.......
*جلس إليه : سراج النعيم*
......
عبر الدكتور الفنان الكبير حمد الريح الذي انتقل إلى رحمة مولاه متأثراً بجائحة (كورونا) بمركز العزل الصحي لمستشفي الخرطوم، عبر قبيل رحيله المر عما يجيش في دواخله، وذلك من خلال ذكريات في الفن والرياضة، وكان فيهما نجماً ساطعاً في سماء السودان، بالإضافة إلى أنه استطاع أن يلج إلى السياسية.
فيما يعتبر الراحل حمد الريح من الفنانين الذين وضعوا بصمة فنية بلونية جديدة في الحراك الفني في البلاد، لذلك استطاع أن يشكل وجدان المتلقي بأغنيات خالدة في ذاكرة الشعب السوداني.
بينما يعتبر العملاق حمد الريح قمة من القمم الفنية المتجددة فنياً، والمواكبة للتطور الذي تشهده الحركة الفنية، والتي قدم لها فناً راقياً بكل ما تحمل الكلمة من معني، لذلك ستظل أغنياته خالدة في وجدان الناس رغماً عن أنه انخرط في الساحة بدأ الفنية في منتصف الخمسينات القرن الماضي، والى مضابط الحوار .
*في البدء أين ولدت، وماذا عن منطقة (بري)؟*
ولدت ونشأت وترعرعت منذ نعومة اظافري في جزيرة (توتي) بالخرطوم، والتي انتقلت منها إلى منطقة (بري) في العام 1988م، وهو العام الذي شهد في ظله السودان فيضاناً كان الاشد قسوة إيلاماً من بين كل الأعوام السابقة، وهذا الفيضان اضطرني للإنتقال مع أسرتي الصغيرة للإقامة في منطقة (برى) بالخرطوم، ومع هذا وذاك ظللت محتفظاً بمنزلي في جزيرة (توتي)، ولم انقطع نهائياً عن مسقط رأسي.
*كيف تنظر إلى ترديد نجلك الأكبر الحارث لأغنياتك، وهل تشجعه على أن يصبح فناناً؟*
لا مانع لدي من التحاقه بالحركة الفنية طالما أنه سيغني (جاداً)، فنجلي الأكبر الحارث من الأصوات الجميلة ورغماً عن ذلك هو مهتماً بالتحصيل الأكاديمي إلى جانب شقيقه الأصغر (محمد)، وتجدني دائماً ما أنصح أبنائي بالتركيز على التحصيل الأكاديمي، وأن لا يكون الفن سوي هواية.
*ماذا عن بداية انخراطك في الحركة الفنية؟*
بدأت الولوج إلى الساحة الفنية بترديد الأناشيد المدرسية في المراحل الدراسية المختلفة بجزيرة (توتي)، وكنت احظي من خلالها بالإعجاب من المعلمين، إذ أنهم كانوا يعبرون عن إعجابهم صراحة بصوتي، بل ذهب البعض منهم إلى تشجيعي على الاستمرار في ابراز موهبتي، هكذا إلى أن أصبح فناناً، وكان للإعجاب بصوتي دافعاً كبيراً لاكتشاف موهبتي، ومن ثم إصقالها بالإطلاع والإستماع إلى الفنانين الذين سبقوني في هذا المجال الشائكة والمتشابكة.
*ما هي أول أغنية سجلتها رسمياً للإذاعة السودانية؟*
أول أغنية اجزتها وسجلتها رسمياً للإذاعة السودانية كانت أغنية (يا مرية) التي ألف كلماتها الشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهيم، فيما وضعت لها الألحان، ووجدت هذه الأغنية حظها من الانتشار.
*ما الذي جعلك تعتقد أنك ستصبح فناناً؟*
منذ نعومة اظافري كنت أتوقع أن أكون فناناً له شاواً عظيماً في الحركة الفنية لأنني كنت أحمل في دواخلي موهبة، وكنت أتوقع أعتقد أن تجد طريقها للمتلقي في أي لحظة من اللحظات.
*لماذا تسمح للفنانين الشباب بترديد أغنياتك على عكس الفنانين الآخرين؟*
هذا الأمر يعود إلى أننا رددت أغنيات الفنانين الذين سبقوني في الحركة الفنية، لذلك سمحت للفنانين الشباب ترديد أعمالي كيفما يشاءون، ولم أعترض يوماً واحداً على ذلك نهائياً، إلا إنني كنت أتمني منهم أن يغنوا أغنياتي دون تحوير في كلماتها أو تعديل في الحانها.
*لماذا يتزمر البعض من الأجر الذي يتقاضاه مقابل تعاقده على احياء حفلاً رغماً عن أنه كبير جداً؟*
هل تصدق إنني رغماً عن رئاستي لمجلس المهن الموسيقية وقتئذ إلا إنني كنت أتقاضي أجراً أقل بكثير من بعض الفنانين الذين ظهروا حديثاً في الحركة الفنية، ورغماً عن ذلك لم أمتعض يوماً واحداً كون أن البعض من الفنانين الشباب يتقاضون أجوراً كبيرة بأغاني الآخرين.
*كيف تنظر إلى البرامج التلفزيونية التي يطل من خلالها المطربين الجدد؟*
البرامج التي أشرت لها لم توظف توظيفاً صحيحاً يؤهلها إلى تخريج الناشئة من المطربين للساحة الغنائية، وقطعاً سيكون لهم شأناً عظيماً في الحراك الفني مستقبلاً، وأتذكر عندما كنت رئيساً لأول لجنة لبرنامج (نجوم الغد) المبثوث عبر شاشة قناة النيل الأزرق آنذاك خرجنا عدداً من المطربين الجدد.
*ماذا عن حمد الريح الموظف بجامعة الخرطوم؟*
كنت موظفاً كبيراً في جامعة الخرطوم، وظللت في هذه الوظيفة على مدى (14) عاماً، وخلال تلك السنوات كنت أطلع على المؤلفات الموضوعة في المكتبة، ووصلت وفقها إلى نصوص غنائية كبيرة، وهذه النصوص وجدت حظها من الإعجاب والانتشار، وأبرزها للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي.
*من هو الشاعر الذي تعبره مبدعاً في تأليف النصوص الغنائية؟*
بلا شك الشاعر اسحق الحلنقي الذي يعتبر رئيس جمهورية الحب، إذ أنه استطاع أن يدخل لقلوب الجماهير بمفرداته المميز، وهو من أكثر الشعراء الذين غنيت من كلماتهم.
*هل أنت راض عن انتخابك في دورة من دورات اتحاد الفنانين؟*
كنت راض تمام الرضا عن رئاستي للاتحاد، لأنني حققت من خلالها نجاحاً كبيراً للفن بصوره عامة وللفنانين بصورة خاصة حيث قدمت للاتحاد الكثير، وذلك من خلال علاقاتي، وابرز انجازاتي انشائي صالة للبروفات وغيرها الانجازات التي تقف شاهداً.
*ماذا عن حمد الريح لاعب كرة القدم؟*
منذ صغري أحب أحب كرة القدم، وكنت أتابعها وألعبها من خلال روابط الناشئين في جزيرة (توتي)، وظللت أمارسها إلى وقعت في كشوفات أشبال نادي (المريخ)، والذي ظللت مقيداً في كشوفاته لفترة من الزمن، ومن ثم تركته إلى فريق (توتي)، وبقيت فيه فترة من الزمن أيضاً، ثم وقعت في كشوفات الفريق الأول لنادي المريخ، والذي من خلاله تم اختياري لاعباً للمنتخب القومي.
*ما الفترة التي أمضيتها لاعباً في فريق المريخ؟*
ظللت في كشوفات نادي المريخ لمدة عام، ثم تركته عائداً إلى جزيرة (توتي) نسبة إلى الفريق كان مهدداً بالهبوط من دوري الدرجة الأولى إلى الثانية.
*هل سجلت هدفاً في شباك نادي الهلال؟
نعم سجلت أكثر من هدف في شباك فريق الهلال، وكانت تلك الأهداف الأجمل والاروع، بالإضافة إلى إنني سجلت هدفاً في شبك الموج الأزرق من خلال ارتدائي شعار فريق (توتي).
*من هم أبرز اللاعبين زاملتهم في نادي المريخ والهلال؟*
لعبت مع الأسطورة كمال عبد الوهاب، وتزامن ذلك مع وجود نصر الدين جكسا في فريق الهلال، وهذا الفترة كانت يعتبر العصر الذهبي لكرة القدم في السودان.
*هل حققت الشهرة والنجومية لاعباً أم فناناً؟*
استطعت أن اكتشف موهبتي في الرياضية والفن في آن واحد، لذلك نلت من خلالهما الشهرة والنجومية، إلا أن اللاعب تكون فترة لعبه لكرة القدم في الملاعب الخضرء محددة من حيث الفترة الزمنية، إما الفن فتكون الفترة فيه بلا انتهاء، يخلد اسم المبدع في وجدان الشعب السوداني.
*ما السلبية والإيجابية التي جنيتها من تحقيقك للشهرة والنجومية في مجال الرياضية والفن؟*
أولاً لابد من التأكيد بأن النواحي السلبية أكثر من الإيجابية، فالسلبية تكمن في أنها لا تدعك تتحرك بحرية مطلقة في المجتمع، ودائماً ما تكون الأضواء والأنظار مسلطة عليك، لذلك تجد نفسك محاصراً في نطاق ضيق جداً، إما ايجابياتها فتكمن في الحب المطلق لجمهورك