الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

الفنان حمد الريح في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر. (يا مرية) أول أغنية قدمتني إلى المتلقي.. الأناشيد المدرسية جعلت مني فناناً.. منذ نعومة اظافري كنت أتوقع أن أكون فناناً له شاواً عظيماً في الحركة الفنية.. سمحت للفنانين الشباب ترديد أعمالي كيفما يشاءون لهذا السبب المنطقي.. أهدافي في شباك الهلال الأجمل والأروع على الاطلاق خلال عام مع المريخ.. زاملت الأسطورة كمال عبد الوهاب بالمريخ وتزامن ذلك وجود جكسا بالهلال





جلس إليه : سراج النعيم

عبر الدكتور الفنان الكبير حمد الريح الذي انتقل إلى رحمة مولاه متأثراً بجائحة (كورونا) بمركز العزل الصحي لمستشفي الخرطوم، عبر قبيل رحيله المر عما يجيش في دواخله، وذلك من خلال ذكريات في الفن والرياضة، وكان فيهما نجماً ساطعاً في سماء السودان، بالإضافة إلى أنه استطاع أن يلج إلى السياسية.

فيما يعتبر الراحل حمد الريح من الفنانين الذين وضعوا بصمة فنية بلونية جديدة في الحراك الفني في البلاد، لذلك استطاع أن يشكل وجدان المتلقي بأغنيات خالدة في ذاكرة الشعب السوداني.

بينما يعتبر العملاق حمد الريح قمة من القمم الفنية المتجددة فنياً، والمواكبة للتطور الذي تشهده الحركة الفنية، والتي قدم لها فناً راقياً بكل ما تحمل الكلمة من معني، لذلك ستظل أغنياته خالدة في وجدان الناس رغماً عن أنه انخرط في الساحة بدأ الفنية في منتصف الخمسينات القرن الماضي، والى مضابط الحوار . 

في البدء أين ولدت، وماذا عن منطقة (بري)؟

ولدت ونشأت وترعرعت منذ نعومة اظافري في جزيرة (توتي) بالخرطوم، والتي انتقلت منها إلى منطقة (بري) في العام 1988م، وهو العام الذي شهد في ظله السودان فيضاناً كان الاشد قسوة إيلاماً من بين كل الأعوام السابقة، وهذا الفيضان اضطرني للإنتقال مع أسرتي الصغيرة للإقامة في منطقة (برى) بالخرطوم، ومع هذا وذاك ظللت محتفظاً بمنزلي في جزيرة (توتي)، ولم انقطع نهائياً عن مسقط رأسي.

كيف تنظر إلى ترديد نجلك الأكبر الحارث لأغنياتك، وهل تشجعه على أن يصبح فناناً؟

لا مانع لدي من التحاقه بالحركة الفنية طالما أنه سيغني (جاداً)، فنجلي الأكبر الحارث من الأصوات الجميلة ورغماً عن ذلك هو مهتماً بالتحصيل الأكاديمي إلى جانب شقيقه الأصغر (محمد)، وتجدني دائماً ما  أنصح أبنائي بالتركيز على التحصيل الأكاديمي، وأن لا يكون الفن سوي هواية. 

ماذا عن بداية انخراطك في الحركة الفنية؟

بدأت الولوج إلى الساحة الفنية بترديد الأناشيد المدرسية في المراحل الدراسية المختلفة بجزيرة (توتي)، وكنت احظي من خلالها بالإعجاب من المعلمين، إذ أنهم كانوا يعبرون عن إعجابهم صراحة بصوتي، بل ذهب البعض منهم إلى تشجيعي على الاستمرار في ابراز موهبتي، هكذا إلى أن أصبح فناناً، وكان للإعجاب بصوتي دافعاً كبيراً لاكتشاف موهبتي، ومن ثم إصقالها بالإطلاع والإستماع إلى الفنانين الذين سبقوني في هذا المجال الشائكة والمتشابكة. 

ما هي أول أغنية سجلتها رسمياً للإذاعة السودانية؟

أول أغنية اجزتها وسجلتها رسمياً للإذاعة السودانية كانت أغنية (يا مرية) التي ألف كلماتها الشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهيم، فيما وضعت لها الألحان، ووجدت هذه الأغنية حظها من الانتشار.

ما الذي جعلك تعتقد أنك ستصبح فناناً؟

منذ نعومة اظافري كنت أتوقع أن أكون فناناً له شاواً عظيماً في الحركة الفنية لأنني كنت أحمل في دواخلي موهبة، وكنت أتوقع أعتقد أن تجد طريقها للمتلقي في أي لحظة من اللحظات. 

لماذا تسمح للفنانين الشباب بترديد أغنياتك على عكس الفنانين الآخرين؟

هذا الأمر يعود إلى أننا رددت أغنيات الفنانين الذين سبقوني في الحركة الفنية، لذلك سمحت للفنانين الشباب ترديد أعمالي كيفما يشاءون، ولم أعترض يوماً واحداً على ذلك نهائياً، إلا إنني كنت أتمني منهم أن يغنوا أغنياتي دون تحوير في كلماتها أو تعديل في الحانها.

لماذا يتزمر البعض من الأجر الذي يتقاضاه مقابل تعاقده على احياء حفلاً رغماً عن أنه كبير جداً؟

هل تصدق إنني رغماً عن رئاستي لمجلس المهن الموسيقية وقتئذ إلا إنني كنت أتقاضي أجراً أقل بكثير من بعض الفنانين الذين ظهروا حديثاً في الحركة الفنية، ورغماً عن ذلك لم أمتعض يوماً واحداً كون أن البعض من الفنانين الشباب يتقاضون أجوراً كبيرة بأغاني الآخرين. 

كيف تنظر إلى البرامج التلفزيونية التي يطل من خلالها المطربين الجدد؟

البرامج التي أشرت لها لم توظف توظيفاً صحيحاً يؤهلها  إلى تخريج الناشئة من المطربين للساحة الغنائية، وقطعاً سيكون لهم شأناً عظيماً في الحراك الفني مستقبلاً، وأتذكر عندما كنت رئيساً لأول لجنة لبرنامج (نجوم الغد) المبثوث عبر شاشة قناة النيل الأزرق آنذاك خرجنا عدداً من المطربين الجدد.

ماذا عن حمد الريح الموظف بجامعة الخرطوم؟

كنت موظفاً كبيراً في جامعة الخرطوم، وظللت في هذه الوظيفة على مدى (14) عاماً، وخلال تلك السنوات كنت أطلع على المؤلفات الموضوعة في المكتبة، ووصلت وفقها إلى نصوص غنائية كبيرة، وهذه النصوص وجدت حظها من الإعجاب والانتشار، وأبرزها للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي.

من هو الشاعر الذي تعبره مبدعاً في تأليف النصوص الغنائية؟

بلا شك الشاعر اسحق الحلنقي الذي يعتبر رئيس جمهورية الحب، إذ أنه استطاع أن يدخل لقلوب الجماهير بمفرداته المميز، وهو من أكثر الشعراء الذين غنيت من كلماتهم.

هل أنت راض عن انتخابك في دورة من دورات اتحاد الفنانين؟ 

كنت راض تمام الرضا عن رئاستي للاتحاد، لأنني حققت من خلالها نجاحاً كبيراً للفن بصوره عامة وللفنانين بصورة خاصة حيث قدمت للاتحاد الكثير، وذلك من خلال علاقاتي، وابرز انجازاتي انشائي صالة للبروفات وغيرها الانجازات التي تقف شاهداً.

ماذا عن حمد الريح لاعب كرة القدم؟

منذ صغري أحب أحب كرة القدم، وكنت أتابعها وألعبها من خلال روابط الناشئين في جزيرة (توتي)، وظللت أمارسها إلى وقعت في كشوفات أشبال نادي (المريخ)، والذي ظللت مقيداً في كشوفاته لفترة من الزمن، ومن ثم تركته إلى فريق (توتي)، وبقيت فيه فترة من الزمن أيضاً، ثم وقعت في كشوفات الفريق الأول لنادي المريخ، والذي من خلاله تم اختياري لاعباً للمنتخب القومي.

ما الفترة التي أمضيتها لاعباً في فريق المريخ؟

ظللت في كشوفات نادي المريخ لمدة عام، ثم تركته عائداً إلى جزيرة (توتي) نسبة إلى الفريق كان مهدداً بالهبوط من دوري الدرجة الأولى إلى الثانية.

هل سجلت هدفاً في شباك نادي الهلال؟

نعم سجلت أكثر من هدف في شباك فريق الهلال، وكانت تلك الأهداف الأجمل والاروع، بالإضافة إلى إنني سجلت هدفاً في شبك الموج الأزرق من خلال ارتدائي شعار فريق (توتي).

من هم أبرز اللاعبين زاملتهم في نادي المريخ والهلال؟

لعبت مع الأسطورة كمال عبد الوهاب، وتزامن ذلك مع وجود نصر الدين جكسا في فريق الهلال، وهذا الفترة كانت يعتبر العصر الذهبي لكرة القدم في السودان. 

هل حققت الشهرة والنجومية لاعباً أم فناناً؟ 

استطعت أن اكتشف موهبتي في الرياضية والفن في آن واحد، لذلك نلت من خلالهما الشهرة والنجومية، إلا أن اللاعب تكون فترة لعبه لكرة القدم في الملاعب الخضرء محددة من حيث الفترة الزمنية، إما الفن فتكون الفترة فيه بلا انتهاء، يخلد اسم المبدع في وجدان الشعب السوداني. 

ما السلبية والإيجابية التي جنيتها من تحقيقك للشهرة والنجومية في مجال الرياضية والفن؟

أولاً لابد من التأكيد بأن النواحي السلبية أكثر من الإيجابية، فالسلبية تكمن في أنها لا تدعك تتحرك بحرية مطلقة في المجتمع، ودائماً ما تكون الأضواء والأنظار مسلطة عليك، لذلك تجد نفسك محاصراً في نطاق ضيق جداً، إما ايجابياتها فتكمن في الحب المطلق لجمهورك

الأحد، 29 نوفمبر 2020

*من خلف قضبان السجن ود الضي يكشف تفاصيل مثيرة حول بلاغات ضده.. القي على القبض أثناء وقوفي مع بائعة شاي بـ(الفتيحاب).. نافذون ونشطاء يقودون مبادرة للصلح بيني وقوات الدعم السريع*



..... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

..... 

كشف أحمد الضي بشارة الناشط السياسي تفاصيل حول بلاغات تم تدوينها في مواجهته من قبل قوات الدعم السريع، ويقبع على إثرها خلف قضبان سجن أمدرمان. 

*ما هي التهم التي تنظرها المحكمة في مواجهتك؟* 

أوجه اتهامات من قوات الدعم السريع تتعلق بالكذب، إثارة الكراهية ضد الطوائف، والقوات النظامية، وهنالك اتهام يؤكد إنني كذبت في حق الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مؤسس قوات الدعم السريع بمحاولة الاستيلاء على وزارة الدفاع، فضلاً عن اتهامي لشقيقه الفريق عبد الرحيم محمد دقلو، قائد قوات الدعم السريع بإدخال حاويات تحتوي على (مخدرات) للبلاد، وعليه إلقي على القبض من مدينة أم درمان (الصالحة). 

*ما السبب الذي جعلك تدخل في إضراب عن الطعام؟*

دخلت في إضراب عن الطعام نسبة إلى عدم التصديق لي بضمانة في البلاغات المدونة ضدي، والتي تم التحري في إطارها من قبل الشرطة، وبعد اكتمال التحري في التهم المنسوبة إلى حولت الإجراءات القانونية إلى المحكمة.

أين كنت لحظة إلقاء القبض عليك؟ 

تشير الوقائع إلى إنني، وبعض الشباب كنا نرتشق الشاي لدي بائعة المشروبات الساخنة في منطقة (الفتيحاب)، وعندما نهضنا من مجلسنا لدفع قيمة المشروبات الساخنة ل(ست الشاي) شاهدت ثلاثة أشخاص يقودون دراجات نارية، ووقفوا أمامي بصورة مباشرة، ثم طلبوا مني الوقوف في مكاني، فما كان مني إلا ونفذت توجيهاتهم، وعندما ألتفت ناحية اليمين شاهدت تاتشرات بيضاء بها مجموعة من الأشخاص الذين  يحملون أسلحة، ومن ثم تم رفعي على إحدي التاشيرات.

*وماذا؟*

المهم إنني لم أعرف ما حدث معي إلا بعد أن تحرك التاتشر، إذ قلت لهم : أنا كناشط سياسي لا أخاف من الاعتقال، فما كان منهم إلا أن ربطوا عيني لحجب الرؤية، وعندما تم فك الرباط من عيني أكتشفت إنني داخل قسم شرطة الخرطوم شمال،  والذي وجدت فيه تعاملاً راقياً من رئيس القسم وضباط وضباط الصف والجنود.

*متي تم إلقاء القبض عليك؟*

يوم الإثنين الموافق 12/10/2020م، وظللت في حراسة قسم شرطة الخرطوم شمال إلى يوم 2/11/2020م، وهو التاريخ الذي تم فيه تحويل البلاغات إلى محكمة الخرطوم شمال، والتي بدأ قاضيها أول جلسة إجرائية، ولم أكن ماثلاً في إطارها بقاعة المحكمة، بل كنت في تلك الأثناء حبيساً في حراسة محكمة الخرطوم شمال، وبعد الانتهاء منها حدد قاضي المحكمة جلسة بتاريخ 9/11 /2020م، ومن ثم نقلت من حراسة  إلى سجن أمدرمان (منتظراً)، والذي وجدت فيه تعاملاً راقياً من إدارته برئاسة العميد شرطة منتصر والضباط وضباط الصف والجنود، كما أهتم النقيب المشرف على الوحدة العلاجية بالسجن بحالتي الصحية.

*ماذا عن الجلسة المحددة من قاضي المحكمة؟*

بتاريخ 2/11/2020م تم أخذي بعربة شرطة المحاكم من سجن أمدرمان إلى المحكمة، وانعقدت جلسة لسماع أقوال الشاكي، والذي أشار إلى إنني كنت أود تفويض النظام، فيما ردت على ذلك الأستاذة رنا عبدالغفار بالإنابة عني مؤكدة أنه لا يحق لاستخبارات الدعم السريع القبض على شخصي، ويفترض أن ينفذ أمر القبض بواسطة الشرطة، كما يجب أن تفتح البلاغات ضد موكلي لدي وكالة نيابة جرائم المعلوماتية، وبعد انتهاء الجلسة حدد قاضي المحكمة جلسة بتاريخ 18/11/2020م.

*هل استمعت المحكمة للمتحري في البلاغات؟*

نعم استعمت المحكمة الموقرة إلى أقوال المتحري، ومن ثم اتيحت لي فرصة كمتهم، فقلت لا أنكر ما ذكرته في اللايفات عبر الإعلام البديل، وقد شاهدها وسمعها كل من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، وانصب كل حديثي حول الإصلاح، وأن لا يكون هنالك اقتتال قبلي أو احتراب بين القوات النظامية. 

*هل حقيقة أصبت بالشلل؟*

لا لم أصاب به، إنما كنت غير قدراً على الحركة بسبب إضرابي عن الطعام، والذي دخلت فيه على فترتين، وصورتي بالكرسي المتحرك كانت في الفترة الأولي، فقد عجزت عن الحركة، مما اضطر السلطات المختصة لحملي على الكرسي المتحرك لأن الإضراب عن الطعام تسبب لي في (هبوط حاد).

*وماذا؟*

إما الإضراب الثاني، والذي مازال مستمراً فالسبب فيه رفض السلطات المختصة التصديق لي بضمانة. 

*لماذا لم تفتح البلاغات ضدك لدي نيابة جرائم المعلوماتية؟*

إن النيابة من البداية حولت البلاغات إلى المحكمة، وكان في امكانها توجيه الشاكي بأن يفتح بلاغاته لدي نيابة جرائم المعلوماتية.

*هل هنالك مبادرات للتوفيق بينك وقوات الدعم السريع؟*

هنالك مبادرات يقودها بعض النشطاء السياسيين، بالإضافة إلى ناظر عموم (الغزاي) المسيرية، إلى جانب توسط شخصيات نافذة من المكون المدني، وأيضاً أحد القادة الكبار في الجبهة الثورية، والذين توصلوا إلى حل الإشكالية بصورة أهلية، وليس  قانونياً. 

*ما هي رسالتك في نهاية هذا اللقاء؟*

أتمني افراد مساحات للحريات لكي نمارس النقد دون خوف من الاعتقال.

*الصادق المهدي عاش داعماً للديمقراطية ورافضاً للتطبيع.. المهدي : المعتقلات السياسية فرصة للخلو بالنفس وتأليف الكتب.. تنقلت في معتقلات الطغاة دون مراعاة لدوري في الحراك السياسي*




......

*جلس إليه : سراج النعيم*

...... 

‏غاب بدر الإمام الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، رئيس الوزراء السابق، وغيابه ترك فراغاً كبيراً في الحراك السياسي، وغصة في حلق الوطن، فالمهدي يمثل الحنكة، الحكمة، الوسطية، التسامح، سعة الصدر، كرم النفس، نبل المقاصد والوفاق. 

يعتبر رحيل السيد الصادق إنطفاء لومضة نبل إنسانية عميقة، وحب منقطع النظير للحق والوطن، والذي ألف في إطاره مؤلفات تجاوز عددها المائة مؤلفاً، وهي جميعاً تصب في صالح الوطن، وأبرزها مسألة جنوب السودان، جهاد من أجل الاستقلال، والعقوبات الشرعية وموقعها من النظام الإسلامي.

إن النهج الذي انتهجه الإمام الصادق يمثل مدرسة متكاملة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، وبالتالي فإنه أثري المكتبة السودانية بفكره النير، والذي يحمل بين طياته الرأي السديد، الرشيد، الحكمة، الحنكة والبصيرة، مما جعله يستغرق كل حياته للتوطين للتسامح، رتق نسيج المجتمعات، والتداول السلمي للسلطة.

فيما دار حوار بيني والإمام الصادق المهدي قبيل الرحيل المر متأثراً بجائحة (كورونا) بدولة الامارات حول اعتقالاته من قبل الأنظمة العسكرية.

*ما هو أول اعتقال لشخصك؟*

ظللت على مدي سنوات وسنوات خلت رهن اعتقال الأنظمة العسكرية، وأول اعتقال كان ثمانية أعوام ونصف العام، وذلك إبان تقلد الفريق ركن إبراهيم عبود للحكم.

*متي كان أول ظهور لك سياسياً؟*

كان أول ظهور لي سياسياً من خلال معارضتي لنظام الفريق إبراهيم عبود، وذلك ما بين العام (1958-1964م)، وظللت على إثره رهن الاعتقال، والذي تنقلت في إطاره بين معتقلات الطغاة دون مراعاة لدوري الطليعي في الحراك السياسي.

*ما سبب اعتقال الرئيس عبود لشخصك؟*

اعتقالي تم على خلفية تأليفي كتاباً حمل عنوان (مسألة جنوب السودان)، وأكدت من خلاله بأن الأزمة المتفجرة بين الحكومة وجنوب السودان لا يمكن حلها بالسلاح، إنما يكمن حلها في إدارة حوار هادف مع الأطراف المعنية، أي التفاوض معهم من أجل اجتزاز المشكلات من جذورها سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، إلا أن النظام الديكتاتوري وقتئذ لم يكن يفكر في إفراد هامشاً لحرية التعبير، مما حدا بي المضي قدماً في خطي النضالي ضده، لذا لم اتفاجأ باستدعاني من طرف أحمد مجذوب البحاري وزير الداخلية آنذاك، والذي حذرني تحذيراً شديد اللهجة، ومن ثم هددني بالاعتقال في حال إنني لم أسحب مؤلفي الذي طبعته تحت عنوان (مسألة جنوب السودان)، ورغماً عن الوعيد والتهديد إلا إنني رفضت الاستجابة له، لأنه ربط الاعتقال بالكتاب الذي تم نشره على نطاق واسع.

*ماذا عن فترة حكم الرئيس الراحل جعفر نميري؟* 

لم تتوقف مضايقاتي من الأنظمة العسكرية، واستمرت بصورة لا تطاق نهائياً، فكل نظام عسكري يبدأ معي بالإغراءات، ومن ثم يساومني وهو ما فعله نظام المشير جعفر نميري الذي عرض على منصب نائب الرئيس، وبالمقابل أتنازل عن مطالبي السياسي، ومواقفي المناهضة له إلا إنني رفضت الفكرة جملة وتفصيلا، وواصلت نضالي ضده مطالباً بالحرية، السلام والعدالة، ورغماً عن أنها مطالب مشروعة إلا أنه زج بي في سجونه المايوية، وكان أطول اعتقال بين العام (1973-1974م).

*وماذا؟*

في العام 1977م وقع مصالحة وطنية مع نظام المشير جعفر نميري، إلا أنني سرعان ما عدت لصفوف المعارضة، وظللت معارضاً له حتى سقوطه في العام 1985م.

*ما الذي حدث معك من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير؟*

عرض على إمتيازات في الأعوام 1993م،1996، و2011م إلا إنني رفضتها، واصريت على المطالب الشعبية، فتم اعتقالي وقضيت نحو عامين في الاعتقال التحفظي. 

*ما الذي يضيفه لك الاعتقال؟*

أجد في كل اعتقال خلوة بالنفس للعبادة، والقراءة والتأليف، كما أن الاعتقال فرصة لبناء الذات، ومن خلاله استعطت تغذية الذاكرة، وتزود نفسي برأس مال سياسي كبير.

*ماذا فعلت بعد الانقلاب العسكري على نظام حكمك المنتخب؟*

خرجت من السودان في العام 1996م، وترأست المعارضة ضد البشير.

*ما هي المرة الأولي التقت فيها بالرئيس المعزول عمر البشير؟*

التقيت به في جيبوتي في العام 1999م، وعقدت معه اتفاق (نداء الوطن) باسم حزب الأمة القومي، والاتفاق كان برعاية من السيد إسماعيل عمر قيلي الرئيس الجيبوتي.

*متي عدت للبلاد؟*

عدت في العام 2000م إلى السودان، وذلك بعد التفاوض مع النظام إلا انني ظللت معارضاً له.

*ما هو آخر اعتقال لك في ظل النظام البائد؟*

في العام 2014م، وهو الاعتقال الذي وضح بجلاء موقفي من نظام الرئيس المعزول عمر البشير، وقد حققت من خلاله مكاسب معنوية وسياسية، واستخلصت حقوق الوطن دون تفريط في المبادئ، وعندما انجزت هدفي اتجهت للخروج من الوطن، واديرت حواراً مع الجبهة الثورية حول التركيز على السلاح السلمي لإسقاط النظام البائد، والتنازل عن تقرير المصير لصالح بناء سودان شامل لكل المكونات بلا استثناء، سودان تسود فيه الحرية، السلام والعدالة.

من جانبه، فإن الصادق الصديق هو حفيد (محمد أحمد المهدي) الذي قاد حراكاً ثورياً ضد الاستعمار البريطاني في العام (1881-1899م).

فيما ولد الإمام الصادق المهدي في مدينة أم درمان في العام 1935م، ودرس القرآن في خلاوي أم درمانية وبالجزيرة أبا، كما أنه درس المرحلة الثانوية في كلية (فكتوريا) بمدينة الإسكندرية المصرية (1948-1950م)، والتحق بجامعة أوكسفورد في العام (1954- 1957م)، وحاز على الماجستير في الاقتصاد.

بينما كان آخر موقف سياسي له هو رفضه التام للتطبيع مع إسرائيل، واعتبر تطبيع الحكومة الانتقالية السودنية مع دولة الكيان الصهيوني يناقض المصلحة الوطنية العليا والموقف الشعبي باعتبار أنها تحتل أراضي عربية، وترفض إنشاء دولة فلسطينية.

الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

*بريطاني يؤلف كتاباً حول الموسيقي العسكرية السودانية*

 









....... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

....... 

ألف الموسيقي البريطاني الجنسية- السوداني الأصل طارق علي الدخري الشهير بـ(طارق ساكس) مؤلفاً حول الموسيقي العسكرية السودانية، واهدي المؤلف إلى كل الأساتذة في مجال الموسيقي العسكرية السودانية، والى كل زملائه الذين تربطهم علاقة بالموسيقى العسكرية السودانية، ويهدف السفر لاضفاء لمحات من تاريخ المؤسسة العسكرية العريقة والعملاقة، بالإضافة إلى عطائها الذي لم يكن قاصراً عليها أو الانزواء في محيطها العسكري، بل تمدد عطاؤها ليشمل الموسيقي المدنية أيضاً.

وقال : التحقت بسلاح الموسيقي، وكنت آنذاك أبلغ من العمر (10) أعوام برتبة (ولد) أي نصف تعين، وخلال ذلك درست الموسيقي إلى أن وصلت رتبة الرقيب، ونلت شهادة الدرجة الأولى، الثانية والثالثة، وأصبحت فيما بعد معلماً، ثم شددت الرحال بريطانيا واستقريت بها (30) عاماً كانت تصب في مصالحة الموسيقي السودانية، وانضممت إلى فرق موسيقية، وعملنا منتدي ثقافي اطلقنا عليه (عبق الفن)، ففكرة أن يكون لي دور في نشر الثقافة الموسيقية السودانية عبر (الفيس بوك)، ومؤلفي يحمل عنوان (الموسيقي العسكرية السودانية).

وأضاف : لم استهدف الهجرة إلى أوروبا، بل هاجرت كسائر السودانيين إلى ليبيا، ومنها إلى مصر ثم هولندا، وبعد أربع سنوات انتقلت إلى بريطانيا، وفيها التحقت بالفرقة الموسيقية لبلدية (الانفشن بانت).

وأردف : في فرقة (الانفشن بانت) البريطانية كنت أعزف في أغنية الفنان السوداني أحمد المصطفي (حياتي.. حياتي)، فما كان من أعضاء الفرقة إلا وطلبوا الأغنية لتضمينها ضمن الأعمال التي تقدم للجمهور البريطاني.

وتابع : طالعت إعلاناً في الصحف البريطانية عن رغبة فرقة بريطانية لانضمام (10) أعضاء جدد لها، وعندما قدمت إليها تفاجأت بأن هنالك (100) موسيقياً سبقوني، وفي الإختبار عزفت (الاثني عشر اورط) الذي حينما يعزف تقف له كل بريطانيا، ثم عزفت (عازه في هواك)، ثم لمريم ماكبا، وهذه الاختيارات وضعتني من ضمن الأوائل.

وتابع : وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب لم يكن له تأثير بالنسبة لنا كسودانيين نحمل الجنسية البريطانية.

ومضي : إحترام الأديان الذي وجدته في أوروبا لم أجدها في بعض الدول العربية والإسلامية.

واستطرد : التحية لك اخي سراج النعيم، ولكل أهل الفن.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...