الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

*بريطاني يؤلف كتاباً حول الموسيقي العسكرية السودانية*

 









....... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

....... 

ألف الموسيقي البريطاني الجنسية- السوداني الأصل طارق علي الدخري الشهير بـ(طارق ساكس) مؤلفاً حول الموسيقي العسكرية السودانية، واهدي المؤلف إلى كل الأساتذة في مجال الموسيقي العسكرية السودانية، والى كل زملائه الذين تربطهم علاقة بالموسيقى العسكرية السودانية، ويهدف السفر لاضفاء لمحات من تاريخ المؤسسة العسكرية العريقة والعملاقة، بالإضافة إلى عطائها الذي لم يكن قاصراً عليها أو الانزواء في محيطها العسكري، بل تمدد عطاؤها ليشمل الموسيقي المدنية أيضاً.

وقال : التحقت بسلاح الموسيقي، وكنت آنذاك أبلغ من العمر (10) أعوام برتبة (ولد) أي نصف تعين، وخلال ذلك درست الموسيقي إلى أن وصلت رتبة الرقيب، ونلت شهادة الدرجة الأولى، الثانية والثالثة، وأصبحت فيما بعد معلماً، ثم شددت الرحال بريطانيا واستقريت بها (30) عاماً كانت تصب في مصالحة الموسيقي السودانية، وانضممت إلى فرق موسيقية، وعملنا منتدي ثقافي اطلقنا عليه (عبق الفن)، ففكرة أن يكون لي دور في نشر الثقافة الموسيقية السودانية عبر (الفيس بوك)، ومؤلفي يحمل عنوان (الموسيقي العسكرية السودانية).

وأضاف : لم استهدف الهجرة إلى أوروبا، بل هاجرت كسائر السودانيين إلى ليبيا، ومنها إلى مصر ثم هولندا، وبعد أربع سنوات انتقلت إلى بريطانيا، وفيها التحقت بالفرقة الموسيقية لبلدية (الانفشن بانت).

وأردف : في فرقة (الانفشن بانت) البريطانية كنت أعزف في أغنية الفنان السوداني أحمد المصطفي (حياتي.. حياتي)، فما كان من أعضاء الفرقة إلا وطلبوا الأغنية لتضمينها ضمن الأعمال التي تقدم للجمهور البريطاني.

وتابع : طالعت إعلاناً في الصحف البريطانية عن رغبة فرقة بريطانية لانضمام (10) أعضاء جدد لها، وعندما قدمت إليها تفاجأت بأن هنالك (100) موسيقياً سبقوني، وفي الإختبار عزفت (الاثني عشر اورط) الذي حينما يعزف تقف له كل بريطانيا، ثم عزفت (عازه في هواك)، ثم لمريم ماكبا، وهذه الاختيارات وضعتني من ضمن الأوائل.

وتابع : وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب لم يكن له تأثير بالنسبة لنا كسودانيين نحمل الجنسية البريطانية.

ومضي : إحترام الأديان الذي وجدته في أوروبا لم أجدها في بعض الدول العربية والإسلامية.

واستطرد : التحية لك اخي سراج النعيم، ولكل أهل الفن.

*عمر الجزلي في حوار الأسرار حول برنامج (أسماء في حياتنا).. إيقاف برنامجي التوثيقي تم في عهد تلميذي لقمان أحمد مدير الفضائية.. حمدوك طلب مني العودة للوطن من خلال لقائي به واركان حربه*

 



........ 

*الثقاه /سراج النعيم*

....... 

يعتبر الدكتور الإعلامي المخضرم عمر الجزلي علماً في ذاكرة المتلقي، الذي يحفظ له تاريخ حافل بالبذل والعطاء الذي استمر أكثر من (50) عاماً، إذ أنه خلد إسمه ببرنامجه (أسماء في حياتنا)، والذي سجل من خلاله أكثر من (2500) حلقة مع شخصيات عظيمة جداً أمثال محمد مفتاح الفيتوري، عوض الله صالح، الرئيس الراحل جعفر محمد النميري، الشيخ أبوزيد، الشاعر المصري عبدالرحمن الابنودي، الأمير محمد الفيصل، أحمد المصطفي، الصادق المهدي، عون الشريف قاسم وآخرين، أي أنه ظل يوثق في كل المجالات في السياسة، الأدب، الثقافة، الفن، العلوم، والفكر. 

وبما أنه ظل يوثق، فكان من الضروري التوثيق له تحفيزاً لأجيال تأتي من بعده، ويمتاز الجزلي بالوفاء، الإحترام والتقدير لكل الإعلاميين بلا أستثناء، ويطلق الأستاذية على الكبير والصغير في العمل الإعلامي، لذلك أهتم بالبرامج الوثائقية ووثق حتي للأغاني من خلال برنامج (أغنياتي وذكرياتي)، بالإضافة إلى التوثيق في ذاكرة الأمة السودانية (أسماء في حياتنا)، والذي وثق من خلاله للسياسيين، رجال الدين، الثقافة، الفكر، الفن، الأدباء، الشعراء، الفنانين، الموسيقيين والإعلاميين، وبالتالي يحق أن ينحت له تمثال في قلب الإذاعة السودانية، لأنه حفر اسمه عبر التاريخ، فالجيل الذي جاء فيه الجزلي هو درته، وظل حاضراً في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، فهو مازال بنفس النشاط، الدأب، الهمة، الحماس والإيمان بالقضية، وأعتقد أن الرمزية في عمر الجزلي هي التي جعلت كل منا يحس إحساس مختلف لأنه ربط بين جيلين مختلفين في الإذاعة والتلفزيون، ومارس التقديم، الأداء، الإعداد والإخراج، وبالتالي خلد أسماء ضمن المبدعين الذين وثق لهم من خلال برنامج (أسماء في حياتنا)، فالدور الذي لعبه في مسيرة الدكتور الفنان الراحل عثمان حسين دوراً كبيراً بحيث استطاع استعادة أغنياته من جديد، بالإضافة إلى أحمد المصطفي، إبراهيم عوض، التاج مصطفى، عبدالعزيز محمد داوؤد وسيد خليفة، وعليه فإن وجود عمر الجزلي كان سبباً رئيسياً في صناعة النجوم، وظل يواصل إبداعه الإعلامي.

يعد عمر الجزلي رمز شامخ في حياتنا، واختيار برنامج (أسماء في حياتنا)، اختيار له دلالات ومعاني خاصة وأنه افني زهرة شبابه في الحركة التوثيقية من خلال الإذاعة والتلفزيون حتى أنه أصبح متمكناً في هذا الجانب الذي أضحي فيه خبيراً لا يشق له غبار، بالإضافة إلى أنه صاحب صوت متميز بكل أبعاده، ويجيد انتقاء المفردات المعبرة على مدي أكثر من (50) عاماً، واستطاع أن يواصل مشواره حتى أصبح ذاكرة في خارطة المجتمع السوداني، فالجزلي قمة من القمم الإعلامية في بلادي، قمة لا تخطئها العين لأنه قدم الكثير للإعلام السوداني، ولقبيلة المبدعين بصورة عامة، فهو قدم عبر الأثير المرئي والمسموع أهل السياسة، الاقتصاد، المجتمع، الثقافة، الفن والفكر، بالإضافة إلى أنه ظل يقدم النشرات الإخبارية بصوته المميز ولغته السليمة. 

بينما تذكرني نبرات صوته بالشخصية العظيمة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين خاصة حينما يقرأ نشرات الأخبار، فلصوته نكهة خاصة ومميزة.

*هل كنت تخطط لأن تكون مذيعاً بالإذاعة والتلفزيون؟*

لم أكن أفكر على الإطلاق أن أصبح مذيعاً، بل كنت أود أن أصبح ضابطاً في قوات الشعب المسلحة، هكذا كنت أحلم لدرجة أنني قدمت أوراقي للكلية الحربية إلا أن مشيئة الله جاءت هكذا، أي أنها قادتني إلى اكتشاف موهبتي الإعلامية عبر الأجهزة الإعلامية في العام 1967م حيث اجتزت معاينات الالتحاق بالإذاعة من خلال الوقوف أمام لجنة الأساتذة محمد خوجلي صالحين، يس معني، عبدالرحمن الياس ويوسف محمد العبيد.

من هم الإذاعيين الذين سبقوك على *مايكروفون الإذاعة السودانية؟*

سبقني الأساتذة عبدالكريم قباني، أيوب صديق وخليل الشريف.

*كيف بدأت مشوارك الإذاعي؟*

بدأت من خلال النشرات الإخبارية، ثم اتجهت إلى تقديم البرامج وأولها (كلام والحان)، (مسرح الفنون) و(سبعة في سبعة)، والأخير كانت تقرأ مقدمته الإذاعية الراحلة ليلي المغربي.

*متي اتجهت إلى الشاشة البلورية؟*

بعد أن ثبّت أقدامي في الإذاعة السودانية، وأصبحت متبحراً في العمل الإذاعي، والذي طلب مني في إطاره البروفيسور علي شمو مدير التلفزيون القومي آنذاك أن أعمل معهم في تقديم البرامج التلفزيونية في العام 1969م، وكان أن استجبت له فوراً، وأول برنامج قدمته حمل عنوان (بريد المشاهدين) مع أول مذيعة تلفزيونية (رجاء أحمد جمعة)، وعندما حقق هذا البرنامج نجاحاً أسندت إلى إدارة التلفزيون تقديم برنامج (سفر الخلود)، (خمسة فيديو) و(مشوار السهرة)، بالإضافة إلى قرأت النشرات الإخبارية، وأتذكر عندما توفي الرئيس المصري أنور السادات كنت أراجع في نشرة الأخبار بحديقة الإذاعة، وعندما انتهيت منها دخلت الاستديو لقراءة النشرة إلا أنني تفاجأت بنسيان أوراق النشرة في حديقة الإذاعة الأمر الذي اضطرني إلى قراءة النشرة من ذاكرتي.

*كم عدد البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي قدمتها طوال مسيرتك الإعلامية الحافلة؟*

أكثر من (50) برنامجاً أشهرها برنامج (أوتار الليل) الذي يبث عبر اثير الإذاعة، والذي كنت أطرح من خلاله مواضيع حول الثقافة، الفكر، الأدب والفن، بالإضافة إلى برنامج (أغنياتي وذكرياتي).

*ماذا عن البرامج التلفزيزنية؟*

قدمت عبر التلفزيون عدد من البرامج في مقدمتها (الكاميرا تدور)، (سفر الخلود)، (خمسة فيديو)، (صور وأحداث) و(أغنيات للوطن) إلى جانب سلسلة حلقات من الولايات المتحدة الأمريكية مع عدد كبير من أعضاء الجالية السودانية، وبعض الجاليات العربية بواشنطن، وتناولت من خلالها الهجرة وهموم المهاجر.

*من هم أبرز نجوم الفن الذين وثقت لهم تلفزيونياً؟*

في العام 1979 وثقت إلى عميد الفن السوداني أحمد المصطفي، عثمان حسين، إبراهيم عوض، حسن عطية، التاج مصطفي وعبدالكريم الكابلي.

*هل وثقت لشعراء وفنانين عرب؟*

نعم وأبرزهم الفنانين المصريين الراحلين العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، فريد الأطرش والشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودي.

ماذا عن أسرتك؟ 

أسرتي امدرمانية ووالدي كان رجل أعمال، وله دور في حركة الاقتصاد السوداني، والذي كان يرتكز بالإضافة إليه إلى محمد أحمد البرير، حاج الشيخ عمر وعبدالله رحمة الله، والذين كان لهم مجلس للصلح بين الناس.

*ما هي الأسباب التي استدعتك للهجرة لأمريكا؟*

سفري لأمريكا نابع من أن معاناتي في السودان تفاقمت بشكل لا يطاق، إذ انني كنت أتعرض للظلم باستمرار، مما قادني للتفكير في الابتعاد عن جمهوري ووطني الذي أحبه حد الثمالة، وتزامن ذلك مع انتقال والدتي للرفيق الاعلي، وهي من وهبت لها كل عمري، وعندما توفيت إلى رحمة مولاه تخالجني إحساس بانني أصبحت إنساناً وحيداً، بعد أن فقدت الحبيبة، الصديقة والسند الذي أستند عليه نفسياً وروحياً، وبما أنها لم تعد موجودة قررت الهجرة إلى أمريكا للحاق بأبنائي الأعزاء محمد، عمار  وصلاح الذين كانت توصيني بالذهاب إليهم للإقامة معهم، إلا انني كنت أرفض رفضاً باتاً الفكرة على أساس أنها كانت كل شيء في حياتي، وبالتالي لم أكن على أستعداد لأن أتركها خلفي، وأسافر إلى أبنائي في الولايات المتحدة الأمريكية. 

*كيف يعيش الجزلي تجربة المرض في أمريكا؟*

تجربة مرضي من أصعب التجارب التي مرت على حياتي، وامتدت لسنوات طويلة، ولكن اكتشفت من خلالها أن الله المولي عز وجل سهل لي السفر إلى أمريكا لما ظللت أعاني من آلام في غاية الخطورة، ولم أكن أضعها في حساباتي، وأغلبها تطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً ودقيقاً، وأنا أنتظر ما يقرره الأطباء الأمريكان، والذين تعددت تشخيصاتهم لحالتي الصحية، لذلك قررت عدم السماح للأطباء بالتدخل في جسدي جراحياً حتي أتمكن من العودة إلى مسقط رأسي الذي أحبه من كل قلبي. 

كيف تنظر إلى وقفة أسرتك معك في فترة مرضك؟

لولا أسرتي، أبنائي وزوجتي (عواطف) لما استطعت أن أتابع علاجي الذي لم يكتمل حتي اليوم، فمازلت في إنتظار إجراء بعض العمليات الجراحية.

*ما هي الأسباب التي أدت إلى إيقاف برنامج (أسماء في حياتنا)؟*

من المؤسف أن إيقاف برنامجي التوثيقي تم في عهد تلميذي لقمان أحمد مدير الفضائية السودانية، فالبرنامج قبل وصوله لإدارة تلفاز السودان كان يبث بإشراف الأستاذ يس إبراهيم، ومن ثم الأستاذ السر السيد، والأخير كان يتصل بي هاتفياً لإشراكي في اختيار الحلقات، وأخر حلقات تم بثها كانت الأستاذ محجوب محمد صالح والفنان عبدالكريم الكابلي، كما لم يمنح الكابلي استحقاقه المالي لحلقات أجرتها معه الأستاذة الإعلامية سهام العمرابي.

*وماذا عن لقمان أحمد؟*

كنت أستاذه منذ أن كان طالباً بجامعه امدرمان الإسلامية، ودربته على العمل التلفزيوني من خلال إشرافي المباشر له كسائر الإعلاميين الذين مازالوا يكنون لي كل الإحترام والتقدير.

*ما هي وجهة نظرك في الفضائية السودانية بعد أن تولي إدارتها الإعلامي لقمان أحمد؟*

يجب رفع الظلم الواقع على الإعلاميين في التلفزيون القومي، والذي بذلوا من أجله الغالي والنفيس، وذلك يعود إلى أنهم أحبوا العمل فيه، لذلك يستحقون التكريم، اما بالنسبة للبرامج المبثوثة عبر تلفاز السودان، فلن اقيمها فهو أمر متروك للمتلقي الحصيف.

*ما الذي دار بينك والدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء؟*

لقائي بالدكتور عبدالله حمدوك كان لقاءً طيباً ودوداً منه، ومن اركان حربه حيث طلبوا  مني العودة للوطن، والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

*سراج النعيم يكتب : حقيقة شائعة وفاة الشاعر أزهري محمد علي*



........ 

من الطبيعي جداً حينما يتوفي شخصاً أن تعلن أسرته الوفاة بالإتصال بالأهل، الجيران، والأصدقاء إلا أن الأمر في بلادي يختلف كلياً عما أشرت له، إذ أن بعض نشطاء ورواد الإعلام البديل يبادرون بنشر خبر وفاة أحد المشاهير أو نجوم المجتمع عبر وسائط التقنية الحديثة دون مراعاة من تربطهم علاقة بالشخص المستهدف بالشائعة المغرضة، والتي يتفاجأ بها كسائر الناس بالخبر الذي يتم تداوله من خلال الشبكة العنكبوتية، والغريب في الأمر أن هنالك بعض الإعلاميين ينجرفون وراء تيار خبر الوفاة، وتوسيع دائرة انتشاره، مما يجعل المتلقي ما بين مصدق ومكذب، هكذا معظم الأخبار المنشورة عبر وسائط التواصل الاجتماعي تندرج في هذا الإطار رغماً عن أن أغلبها أخبار (مفبركة)، وهذه الأخبار يطلقها أحد شخصاً بقصد أو بغيره، وذلك عبر موقع إلكتروني أو عبر الموقع الإجتماعي (الفيس بوك) أو (تويتر)، وغيره، وهي الوسائل التي افرزتها (العولمة) ووسائطها المختلفة، وذلك بهدف الإثارة وتحقيق الزيارات في القراءات، التعليقات والإعجابات، وأمثال هؤلاء لا يكلفون عن تأكيد خبر الوفاة بغض النظر عما يحدثه من آثار سالبة في المجتمع الذي تحول في إطاره الإنسان عن باحث للحقيقة، مما قاده إلى أن يكون أشبه بمتعهد لنفي أو تأكيد أخبار شائعات الوفيات. 

من أهم تداعيات انتشار الشائعات في ظل فيروس (كورونا)، شائعة وفاة الشاعر المتميز أزهري محمد على الذي سارع الإعلام البديل إلى نشر خبر وفاته بصورة ليس فيها تقصي للحقائق، وهو الأمر الذي يضع بعض الإعلاميين أمام موقف محرج جداً لتعامل المتلقي مع الخبر على أساس أنه صحيح، مما يؤثر ذلك على من طالته الشائعة، أسرته، جيرانه، أصدقائه وزملائه، ومثل هذه الشائعات كثيراً ما نطالعها بشكل شبه يومي، وقد طالت الشائعات العديد من  الفنانين أبرزهم عبدالكريم الكابلي، ابوعركي البخيت، النور الجيلاني وغيرهم من المبدعين الذين تعرضوا لشائعات بوفاتهم خلال السنوات الماضية، مما يضطر أحد أفراد أسرته، أو أصدقائه أو جيرانه أو زملائه إلى نفي أو تأكيد الخبر. 

مما ذهبت إليه، فإن شائعة وفاة الشاعر أزهري محمد على جاءت على خلفية إصابته بجائحة (كورونا) المنتشرة في ظلها شائعات اضطرتني للإتصال بهاتف الشاعر أزهري محمد علي، وعندما وجدته مغلقاً اتصلت على إبن اخته الشاعر محجوب الحاج، والذي أكد أن خاله على قيد الحياة، وأنه في الحجر الصحي بغرفة في منزله، ولا سيما فإن الشائعات تنتشر كانتشار النار في الهشيم، ولكن تبقي شائعة وفاة الشاعر أزهري محمد علي 

الأقوى منذ ظهور وانتشار جائحة (كورونا) في موجتها الثانية، لذا السؤال الذي يطرح نفسه إلى متي ينقاد الناس وراء الأخبار العارية تماماً عن الصحة؟، ونادراً 

ما يتجاوز المبدع خبر شائعة وفاته، لأنه يدخل القلق في نفوس أهله، وأصدقائه وجمهوره الذي أن لم يجد من يؤكد أو ينفي له الخبر فإنه يتوجه  إلى منزل الشخصية المستهدفة بالشائعة لتقديم واجب العزاء، والبعض الآخر يذهب لتقصي الحقائق، وفي كلتا الحالتين يتفاجأون بأن ما طالعوه عبر الاسافير مجرد شائعات سخيفة، وهو جعل بعض المبدعين يقولون : (نخاف عند وفاتنا حقيقة أن لا يأتي أحداً لتقديم واجب العزاء في حال وفاته حقيقة لعدم تصديق ما ينقله من شائعات). 

إن من يطلق الشائعات يستقل انتشار الأوئية كفيروس (كورونا) المستجد لنشر الأخبار المفبركة، كالذي حدث بالضبط في انتشار خبر وفاة الشاعر أزهري محمد على متأثراً بوباء (كورونا)، وهو ما تداوله الكثير من المواقع الإلكترونية، مما استدعاني الإتصال به وبابن اخته الشاعر محجوب الحاج الذي أكد تأكيداً جازماً أن الشاعر أزهري محمد علي في الحجر الصحي بمنزله، علماً بأنها لا تمر بسلام، وقد الشائعات إلى وفيات أشخاص تربطهم صلة بالمبدع الذي يتم استهدافه بشائعة الوفاة، كما يصاب آخرين بالفزع والحزن.

الأحد، 22 نوفمبر 2020

ياسر رضا في حوار استثنائي قبل الرحيل المر..(دار المطلقات) عمل يعالج قضية اجتماعية شائكة ولكن..أشعر بانني فنان مختلف في (الإخراج) أكثر من الفنان (الممثل)






.......
جلس إليه : سراج النعيم
.......
ودعت البلاد الممثل والمخرج ياسر رضا الذي مثل انتقاله المفاجئ إلى الرفيق الأعلي صدمة كبيرة في الأوساط الدرامية، المسرحية، الثقافية والفنية.
رحل الفنان ياسر رضا بعد صراع مرير مع المرض، وذلك بعد أن قدم عصارة تجربته الإبداعية في التمثيل والإخراج الذي أصبح على إثره فناناً شاملاً، ومع مرور الأيام، الشهور والسنين يشار إليه بالبنان.
يعتبر ياسر رضا واحداً من رواد الدراما والمسرح، إذ أنه أنتج وﺷﺎﺭﻙ في الكثير ﻣﻦ المسرحيات، ﺍلأعمال الدرامية التلفزيونية.
وبرحيله يكون السودان قد فقد مبدعاً وضع بصمة واضحة في خارطة الدراما، المسرح والفنون بصورة عامة، وبالتالي خلق لنفسه مدرسة مميزة في الأداء التمثيلي والإخراج معاً، وشق طريقه نحو الشهرة والنجومية رغم صعوبة الاختراق، وصار نجماً لامعاً بما ينتجه فن خالد في الذاكرة، وهذا الفن يؤكد أنه فناناً مميزاً وذكياً، لذلك استطاع أن ينتزع لنفسه مكاناً بارزاً في الدراما التلفزيونية المسرح، وعليه عكس تجربته للآخرين من أجل الاستفادة منها في المستقبل، كما أنه حرص على تقديم تجارب مختلفة، وهذا الإختلاف نابع من أنه صاحب أداء متفرد، وطريقة مميزة في الإخراج والتمثيل، مما جعله من المبدعين القلائل الذين يمتلكون القدرة على إيصال الفكرة.
في البدء ماذا عنك أستاذ ياسر رضا كمخرح وممثل؟
لدي بعض الإسهامات والمشاركات في الدراما التلفزيونية والمسرحية، وآخرها مسلسلي (دار المطلقات) الذي أعتقد أنه ناقش قضية في غاية الأهمية.
هل أحببت العمل الدرامي (دار الملقات)؟
بكل تأكيد أحببته جداً لأنه من الأعمال الخالدة في الذاكرة نسبة إلى أنه حاول معالجة قضية تشكل هاجساً كبيراً لكل الأسر، لذلك تبقي (دار المطلقات) من الأعمال المحببة لنفسي جداً خاصةً وأنها تعالج قضية انفصال الأزواج، والتي أصبحت منتشرة في المجتمعات بصورة مقلقة جداً، وفي الغالب الأعم تكون أسباب (الطلاق) اقتصادية بحته كما أن العمل تطرق للعلاقات بين الأفراد داخل الأسرة.
كيف تنظر إلى تجربتك الدرامية التلفزيونية والمسرحية؟
راض عنها لأنني بدأت الانخراط في إطارها منذ الصغر، وذلك من خلال متابعتي للمسرح رغماً عن أنه لم يكن يسمح لى بالخروج آنذاك، بل كنت اتسلل في الخفاء لكي أشاهد مسرحية أو فيلماً سينمائياً، هكذا بدأت تجربتي في مجالات الإخراج، التمثيل والإنتاج، وكلما شاهدت أعمال درامية تلفزيونية أو مسرحية أو سينمائية أتخيلها، ومن ثم أنتجها في خيالي الذي ألعب اتقمص دور الممثل والمخرج.
برغم أن هنالك قضايا اجتماعية تم التطرق إلا أنك تلجأ إلى تناولها مرة ثانية؟
القضايا الإجتماعية عموماً شائكة، وإذا سبق التطرق لها أو لا، فإنها تظل قائمة إلى أن تحل جذرياً، ولكن هي في تطور دائم، خاصةً وأن الإنسان يرتكب الخطايا في حق نفسه والآخرين، ومن ثم يندم على ذلك، هكذا أبحث عن الإنسان الذي يخطيء ويحس بالندم نظير خطأ.
ما الغرض من الإهتمام بهذه القضايا؟
اهتمامي بها نابع من انني أود المساهمة في تصحيح المسارات الخاطئة، خاصة وأن الفن لاعباً أساسياً في تصحيح المفاهيم الخاطئة، فالسلطات الرسمية لوحدها لا تستطيع مكافحة الظواهر (السالبة) في المجتمع، وبالتالي يفترض على كل فرد من أفراد المجتمع أن يكون رقيباً على نفسه، وحريصاً على عدم ارتكاب الخطيئة.
لماذا تركز على طرح الأسئلة في بعض أعمالك الدرامية التلفزيونية والمسرحية؟
إن كل إنسان على وجه هذه البسيطة تدور حوله الكثير من الأسئلة لأن لكل إنسان حياة خاصة، وعليه أجد في هذا الاتجاه سانحة لتقاسم الأسئلة مع الآخرين، وأركز في ظلها على أسئلة تصب حول القيم والأخلاق، وهذه الأسئلة تختلف من عمل إلى آخر.
ما الكيفية التي تختار بها الأعمال التي ترغب في إخراجها؟
دائماً أجد نفسي في قصص تناقش قضايا وهموم الناس والمجتمع، وأن كنت لا أعرف من أين تبدأ وتنتهي؟، ولكنها تلامس أفكاراً جاذبة في مخيلتي، وبالتالي أترجمها بصورة تضع الحقائق على أرض الواقع.
ما الذي شكل شخصيتك الإخراج التلفزيوني أم المسرحي؟
قبل أن الج لهذا المجال الدرامي والمسرحي كنت أبحث عن اكتشاف موهبتي أين تكمن؟ لذا كنت أتابع أعمال مسرحية لعبت دوراً كبيراً في تشكيل شخصيتي المهنية، ومن خلالها أحببت الإخراج والتمثيل التلفزيوني والمسرحي، وكانت تلك الفترة خصبة جداً، واستطعت من خلالها أن أقرأ المسرحيات الأجنبية، والتي كانت بالنسبة لي فتحاً في عوالم إبداعية جديدة.
كيف تنظر إلى نفسك كمخرجٍ وممثل؟
أشعر انني فناناً مختلفاً في الإخراج عن الفنان في التمثيل، لذلك كنت أجد نفسي في الإخرج التلفزيوني، وذات الأمر ينطبق على الإخراج المسرحي، وفي كلا الحالتين تكون أعمالي منصبة حول هموم وقضايا الناس والمجتمع، وهذا الإتجاه متجذر في دواخلي، ولا يتغير رغماً عن الإزدواجية التي تجعلني حريصاً على تجويد الأعمال الدرامية والمسرحية، وذلك من خلال تكثيف البروفات للتجويد الذي يعود إلى خلفيتي الدرامية التلفزيونية والمسرحية.
أين تجد نفسك في الإخراج التلفزيوني أم المسرحي؟
أميل للأعمال التلفزيونية، وأستمتع من خلالها بالإخراج والتمثيل معاً، ودائماً ما يتخالجني إحساس أنني في عالم آخر.
ما الإختلاف بين الإخراج الدرامي التلفزيوني والإخراج المسرحي؟
هنالك إختلاف في الإخراج المسرحي عن الإخراج التلفزيوني.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...