الأربعاء، 20 يناير 2021

حريق هائل يتسبب في تشريد أم وأطفالها الخمسة للشارع العام بامدرمان

 تسبب حريق شب بشكل مفاجيء في منزل السيدة (مريم) بمدينة الشاطئ، والذي يقع بالقرب من قسم شرطة مدينة النيل بامدرمان، مما أدى إلى تشريد السيدة (مريم) وأبنائها البالغ عددهم خمسة أطفال، كما أنه سجل خسائر كبيرة في المأوى الذي قضى عليه تماماً، مما اضطر (مريم) وأبنائها إلى النوم وأبنائها في اليوم الأول للحادث في الشارع العام، وهم يلتحقون الأرض ويتغطون بالسماء في عز هذا الشتاء القارص  ما بين مقابر مدينة (الشاطئ)، وقسم شرطة مدينة (النيل)، وذلك بعد طردها وأبنائها من قبل جارها الذي امتد الحريق الهائل إلى منزله المجاور لسكن السيدة سالفة الذكر، والذي اشتعلت على إثره النيران في الطابق الثاني، عموماً أحدث الحريق خسائر فادحة في العمارة المجاورة والتي إلتهم فيها بعض المقتنيات باهظة الثمن، فيما إلتهم منزل السيدة (مريم) بالكامل، ولم يبق لها شيئاً بما في ذلك الأزياء، إذ أنها لم تعد تمتلك، هي أبنائها الخمسة إلا الملابس التي يرتدونها أثناء وقوع الحريق. 

وقالت : تفاجأت بالحريق أثناء ما كنت داخل الراكوبة التي اقطن فيها بوقع الحريق الذي اشتعل فيها سريعاً لدرجة أنه قضى عليها في دقائق معدودة. 

أين كنتي لحظة اشتعال الشرارة؟ 

كنت أعد لأبنائي في وجبة الإفطار التي حصلت عليها بعد معاناة كبيرة خاصة وأن عائل الأسرة غائباً عنا منذ فترة طويلة بسبب سفره بعيداً عن الخرطوم فهو يعمل في الأعمال الحرة البسيطة. 

ما الخسائر التي تسبب فيها الحريق؟ 

الحريق إلتهم المأوى 

 بالكامل بما في ذلك الأثاث والملابس.

وماذا؟ 

لا أدري إلى أين أذهب بعد أن أصبحت أعاني وأطفالي التشرد لعدم وجودي مكاناً للإقامة فيه بعد الحريق الذي إلتهمت نيرانه كل ما أمتلك.

لماذا لم يتم إطفاء الحريق؟

في الصباح حدث الحريق الذي استنشقنا الدخان، ولولا العناية الإلهية لكنا الآن في اعداد الموتى. 

فيما قالت (مريم) : تفصيلاً تشير الوقائع إلى إن الحرق نشب لأسباب مجهولة حيث كنت داخل المنزل الذي خرجت منه على صوت مدوية، وعندما خرجت من المأوى تفاجأت بالنيران تشتعل في المنزل.

وأضافت : النيران انتشرت سريعاً، وإلتهمت جميع قطع الأثاث الموجودة، ومن ثم انهارت (المنزل) تدريجياً، ومن تصاعدت ألسن النيران لتطال المنزل المجاور بطريقة غريبة للغاية، كما تساقطت الأثاثات، أي أن الحريق أحدث دمارا شاملاً بالمنزل، وأصاب المنزل المجاور لحريق جزئي. 


وأشارت إلى أنها تعيش مع أبنائها في المنزل الذي هرب منه الأطفال إلى الخارج فوراً بعد اشتعال النيران.

وأردفت : إن النيران حاصرتني والأطفال الأطفال، مما اضطررنا إلى الخروج سريعاً رغماً عن صعوبة الخروج في تلك الأثناء إلا إننا استطاعنا الإفلات من النيران.


كيف اكشفتي الحريق؟ 

من خلال أولادي بعد خروجهم بسرعة من المنزل وقاموا بإنقاذي من خلال إطلاق صرخات مدوية، فما كان مني إلا وأن أخرج مسرعة بطفلتي الرضيعة، وأثناء خروجي لم أحتمل درجة حرارة النيران وكثافة الدخان فأصيب بدوار وسقط مغشياً على، وما أن تم إطفاء الحريق إلا وفقت من الغيبوبة على الإنهيار التام لحياتي، والتي كان من الصعب أن ننجو في إطارها من الحريق.

ما هي الإشكالية التي تواجهي بعد فقدان منزلك؟ 

إن الإشكالية الكبرى التي تواجهها الآن عدم وجود مكان مناسب يأويني وأطفالي الخمسة بعد احتراق المنزل كلياً، فأنا الآن أعيش تحت شجرة في شارع النيل بمدينة امدرمان، أي اننا نسكن في الشارع العام، فلا مكان أو أهل يمكن أن ألجأ إليهم في هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، والذي تزامن مع الموجة الأولي والثانية لجائحة (كورونا)، مما زاد الأمر تعقيداً، وإذا قررت العودة إلى أسرتي الكبيرة فإنني أحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لتذاكر السفر من الخرطوم إلى (كادوقلي)، وعليه لا أعرف لمن ألجأ للبحث عن حل لمشكلة السكن، الإعاشة والملابس، بالإضافة لمشروع لتوفير الأكل والشرب لأطفالي.




الاثنين، 18 يناير 2021

*تاجر (بطيخ) يكشف أسباب ارتفاعه رغماً عن أنه موسمه*

 





...... 

*التقاه/سراج النعيم-صحيفة العريشة*

...... 

كشف إبراهيم عبدالقران سنوسي يحي، تاجر (بطيخ) بمدينة (الشاطيء) بامدرمان أسباب إرتفاع أسعاره بصورة مفاجئة.

وقال لصحيفة (العريشة نت) : قبل الإرتفاع الذي طرأ على أسعار (المحروقات) كنت أشتريه بمبلغ (٢١٠) ألف جنيه، إلا أنه وبشكل مفاجيء أصبح لوري البطيخ بمبلغ (٣١٠) ألف جنيه، وهذا الإرتفاع أسبابه الضائغة الاقتصادية الضاغطة التي تمر بها البلاد، وقد افرزت ظاهرة (تجار الأزمات) و(السماسرة) الذين دخلوا طرفاً ثالثاً في عملية بيع وشراء (البطيخ).

من أين يأتي ما يسمي بالسماسرة وتجار الأزمات؟

قال : هم أشخاص ليس لديهم مهنة، وكل ما يفلونه فقط يدخلون طرفاً ثالثاً في عملية البيع والشراء.

من أين تشتري البطيخ؟

قال : من السوق المركزي بالخرطوم.

بكم تبيع (البطيخة) للمستهلك بعد الزيادات؟

بما أن المائة بطيخة أشتريها بمبلغ (٤٠٠) ألف جنيه، فإنني مضطر إلى بيع البطيخة الكبيرة بمبلغ (٨٠٠) جنيه، وهكذا إلى أن يصل سعر البطيخة (٣٥٠) جنيه.

 لماذا إرتفاع سعره المفاجيء في فصل الشتاء؟

قال : هنالك جهات دخلت طرفاً ثالثاً في عملية البيع والشراء، وهذا الطرف الثالث لعب دوراً كبيراً في إرتفاع البطيخ، والذي كان يتم احضاره من منطقة (ود حامد) بولاية نهر النيل شمالي السودان، إلا أنه الآن يتم احضاره من منطقة واحدة، وهي منطقة (ابوالرخاء) جنوب مدينة (الفاو)، وعليه أضحي سعره مرتفعاً بهذه الصورة، وبالتالي يسهل التحكم في سعره بالصورة التي تروق للمزارع أو التاجر الذي يعرضه للبيع بشكل مناسب معه من حيث الشراء من مكانه، وترحيله من مدينة (الفاو) إلى ولاية الخرطوم.

الأحد، 17 يناير 2021

*سراج النعيم يكتب : الإعلام يفقد الجاذبية بسبب (العولمة) ووسائطها المختلفة*

 


...... 

الناظر بمنظار فاحص للإﻋﻼﻡ بصورة عامة سيجد أنه ﻟﻢ ﻳﻌﺪ جاذباً ﻟﻠﻤﺸﺎﻫﺪ بسبب العولمة ووسائطها المختلفة، بالإضافة إلى أنه وببساطة شديدة ﻻ ﻳﻠﺒﻲ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ، ﻭﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻮﻋﻲ والإدراك ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ربما ﻟﻺﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻜﺎﺩﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺗﻌﺒﻴﺮﻳﺔ ﺟﺎﺫﺑﺔ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ لديه الكثير من الخيارات ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ، ﺿﻒ ﺇلى ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﺭﻳﻊ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺇﻋﻼﻡ ﻫﺎﺩﻑ ﻳﺼﻮﻍ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻻ ﺗﺸﻮﺑﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﺷﺎﺋﺒﺔ.

ﻭﺃﻋﺰﻭ ﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺇلى ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﺪﻭﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﻋﻜﺲ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭﻳﺔ ﺳﻴﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺁﺧﺮﻱ، ﻷﻧﻪ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻻ ﺗﻤﺖ ﺑﺼﻠﺔ ﻟﻠﺘﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺟﺮﻋﺎﺕ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻣﻘﺮﻭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ.

ﻭبالرغم عما ذهبت إليه إلا أن الإﻋﻼﻡ كان ذو ﺗﺄﺛﻴﺮ بالغ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ في وقت سابق، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻐﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻭﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺠﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻳﻮﻣﻴﺎً، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺟﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺃﺟﺮﺍﺋﻬﺎ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎً ﻋﻦ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﻮﻋﻮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻬﻢ، ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺇلى ﻣﺘﻰ ﺗﻈﻞ ﻗﻨﻮﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻓﻀﺢ ﺯﻳﻒ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﺳﻮﺭﻳﺎ، ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺗﻮﻧﺲ، ﺇﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﻜﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻣﺎ ﺍﺿﻄﺮﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺑﺚ ﺭﻭﺡ ﻋﺪﺍﺋﻴﺔ ﻗﺎﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇلى ﻓﺸﻞ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺕ ﺑﺎﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﺜﻪ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻲ كافة ﺍﻷﺻﻌﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ، ﺇلى ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺟﺎﺫﺑﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻨﻔﺮﺓ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺣﺔ ﺿﻌﻴﻒ ﻻ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻻ ﺇلى ﺗﺴﻄﻴﺢ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻃﺮﻓﺎً منها، ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﻨﻮﺍﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺛﻘﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻨﻤﻄﻴﺔ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.

ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺮﺙ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺇلى ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻮﺍﻛﺒﺔ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ، ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﺇلى ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺚ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺚ ﺑﺪﻭﻥ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

السبت، 16 يناير 2021

*سراج النعيم يكتب لمجلة النخبة في ذكري الأسطورة محمود عبدالعزيز : لماذا انسلخ “الحوت” عن الحركة الشعبية؟*





...... 

انضمام الصديق الفنان الراحل محمود عبدالعزيز للحركة الشعبية جاء عبر استقطابه من طرف ياسر عرمان كما تطرقت للمحادثة الهاتفية التي دارت بينه والدكتور الراحل جون قرنق من واقع أن (الحوت) كان واضحاً في خوض التجربة السياسية مؤكداً أن أسباب الانضمام للحركة الشعبية نابعة من الطرح الثقافي والفني في برنامجها عقب توقيع اتفاقية نيفاشا.

وقال لي الأسطورة محمود عبدالعزيز : (لماذا لا انضم للحركة طالما أن الدكتور جون قرنق أكد تحول الحركة المسلحة إلى حزب)، وعندما التمس الحوت أن الحركة لم تف بما وضعته علي منضدته لم يتوان ولو لكسر من الثانية في إعلان انسلاخه منها، مشيراً إلى أنها حادت عن طرح قرنق الوحدوي، وهو الطرح الذي قاده للإقدام على الانسلاخ منها، لأنه كان يحلم بتوحد شطري السودان الشمالي والجنوبي، ولم يكتف بالحلم، بل حث شعرائه على تأليف نصوص غنائية يترجم بها ما يصبو إليه على أرض الواقع إلى جانب أنه شجع شعب الجنوب علي السعي الحثيث للوحدة من خلال الأغاني التي ألفها فكانت أغنية (في مدينة جوبا) و(يا جونقلي حاشا ما نسوك)، وهما الأغنيتين اللتين قام بتصويرهما مخرج الروائع شكر الله خلف الله، وتم بثهما من علي شاشة تلفاز السودان، وقد وجداً تفاعلاً كبيراً، ولكن رغماً عن التزام الفنان محمود عبدالعزيز بالفكرة إلا أن الحركة الشعبية كانت تهدف من استقطابه لكسب ود جماهيريته العريضة، وبالتالي قرر الانسلاخ نهائياً وترك الحركة الشعبية بعد أن خيبة آماله، ويقول : (الحركة الشعبية لم تكن بحجم الطموح، ولم تنفذ البرنامج الذي رفعت شعاره خاصة فيما يخص الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية).

وأكتسب الحوت في السياسة تميزاًَ ونجاحاً كبيراً، وظهر ذلك من خلال الانضمام للحركة الشعبية، والتي حينما تجاوزت الفكرة المرسومة في مخيلته رفض الفكرة نهائياً معلناً عدم رجوعه إليها، ولم يحدد وجهته الحزبية، فيما كثف نشاطاته السياسي من أجل وحدة السودان، وأكد الحوت أنه من الاستحالة أن يكرر التجربة السياسية، لأنه يدرك جيداً أن الانتماء السياسي يتطلب تنفيذ الشعارات على أرض الواقع، وهو ما لم تفعله الحركة الشعبية، وذلك لعدم إنزال البرنامج على أرض الواقع، مما قاد الإخوة الجنوبيين لاختيار الانفصال عن الشمال.

وبهذا الوضوح أصبح الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فارساً يشق أزمنة جاء إليها من حي (المزاد) بالخرطوم بحري ليذيع صيته في كل أرجاء السودان الذي أحبه، فعمل له بكل وفاء وإخلاص من أجل أن يظل موحداً، ويسنده في ذلك وعي فكري، فجاءت إبداعاته كالأمطار التي ارتوت بها الحركة الفنية من خلال نصوصه، الغنائية، ألحانه وموسيقاه، والتي تمثل صولجان يحمل به السحر الذي لا يعرفه سوي جمهوره الذي ظل يشد من أزره في أحلك الأوقات، فلم يخيب ظنهم معلناً منذ الوهلة الأولي عن وجود إنسان قبل أن يكون فنان كبير، وإنسان هذه لأنه كان كسحابة بيضاء تحلق لترسم في صدر السماء مكانة لنجم جديد، فازدهر كنخلة باسقة بالحب والأمنيات.

أينما حط الحوت رحاله تحتشد حوله أسراب العصافير والحمام مترجماً بوضوح شديد دلالة أن تكون الأغنية منسجمة مع روح العصر ومواكبة مع آفاقه، وكل متغيراته البيئية والمناخية، مما جعل جيوش العشاق تردد حكايات وأنغام هذا الفنان الأسطورة الذي لا يساوم بحفنة جنيهات رغماً عن تأكيد شهرته، وبرزت نجوميته في الفضاء الواسع ليكون بهذا امتداداً طبيعياً لكبار الخالدين واضعاً حداً للتأويل والتشكيك، وكان يجابهها بالصمت، ويعمل ويدع الآخرين يتحدثون ويطلقون حوله الشائعات المغرضة، وأن كنت لا أري ثمة أي أسرار أو تكهنات، إنما هي الصدمة الغنائية، فتعالوا معي لكي نواصل تقلب صفحات وصفحات من رحلة سفير الأغنية السودانية أو فنان الأجيال).

وواصلت سلسلة حواراتي حيث سألته عن انضمامه للحركة الشعبية ألا تعتقد أن هذه الخطوة قد تخصم من رصيدك لما تلاقيه من محبه؟ فقال : (كما أسلفت فإن الحركة الشعبية رفعت في بادئ الأمر شعارات، وهذه الشعارات حسبت أنها ستكون دافعاً للوحدة، والتي عملت من أجلها في القطاع الثقافي، ولكن الحركة الشعبية لم تلتزم بالفكرة التي طرحها على الدكتور جون قرنق.

وفي رده على سؤال طرحته عليه بكل صراحة كيف تنظر للفنان الذي يغني للأنظمة السياسية والأحزاب؟ قال : (بكل تأكيد لا أري غضاضة في أن يتجه الفنان على هذا النحو خاصة إذا كانت قناعته السياسية هي التي دفعته في هذا الاتجاه، فالفنان في النهاية إنسان يعبر عن ذاته، وينتمي لما هو يعتقد فيه خيراً لأبناء وطنه، وعندما أنضممت للحركة الشعبية كنت أهدف للوحدة، لذا عندما لم تحققها الحركة انسلخت منها.

مما ذهبت إليه مسبقاً وجهت دفة حواري مع الفنان الراحل حول رؤيته لمستقبل الفنان السياسي؟ فقال : (الفن ليس بمعزل عن السياسة، والفنان السياسي يجب أن ينحصر تفكيره في خدمة الإنسانية بحكم أنه مؤثر في جمهوره على الأقل مع التمسك بفكرته القومية، فالتجارب الحزبية أثبتت فشلها، والدليل على ذلك الأثر العميق الذي خلفته الحركة الشعبية سلبياً في المجتمع إن كان في شمال السودان أو جنوبه في عدم تطبيقها للشعارات التي يستفيد منها إنسان الجنوب.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

السبت، 9 يناير 2021

*ندي القلعة في حوار استثنائي حول المؤسسة الزوجية : الرجل كالطفل الكبير يحتاح للحب والعاطفة والحنان والدلال



...... 

*جلس إليها : سراج النعيم* 

...... 

وصفت الفنانة ندي محمد عثمان الشهيرة بـ(ندي القلعة) الزوج بـ(الطفل الكبير) الذي يحتاج للحب، العاطفة، الحنان والدلال، مؤكدة أن تجربتها مع الزوج علمتها الكثير في كيفية إدارة المؤسسة الزوجية، والخروج بها إلى بر الأمان.

وقالت من خلال لقاء جمعني بها بمنزلها بالخرطوم : الحقيقة التي التمستها من خلال تجربتي الزوجية، هي أن الرجل يحتاج للاهتمام من زوجته مثل الاهتمام الذي يحظي به من والدته قبل الانتقال لـ(عش الزوجية)، والذي يمثل له حياة جديدة، حياة مختلفة عن حياته السابقة، وهذه الحياة يجب أن لا تختلف عن حياة  أمضها في كل مراحل عمره السابقة، فهو عندما ينتقل من منزل أسرته إلى عش الزوجية مع (ضيفته) يضع في رأسه أنه سيقضي مع زوجته بقية عمره وفقاً لما هو مخطط له مستقبلاََ. 

وحول اعتداء بعض الرجال على زوجاتهم؟ قالت :  هنالك بعض الأزواج يعتدون على زوجاتهم (لفظياً)، وفي أحايين آخري (يدوياً)، وهذا سلوك (سالب) ربما يرتكبه رجل في حق المرأة التي اختارها شريكة لحياته، وأعزو ذلك السلوك إلى أنه ربما شاهده في مراحل مختلفة من حياته، فلربما يكون والده سبق له أن اعتدي على والدته تارة (لفظياً)، وتارة آخري (يدوياً)، وظلت تلك المشاهد راسخة في ذهنه لدرجة أنها تركت تأثيرها عليه رغماً عن مرور السنوات، مما يقوده إلى أن يكرار ذات السيناريو في مؤسسة زوجه، أي أن ما يشاهده من أفعال، تصرفات وسلوكيات في الأسرة الكبيرة ينعكس على الأسرة الصغيرة مستقبلاََ بغض النظر أن كان (سلبياً) أو (إيجابياً)، لذلك على السيدات أن يمنحن أزواجهن الحب، العاطفة، الحنان  والدلال فالرجل من وجهة نظري الخاصة (طفل كبير)، وهذا الطفل الذي داخله يحتاج للرعاية والاهتمام.

وتابعت : المرأة الذكية تضع كل ما ذهبت إليه في تجربتي الزوجية نصب عينيها خاصة إذا تزوجت رجلاً مدللاً من والدته، فهو يحتاج للاهتمام الكامل حتى في إطار الأكل، الشرب والأزياء، والسؤال عنه بشكل دائم أين ذهبت ومن أين آتيت، والاتصال به هاتفياً للاطمئنان عليه أثناء تواجده في العمل، وأن تقف معه في كل كبيرة وصغيرة، وأن تضاعف الاهتمام به إذا توعك صحياً، فلربما يكون من لأولئك الرجال الذين تهتم بهم أمهاتهم خاصة وأن هنالك أمهات يضاعفن الاهتمام بأبنائهن، وهو أمر يجعل الرجل في حالة بحث دائم عن الحب، العاطفة، الحنان والدلال، لأنه يري شخصية والدته في زوجته، هكذا يريد زوجته أن تهتم به مثلما تهتم به والدته، وقطعاً إذا لم يجد ذلك الاهتمام، فإنه سيتمرد لا محال على زوجته، وربما اتجه للبحث عنه لدي من تتسم به، فالرجل الذي يفقد ما ذهبت إليه يكون سهل (الشلب) من زوجته.

وأضافت : (عيب) بعض النساء يتمثل في أنهن يريدن (الدلع) لأنفسهن، وذلك كلما كان الرجال متواجدين معهن في عش الزوجية، في حين أنهم هم أيضاً يرغبون في الدلال زوجاتهم، وذلك مثلما يفعلن مع أبنائهن، وفي حال خرج للعمل تتصل عليه هاتفياً، فاتصالات تحسسه بالاهتمام، وبالتالي توصل له إحساس أنها تفكر فيه حتى في غيابه.

وأردفت : يختلف اهتمام الزوجة بزوجها أمام أصدقائه، فهو في تلك الأثناء يريدها أن تتعامل معه رجلاً كاملاً، ولا يريد منها إحساس الأمومة، لذلك تقع الكثير من النساء في أخطاء، وهذه الأخطاء يكون سببها أن الزوجات يبحثن عن الحب، العاطفة، الحنان والدلال، وذلك الإحساس الذي يتخالجهن نابع من اعتقادهن بأن الرجل لا يحتاج للحب، العاطفة، الحنان والدلال، وأمثال هؤلاء الرجال المتزوجين يذهبون كل يوم (جمعة) إلى منازل أسرهم الكبيرة لتناول وجبة الإفطار مع والدتهم، وهذا يؤكد أن هنالك أزواج لا يأكلون إلا أكل أمهاتهم، لذلك تحتاج الفتاة لأن تتعلم فن الاهتمام بزوجها منذ الصغر حتى تكون مهيأة تماماً وإنسانة ناضجة في كيفية إدارة المؤسسة الزوجية، والخروج بها إلى بر الأمان، خاصةً وأن الزواج يعتبر المحطة الأخيرة لها في الحياة، وهذه المحطة تتطلب الإلمام بكيفية التعامل مع  الزوج، والذي يجب أن لا تستحي منه نهائياً.

وتابعت : في وقت ماض كانت الفتاة المقبلة على الزواج تتلقي النصائح من حبوباتها، أمهاتها، خالاتها وعماتها، إلا أنها ومع تطور العصر ومواكبة التطور التكنولوجي أصبحت الزوجة لا تحتاج سوي للبحث في محرك (قوقل)، وذلك من أجل معرفة ما تتطلبه الحياة الزوجية طويلة الأمد، فلا مكان لزوجة لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها حتى تكون سعيدة وناجحة في حياتها بالاستقرار الأسري، وإذا وجه إليك الزوج سؤالاً مفاده من أين تعلمتي طريقة تعاملك معه؟ فما عليك إلا أن تفتحي (الإنترنت)، ومن خلال محرك البحث تردي على سؤاله بكل شفافية، فمن أوجب الواجبات على الزوجة أن تثقف نفسها للحفاظ على زوجها، وتماسك واستقرار مؤسستها الزوجية، ومن تفعل تكون قد حافظت على زوجها، والثقافة الزوجية تكتسب للاستقرار في الحياة الزوجية الجديدة، وبلا شك لن تحدث إشكاليات في المستقبل. 

عن مقارنة المؤسسة الزوجية بالمجتمعات الغربية؟ قالت : إذا أخذنا الحياة الزوجية لدي (الخواجات) نموذجاً برغم اختلاف عاداتهم، تقاليدهم، ثقافاتهم ودياناتهم، فإننا نجدهم يقدسون الحياة الزوجية لدرجة أن الزوج لا ينظر إلا لزوجته مهما كانت الإغراءات، وهذه القدسية نفتقدها تماماً بالرغم من إن عاداتنا، تقاليدنا، وثقافاتنا لا تنفصل عن الديانة الإسلامية.

ومضت : أي رجل شرقي شد الرحال للغرب لا تؤثر فيه عادات، تقاليد وثقافات الغرب، بل يظل متمسكاً بما نشأ وترعرع عليه في بيئته، فمثلاً والدي- عليه الرحمة أمضى جل حياته في أمريكا إلا أنه عندما عاد إلى السودان لم يغير من مفهومه كرجل شرقي، وهذا يؤكد أن المرأة الحديثة لا تصلح مع الرجل السوداني، فهو يريدها زوجة تقليدية مثل والدته التي تربي في كنفها (مدللاً)، أي أنه يريدها بالإضافة للاهتمام به أن تكون (ست بيت)، ومعظم الرجال يشبهون زوجاتهم بأمهاتهم، ويظل هذا الإحساس يسيطر عليهم باعتبار أن الزوجة هي الأم الثانية، وهي التي يضع بين يديها كل ما يحس به من ألم، ويفضض لها ما يجيش في دواخله بدون مونتاج، مساحيق ورتوش، أي أنه يكشف لها ما بداخله دون أن يستحي منها، وبالتالي عليها أن تستغل ذلك من أجل حياة زوجية سعيدة وناجحة، بالإضافة إلى كسبها والدته لصفها بالتعامل الراقي، وأن تعتبرها في مقام والدتها، وأن تزيل من مخيلتها فكرة أنها (حماة)، فأنا مثلاً تزوجت مرتين، وفي زواجي الأول أنجبت ابنتي (ود)، والتي جاءت على إثرها والدة زوجي للبقاء معي في منزلي أربعين يوماً، لماذا؟ الإجابة ببساطة إنني كنت أتعامل معها كوالدتي، وعندما انفصلت عن زوجي كان الانفصال بالتراضي، وقال لي في تلك الأثناء : (إذا ربنا أراد أن نعود للحياة الزوجية مجدداً، فلن يقف أمامنا أي عائق)، وعندما تزوجت للمرة الثانية جاء طليقي، وأعطي ورقة (الطلاق) إلى زوجي الثاني، فأنا عندما انفصلت عن زوجي الأول كان والده يصر على إصراراً شديداً بأن  أتزوج، وكنت أقول له : (يا أبوي أنا ما دايرة أتزوج)، وإذا طلب يدك أي رجل لابد أن أكون لك وكيلاً.

واستطردت : تربيتي تربية (حبوبات)، بالإضافة إلى تمتعي بذكاء، وهذا الذكاء جعل حياتي الزوجية سعيدة، ناجحة ومستقرة. ومضت : إنني عرفت كيف احتوي والده ووالدته، وهما إلى يومنا هذا يحلفون بحياتي، وإذا حدث أي خلاف بيني وزوجي يتدخلان لحسمه، وما أن يقفا أمامنا إلا أن اسامحه لدرجة إنني (أبوسه) على رأسه، وما أن يخرجا من منزلنا إلا وأعود إلى (زعلي) منه، فالأم والأب عندما يطرق إذنيهما إشكالية حدثت لي مع ابنهما، خاصةً وأعلم أن انهما لا يتعاملان مع هذه الإشكالية بعقلانية وحكمة بقدر ما أنهما يتعاملان معها بعاطفة الأمومة، لذلك على الزوجات أن لا يكشفن عن إشكاليات زوجية تحدث لهن مع أزواجهن إلى أمهاتهن لأن الأمهات

يحسن بالخلاف على أساس أنه (حقارة)، ولا تحكم الأمهات رأسهن، بل تحكمهن عاطفتهن، وهو ما يحدث إشكاليات بين الزوجين، وتمتد إلى الأسرتين إما إدخال الأخ أو الأخت في الإشكالية الزوجية، فإنهما سيحلانها بإحكام العقل. 

واسترسلت : عندما يحدث خلاف بيني وزوجي لا أحكي هذه الإشكالية لوالدتي لدرجة أنها عندما تعلم به تلومني قائلة : (أنتي الغريب بجي بحكي لي أنتي بتي ما بتحكي لي)، وهذا النهج الذي كنت انتهجه في حياتي الزوجية لعب دوراً كبيراً في الاستقرار الأسري، فلم أكن اسمح لأي إنسان التدخل بيني وزوجي مهما كانت الإشكاليات بيني وبينه. 

فيما قالت : المرأة عموماً لا ترتاح إلا في عش الزوجية مهما كانت الإشكاليات فيه كبيرة، فالسيدة عندما تتعلم على خصوصيتها في مملكتها فإنه لن تبدلها بأي مكان آخر.


🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.

الأربعاء، 6 يناير 2021

سراج النعيم يكتب : أما آن لهذا الفارس أن يترجل






بقلم سراج النعيم 

ما يجري في السودان انياً يذكرني بالمقولة الشهيرة لأم عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، والذي قتله (الحجاج بن يوسف الثقفي)، وليته ومن ناصروه أكتفوا بذلك، بل صلبوه لعدة أيام، فابن (الزبير) حين ودع أمه (أسماء) قال لها : (يا أماه إني أخاف إن قتلني أهل الشام، أن يمثلوا بي ويصلبوني)، فردت عليه قائله : (يا بني، إن الشاةَ إذا ذبحت لم تألم بالسلخ)، وبالمقابل واصل الحجاج رمي الكعبة بـ(المنجنيق) رغم حلول موسم الحج، وحج آنذاك عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأرسل إلى الحجاج قائلاً : (اتق الله، واكفف هذه الحجارة عن الناس، فإنك في شهر حرام وبلد حرام، وقد قدمت وفود الله من أقطار الأرض ليؤدوا فريضة الله ويزدادوا خيراً، وأن المنجنيق قد منعهم عن الطواف، فاكفف عن الرمي حتى يقضوا ما يجب عليهم بمكة)، فأوقف الرمي حتى عاد الناس من عرفات، وطافوا وسعوا، ولم يمنع (ابن الزبير) الحاج من الطواف والسعي، فلما فرغوا من طواف الزيارة نادى منادي الحجاج : (انصرفوا إلى بلادكم، فإنا نعود بالحجارة على ابن الزبير)، وكان ابن الزبير يهاجم ويرجع إلي الصلاة في الكعبة، فلما كان ليلة الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى من سنة (73) هجرياً بات يصلي طول ليلته حتى الفجر، فصلى الفجر ثم قال لأصحابه : (ما أراني اليوم إلا مقتولاً، فإني رأيت في منامي كأن السماء فرجت لي فدخلتها، وإني والله قد مللت الحياة وجاوزت سني اثنين وسبعين سنة، اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي، ثم نهض للقتال)، فجاءته آجرة فأصابته في وجهه، فارتعش لها وسال دمه، ثم رجع فجاءه حجر (منجنيق) من ورائه، فأصابه في قفاه فارتعد، ثم سقط على الأرض بوجهه، ثم حاول أن ينهض فلم يستطع القيام، فتسارع إليه الناس وتكاثروا عليه بالسيوف فقتلوه، وقتلوا أصحابه ممن تعلق بأستار الكعبة، وقطعوا رأسه وحملوه إلى الحجاج فخر ساجداً، ثم قام هو وطارق بن عمر قائد الجيش حتى وقفا عليه وهو صريع، فقال طارق : (ما ولدت النساء أذكر من هذا)!، فقال الحجاج مستنكراً : (تمدح من يخالف طاعة أمير المؤمنين؟)، قال : (نعم هو يفضل علينا في كل موقف لأننا محاصروه سبعة أشهر، وليس له حصن ولا خندق ولا منعة ينتصف منا)، وبلغ هذا الكلام عبد الملك بن مروان فصوب طارقاً، أي أعتبر كلامه صواباً، ولما قتل (ابن الزبير) كبر أهل الشام فرحاً بقتله، فقال عبد الله بن عمر بن الخطاب : (... وكان شيخاً ورعاً زاهداً، انظروا إلى هؤلاء، لقد كبر المسلمون فرحاً بولادته، وهؤلاء يكبرون فرحاً بقتله)، بعث الحجاج برأس ابن الزبير ورأس عبد الله بن صفوان ورأس عمارة بن عمرو إلى المدينة، ثم أُرسلت إلى عبد الملك بن مروان في دمشق فجازى حامليها، وأعطى كل واحد منهم خمسمائة دينار، ثم أخذ الحجاج جثة (ابن الزبير) فصلبها.

واستخلص من قصة (الحجاج) مع (ابن الزبير) الكثير من الدروس والعبر لما يجري في السوداني الذي يجب أن يأخذ حكامه الدروس والعبر مما حدث، خاصة وأن هنالك خلفية لعدد من ثورات الربيع العربي في (تونس)، (مصر) و(ليبيا)، وهي جميعاً ثورات تحررية هبت في وجه انظمة ديكتاتورية واستبدادية ظالمة، لذا ستظل الثورات التحررية قائمة إلى قيام الساعة.

ومن هنا أقول اتعظوا واعتبروا في تعاملكم مع المتظاهرين من قصة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، والذي ضرب مثالاً حياً في الصمود ضد الظلم الذي استشري في الاجساد، لذلك أجد أن ما ذهبت إليه (أسماء) أم (ابن الزبير) ينتطبق تماماً على الراهن السوداني : (اما آن الأوان لهذا الفارس أن يترجل).

إن عجز نظام الحكم في بلادي من الخروج بها لبر الأمان بايجاد حلول ناجزة لأزمات اقتصادية متوالية يشهدها السودان منذ سنوات، وهذه الأزمات أفرزت ثورات شعبية (عفوية) حاول البعض سرقتها، وتسيسها لخدمة أجندة محدودة لا تصب في مصلحة (محمد أحمد) المغلوب على أمرة، وهي لم تكن في الحسبان حينما ثار ثوار مدينة عطبرة ثورتهم على الحكومة.

ما يجري حالياً في السودان يجعلني استدل بمقولة السيدة (أسماء) أم عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، والذي كما اسلفت قتله الحجاج بن يوسف بعد أن صمد في وجه (الطغيان) و(الاستبداد) و(الظلم)، فالظلم لمن لا يعلم ظلمات يوم القيامة، وحينما يحس به الإنسان يقوده لثورة ضده وضد من يقفون وراءه، ودائماً الثورات التحررية من (الظلم) تأخذت حيزها الكبير من الاهتمام، كما حدث قبلاً في ثورات الربيع العربي التحررية، وعليه ظلت الثورات التحررية ضد (الظلم) قائمة منذ أن خلق الله سبحانه وتعالي البشرية، هكذا بدأت الشرارة من مستصغر الشرر، وكانت (عفوية) لمناهضة التسعيرة الجديدة التي أدت إلى ارتفاع في أسعار السلع الاستهلاكية، ومع مرور الأيام تطورت  إلى (إضرابات) مستمرة رغماً عن تراجع السلطات المختصة عنها، مما حدا بقيادة القوات المسلحة السودانية التدخل منعاً للانفلاتات الأمنية، وصادف هذه الاحتجاجات وجود المشير نميري خارج البلاد.

من المؤكد فشل الحكومة في ايحاد حلول للضائغات الاقتصادية، وبالتالي خيبت  آمال الشعب السوداني الذي طالب بعضه بتشكيل حكومة (انتقالية) في شكل من أشكال السلطة التي نتأثر بها إذا أثبتت عجزها في إدارة الحكم في البلاد، ولهذا السبب نجد أن معظم علماء السياسة المتخصصين في دراسة الحكومة يعتقدون أن الحكومة يجب ألا تدرس على انفراد، بل يجب الإلمام كذلك بشيء من (الأنثروبولوجيا) علم (الإنسان)، (الاقتصاد)، (التاريخ)، (الفلسفة)، (العلوم) و(الاجتماع)، ومن هذا المنطلق فإن المجموعات البشرية لديها قواعد تحكمها منذ أن خلق الله العلي القدير أبونا آدم عليه السلام، ومن خلال هذا التعريف، فإن أي قرارات خاطئة تؤثر في المجموعة، وهذه المجموعة هي (الشعب) الذي انتفض ضد (الظلم)، بعد أن ظل الخطاب الإعلامي السياسي مفتقراً لـ(لحكمة) و(العقلانية)، بل هو مستفز جداً ولا يرقي لأن يكون خطاباً صادراً من مسئول في منظومة تحكم البلاد، فهو يدعو لذر الرماد في العيون.*

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...