع للميلاد، وعلي إثر بذوغ فجر رسول الله صل الله عليه وسلم انطفئ كل ماهو حائر عن الحق بإرثه وماضية المظلم، ولكن بمرور الزمن ها نحن نعود إلي ما أندثر قديماً بالآفه الجارفة لنا نحو عوالم الظلال القاتم الذي إنقاد إليه الكثير ما عدا قلة قليلة تتقاذفها المحن والهزات والخطوب بإحاكة الخطط الخبيثة التى تتحطم علي صخورهم، فلكل آفه علاج وهو التمسك بكتاب الله سبحانه وتعالي وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، فبلا شك العمل بهذا النهج سيجعل المجتمع مضيئاً بالمشاعل، وليس ممزقاً، لذا على الناس الوعي بالمخاطر المحدقة بهم من كل حدب وصوب، وأن لا نجاة لهم، إلا بالرسالة المحمدية التي جابهت تحديات الجاهلية القديمة التي بدأت تعود إلينا بعد أن طويت مئات السنين، وهذه العودة يبدو أنها نتاج تطور الحياة باكتساب الظواهر السالبة التي هي الاسوأ خلال أربعة عشر قرناً من الزمان.

إن الإسلام أذهل حتي أبناء أمته للحقائق التى سبق بها العلوم في العالم الذي ينجرف بنا للجاهلية مرة أخري، وللخروج من هذه الورطة علينا العودة للذي لا يفنى ولا يبلى، فالقرآن المعجزة التى لا تحد ولا تعد فهو (كلام الله) سبحانه وتعالي لقوله : (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) - وأيضاً جاء فى محكم تنزيله : (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبينا).

مما لا شك فيه أن (الأزمة) لها آثار بعيدة المدى لأننا مازلنا نتباكى على حالنا، وننظر للأمور بسطحية ومن منطلق اللحظة وما نمر به يستلزم الحسم والمصارحة والمجابهة والمحاسبة، بدلاً عن أسلوب التغطية والإدعاء، فالجرح مهما كان عميقاً وقاسياً، فإنه يحتاج للعلاج الناجع حتى ولو أدى ذلك للإستئصال، فالداء المزمن لا تصلح معه المسكنات، لذلك على الناس الإتجاه للنهج السوي وترك الأفكار النظرية.

إن الإنسان ومنذ صرخة ميلاده الأولي يكتسب عادات وتقاليد إيجابية وسالبة، وبالتالي إذا نمى فيه الإيجابية بالتربية المعززة للأخلاق والقيم، فإنه سيمضي في الإتجاه الصحيح، أما إذا لم يفعل فإن سلبيته لن يطيقها الناس، وسيمتعضونه في الغد، لأنها تندرج في إطار عدم الإنضباط الذي يقلبون به السلوكيات ﺭﺃساً ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ؟، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد إنما يمتد إلى وسائط الميديا الحديثة من خلال كتابة (بوستات) عبر المواقع الإلكترونية، (الفيس بوك) و(الواتساب)، فهي تكتب بلغة موغلة في عدم التقيد بالأخلاق والقيم، ويحاول كاتبوها تطويع الكلمات لتحقيق أجندة خفية يقلبون بها الحقيقة إلي زيف، والخطأ إلي صواب !!.

لم أكن أود أن أنكأ الجراح إلا أن الظاهرة تزداد يوماً تلو الأخر، وتفوح منها روائح نتنه تزكم الأنوف، وتعبر صراحة عن (ضيق الأفق)، ومهما حاولت أن تهديهم إلي الطريق القويم، تجد أنهم أصبحوا مدمنين ويتمادون في غيهم وغثائهم، رغماً عن أن مجتمعنا فيه الكثير من الظواهر السالبة ما يكفيه، وبالتالي لسنا في حاجة إلي المزيد من الظواهر الهدامة لنسيج المجتمع المتماسك قبل عصرنا هذا.

الفنان أبوطالب والشلالي وسراج النعيم










 

*طارق الأمين يكشف أسباب توقف مجموعة الهيلاهوب*

 









.... 

*الخرطوم : سراج النعيم*

.... 

رد الفنان طارق الأمين المحامي على سؤال وجهته إليه حول اختفاء مجموعة (الهيلاهوب)؟ 

قال : أسست مجموعة (الهيلاهوب)، وأنا طالباً في الجامعة، وظلت مستمرة لسنوات وسنوات، لذا من الطبيعي أن تختفي عن المشهد بعد ثلاثة عقود من عمرها. 

وعزا الأسباب إلى عدم تواصل الأجيال، فالتواصل وحده الذي كان في الإمكان جعلها  تستمر في إنتاجها الدامي الذي تميزت به.

محمد ديكور.. نظرية المؤامرة.. حاربوه..!

 




لا أميل كثيرًا مع نظرية المؤامرة إلا أن ما يجري من أحداث متسارعة فى الراهن السوداني يجعلني أقف متأملاً الفكرة من حيث أبعادها المختلفة، فهي في الأساس تهدف إلى تحقيق رغبات ذاتيه، وهذه الغايات الشخصية تدفع البعض إلى التحدث باللغة الإقصائية ذات الالفاظ البذيئة التي تحمل بين طياتها الإساءات والتجريح والتشكيك في النوايا، وهي لهجة تهديدية، ولا يلجأ إليها الإنسان إلا في حال أنه عجز عن مقارعة الحجة بـ(الحجة)، أي أن ما يذهب إليه فيما هو مطروح من موضوع للنقاش ينجرف به إلى ما يخدم أجندته السياسية بلا فهم، وهذا ما حدث بالضبط مع الفنان الشاب طه سليمان وفرقته الموسيقية والإعلامي المهذب محمد عثمان والشاعر الرقيق محمد ديكور والدكتور جلال حسن والوفد المرافق لهم فى رحلتهم لـ(لهند)، وبالتالي ما تعرضوا له في (حيدر اباد) من تحرش لفظي وجسدي من شباب سودانيين بحسب ما رؤي لي الشاعر محمد ديكور فى البدء لابد من التأكيد بأن الوفد الذي شد الرحال إلى الهند لا انتماءات سياسية وبالرغم من ذلك واجه حملة شرسة من بعض الشباب السودانيين المقيمين بـ(الهند) والذين تحرشوا بنا أثناء تواجدنا فى منتجع بمدينة (حيدر اباد)، وهتفوا في وجهنا بعبارة (يا كوز) بالإضافة إلى الألفاظ البذيئة والإساءات والتجريح والقدح فى سودانيتنا ومع هذا وذاك كانوا يهتفون (تسقط بس)

وأضاف : ضجت الأجهزة الإعلامية المختلفة بما جري لنا في الأيام الماضية، وهو الحدث الذي أثار جدلاً كثيفاً، فإن الأمر بدأ يتجه على هذا النحو منذ أن تم الإعلان عن حفل للفنان الشاب طه سليمان، والذي تم التحذير من إقامته بعد أن تدخلت جهات من هنا أو هناك تدعم هذا الاتجاه دون أن تكون هناك أسباب واضحة لعدم احياء الحفل الذي بدأ البعض يتحدث كأن فى إقامته جريمة يرتكبها (طه) وفرقته والجهة المنظمة له، وهم بذلك يشوهون صورة السودان بهذا الأسلوب دون أن يكون لديهم دليل واحد يثبت الاتهام الذي اتهموا به من كانوا داخل ذلك المنتجع الذي كان فيه أيضاً هنوداً، وذلك السلوك الخارج عن القانون قاد الشرطة الهندية للتدخل لحماية الوفد والجهة المنظمة.

وأرف يبدو أن التركيز على المذيع (محمد عثمان) كان منطلقاً من محل الاتهام والشك والظن الباطل، إذ أن أولئك الشباب كانوا ينظرون لكل من جاء مع المطرب الشاب طه سليمان لإقامة حفل من واقع نظرية (المؤامرة) ضد من لا أدري، ويبدو أنه تمت تعبئتهم وتغذيتهم للأقدام على هذه الخطوة المشينة والداعية للتعصب بغض النظر عما جري في مدينة ( حيدر أباد) الهندية فإن الحفل الذي كان مزمع إقامته لا صلة له بنظام الحكم فى البلاد أو السفارة السودانية كما تم الترويج من البعض عبر وسائط التواصل الاجتماعي (الفي سبوك) و(الواتساب) التي باتت تكيل الاتهامات على أساس أن الوفد متأمراً وهذا - بلا شك – حملة إعلامية ممنهجة ترمي للضغط على الجهة المنظمة لإلغاء حفل الفنان الشاب طه سليمان، لأن هناك من غذى هذا المجتمع بمثل هذا الفكر المتطرف من خلال منابر إعلامية، أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وللأسف، لم أشاهد أياً منهم يتحدث بمنطق الأنظمة واللوائح والشعارات المرفوعة فى هذا الجانب حتى وإن علم أنه على خطأ فإنه يكابر ويتعمد الانجراف وراء الباطل لإيمانه القاطع بنظرية المؤامرة التعصب الأعمى لها، وبهذا المفهوم يدعون المجتمع إلى هتك نسيجه بالتحريض على التحرش والإساءة والعنف ضد الاخر والإقصاء، ورفع درجات الاحتقان فى الأوساط الشبابية دون وعي بمآلات ما يسفر عنه ذلك فى الغد، وما حدث لنا فى مدينة (حيدر أباد) يوضح بجلاء مدي إدراك العقلية الداعية للتغيير الذي ليس لديهم له برنامجاً أو روية تحفظ مستقبل السودان وفقاً للأنظمة واللوائح والقانون الذي تكفل لكل إنسان على وجه هذه البسيطة حقه فى العيش بحرية وعدالة وسلام بعيداً عن الانتماءات السياسية الضيقة، فكلما فكرنا فى التغيير والنهوض والتطور وتكبر على كافة المستويات الأصعدة يأتي من هم متعصبون فينسفون كل طرح إيجابي بما هو سلبي وعقيم، فيؤسفني أن أجد مثل هذا الطرح حتي خارج حدود الوطن، لذا يجب أن ندافع فيه عن بلادنا ومجتمعنا من خلال بث ثقافة فى أوساط المجتمع تعيد له توازنه، وذلك بمعرفة ماذا نريد، وما الأهداف مما ندعو إليه، وما هي الحلول للراهن السوداني؟.

واستطرد : غني الفنان الشاب طه سليمان فى منتجع مدينة (حيدر أباد) الهندية للوطن جنوباً، شمالاً وشرقاً، غرباً وللخرطوم وامدرمان، وكنا تاريخياً ومنذ أيام الثورة المهدية واستقلال السودان من الاستعمار البريطاني نغني الأغاني الوطنية والحماسة، وبالتالي ما شهدت المدينة الهندية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك تصفية حسابات ليس ألا من بعض الفاشلين القدامى الذين قاموا بإرسال هؤلاء الشباب ودفعهم لممارسة ذلك الفعل المنافي للقيم والأخلاق السودانية.

ما الغرض من السفر للهند؟

قال : سافرنا إلى هناك من أجل إبرام عقد مع احدي المنظمات لتوفر منح دراسية للطلاب، وعلاجية للسودان، وعليه ما حدث فى مدينة (حيدر أباد) لا يمكن أن يكون صحيحاً، وكان سوف احترم أولئك الشباب لو كان دخلوا المنتجع، ولكن كون أنهم تحرشوا بنا بطريقة سخيفة خاصة الإعلامي محمد عثمان وطه سليمان وأحد العازفين، وحتي الإعلامية الوحيدة التي ترافقنا لم تسلم من سهامهم واتهامتهم، ومثل هذا النهج يدل على أن هؤلاء أو أولئك إذا توفرت لهم فإنهم سيفعلون اسوأ مما فعلوا فى مدينة (حيدر أباد). 


 سيظل ( محمد عثمان) نموذجاً يحتذى لشاب سودانى ناجح وفعال ومميز ومحترم جداً يستحق التضامن ورفع القبعات مراراً.


الذى لاتعرفونه بعيداً عن الشاشات رجل فى منتهى التهذيب واللطف والإنسانية….ذكاء متقد وروح وثابة وإلتزام أخلاقى نبيل. أما فى مايلى مواقفة العامة فكان دائماً سباقاً لما فيه إحترامه لنفسه ومبادئه….لم يستسلم لسلطة إعلامية باطشة…ولم يقبل يوماً الإنتماء لجهاز إعلامى متقاعس.مولع بالتطوير والإبتكار وصاحب مبادرات خيرية نعلمها تماماً ونشهد له بالتواجد الدائم فى الصفوف الأمامية أنّا إنطلق نداء الوطن أو المجتمع.المزايدة المجحفة على مواقفه دون إستوثاق والتطاول على تاريخه ومناوشته لا تعنى بأى حال نصراً لأدعياء السعى نحو التغيير الكريم. فالتغيير الذى ينشد على أكتاف الشرفاء محفوفاً بالبهتان والتعريض والإتهامات والتجريح والإساءة لن يحدث يوماً.).

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...