لا أميل كثيرًا مع نظرية المؤامرة إلا أن ما يجري من أحداث متسارعة فى الراهن السوداني يجعلني أقف متأملاً الفكرة من حيث أبعادها المختلفة، فهي في الأساس تهدف إلى تحقيق رغبات ذاتيه، وهذه الغايات الشخصية تدفع البعض إلى التحدث باللغة الإقصائية ذات الالفاظ البذيئة التي تحمل بين طياتها الإساءات والتجريح والتشكيك في النوايا، وهي لهجة تهديدية، ولا يلجأ إليها الإنسان إلا في حال أنه عجز عن مقارعة الحجة بـ(الحجة)، أي أن ما يذهب إليه فيما هو مطروح من موضوع للنقاش ينجرف به إلى ما يخدم أجندته السياسية بلا فهم، وهذا ما حدث بالضبط مع الفنان الشاب طه سليمان وفرقته الموسيقية والإعلامي المهذب محمد عثمان والشاعر الرقيق محمد ديكور والدكتور جلال حسن والوفد المرافق لهم فى رحلتهم لـ(لهند)، وبالتالي ما تعرضوا له في (حيدر اباد) من تحرش لفظي وجسدي من شباب سودانيين بحسب ما رؤي لي الشاعر محمد ديكور فى البدء لابد من التأكيد بأن الوفد الذي شد الرحال إلى الهند لا انتماءات سياسية وبالرغم من ذلك واجه حملة شرسة من بعض الشباب السودانيين المقيمين بـ(الهند) والذين تحرشوا بنا أثناء تواجدنا فى منتجع بمدينة (حيدر اباد)، وهتفوا في وجهنا بعبارة (يا كوز) بالإضافة إلى الألفاظ البذيئة والإساءات والتجريح والقدح فى سودانيتنا ومع هذا وذاك كانوا يهتفون (تسقط بس)
وأضاف : ضجت الأجهزة الإعلامية المختلفة بما جري لنا في الأيام الماضية، وهو الحدث الذي أثار جدلاً كثيفاً، فإن الأمر بدأ يتجه على هذا النحو منذ أن تم الإعلان عن حفل للفنان الشاب طه سليمان، والذي تم التحذير من إقامته بعد أن تدخلت جهات من هنا أو هناك تدعم هذا الاتجاه دون أن تكون هناك أسباب واضحة لعدم احياء الحفل الذي بدأ البعض يتحدث كأن فى إقامته جريمة يرتكبها (طه) وفرقته والجهة المنظمة له، وهم بذلك يشوهون صورة السودان بهذا الأسلوب دون أن يكون لديهم دليل واحد يثبت الاتهام الذي اتهموا به من كانوا داخل ذلك المنتجع الذي كان فيه أيضاً هنوداً، وذلك السلوك الخارج عن القانون قاد الشرطة الهندية للتدخل لحماية الوفد والجهة المنظمة.
وأرف يبدو أن التركيز على المذيع (محمد عثمان) كان منطلقاً من محل الاتهام والشك والظن الباطل، إذ أن أولئك الشباب كانوا ينظرون لكل من جاء مع المطرب الشاب طه سليمان لإقامة حفل من واقع نظرية (المؤامرة) ضد من لا أدري، ويبدو أنه تمت تعبئتهم وتغذيتهم للأقدام على هذه الخطوة المشينة والداعية للتعصب بغض النظر عما جري في مدينة ( حيدر أباد) الهندية فإن الحفل الذي كان مزمع إقامته لا صلة له بنظام الحكم فى البلاد أو السفارة السودانية كما تم الترويج من البعض عبر وسائط التواصل الاجتماعي (الفي سبوك) و(الواتساب) التي باتت تكيل الاتهامات على أساس أن الوفد متأمراً وهذا - بلا شك – حملة إعلامية ممنهجة ترمي للضغط على الجهة المنظمة لإلغاء حفل الفنان الشاب طه سليمان، لأن هناك من غذى هذا المجتمع بمثل هذا الفكر المتطرف من خلال منابر إعلامية، أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وللأسف، لم أشاهد أياً منهم يتحدث بمنطق الأنظمة واللوائح والشعارات المرفوعة فى هذا الجانب حتى وإن علم أنه على خطأ فإنه يكابر ويتعمد الانجراف وراء الباطل لإيمانه القاطع بنظرية المؤامرة التعصب الأعمى لها، وبهذا المفهوم يدعون المجتمع إلى هتك نسيجه بالتحريض على التحرش والإساءة والعنف ضد الاخر والإقصاء، ورفع درجات الاحتقان فى الأوساط الشبابية دون وعي بمآلات ما يسفر عنه ذلك فى الغد، وما حدث لنا فى مدينة (حيدر أباد) يوضح بجلاء مدي إدراك العقلية الداعية للتغيير الذي ليس لديهم له برنامجاً أو روية تحفظ مستقبل السودان وفقاً للأنظمة واللوائح والقانون الذي تكفل لكل إنسان على وجه هذه البسيطة حقه فى العيش بحرية وعدالة وسلام بعيداً عن الانتماءات السياسية الضيقة، فكلما فكرنا فى التغيير والنهوض والتطور وتكبر على كافة المستويات الأصعدة يأتي من هم متعصبون فينسفون كل طرح إيجابي بما هو سلبي وعقيم، فيؤسفني أن أجد مثل هذا الطرح حتي خارج حدود الوطن، لذا يجب أن ندافع فيه عن بلادنا ومجتمعنا من خلال بث ثقافة فى أوساط المجتمع تعيد له توازنه، وذلك بمعرفة ماذا نريد، وما الأهداف مما ندعو إليه، وما هي الحلول للراهن السوداني؟.
واستطرد : غني الفنان الشاب طه سليمان فى منتجع مدينة (حيدر أباد) الهندية للوطن جنوباً، شمالاً وشرقاً، غرباً وللخرطوم وامدرمان، وكنا تاريخياً ومنذ أيام الثورة المهدية واستقلال السودان من الاستعمار البريطاني نغني الأغاني الوطنية والحماسة، وبالتالي ما شهدت المدينة الهندية يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك تصفية حسابات ليس ألا من بعض الفاشلين القدامى الذين قاموا بإرسال هؤلاء الشباب ودفعهم لممارسة ذلك الفعل المنافي للقيم والأخلاق السودانية.
ما الغرض من السفر للهند؟
قال : سافرنا إلى هناك من أجل إبرام عقد مع احدي المنظمات لتوفر منح دراسية للطلاب، وعلاجية للسودان، وعليه ما حدث فى مدينة (حيدر أباد) لا يمكن أن يكون صحيحاً، وكان سوف احترم أولئك الشباب لو كان دخلوا المنتجع، ولكن كون أنهم تحرشوا بنا بطريقة سخيفة خاصة الإعلامي محمد عثمان وطه سليمان وأحد العازفين، وحتي الإعلامية الوحيدة التي ترافقنا لم تسلم من سهامهم واتهامتهم، ومثل هذا النهج يدل على أن هؤلاء أو أولئك إذا توفرت لهم فإنهم سيفعلون اسوأ مما فعلوا فى مدينة (حيدر أباد).
سيظل ( محمد عثمان) نموذجاً يحتذى لشاب سودانى ناجح وفعال ومميز ومحترم جداً يستحق التضامن ورفع القبعات مراراً.
الذى لاتعرفونه بعيداً عن الشاشات رجل فى منتهى التهذيب واللطف والإنسانية….ذكاء متقد وروح وثابة وإلتزام أخلاقى نبيل. أما فى مايلى مواقفة العامة فكان دائماً سباقاً لما فيه إحترامه لنفسه ومبادئه….لم يستسلم لسلطة إعلامية باطشة…ولم يقبل يوماً الإنتماء لجهاز إعلامى متقاعس.مولع بالتطوير والإبتكار وصاحب مبادرات خيرية نعلمها تماماً ونشهد له بالتواجد الدائم فى الصفوف الأمامية أنّا إنطلق نداء الوطن أو المجتمع.المزايدة المجحفة على مواقفه دون إستوثاق والتطاول على تاريخه ومناوشته لا تعنى بأى حال نصراً لأدعياء السعى نحو التغيير الكريم. فالتغيير الذى ينشد على أكتاف الشرفاء محفوفاً بالبهتان والتعريض والإتهامات والتجريح والإساءة لن يحدث يوماً.).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق